صفحة الكاتب : زكية المزوري

حوار مع الناشط السياسي عدي الزيدي
زكية المزوري

ملاحظة : ( أجريت هذا الحوار عندما كنت أكتب لجريدة المشرق  ( المستقلة ) والتي كتبت لها الكثير من الحوارات والتحقيقات والتقارير السياسية والمحلية ، ووعدت الجريدة  بنشره بل نوهت عن نشره في أحد أعدادها ، والذي تضمن تقريرا كتبته نُشر على الصفحة الأولى في عددها ( 2107) بتأريخ 14 حزيران عام 2011 م وكان بعنوان ( عدي الزيدي لــ المشرق : شُبان الحركة الشعبية لأنقاذ العراق لن يستسلموا ) وجاء فيه نصا :

بغداد : يزعم شُبان الأنتفاضة الشعبية العراقية المستمرة منذ شهور برغم أتهامهم جزافا بالأنتماء لحزب البعث الذي يعد نظامه نظاما دكتاتوريا قمعيا أن الديمقراطية الحكومية ( زائفة ) وأنهم لن يستسلموا لأية ضغوطات مهما كانت ، ولهذا فأنهم وكما يقول عدي الزيدي ( شقيق منتظر الزيدي ) رئيس ما يسمى الحركة الشعبية لأنقاذ العراق ، وهو الأن ناشط سياسي في أوساط الشبان ويتحرك في أكثر من محافظة عراقية أضافة الى بغداد : مصممون على تنظيم التظاهرات السلمية والأعتصامات المطالبة بأخراج المحتل ، وأكد أن الجماعة التي ينتمي اليها عانى أعضاؤها الناشطون من المداهمات في بيوتهم والملاحقات الشخصية ، ومن الضرب بـــ ( العصي الغليظة ) ومن الطعنات بالسكاكين خلال تظاهرة يوم الجمعة الماضية وأوضح الزيدي أن محمد طالب خضير وسيف الشاعر وأرشد مصطفى والمصور حسن هربوا أمس الأثنين من مستشفى الكندي بالرصافة بعد أن علموا بنيات مبيتة لأعتقالهم ، وزعم أن الناشطتين  سناء الدليمي وهدى المرسومي تعرضتا للضرب المبرح ولطعنات بالسكاكين ، لكن مصادر أخرى كذبت الخبر فيما يتعلق بتفاصيل بعض المعلومات التي وصفت بأنها مضخمة وأن هناك شبانا يزعمون أنهم دوهموا أو أعتقلوا أو ضربوا بحثا عن الشهرة ، ويتحدث الزيدي بقوة عن سعي جماعته الى العمل من أجل تنظيم عملية سياسية غير مبنية على المحاصصة الطائفية بل على التكنوقراط حسب تعبيره ، وأكد قوله أن الشعب أقوى من كل طغيان وأقوى من الدكتاتوريات المتعاقبة وقال الزيدي : أثناء مغادرتي للعراق وخلال مدة أكمال العلاج في أسبانيا التقيت بوفد من الحزب اليساري الأسباني التقيت بهم ونقلت وتحدثت عما يجري هنا في العراق لأنه وللأسف الشديد لا يعلم أحد ما يجري فعلا في ساحات الأعتصام .. فقد وصلتهم أخبار عن الثورات في مصر وتونس وسوريا وفي ليبيا لكن لم يصلهم شيء من العراق فعرضت عليهم مقاطع  أفلام وصورا مما حصل في أعتصامات الموصل وبغداد ، ورفعت دعوة على السيد نوري المالكي عن طريق منظمة العفو الدولية بسبب أعتقالي وتعذيبي من قبل قواته ونظمت أعتصاما في مدينة ( ملقه ) الأسبانية شارك فيها الآلاف من الأسبان تضامنا مع الشعب العراقي .

تنويــــــــه :  (وتنشر ( المشرق ) غدا حوارا موسعا مع عدي الزيدي يروي تفاصيل كثيرة عن مجموعته الشبابية الناشطة والضغوط والعذابات التي واجهها ) .

