سفرة حكومية جماعية وعطلة مفتوحة
واثق الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ما يحدث تجاوز الحدود ومزق الحجب والقوانين والالتزام بالقيم والانسانية والمجتمع والواجب وحجم المسؤولية وقد قسم الوطن الى دويلات وتجمعات وفئات وطبقات ومصالح نتيجة الافعال المباشرة او بالخطابات المتناثرة غير المهنية وقلة الانسجام والتكامل فالشراكة ليست شراكة الكتل وتبادل المصالح ورضى بعضها عن بعض إنما شراكة المجتمع واعتباره مصدر السلطات والمهم رضاه عن الفعل السياسي والمؤوسساتي والسعي لتحقيق دولة تحقق الرفاهية , والمجتمع حينما تنازل عن جزء من الحقوق ليعطي جزء من الصلاحيات فلم يتنازل عنها كليياّ ولم يمنح الصلاحيات مطلقة انما كانت تهدف لمصلحة الدولة ومواطنيها ولم يبيح التفرد بأليات فاسدة وربما منحت بعض الامتيازات والغرض منها اداء الواجب بالشكل الصحيح والشراكة في البداية تبدأ من التفاهمات على وحدة الهدف والعمل لتحقيق غايات المجتمع دون نظرة التفرد والابتعاد عن الفئوية التي تباعد المساحات الشاسعة بين المواطن والمسؤول وسعيه لتحقيق رفاهيته ورفاهية عائلته قبل الأخرين حتى تغيرت اعتقاداتهم وان هذا الفعل ارضاء لذوي القربى وتحقيق مرضاة الله في كثرة السفرات للحج والتوسط لمقربيه على حساب حقوق المستحقين ويعتبر ذلك مسألة طبيعية او حق كفله موقعه في السلطة وصار من الطبيعي السفرات والاستجمام والحجز لعوائلهم خارج العراق ايام الصيف الحار او تدريس ابنائهم في الجامعات المتقدمة وشراء مستقبل لهم بالمال العام ومع قرب حلول ايام عيد الاضحى المبارك حتى تسابق الأغلب للحجز في ارقى المنتجعات واماكن الاستجمام وكأنهم اصحاب محلات يستطيعون اغلاقها متى ما يشاءون وسوف يتوزعون في الاردن ولندن وباريس وواشنطن ودبي وكل حسب ما يشتهي واين تستقر نفسه فالحياة وادارة الدولة والقوانين التي ينتظرها المتقاعد وصاحب الاحتياج الخاص لا تتوقف وكذلك الارهاب والفساد لا يتوقف في هذه الايام فأغلب النواب والوزراء ونوابهم وعوائلهم اعدوا العدة للسفر والتنزه والسهر حتى الصباح في الليالي الحمراء لا يدركون حاجة طفل لا يستطيع شراء ملابس للعيد ولا غلاء او خطر ارهاب والشعب الذي سلمهم المسؤولية يريد منهم السهر على راحة ليل نهار في العطلة والدوام والاعياد و سوف يذهبون ويتمتعون تاركين البلاد تمزقها الفتن وينتظر عودتهم بعد ان علقت كل الاجتماعات والاتفاقيات والصفقات الى ما بعد العيد ومن العجيب والغريب في بلد الغرائب ان يفضلوا ضحكة اطفالهم على ملايين الجياع وتعطيل العمل الحكومي بكل مستواياته فمن يراقب ومن يدير ومن يدافع عن مواطن أعزل والكل كان يأمل بعد عيد الفطر المبارك ان يهدي قادة البلاد عيدية لهم بالاصلاحات السياسية ودفع عجلة العملية السياسية وترسيخ لغة الحوار الا ان الأمال خابت وفشلوا في ادارة الملفات وتعالت مصالحهم على الصالح العام واليوم جاء العيد الثاني ولم يحدث الوفاق للاجتماع الوطني وها هي عجلة الازمات تعود من جديد والسلطات تعيش الصراع بينها وكل يتهم الاخر لدرجة الهزلية والاستهانة بكرامة المواطن وفي ادنى مستويات الانحطاط القيمي والاخلاقي حينما يكون هنالك سفر جماعي وعطلة لمدة ثلاثة اسابيع في العيد للمسؤولين وليس كما يخضع له موظفي الدولة والاجتماعات لا تزال بالروتينية والدوران في دائرة المصالح وعدم اعطاء شراكة المواطن حقها وتشكيل حكومة تستطيع ان تحظى بقبول كل الاطياف وقوة تعارضها لتنشيط العمل الحكومي والاداء ..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
واثق الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat