صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

من سيـّطهو جسد العراق؟
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

آفة .... ليست بجديدة.. بل هي وباء فتاك أصاب الوضع السياسي ، الكل بريء من دم ابن يعقوب ( العراق)  البرلمان لم يساعد على نشوب الفوضى والأزمات ورئاسة الجمهورية كذلك ورئاسة الوزراء! إذاً منّ ؟، جميل ان ترى المستور يُكشف ويجر خلفه مئات من الخطط الهدامة للإطاحة بحضارة سومر والذهاب بها صوب زحاليف الهاوية ، وترى الساسة يـُسقط بعضهم البعض من اجل التشبث بأذيال البرج المرصع بالتسلط وخدمة الذات.

لم يكن جديداً ان يشكو الشعب الفاقة والفقر، ان يتقوقع في جوفه المظلم وبيت احزانه الذي لم يجرأ أي حاكم سوّي على فتحه ليمرر نور الامل من خلال تلك الفسحة المغلقة منذ اربعة عقود، أي شعبٍ  كوته شمس حارقة جرده العصف التعصبي من ثيابه وسرق ضباع الجور مؤنه وقتل سفاحي الدهور عياله وهدموا بيته وسياط الحاكم المتسلط  ترسم بـِجـَلداتها خططاً لتدميره ومحقه ؟، ذلكم نحن .. أرباب الشعوب ومواثيق الأمم ودساتير العدالة ومنهاج السموّ المخضبين بتراب اقدام صناع القرار على مر الدهور انزلاقاً من الحروب العثمانية وطواحن الفرس وصولاً الى مجازر العروبة والتحالفات المضادة لإبادة شعب اخذ يسأل نفسه مراراً وتكراراً لماذا قيدته الشعوب بتلك الأكبال الوثنية.

تنفس المواطن  من خلال طمر رأسٍ هجين حمل صفات الشعوب القبلية المستبدة ، وساع صدره املاً وابتهاجاً وراح يناغي السماء بابتهالات وتدبج بمقطوعات الاصابيح وهو فرح متفائل ارتدى ثوبه المعطر بأريج الحرية واتسع حيزه واخذ من الدهر ثأره، وتماسك وتكاتف ونحر التفرقة وخط مستقبله على قرطاس بلده وشهد بواقع مستقيم لا يبارحه حتى يستطيل في قبره ، حتى تسيد الحكم  .. شخصيات غير معروفة لدى غالبية المجتمع بيد ان تأسيس الدولة برمتها بنيّ على ايدي الاحتلال الذي اسقط الحاكم المؤبد وقد تغير نظام الحكم في العراق بصورة كاملة واصبحت مفردة ديمقراطية تتلاعب في افواه المواطنين وهذه المفردة خلقت نظاماً يتحكم فيه الشعب من خلال اختيار شخصية معينة عن طريق الانتخابات ، وقد علق المواطن احلامه المغتالة على قمص اصحاب القرار الجدد والذين لم ينالوا وسام التكنوقراطية ولم يحصلوا على تجربة واحدة والكل جهلة في مدرسة السياسة ..لكن وبفضل الشعب المنكوب والذي اعتبر مختبراً لتجربة كل ماهو جديد امتلك البعض من صناع القرار حفنة من الخطط والمناهج السياسية ما جعلهم يرتدون قيافة الحنكة والنباهة ، لم يلمس المواطن أي شيء مما ابتغاه وتأمله وكان يحلم ان يلتحق بالعالم المتحضر لكسب لون التطور والحداثة والثقافة التي غيب عنها ، الا ان  المفاجئة التي فجرت صندوق الألغاز اباح بمحتواه عن هجين غير متناسق من صناع القرار وهو نفس الاطروحة التي خرج من جملتها العفلقي المطمور ونفس الحاضنة التي تكامل في رحمها لكن اليوم لم يكن شخصاً واحد فحسب بل عشرات من الظلمة المارقين مثلوا كتلاً وتحالفات وائتلافات ، يتعكز بعضهم على اسس ركيكة تهدد بإسقاط خيمة العراق على رؤوس الماكثين تحتها ، والبعض الاخر يجر طرف الكساء والاخر يبقر تحت رقعتها جوفاً لابتلاعها وكلهم يرمون الى هدها على اهلها، وكلنا نسأل لماذا؟.