وكنت وقتها قد أرسلت نص الحوار الى الجريدة وأطلع عليه رئيس التحرير وأعجبه كثيرا ، لكن في صباح اليوم التالي لم تنشر الجريدة حواري مع الزيدي ، مما دعاني للأتصال بالسيد رئيس التحرير فأعلمني أن الجريدة تعرضت لضغوطات من مكتب رئيس الوزراء ، بعدها بلحظات أتصل بي الزيدي وسألني سبب عدم نشر الحوار فطلبت منه أن يستفسر شخصيا من السيد رئيس تحرير الجريدة ، ثم عادوت الأتصال بالزيدي بعدها بأقل من ساعتين فأعلمني أن رئيس التحرير أخبره نصا : أن مكتب أعلام السيد رئيس الوزارء حذروه من مغبة نشر الحوار وقال الزيدي : عندها رجوته فقال : أن أردت غلق الجريدة بسبب هذا الحوار فسأنشره غدا ، ) .

لذا قررت نشر الحوار على مواقع شبكة الأنترنت بعد أكثر من عامين على أجراءه .. ) ، وهذا نصه :

عدي الزيدي رئيس الحركة الشعبية لانقاذ العراق ناشط سياسي معروف عمل وما زال  يعمل بالف اصبع مع جميع الوطنيين والشباب الحر وعلى مختلف هوياتهم وانتماءاتهم الفكرية والقومية في بغداد وكل محافظات العراق  ، جمع بين شيوخ ووجهاء وقادة العشائر والقبائل في جميع محافظات العراق واشعل فتيل الثورة على المحتل .. شاب أزرقت أظفاره وتقيح معصمه من ثقل القيود .. مل الجلادون من ضربه بالسياط فما ان يطلقوا سراحه حتى يعود الى تنظيم الاعتصامات والتظاهرات  شاب ثائر يؤسس لثورة عارمة قد تبين معالمها في القريب العاجل ، فالجوع والظلم يولد الثورات لا سيما في دولة أستوطنتها الدكتاتوريات ونام على صدر شعبها الطغاة ..

 التقيناه في جمعة الكرامة في ساحة التحرير حيث قدحت تحت نصبه شرارة ثورة الجوع ..فكان هذا الحوار ..

زكية المزوري :ـ  في ظل الحكومات الفاسدة وبعد أكثر من تسع عجاف من الفقر والقتل والخراب ظهر الشباب الثائر ، برأيك لم صرنا أخر من يثور في العالم العربي والأسلامي رغم أحتلال دام طويلا وأستبداد الحكومات التعسفية وفسادها !؟ .

