صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

لقد سقط قامة شامخة ورحل مع حلمه الضائع
جمعة عبد الله

 ببالغ الحزن والاسى تلقيت نبأ وفاة الانسان الكبير والشاعر والكاتب المبدع ( محمد علي الخفاجي ) لقد كان شخصية ابداعية مرموقة في عالم اللغة والكتابة والاعمال الابداعية الناضجة والملتزمة بهموم وطموحات الشعب , وماتحمل من معاني ودلالات انسانية رائعة بقيمها السمحى . لقد سمعت عن مرضه الطويل , وما كان يعاني من الاهمال والنسيان من جانب الدولة ومن وزارة الثقافة التي تنكرت لابناء العراق الاوفياء , لقد عرفت هذا الانسان الرائع المفتون بحب الشعب والوطن والاخلاص بصدق اليه5 , اضافة الى قامته العالية من الابداع , فكانت جلستنا في مقهى البرلمان ايام الجمع نتداول شؤون الادب والثقافة والاصدارات الجديدة , وهموم الشعر وقليل من السياسة ضمن الاجواء انذاك وامسيات الاتحاد الادباء , وكان يحمل طاقة ابداعية مرموقة , اضافة الى تميزه بالالقاء المتميز الذي يشد السامع ويلعب في عواطفه  . وكانت حرارة قصائده تشعل النار في الصدور , وبعدها وقعت الغربة بثقلها على كاهلي , وفي بداية الثمانيات من القرن الماضي , التقيت به صدفة في يوغسلافيا , فكان لقاء حارا وحميما وتطرقنا في ايام معدودة عن الوطن والشعب وارهاب النظام الدكتاتوري وحالة الشعب المعيشية وحالة الادب والثقافة والمسرح وعن ابداعاته , وعن الحرب المجنونة التي شنها النظام الفاشي ضد ايران , وعن التصفيه الدموية لقادة حزب البعث من قبل صدام المقبور وعن اشياء كثيرة تشعل الجلسات بالحنين الى الوطن والناس . وذكرحادثة سردها لي قد تكون موجودة عند البعض وهي : بان السلطات الامنية كانت تضايقه كثير وتقلق راحته وتشد عليه الخناق من اجل كتابة قصيدة تلقى ضمن مهرجان شعري يحضره القائد المقبور , ينعقد في المجلس الوطني , رغم محاولات التهرب والتخفي ومحاولات الاعتذار بشتى الحجج , لكنه رضخ تحت التهديد  في استخدام الارهاب والسجن والمحاربة في العيش , فاخرج احد قصائده القديمة ليلقيها في المهرجان وكان القلق والخوف يأكله بشتى الهواجس من ان ينفضح امره , فتكون النتائج السلبية  في انكشاف خداعه وتمرده من الاستجابة , فكان في حالة يرثى لها .. وقال : تجمعنا لفيف كبير من الكتاب والشعراء وكان يتقدمهم وزير الاعلام انذاك ( لطيف نصيف جاسم ) وفجأة مرت سيارات المقبور وترجل احد رجال الحماية في حالة غضب وهيجان والشرر يتطاير من عينيه, ويشتم ويسب بكلمات بذيئة تدل على انعدام الخلق والاخلاق والاداب . يقول صدقي الرائع تسمرنا في مكاننا كالاصنام , ولكن زاد الموقف في التعقيد واللقلق بان وزيرنا الهمام كان في حالة يرثى لها , فكان يرتجف بهلع وخوف من اخمص قدميه حتى قمة شعر رأسه , وجهه تحول الى وجه ميت , مما زاد الموقف احراجا وقلق اكثر . فقال تصور وزير اعلام يصيبه الهلع والخوف فكيف المواطن العراقي مثلي ومثل حالي .
فتحية وداع والم وغصة في النفس والشعور بالبكاء فكنت تحلم بعراق يرفل بالحرية والديموقراطية , وعندما افترقنا قلت زمن الخير آت لا محالة  فلا تحزن في الغربة , لايا صديقي الطيب والوفي امنيتك لم تتحقق بعد , لازال العراق يرفل بالحزن والسواد , لازال يعيش في معاناة قاسية . لازال الظلام يغطي سماء العراق , لازال يفقد ابناءه الاوفياء دون اهتمام ورعاية . آه والف آه الى متى تظل المأساة تلف العراق , الى متى يظل الظلم والحرمان هو السلطان القاضي وهو عزائيل الموت 
فالف تحية وداع ايها الصديق الوفي لشعبك وانت تحمل هذا الوفاء الى حياة ثانية , لقد اقول بحرقة والم لقد رفسك العراق باقدامه ليتخلص منك ومن كل وفيء وصادق ونزيه 
لهذا الوطن .. أسال الله ان يتغمدك برحته ورضوانه 
وانا لله وانا اليه راجعون 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/19



كتابة تعليق لموضوع : لقد سقط قامة شامخة ورحل مع حلمه الضائع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net