صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

بين البرلمان والحكومة : سقط الحياء
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أعلنت الحكومة العراقية يوم الثلاثاء الماضي عن منح الأردن مائة ألف برميل من النفط الخام.وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ : وافق مجلس الوزراء على منح مائة ألف برميل من النفط الخام هدية للشعب الأردني الشقيق. انتهى 
أقول :- لاشك بان الهبة أو الهدية أو المنحة هي سلوك أخلاقي ينم عن تقدير أو مكافأة لموقف أخلاقي أو اجتماعي أو سياسي أو ديني أو ثقافي والخ  ,  وان هذه الهدية أو العطية لا غبار عليها إن كانت منطلقة من نوازع  إنسانية , ولا تنطوي على مقاصد شريرة كشراء الذمم أو بيع الضمائر أو انتزاع المعاضدة والمساندة لموقف ما .
إن منح الأردن مائة ألف برميل من النفط العراقي هو قرار وسلوك فقد عنوانه المثالي والوطني لان الغدق على الغرباء بلا حدود من أموال الشعب المنكود قضية فيها نظر,  كذلك يبدو لي أن البرلمان العراقي  يعتقد ويتصور بان أموال وخيرات العراق هي أمواله وخيراته ولا تمت للمواطن العراقي بصلة , ولهذا نجده  يلعب  شاطي باطي بخيرات الوطن , وإننا نقول للبرلمان و للحكومة إنكما بهذا التصرفات – منح أموالنا لغزة وإهداء نفطنا للأردن -  في ضلال مبين ,وفي ضياع مريع , وفي مهزلة متواصلة , وفي مسرحية ذات فصول إذا منتهى فصل أتى بعده فصل.  
إن الهدية يا حومتنا الموقرة يجب أن تعطى لمستحقيها ولمن وقف موقفا إنسانيا خلاقا ,  أو ساهم مساهمة اجتماعية بناءة , أو أنتج إبداعا ثقافيا مرموقا , أو ترك بصمة واضحة على مسار ما , أو اضطلع بمهمة سامية ذات مردودات عصماء ,  أو انه أسدى معروفا وجميلا للإنسانية . 
إن أكثر  الهبات والهدايا التي تمنح من الحكومة العراقية والبرلمان للدول العربية تدور في دائرة شراء الذمم , وتسخير الموهوبين لمصالح ذاتية وأنانية , وإن الواهبين  يمارسون هذا الخداع لمصالح مفضوحة , ولغايات مكشوفة,   وإلا فما معنى منح الأردن مائة ألف برميل من النفط الخام ..؟  وما معنى وهب البرلمان مليوني دولار لغزة ..؟ 
 إن الهبات والمنح والعطايا والهدايا يا سادتي يجب أن تمنح لفقراء الوطن و لعوائل الشهداء والمحتاجين  والمتعففين وخاصة الأيتام او المؤسسات التي ترعاهم وتعمل من اجل أن تنشف جروحهم , فهذا هو الطريق الأصيل ,  والذي فيه مردودات كبيرة للوطن والمواطن , أما أن تمنح العطايا والهدايا للغرباء ووفق أغراض نفعية أو شريرة او تسخيرية أو غرضية فهذا أسلوب يعتمده النفعيون وشراء المواقف والتاييدات بمدفوعات مقصودة
 .إن من يراقب هذه الحالات والظواهر يشعر بنزيف داخلي , وتفطر قلبي , وبحيرى مذهلة , ويقف وهو في حالة لوعة  أمام هذه الممارسات القذرة , والمهازل المقيتة ,  التي يمارسها الكثير ممن هم في مواقع الدولة أو تحت قبة البرلمان والذين يلهثون وراء المحافظة على مناصبهم ,  والتي يشعرون بأنها أضحت طابوا متوارثا  لهم ولأحزابهم  ولأبنائهم ولعوائلهم ولأقاربهم ولطباليهم ولمبخريهم ولكل الذين على شاكلتهم . 
إن المسؤول السوي المقتنع بسلوكه الجذاب وبمواقفه المفيدة النافعة للشعب والوطن  فانه يدخل القلوب بلا استئذان ,  ويظل موضع الإعجاب والإكبار ,  فهذا هو الذي يتعانق بحرارة مع فقراء الوطن الذين يفهمون ويعون كل شيء ولكنهم ولاعتبارات متنوعة لا يقولون كل شيء
 .  فيا أيها الذين توزعون نفط العراق , ويا أيها الذين تمنحون الأموال الكبيرة للغرباء , ثقوا إن الذين ينالون منكم هذه الهبات فأنهم في قلوبهم وفي مجتمعهم يصنفون ويتندرون ويضحكون عليكم . فهل تضعوا حدا لهذا الإنفاق من جيب الدولة المسكين ,  الذي أضحى نهبا بأيدي المتلاعبين والحرامية ,  فلويل لكم ,  الويل كل الويل إليكم من عقاب الله والضمير والمجتمع الذي ينظر إليكم بعين الاستصغار والاحتقار   . 
هذا هو الواقع في العراق فلا تلوموني، وأرى من واجبي المهني بان اكتب بالمبضع والسكين ومهما كان الثمن والله المستعان .
 
مدير مركز الإعلام الحر
majed _alkabi@yahoo.com
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/01



كتابة تعليق لموضوع : بين البرلمان والحكومة : سقط الحياء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net