 عدي الزيدي  : ما ان غادرنا نظاما دكتاتوريا حتى صدمنا بنظام دكتاتوري اكبر والعن نظام جاء بمعية المحتل جلهم من المرتزقة والجهلاء نظام فاشي لم يراعي حقوق الانسان ولا حرية التعبير ، اذن هي ديمقراطية زائفة وستبقى لهذا قررنا كشباب ان نخرج في مظاهرات سلمية واعتصامات مطالبة بأخراج المحتل وتنظيم عملية سياسية غير مبنية على المحاصصة الطائفية بل مبنية على التكنوقراط ومهما كانت خلفية من يحكم العراق المهم ان يخدم البلد ، خرجنا كي نوصل رسالة للعالم اجمع ان الشعب اقوى من الطغاة والدكتاتوريات المتعاقبة واقوى من الاحتلال ، هنا الشعب يريد تقرير مصيره يريد من يحكمه بعدالة ووطنية بغض النظر عن كونه عربيا او كورديا ، مسلما كان او مسيحييا او غير ذلك ما يهم هو ان يكون عراقيا .. نظمنا مظاهرات سلمية في جميع انحاء العراق بالتنسيق مع القوى الوطنية العشائرية  وحققنا الكثير من التوافقات الهادفة الى اخراج المحتل وبناء دولة حضارية ليبرالية ذات سيادة وطنية  تحترم حقوق الانسان تستند على ثوابت وطنية على هذا كانت المسيرة صعبة ومضنية بدأناها بأولى تظاهرة سلمية كبيرة في بغداد في ساحة الفردوس يوم 14فبراير والتي تعرضنا فيها انا وزملائي الى مؤامرة كبيرة حاكتها قوات الامن حيث وصلنا الى ساحة الفردوس قبيل الساعة الثامنة صباحا نحمل لافتاتنا واعلامنا واحلامنا فجوبهنا بوجود قوات كثيفة في الساحة قاموا بتطويقنا وتوجيه اسئلة لا علاقة لها بالتظاهرة حيث اتهمنا بحمل اعلام بعثية ، اقترب مني شخص اسمه العقيد عقيل وقال : تم تحويل مكان اعتصامكم من ساحة الفردوس الى شارع ابو نؤاس بأمر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ، ثم طلب مني الذهاب معه الى حيث تركن احدى الاليات التابعة للقوات الامنية لاخذي الى شارع ابو نؤاس للاطلاع على مكان الاعتصام الجديد حينها لم نشأ الاصطدام به ليقيننا ان الجندي والشرطي هم اخواننا ووجدوا لخدمتنا فتركت بقية الاخوة في ساحة الفردوس حيث كان معي اعضاء اللجنة التحضيرية للاعتصام كل من الشيخ فاروق المحمداوي والست زكية المزوري الاعلامية المستقلة والست سناء احمد الناشطة السياسية والعشرات من الاخوان حيث نظمنا الاعتصام سوية وأخبرت زملائي بأني سأعود اليهم بعد لحظات ،  ابتعدت عن ساحة الفردوس برفقة العقيد عقيل ثم دفعوني الى داخل مركبة عسكرية وسلموني الى مجموعة تنتمي الى لواء بغداد ، قاموا بضربي ووضعوا كيسا اسودا على رأسي ، طبعا لا اذكر اسماء بعضهم لكني عرفت وتأكدت انهم من حماية رئيس الوزراء ومن لواء بغداد الخاص اخذوني الى مقر اللواء وحققوا معي وكانوا يتعمدون امتداح صدام حسين وقالوا ان صدام حسين شهيد .. فقلت لهم صدام كان دكتاتور وذهب الى غير رجعة وكانوا يضربونني بقسوة ربما ارادوا ايهامي بأنهم من جهة معينة ، بعدها قالوا انت تخرج مظاهرة على السيد اياد علاوي لماذا لا تخرج بمظاهرة على السيد نوري المالكي وبدأوا يتحدثون عن نوري المالكي بسوء وانا على يقين انهم من حماية نوري المالكي .. حينها تحرك شقيقي ضرغام وجماعة من الاخوة من بينهم ضياء  السعدي نقيب المحامين السابق وعلموا ان مكان احتجازي هو داخل لواء بغداد .. بعد خمسة ايام من التعذيب ، اخبرني احدهم قائلا : ستخرج من المعتقل اليوم الى سوريا مباشرة واياك والعودة الى العراق  ، اجبروني على كتابة تعهد بخروجي من العراق ، اخرجوني من المعتقل ورموا بي على طريق عام ثم نقلني المارة الى مستشفى الكندي حيث تعرضت لكسور في قدمي وساقي الأيسر وكسور في الظهر جراء الضرب بالقضبان الحديدية مما استدعى الى تجبير الكسور لمدة طويلة

زكية المزوري:ـ رأيناك في ساحة التحرير مستندا على عكازين من الخشب ، علمنا بحادثة أعتقالك وتعذيبك الأخيرة والتي تتكرر أثناء أو بعد مشاركتك لأي تظاهرة ، لا سيما وأنك تجهر بمناهضتك للمحتل ؟!

