صفحة الكاتب : علي فضيله الشمري

مكتب المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمود الهاشمي دام ظله يستنكر الرسوم والفلم المسى للرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم في امريكا وفرنسا
علي فضيله الشمري

النجف الاشرف - علي فضيله الشمري
اصدر مكتب المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمود الهاشمي دام ظله بيان يدين الاساءة لشخص الرسول صلى الله عليه واله وسلم من قبل الفاسقين دعاة الحرية في امريكا وفرنسا بعد التعرض لشخص رسولنا الكريم وفيما يلي نص البيان من مكتب سماحته

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ هذه الإهانات والتعدّيات تكشف لنا يوماً بعد يوم الوجه الحقيقي والمقنّع لمدّعي حقوق الإنسان كذباً  وتكشف أمام الشعوب عن زورها ، وتفضحها أكثر من قبل أمام الرأي العام .

طالعتنا في الأيام الأخيرة جريمةٌ نكراء اقترفتها أيدي الغرب حديثاً تقوم فيها بتشويه الساحة القدسية للنبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، وإهانته ، وذلك ضمن نشر مقاطع من فلم مهين ومسيء له صلى الله عليه وآله وسلّم.إنّ هذا الفلم ليس إلا دليلاً على التزوير والكذب الذي يقوم به الغرب، وازدواجية التعامل لمدّعي الحضارة والمدنية والدفاع عن حقوق الإنسان.

إنّ النبي الأعظم ـ وبإقرار جميع الشعوب على اختلاف أديانهم ومذاهبهم ـ يعتبر أنموذجاً للإنسان الكامل على مرّ العصور والأزمان ، وإنّ الدور الرئيس والأساسيّ الذي قام به النبي الأعظم ـ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ـ كان ترويج القيم الإلهية ، وخاصّة القيم الأخلاقية والمعنوية ، بل لقد كان مثالاً أعلى وأتمّ لهذه القيم الرفيعة .

لقد جاء النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بحضارة كبيرة تقوم على حفظ قيم وأصول ومقدّسات جميع الأديان والمذاهب السابقة وسائر الأنبياء الإلهيّين ، كما أكّد الرسول الأعظم دائماً وربّى المؤمنين به وبرسالته على حفظ قدسية وكرامة الأنبياء جميعاً ، مثل موسى وعيسى على نبيّنا وآله وعليهما السلام ، لقد كان احترام مقدّسات جميع الأديان الإلهية كافّة شعاراً رفعه الرسول معياراً لإسلام المسلم ، وكان ذلك السبب الرئيسي في تعميق وانتشار القيم الدينية بين أتباع الأديان الأخرى أيضاً .

إنّ هذه الشخصية العظيمة التي لها حقّ كبير ، ليس على الأمّة الإسلامية فحسب ، بل على البشريّة جمعاء ، تتمّ إهانتها اليوم بهذه الصورة الشنيعة والمؤلمة في بلادٍ تدّعي الحضارة والمدنيّة ومراعاة مصالح الشعوب ، وترفع شعار الدفاع عن حقوق الإنسان ، وذلك أمام أعين ما يقارب الملياري مسلم دون أدنى حساب لمشاعرهم . و الأكثر ألماً وحزناً هو ما يقوم به حكّام أمريكا والعالم الغربي من تبرير لمثل هذه الإهانات والاعتداءات الروحيّة ، هادفين بذلك ترميم صورتهم المتزعزعة في العالم ، وشعارهم المرفوع دوماً في تبرير مثل هذه الإهانات هو حرية الرأي والبيان والدفاع عن الحريات الشخصيّة .

إنّنا نسأل : هل تعتبر إهانة الرموز الإنسانيّة الكبيرة ومقدّسات الملايين من البشر مصداقاً لحرية الرأي والتعبير ؟! هل أنّ محاكمة المفكّر الفرنسي الراحل روجيه غارودي ومنع كتابه في بعض البلدان الغربيّة ، على مجرّد تعرّضه للمحرقة ( الهولوكوست ) بأسلوب نقدي علمي وتاريخي موثق دون استخدام أسلوب الإهانات والتجديف والجرح لمشاعر الآخرين .. حمايةً للحقوق الشخصيّة وحرية التعبير والرأي رغم أنّ هذه القضيّة ( المحرقة ) مجرّد حدث تاريخي متأخر زماناً لا ينتمي إلى مجال المقدّسات حتى في الديانة اليهودية ؟! أليس هذا دليلاً على ازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية وحلفائها الغربيين في قضايا الحريات والحقوق ؟!

