صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

العرب,حربوشة للبلعاء !
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هكذا هو حال العرب منذ القدم ,( حربوشة للبلعاء) .وبإستثناء مراحل تاريخية كان الإسلام هو الغطاء والأداة لسيطرة العرب على العالم القديم المعروف حوالي الجزيرة وأواسط آسيا وأجزاء من أوربا ,فإن بقية التاريخ كان رواية من مليون ليلة وليلة عن الذل والعار والإحتلال بدءا من وأد البنات وليس إنتهاءا" بالإحتلا لات المتكررة, قادمة من شرق الأرض ومغربها, تأطرت في فترات متعددة بحكم الطغاة من جبال الأطلس وحتى الفرات وبلا إستثناء من بلد عربي الى آخر  ,وفي كل تلك الأوقات كان المواطنون العرب والذين يشاركونهم من أبناء القوميات والديانات يتحملون وزر السلوك الهمجي للطاغية وعائلته وأصهاره وعاهراته .حتى إشتهر في أزمنة عدة إن الغانية تصلي بالمسلمين جماعة في  عهد ما,وأن ( قحبة) تستطيع إنقاذ محكوم بالإعدام من حبل المشنقة لمجرد أنها تغني لوزير أو ضابط أو حتى قاض.الوزير المحترم, تتصل العاهرة أوالمغنية أو الراقصة المبجلة بمكتبه ,ويرد عليها السكرتير , وتطلب إليه أن يصلها بعمه .
عندنا في العراق, يقول الموظف القريب من الوزير عن الوزير ( إجا عمنا. راح عمنا. مات عمنا .أفطر عمنا ) وعن الوزيرة يقول ( عمة). والحمدلله فإن الحكومة العراقية الحالية تخلو من العمات. مع ملاحظة إن الحكومات التي تتوالى على العراق لايجوز علميا وصمها بالدكتاتورية لأنها منتخبة ولأنها تذهب بعد أربع سنوات من الحكم. المهم فإن الوزير يرد بعد حديث قصير مع سكرتيره, ويتناول سماعة الهاتف ,ويجيب الحبيبة الى ماسألت ,ثم يأمر بإطلاق سراح السجين حتى لو كان مغتصبا أو قاتلا"..الشعوب العربية يأخوان ماهي إلا حربوشة للبلعاء في كل زمان وفي كل مكان ودون إستثناء .فالسجون لاتعد ولاتحصى ,ومنها السري للغاية ومنها المعلن للغاية ومنها الظاهر ومنها الباطن ومنها في النفوس المرعوبة التي تحولت الى سجون ذاتية ,عدا عن المعتقلات التابعة لدوائر ومؤسسات.. وأجهزة القمع العربية لاتعد ولاتحصى وبمختلف التوصيفات ,فهذا حرس الرئاسة ,وذاك حرس الرئيس ,وثالث حرس خاص ,ورابع حرس جمهوري ,وسادس شرطة سرية, وسابع أمن خاص وثامن  أمن رئاسي ,وتاسع جهاز مخابرات ,وعاشر جهاز إستخبارات ,وحادي عشر........ إكتمل تعداد المنتخب القومي الذي يلعب بأعصاب الشعب المقهور.خذ جولة في بلاع العرب ,وإحص ماشئت أن تحصي من أجهزة أمنية قمعية ,ستجد في الغالب إنها أكثر بكثير من دوائر ومؤسسات الدولة الخدمية التي تعجز عن توفير الطعام والماء والخدمات الطبية والإتصالات والتعليم والتثقيف والكهرباء للمواطنين المغلوبين على أمرهم..
ليس مستغربا أن تتوفر عوامل الثورة في بلاد العرب لكن من النادر أن يثور الشعب العربي بسبب التحالف الشرير بين الأنظمة العربية التي ترفض أن يتم المساس بالحكام الطغاة وتجد إن وسائل الإعلام والحكومات العربية تغض الطرف عن المجازر وعمليات الإبادة والتجويع والتهميش والإقصاء الذي تمارسه أجهزة القمع في كل بلاد! فالجميع في الهواء سواء .كل الحكومات تمارس القمع ,ولذلك فهناك من سيبكي على طاغية تونس الحمراء ,وهناك من 
سيوفر له السكن والعلاج والطعام والغطاء الوثير لينام هانئا بإنتظار أن يمر عليه  الصحفيون وكتاب المذكرات بعد سنوات ليصرح لهم بالقول..إن الشعب قد خانه ولم يمهله  ليكمل برامجه التنموية لتطوير الخدمات وتامين العيش اللائق للشعب!.
لكنه نسي أو تناسى عامدا أنه وفر العيش الكريم لعصابته ومسانديه وأعضاء حزبه الذين يكبتون مشاعر الناس ويكتمون أنفاسهم, وحاز الأموال والضياع والشركات العابرة وحوًل من أمواله المنهوبة ماإستطاع الى خارج البلاد لتحفظ عند موالين أو في بنوك أجنبية.. البلاد العربية بما فيها من قوميات وطوائف وأديان ماهي إلا مرتع للطغيان ,وسيبقى حظ الناس بائسا حتى حين تتحرر,وتثور لأن سراق الثورات حاضرون.
سؤال..مامعنى قولي .حربوشة للبلعاء؟
من يجد الإجابة على السؤال فليتوجه الى أقرب مركز أمني في بلدته العربية ويضع  الاجابة في ذمة ضابط التحقيق.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/16



كتابة تعليق لموضوع : العرب,حربوشة للبلعاء !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net