صفحة الكاتب : جواد كاظم الخالصي

ليسلم العراق من وحوش الربيع العربي
جواد كاظم الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان متوقعا هذا السيناريو القاتل لمكونات العراق المذهبية والذي يخطط له قادة المخابرات الدولية في دول عربية وخليجية تحديدا حيث ارادت من ذلك العمل زعزعة كل العملية السياسية في العراق بل اكثر منه لتتعداه الى الاخلال بالمنظومة الاجتماعية العراقية وجعلها منقسمة على بعضها البعض وتقود الى احتراب داخلي وتوزيع مكونات المجتمع العراقي الى كانتينات سكانية الغرض منها ابقاء العراق ضعيفا من الناحية السياسية والاقتصادية بل وحتى العسكرية عبر اخضاعها الى التنظيمات المسلحة القادمة الى العراق بوجوه كالحة صفراء تكون توها قد خرجت من كهوف تورا بورا الافغانية .

اليوم وبشهادة الكثير من السياسيين والمتابعين للحدث العراقي نجد ان اصابع الاتهام تتجه نحو دولتي قطر والسعودية وتعاونهما في ذلك الدولة التركية التي لها الدور الفاعل في تغذية الازمة السياسية في البلد من خلال تدخلها الكبير في الشأن الداخلي العراقي وايوائها المطلوبين للقضاء العراقي وكذلك السماح والتهيئة لعقد المؤتمرات المناهضة للعملية السياسية في العراق عبر جمعها الكثير من الاصوات الشاذة والفاعلة في خط الاجرام وتمويل الجماعات المسلحة داخل البلد وهو ما يثير التأجيج الطائفي الى درجة كبيرة،،، كل هذا التعاون  بين تلك الدول يحاولون من خلاله تشكيل حلف طائفي يقوم على تصدير وحشية الربيع العربي الينا ولا نقول رياح الديمقراطية في منطقتنا العربية انما هي موجة سلفية متطرفة صادرت كل الاصوات المعتدلة والحقيقية التي تريد التغيير في عالمنا العربي الممتد على امتداد الدول المكتوية بضيم والحرمان وكتم الاصوات الحرة ، نعم إنهم يريدونها كما هي في ليبيا وتونس واليمن ومصر التي خفتت فيها الاصوات الحرة فتعالت منها اصوات الانتقام والعودة الى كهوف الظلام وعقلية التخلف التي حاربها رسول الله (ص) في جاهلية العرب .

التظاهرات التي خرجت في شوارع مدن غرب العراق وشماله وجنوبه ووسطه لم ولن تخلو من المطالب الشرعية والتي لها من الأسس الدستورية ما يمكن حله او توفيره للمتظاهرين وقد بدأت الحكومة العراقية بالفعل تطبيق وتنفيذ الكثير من الطلبات إلا ان هناك من يغذي الوجه المتطرف يريد النيل من كل النظام السياسي في العراق وتخريبه الى درجة الغاء كامل العملية السياسية والغاء الدستور وهو ما يعني اعادة البوصلة الى عهد التمرد على الانسان والغاءه تماما وجعل المواطن العراقي عبدا لنظام جبروتي وطاغوتي كنظام البعث ، وبالتأكيد هذا المطلب ليس مطلبا حقيقيا لسواد العراقيين وانما لفئة شوفينية قليلة من الشعب العراقي خسرت عصرها الذهبي ليلبسوا لباس الدين  تتمنى العودة بنا الى الوراء وارتضوا لأنفسهم ان يكونوا امعات لهذه الدول ومخابراتها الخبيثة ، لذلك فمن الواضح ان بلدنا الحبيب اليوم يتعرض لهجمة من قبل وحوش الربيع العربي الذين سيطروا  على الحياة السياسية في بلدانهم تزويرا وتدليسا، وتحاول دول متأزمة  مثل الدول اعلاه تصدير تلك الازمة ليصار بالوضع العراقي لما هو مخطط له بعد ان فشلت كل المحاولات العقيمة في جر البلاد الى فوضى امنية وسياسية شاملة ولذلك نرى ان أهالي المنطقة الغربية يعيشون ألم مصادرة صوتهم ومطالبهم المشروعة لتنحصر في بودقة مطالب شوفينية تقف ورائها اجندات دولية وسرعان ما سيكتشفوا ذلك من خلال عقلاء القوم والواعين فيهم والحذرين من كل المخططات التي وقعوا فيها في ماضي السنين . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد كاظم الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/28



كتابة تعليق لموضوع : ليسلم العراق من وحوش الربيع العربي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net