إنّ هذه الاهانات والاعتداءات تكشف لنا ـ يوماً بعد يوم ـ الوجهَ الحقيقي والمقنَّع لمدّعي حقوق الإنسان كذباً وزوراً ، وهي بذلك تكشف أمام الشعوب عن حالة النفاق السياسي الفاضح الذي تمارسه الدول الغربيّة ، وهو ما يفضحها ـ أكثر من قبل ـ أمام الرأي العام ، وخاصّةً أمام الشباب المثقّف والواعي في المنطقة .

إنّنا نتألم ونستنكر ونعرب عن غضبنا من هذه الحركة غير الأخلاقية ، والبعيدة كلَّ البعد عن القيم الإنسانيّة والدينية ، إنّنا نأمل في أن تكون هذه الجريمة النكراء والأسلوب السافر والحاقد سبباً إضافيّاً في توحيد صفوف الأمّة الاسلامية بهدف الدفاع عن كيان الإسلام ، وكذلك في رفع مستوى الوعي العام عند الشعوب المسلمة في عدم الاعتماد على أعداء الإسلام الذين أقسموا على الإطاحة بهذا الدين الحنيف ومحو مفاهيمه القرآنية والإنسانية ، وبحمد الله فقد تجلّت هذه الوحدة وهذا الاتحاد بشكل واضح في الغضب العارم والغيرة الإسلامية الشريفة التي قام بها الشباب المسلم في مختلف البلدان الإسلامية ، ولاسيّما في دول الصحوة الإسلامية ، وهو ما نأمل أن يتسع ويمتدّ ليشكّل صوتاً هادراً في مواجهة المعتدين ، ويترك على جسد الأمّة الإسلامية بصمات خيرٍ ووحدة وتقارب ويقظة إن شاء الله .

إنّنا نرفع أسمى آيات الاسى والحزن لولي العصر صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف بهذا المصاب الجلل، ونرى أنّه لو تمّإجراء الحكم التاريخي للإمام الخميني الراحل ـ رحمة الله تعالى عليه ـ في حقّ سلمان رشدي بشكلٍ صحيح وقاطع، لما شهدنا هذه الاعتداءات والإهانات في يومنا الحاضر.

يجب أن يكون ما حصل درساً تعتبر به بعض الجهات السلفية المفرطة والمتشدّدة، والتي وضعت يدها بيد أمريكا والغرب ، واعتمدت عليهم واطمأنّتـ مع الأسف ـ لهم في بعض الدول الإسلامية مثل سوريا ، ليمدّوهم بالسلاح باسم الحريّة والديمقراطية ، من أجل تمزيق دولهم وتدمير بلدانهم ... إنّ الحرية التي تأتي بها أمريكا هي من هذا النوع من الحريات التي نشهدها اليوم ، إنّها برأيهم إباحة وترخيص في إهانة المقدّسات الإسلامية والنبيّ الأكرم ، وإلا فهم ليسوا من دعاة الحريّات الحقيقية في العالم الإسلامي ، إنّ الحرية التي ينشدونها هي حرية إسرائيل وتحقيق الأهداف والمقاصد المشؤومة لهذا الكيان الغاصب في العالم ، والحرية التي تنشدها أمريكا هي تحطيم الغضب الإسلامي والوقوف أمام الموجة العظيمة للصحوة الإسلامية ، وإظهار الوقائع والأمور في منطقتنا الإسلامية على غير حقيقتها ، إنّ ما تنشده أمريكا من دعمها هو اقتلاع هذه الصحوة وقطع جذورها ؛ لأنها صحوة لم يسبق لها مثيل ، وقد تحقّقت على أيدي الشباب المسلم والواعي وملأت الميادين بكلّ نشاط وحيوية .

وختاماً : نسأل الله تعالى أن يوفّق الجميع لمواجهة مثل هذه المخطّطات الهدّامة الهادفة لتفتيت المسلمين وكسر عنفوانهم وجرح كبريائهم ، وكلّنا أمل في أن تكون جهود الواعين في هذه الأمّة والشباب المثقف والناضج ـ في ظلّ رعاية المولى صاحب الزمان أرواحنا له الفداء ـ سبباً في انقلاب السحر على الساحر ، وضعف هذه الدول المستكبرة وذلّتها ، وارتفاع منسوب الوعي والكراهية لها في المجتمعات الإسلاميّة يوماً بعد يوم بشكل أكبر ، وخصوصاً أمريكا وحلفائها الغربيين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فضيله الشمري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/03



كتابة تعليق لموضوع : مكتب المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمود الهاشمي دام ظله يستنكر الرسوم والفلم المسى للرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم في امريكا وفرنسا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net