عدي الزيدي  : نعم رغم الجراح والكسور الحاصلة في كل انحاء جسدي قررت الانضمام الى المتظاهرين في ساحة التحرير وعاودت نشاطي في تنظيم التظاهرات والاعتصامات بالتواصل مع قادة منظمات المجتمع المدني والتنظيمات الاخرى من الشباب الوطني حتى وصلنا الى تظاهرة يوم 25 فبراير الكبيرة والتي تعرضت فيها للاعتقال مرة ثانية في الامن العامة قبيل الساعة الثالثة عصرا عندما توجهت الى الساحة برفقة المئات من الشباب الذين جاؤا من كل محافظات العراق قبل ايام من التظاهرة وتجمعنا في نقطة قريبة من ساحة التحرير وما ان حاولنا فك الحصار عن اخواننا المتظاهرين وراء الكتل الكونكريتية العملاقة التي وضعتها القوات الامنية على جسر الجمهورية المؤدي مباشرة الى ساحة التحرير لمنع وصول متظاهري جانب الكرخ الى الساحة حتى هجمت علينا قوات منع الشغب وقوات الشرطة وانهالوا علينا بالضرب بالعصي الكهربائية والهراوات وحاولوا ابعاد المتظاهرين عن الساحة برشقنا بصنابير المياه والقنابل المسيلة للدموع بل وصل الامر الى رمينا بالرصاص الحي مما تسبب في جرح وقتل العشرات ومنعونا من الذهاب بهم الى سيارات الاسعاف التي وقفت عاجزة والتي استخدموها لاعتقالنا حيث وضعونا فيها وذهبوا بنا الى جهة التحقيق بعد وضع اكياس سوداء على رؤوسنا مع الضرب والشتم المستمر وكان معي كل من ميناس السهيل المراسل السابق لقناة البغدادية والذي تعرض لضرب شديد رغم سوء حالته الصحية والمحامي محمد من الموصل واخرون .

اخذونا الى مقر الامن العامة / قيادة الفرقة الاولى .. كان المحقق النقيب علي والمقدم حسين والنقيب عمار وحققوا معنا بقسوة شديدة واستخدموا لغة طائفية حيث قال : انت شيعي ليش تخرج مظاهرة على رئيس الوزراء وهو شيعي ؟! ، وبدأوا بتعذيبنا لخمسة ايام حينها قررت واخواني الاضراب عن الطعام والشراب حتى اطلاق سراحنا فأطلقوا سراحنا بالفعل .

 

زكية المزوري :ـ  : كانت هناك عدة جمع وعدة مظاهرات واعتصامات . هل وجدتم تجاوبا من قبل الحكومة او ردا من مجلس النواب وهل ارسلوا مفاوضين لفهم وتلبية مطالبكم ؟! .

 

