صفحة الكاتب : معمر حبار

آداب التهاني
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 التهنئة أمر حبيس الضلوع، تخرج في حينها دون سابق إنذار ولا إعداد مُسبق، ولا يُشترط في التهنئة البلاغة وروعة البيان، وإن كانت مرغوبة لمن يُتقن مداخلها ومخارجها، لكن يُشترط في التهنئة صفاء القلب وبياض الصدر، لذلك كانت التهنئة عمل القلوب، لتتمكن من فتح الصدور والوُلوج إليها.
منذ 18 سنة خلت، أشرف صاحب الأسطر على بعض المذكرات، إذ بالطلبة يستنسخون التهاني ويوزّعونها على بعضهم البعض، ويضعونها في صدر المذكرة مفتخرين بها أمام الزملاء، فتجد نسخة واحدة تمرّ على الدفعة كلها لايتغيّر فيها إلا الاسم، فالحسين أمسى عمر، وبختة تحولت إلى خيرة في لمح البصر، وكأنها آلة لتوزيع التهاني، لايعنيها سوى الكم المستخرج، غير آبهة بالنفوس ودقات القلوب.
إن استنساخ التهنئة هو احتقار لصاحبها وحطّ من قيمته، فالذي لايُفرغُ لحظات من عمره  من أجل كتابة التهنئة، معناه أن صاحبه أقل شأنا عنده من أن يُخصّص له ثواني معدودات، لأن التقدير والشكر والعرفان يحتاج كل منهم إلى تخصيص ولو دقائق قلائل لمن تُوجه له التهنئة، فيختار ألطف العبارات وأنسب الألفاظ لما يناسب الظرف والشخص الموجهة له الدعوة.
بقدر مايفرح المرء بالتهاني التي تصله ويعتز بها أمام الأهل والأصحاب، خاصة والشبكة العنكبوتية لايحدّها سقف ولا تمنعها حدود، بقدر مايحزن للصورة المستوردة المتداولة أثناء تبادل التهاني، فيتساءل حينها بحزن شديد، ألا يوجد غير الكبش الاسترالي لنقدم به التهاني؟، ألا يوجد صورة لنبتة عربية نقدمها للتهنئة؟، ولو التقط كل واحد صورة لشجرة أرضه، وزهرة حديقته، وأضحية وطنه، وجمال بلده وأرسلها يهنئ بها الأحباب، لكان خيرا للمرسل والمرسل إليه من تهنئة مستنسخة مستوردة، 
إن التساهل في استنساخ التهنئة، دفع أصحابها إلى استيراد حصص الضحك. وإذا كانت التهنئة تستغرق ثواني، فإنّ أثرها يمتد إلى أجيال، وكلما كانت أصلية نابعة من نبضات قلب كله صفاء، استقبلها صاحبها قبولا حسنا وظلّ يذكرها ويذكر صاحبها إلى الأبد، وينتظر تهانيه في كل حين.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/29



كتابة تعليق لموضوع : آداب التهاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد فلاق ، في 2012/10/29 .

لا فض فيك أستاذ معمر، دمت متألقا




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net