صفحة الكاتب : باقر شاكر

لا ياسيادة الرئيس
باقر شاكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 وانا اتصفح الكثير من المواقع الالكترونية قرأت في أغلبها خبرا مفاده ان فخامة الرئيس جلال الطالباني وخلال لقاءه بعدد من  السفراء والدبلوماسيين العرب المعتمدين في بغداد وجه دعوة الى زوجة المخلوع صدام حسين حاكم العراق الجائر لأكثر من ثلاثين عاما هي وبناتها للاقامة في مدينة السليمانية وفقا لنظرية عفا الله عما سلف ولا يؤخذ الاخرين بجريرة غيرهم ، لكنني لم اكتفي بتك المواقع حتى بحثت عن الخبر فوجدته في احدى الصحف الاردنية وهي صحيفة اليوم التي تصدر في العاصمة عمّان وهذا ما يدل على أن الذي نقل التصريح هو دبلوماسي أردني كان حاضرا تلك الوليمة التي أقامها رئيس الجمهورية في قصر السلام الذي اعتبره الطالباني عائدا الى السيدة الاولى ويقصد بها زوجة صدام وتقول الجريدة ما نصه (  كشف دبلوماسي عربي، حضر لقاء الرئيس العراقي جلال الطالباني مع السفراء العرب المعتمدين في العراق، ان طالباني وجّه دعوة مفتوحة لزوجة الرئيس العراقي الاسبق ساجدة خيرالله طلفاح وبناتها للاقامة في مدينة السليمانية، مشيرا الى ان القصر الذي يسكنه الان (قصر السلام) عائد الى من سمّاها طالباني السيدة الاولى ما اثار دهشة السفراء العرب) نحن اليوم ياسيادة الرئيس لسنا في عصر عفا الله عما سلف التي استخدمها الزعيم قاسم ولا جريرة الاخرين محمولة من هذا الطرف او ذاك فالكل يعلم ان الوضع يختلف جدا مع هذه العائلة التي مارس كل فرد فيها ما يحلو له من تنكيل بهذا الشعب العراقي المسكين .
فلا زالت جراحنا لم تندمل !!
ولا زالت ذكريات ابناءنا الذين دفنوا أحياءا شاخصة أمام أبصارنا ومترسخة في عقول الارامل!!!
ولا زلنا نعيش ذكريات الرعب في غياهب سجونه وكيف كانوا يتعاملون معنا!!
ولا زلنا نذكر تهجيرنا من بيوتنا وقتلنا على قارعة الطريق!!
كما لا زلنا نذكر ياسيادة الرئيس موتنا بالجملة في حلبجة والانفال والمقابر الجماعية وتدمير آلاف القرى من كردستان العراق الى جنوبه!!!
كما لن ننسى التاريخ القريب حين هربت هذه العائلة يوم سقط نظامهم الدموي عام 2003 وهم يسرقون اموال العراق بالمليارات التي استخدمتها ابنته على شاكلته رغد في العمليات الارهابية وتمويل التنظيمات المسلحة والتحشيد الاعلامي المشبوه ضد العراق الجديد(بالمناسبة اشترت رغد كامل أسهم قناة الفلوجة الفضائية) ، لا أدري كيف يتناسى السيد الرئيس كل ذلك ولم يراعي حتى أنين الضحايا  على يد هذه العائلة من ابناء الشعب العراقي المسكين، وعندما يكون قبلك بهذا الكم الكبير من العطف والحنان فلا بد وان يكون ذلك لأبناء الثكالى والايتام والمعاقين الذين خرجوا من سجونه بعد ثلاثة عقود من الزمن ، فهؤلاء لا زالوا يعانون في وقت أننا نعلم ان كل قوانين الارض تعطي الحق للضحية قبل ان تلتفت الى الجلاد .
فلا تكن عاطفيا سيدي الرئيس اكثر من اللازم فهناك مشاعر وأحاسيس ضحايا كثيرون لا بد من مراعاتها فلا يمكن ان تكون تصريحاتك الى هؤلاء الدبلوماسيين العرب ومجاملتهم على حساب مشاعر الشعب العراقي.
لأنني اود أعلن كمواطن عراقي بسيط بالقول أن طفلا ذاق من المرار والعذاب والابعاد والحرمان في نقرة السلمان يساوي عند شرفاء العراق كل تلك العائلة التي تتحدث عنها بل هو افضل بكثير منهم ،، ولا أدري عندما قال ذلك السيد الرئيس هل خطر في باله الطفل الذي اصبح شابا اليوم وهو كردي واسمه علي الذي ربته امرأة جنوبية بعد ضياعه في صحراء نقرة السلمان لفقدانه الذين دفنوا أحياء ، او طفل سجين في بطن أمه الجنوبية المسجونة وولد في غياهب السجون ليخرج من السجن شابا ،، أتمنى على قيادات العراق اليوم ان يضعوا كل ذلك نصب أعينهم عندما يتحدثون في مبدأ عفا الله عما سلف مع وجوه النظام البعثي المجرم.   
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر شاكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/10



كتابة تعليق لموضوع : لا ياسيادة الرئيس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net