عدي الزيدي : ـ بعد جمعة 25 شباط توالت الجمع جمعة الحق وجمعة التغيير وجمعة المعتقل وجمعة الكرامة ولم نجد اذان صاغية من الحكومة بل وجدنا القمع والترويع للاعتصامات ، غيرنا في الحركة الشعبية لانقاذ العراق ونوعية التظاهرات فقررنا ان نذهب الى محافظة نينوى هذه المحافظة البائسة التي سيطرت عليها ميليشيات الاحزاب النافذة والعصابات المخربة ، هناك جهزنا لاعتصامات كبيرة بدأت بــ 17 معتصم وانتهت بــ 80 الف معتصم  ، فأرسل لنا السيد نوري المالكي السيد مهدي الغراوي بلواء كامل ليقمع هذا الاعتصام السلمي وقبلها كانت طائرات الاحتلال تحلق بمستوى منخفض مما تسبب في أصابة المتظاهرين بالاختناق وتشتيت شملهم مع منع الفضائيات والصحافة من توثيق وتصوير الحدث بدأنا الاعتصام يوم 9/ نيسان ويوم 10 و 11 نيسان قامت مروحيات الاحتلال برمي القمامة علينا وقناني المشروبات الروحية حتى تستفز المعتصمين في ذلك الوقت فاق عدد المعتصمين الخمسين الفا ،  بعدها طلبت منا قوات الامن التفريق ومغادرة المكان فقلنا اننا لم نحقق ولا جزء من مطالبنا المشروعة من الخدمات والفساد الاداري وخروج قوات الاحتلال بعد انتهاء مدة بقائها التي تقررت نهاية عام 2011 واعتقال سراح المعتقلين الابرياء والاسراع بمعاقبة ومحاسبة المجرمين فلسنا مع اطلاق سراح المعتقلين ممن تمرغت اياديهم بدماء العراقيين فقمع الاعتصام بقوة السلاح من قبل قوات ناصر الغنام والمعروف بقولته المشهورة والتي يرددها دائما في الموصل : ( من كل بيت معتقل ) وفعلا الان لا يخلو بيت في الموصل من معتقل ، واستشهد على اثرها اثنين من المعتصمين وهم الاخ عمر الجبوري والاخ عبد السلام محمد اللهيبي وجرح العشرات ، رغم ذلك استمر الاعتصام والذي كان بحق ثورة عشرينية جديدة شاركت فيها جميع العشائر والقبائل الموصلية وبحضور رؤساء وقادة وشيوخ تلك العشائر حيث بذلوا الغالي والنفيس لاستمرار الاعتصام فنشروا الخيام لامهات المعتقلين وذوي الشهداء وقدموا مئات الذبائح واطعموا المتظاهرين طوال فترة الاعتصام التي دامت لاكثر من عشرين يوما واذكر منهم الشيخ صباح الحنش الطائي شيخ عشائر الطي والشيخ حربي ياسين العماش شيخ عشائر اللهيب والشيخ احمد الورشان شيخ عشائر الحديدية والشيخ خليل السبعاوي شيخ عشيرة السبعاوية والشيخ عبد الرحمن العاصي شيخ عشائر العبيد والشيخ فاروق المحمداوي شيخ عشائر البو محمد والشيخ رشيد الزيدان شيخ عشائر الجبور والشيخ برزان البدراني شيخ عشائر البو بدران والشيخ محمد حمد الصفوك والشيخ سلمان الشمري شيوخ عشائر شمر والشيخ شعلان محمد العكيدي شيخ العكيدات بالموصل والشيخ غزوان مزهر دهام رئيس قبيلة العكيدات ، وكان لقائد الفرقة الثانية اللواء الركن ناصر الغنام دور كبير في منع مشاركة عشائر تلعفر من التوجه الى مكان الاعتصام حيث امرهم بالعودة الى ديارهم واخبرهم نصا : انه اعتصام سني واذا شاركتم فيه فسيقومون بذبحكم .. ) فأن كنا نذبح الناس فلم نعتصم سلميا !! وانا زيدي وشيعي وصليت مع أهل السنة  صلاة موحدة ولم يذبحني أحد ولم يجبرني أحد على صلاتهم .

زكية المزوري :ـ لاحظنا مشاركة معتصمين من حزب التغيير الكوردي .. هل كانت مشاركة طوعية ام منسقة ؟! .

عدي الزيدي :ـ بل كانت مشاركة تضامن ومساندة من اخواننا الكورد من ميدان التغيير من كوران في السليمانية واربيل ودهوك وكركوك وكانوا بالمئات وشاركوا معنا واعتصموا وتحملوا كل المصاعب ولا بد من الاشارة الى الثورة الكوردية في السليمانية التي قدمت الكثير من الشهداء والجرحى والمعتقلين من اجل التغيير والاصلاح في اقليم كوردستان العراق ..  فتحية لاخواننا الاكراد في كل محافظات العراق .

 

زكية المزوري : ـ شاهدنا على شاشات الفضائيات السيد اثيل النجيفي محافظ نينوى وهو يقتحم قوات الامن لفك الحصار عن المعتصمين واتهم من قبل قوات الامن بتأجيجه الناس ضد الحكومة بعد تبادل الاتهامات بين مجلس المحافظة وقادة الامن بقيادة اللواء الركن ناصر احمد غنام الهيتي وهو من القادة المقربين والموالين للسيد نوري المالكي لا سيما بعد حرق مقر مبنى المحافظة واطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وقتل وجرح العشرات  ؟!.