 ان مرض العضال الذي اصاب البلد ينقسم الى عدة اقسام يأخذ المواطن واحدة منها وما تبقى ينسب للمندسين والطارئين والماكثين في رحم السلطة والقاطنين في بروجها ، بديهي ان يحل بالدولة عجز جزئي يسوف تنفيذ  مطالب المواطن والتي من الأحرى اسعافها من فورها لعدم السماح بنموها وتعاظمها او جر ما يليها كي لا تبقى الحكومة عاجزة على تنفيذ تلك التراكمات من الازمات ، ويحق للمواطن ان يتظاهر من اجل استرجاع حقوقه بما يراه المجتمع صواباً بكافة طوائفه وتعدديته ولا يحاسب القانون أي تحرك يصب في مصلحة المواطن  ..الا ان  مسألة اسقاط الحكومة لا يعد بالضرورة حلاً لنيل المطالب لان الشعب لم يشن هجوماً عصي بكافة تكويناته بل العصيان المدني نشب في بعض المناطق  ولم يتحقق النفير المدني في جميع الأصقاع ،لقد احتك المتظاهرون بالسلطة الثالثة ( القضاء) من خلال مطالبتهم باخلاء السجون من المعتقلين وتفعيل العفو العام والغاء المساءلة والعدالة والمادة 4 ارهاب ، هذه المطالب لم تنبع من قبل جوقة من المهمشين او المضطهدين لان الشعب بحاجة الى انعاش بناه التحتية من خدمات وامن وبطالة وليس التدخل في قضايا الدولة وفرض اوامر على السلطة القضائية او التدخل في عمل الجهاز العسكري ! فأين ذهب من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين اين ذهب الدخلاء والعملاء واجهزة الارهاب والسارقين والمزورين والقتلة ؟ هل يجوز التشريع بإخلائهم ومسح سجلاتهم الاجرامية واعطائهم حق التمتع بنهش اجساد الابرياء ؟ اذا كان كل من في السجون ابرياء ومن العدالة ان ينالوا حريتهم فما علاقة التظاهرة بإعفاء طارق الهاشمي من تهم الارهاب، وتنزيه حماية وزير المالية .. وماذا تفعل صور المخلوع وزبانيته وصور اردوغان الرئيس التركي والاعلام التي تتنافى مع علم الدولة الرسمي ؟  تدور حول هذه التحركات أسئلة كثيرة ومحيرة فهل خرج الانباريون للمطالبة بتحسين واقعهم ام بنصرة الارهاب وتمجيد رموز قتلت من الشعب ما لم يحصه التأريخ من الثورات الاستعمارية، او التودد الى دولٍ عملت وبقوة على تقسيم البلد ومنها تركيا ، وفتح الأذرع لاستقبال الإرهاب السوري من الجيش الحر ؟! ، لقد تحولت القضية من مطالب عامة الى مطالب خاصة حصرت في شخصية رئيس الوزراء واصبح المالكي عدواً لدى متظاهرين المناطق الشمالية وصديقاً للمناطق الجنوبية ؟؟ كيف سيحسم البرلمان هذا الخلاف ؟ أبالأغلبية ام بالقومية ام الانتمائية ؟ وهل سينفذ مطالب المتظاهرين الذين يطالبون بإزاحة المالكي والآخرون يطالبون بإبقائه ؟ في حالة  استطاع البرلمان برجالاته تخليص الشارع من الزخم المدني وكسب رضا الطرفين سينال أوسمة الحنكة والمهنية وبخلافه سيعتبر البرلمان أضحوكة في أفواه مصنعيه !. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/09



كتابة تعليق لموضوع : من سيـّطهو جسد العراق؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net