 

عدي الزيدي : ـ نعم لا بد من الاشارة الى الدور الكبير للرجل حيث منحنا الكثير من الموافقات الامنية وسهل علينا الكثير من المصاعب وكان منصفا ومؤمنا بقضيتنا واكد للمعتصمين حقهم في الاعتصام وقال : الدستور كفل لكم هذا الحق وعلينا الوقوف الى جانبكم حتى تلبية مطالبكم ، وعندما فرقتنا قوات ناصر الغنام جاء السيد المحافظ وفك الحصار عن المعتصمين سيرا على الاقدام برفقة اعضاء وموظفي مجلس المحافظة وتعاطف معنا والتقى بشيوخ ورؤساء العشائر وتعهد بايصال صوتنا ومطالبنا الى مجلس النواب رغم ذلك اجبرتنا قوات الامن على فض الاعتصام بالقوة مما دعاني الى مغادرة المحافظة الى سوريا لاكمال علاجي

زكية المزوري :ـ لاحظنا التعتيم الاعلامي المحلي والعالمي على الاعتصامات التي نظمتم لها وبخاصة اعتصام الموصل والبصرة ، برأيك هل للسلطة الحاكمة دور في هذا التعتيم  ؟! .

عدي الزيدي : ـ نعم اثناء مغادرتي للعراق وخلال مدة اكمال العلاج في اسبانيا التقيت بوفد من الحزب اليساري الاسباني التقيت بهم وتحدثت ونقلت ما يجري هنا في العراق لانه وللاسف الشديد لا يعلم احد ما يجري فعلا في ساحات الاعتصام .. فقد وصلتهم اخبار عن الثورات في مصر وتونس وسوريا واليمن وفي ليبيا لكن لم يصلهم شيء من العراق فعرضت عليهم مقاطع أفلام وصور مما حصل في اعتصامات الموصل وبغداد ، ورفعت دعوة على السيد نوري المالكي عن طريق منظمة العفو الدولية بسبب اعتقالي وتعذيبي من قبل قواته ونظمت اعتصاما في مدينة ( ملقه ) الاسبانية شارك فيه الآلآف من الاسبان تضامنا مع الشعب العراقي .

زكية المزوري :ـ  أخر جمعة وهي التي اسمتها القوى المناهضة للحكومة بجمعة القرار والرحيل واسمتها قوى اخرى مؤيدة للحكومة بجمعة القصاص كيف تقرأ احداث هذه الجمعة التي انتهت بقوة العصا ؟! .

عدي الزيدي  : ـ بعد انتهاء مهلة المائة يوم التي منحها السيد نوري المالكي لحكومته الفاشلة والفاسدة قررنا تنظيم تظاهرات متفرقة في بغداد والمحافظات فأنقسمنا فذهب بعضنا الى الموصل والبعض الاخر من الشباب الى ساحة التحرير وذهبت انا وبعض الاخوة الى البصرة ونظمنا  اعتصامات كبيرة ومهمة وبخاصة في البصرة حيث وصل عدد المشاركين الى اكثر من خمسمائة متظاهر رغم امتناع وتهديدات بعض الاحزاب الدينية لنا ووعيدهم لنا بالقتل والاعتقال وفعلا تم اطلاق النار على البيت الذي يأوينا وكان بيت الشيخ ابو عكاب المحمداوي وهو الشيخ علاء شيخ عشائر البو محمد  ، وتعهد بحمايتنا حتى النهاية ، فخرجنا بمظاهرة في ساحة الفراهيدي امام مبنى محافظة البصرة وتجمعنا وطالبنا بالاصلاحات واخراج المحتل فقمعنا بقوة . وما زلنا .

زكية المزوري :ـ لكن الاعتصام في البصرة انتهى وخلا المكان من المعتصمين دون ان يتغيرشيء ؟! .

عدي الزيدي : ـ ابدا ما زلنا مستمرين لكن ما حدث هو ان درجة حرارة البصرة وصلت الى 54 درجة مئوية ولا يمكن لاحد الصمود تحت لهيب الحر مما اصيب البعض بمرض التيفوئيد وامراض اخرى ومنهم انا ، لذلك حولنا اعتصامنا الى اعتصام مسائي ، اما في بغداد وما حصل بالتحديد في ساحة التحرير صباح يوم جمعة 10/6 ، الحكومة ضربت الديمقراطية بالــ ( نعال ) وقد سحقت الديمقراطية وانتهت الى غير رجعة ومن يقول ان هناك ديمقراطية في العراق فهو اما انسان واهم او منافق .. فالحكومة كشرت عن انيابها وكشفت ما حاولت اخفاءه بغربال الاعلام المسيس .

زكية المزوري :ـ  شارك الكثير من شيوخ وقادة العشائر في التظاهرة المؤيدة للحكومة وحسب شهادات المتظاهرين تأكدنا ان احد الشيوخ ضرب احدى المتظاهرات بالعقال .. ما هو تعليلك لهذا المشهد في ساحة التحرير ؟!.

 عدي الزيدي  : الحكومة ارسلت ببعض المرتزقة وهم بعيدون كل البعد عن شيوخ العشائر الاصلاء ، وانا هنا اذكر شيوخ العشائر بأن هذا العقال الذي يوضع فوق الرأس كان له صولات وجولات في ايام ثورة العشرين فكيف تُضرب أمرأة مثل السيدة سناء الدليمي والسيدة هدى البصري بالعقال .. هل يجوز ان يضع هذا الشيخ عقاله على جسد أمرأة .. هذه هي الكارثة .. لا لن نتوقف بل سنستمر في الاعتصامات والتظاهرات السلمية ولن نسمح باستمرار هذه المهازل وأعقبت تلك الجمعة جمع كثبرة منها  جمعة الاعتبار .. وقمنا بتنظيم اعتصام في ساحة الفردوس وفي ساحة التحرير و قُمعنا في احداها لذا تحولنا الى المكان الثاني ، شبابنا مصر على التغيير واخراج المحتل وبخاصة بعد المهزلة الاخيرة في ساحة التحرير والتي استخدم فيها نوري المالكي اساليب البلطجة التي اثبتت انه لا يمثلنا ولا يمثل العراق وليس اهلا لقيادة العراق الى بر الامان .

 زكية المزوري : ـ هل اقتصرت تظاراتكم على بغداد ومحافظتي البصرة ونينوى ،  وهل هذه آخر تظاهرة برأيك أم أنها تمهيد لثورات قادمة يقودها رجال الدين وشيوخ العشائر قد تقلب نظام الحكم في العراق ؟! .

 

عدي الزيدي : ـ نظمنا اعتصامات في البصرة في ساحة الفراهيدي والموصل في ساحة الدواسة  وفي ذي قار في ساحة الحبوبي وفي صلاح الدين وفي الرمادي ، وبخاصة في محافظة نينوى ففيها حصلت مواقف مشرفة لشيوخ العشائر والنساء حيث وصل عدد المعتصمات الى اكثر من ثلاثة الآف امرأة وكانت معظمهن من ذوي الشهداء والمعتقلين .

زكية المزوري :ـ  سمعنا ورأينا الكثير من شيوخ ورؤساء العشائر في ساحة التحرير يجلسون تحت الخيمة المؤيدة للحكومة لكن الاعلام الحكومي والمحلي اقتصر على تصويرهم دون الاشارة الى الاسماء ،  وجلهم كان من شيوخ الاسناد التابعة لرئيس الوزراء  برأيك هل مثل هولاء يمثلون الاعراف والتقاليد العشائرية الصحيحة وهل مثلوا عشائرهم وهل من ردة فعل عشائرية مجابهة ؟! .

عدي الزيدي : ـ سأطلعكم على اسماء هولاء وهم بالتأكيد لا يمثلون عشائرهم ولا يمثلون اخوتنا في جنوب العراق ولا يمثلون شيوخ العشائر ، اذكر منهم الشيخ سعود كولي والشيخ ذياب علي المنشد وهم من محافظة ذي قار والشيخ داخل خنياط والشيخ ثجيل حاتم العلي وهم من محافظة الديوانية ، الشيخ خضير عسوري والشيخ خيون العبيد من محافظة الكوت .. الشيخ رياض حاتم ثجيل والشيخ زيارة حميد جدران والشيخ علي هادود ناصر وهولاء من محافظة كربلاء وهم شيوخ مجالس الاسناد التابعة لنوري المالكي ويستلمون منه رواتبا قدرها 350 الف دينار شهريا منذ عام 2006 م ويسمون بشيوخ مجالس الاسناد ، وقد اتصلت باحدهم وهو الشيخ حاتم العلي وعبر عن ندمه الشديد بالمشاركة وأكد قائلا :

 انا لم اكن اتصور ان يحصل هذا الشيء واعتبرها وكسة في حقنا وقال ايضا :

بتأريخ 2/6 اي قبل جمعة 10/6 بثمانية ايام قامت مقرات حزب الدعوة تنظيمات الداخل في المحافظات بارسال طلب بوجوب حضورنا الى بغداد للمشاركة في مؤتمر يرأسه السيد نوري المالكي وبــ ( حافلات ) حكومية جهزتها فروع مكاتب حزب الدعوة تنظيمات الداخل بالتنسيق مع وزير النقل والمواصلات السيد هادي العامري وفي يوم الجمعة وصلنا الى بغداد وعبرنا جسر الجمهورية فوجدنا تظاهرات حاشدة ، وزعوا علينا لافتات وصور للمجرم فراس الجبوري وطلبوا منا رفع اللافتات واخبرونا ان السيد نوري المالكي سيحضر الى ساحة التحرير بعد ذلك اندست بيننا مجموعة مدنية وهم من بدأوا بضرب المتظاهرين والمتظاهرات وقالوا لنا : هؤلاء المعتصمين مجموعة بعثية تطالب باطلاق سراح المجرم فراس الجبوري ذباح عرس الدجيل .. وقال الشيخ علي الحاتم : نوري المالكي لن ينسى وقفة الناشطة هناء ادور امامه وكيف وضعته على المحك امام ممثل الامم المتحدة لذلك هو يريد ان يثأر منكم بسبب هذا الدور ولن ينسى ان المعتصمين والمتظاهرين كيف شوهوا سمعته امام اد ميلكرت وامام مجموعة من اعضاء الامم المتحدة والاعلام .. انتهى كلام الشيخ علي الحاتم ، واكد ندمه على ما حصل .

زكية المزوري :ـ  يُشاع أن جهات معادية ومعارضة تؤكد أن الحكومة تتبع ولاية الفقيه وتسير على نهجها ، هل تؤكد أم تنفي هذه الأشاعة !؟ .

عدي الزيدي :ـ  نعم هي تتبع ولاية الفقية حيث تأتيها الاوامر من أيران ، ونحن كشعب حر لا نريدها ولا نريد بقائها في العراق ، نريد حكومة تكنوقراط مهنية نريد حكومة عراقية بحتة .. نريد فصل الدين عن السياسة نعم نحن دولة اسلامية والقرآن دستورنا لكن نريد المعمم يبقى في الجامع وفي الحسينية ونحن نأخذ الفتاوى منه .. أما المهني والتكنوقراط  فهو من يجب ان يحكم العراق ويدير عجلة التقدم .

 

                                               أجرت الحوار وصورته : زكية المزوري

                                                  Zzzzzz_n@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زكية المزوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/13



كتابة تعليق لموضوع : حوار مع الناشط السياسي عدي الزيدي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net