صفحة الكاتب : عمار منعم علي

حوار مع الدكتور سلام الزوبعي مائب رئيس الوزراء الاسبق
عمار منعم علي
 أقول لأبناء الوسط والجنوب بان صدورنا ستحميهم قبل البنادق والاسلحة
 
• قناة الشرقية تظهر عورات العراقيين بطريقة مخزية ومخجلة، ونحن نعرف تاريخها وتاريخ  وراعيها ؟
• انتهازيي حزب البعث لا يشكلون إلا 10% وهم العشرة المبشرين بجهنم ان شاء الله .
• العراقية فيها مشروعان احدهما  انتهازي بعثي خطير، والثاني  مشروع للتجار المرتبطين بأجندات خارجية ، وقد تنبأت بزوالها  لأنها خانت الأمانة بامتياز .
• المؤسسات الأمنية عبارة عن صناديق اقتراع تتفجر في اية لحظة .
• هل نفذت الأسماء لدى  أمين بغداد ليسمي  مشروعين للصرف الصحي والمجاري الثقيلة باسم مشروع القدس ومشروع الخنساء .
• العراق بحاجة إلى اتقاد وليس إصلاح .
التظاهرات في العراق لها مبرر، لان البرلمان لا يمثل الشعب
مرض الطائفية جريمة مخله بالشرف .
 
 
 
حاوره/ عمار منعم وزهير الفتلاوي
ابتدأ حديثه مرحبا بنا أهلا بجريدة البينة الجديدة في زمن نحن بأمس الحاجة الى البينة , البينة الجديدة التي اثارت الجماهير وطرحت الافكار والروى وشحذت الهمم من اجل بناء العراق الجديد وكانت صوتا وسيفا ورمحا بوجه اعداء العراق نحن نتمنى لها الاستمرار في الطريق الذي رسمته الى حاضرها ومستقبلها .
 
 * ما رأيك بواقع الاعلام  العراقي الان؟
- انا جدا حزين لما يحصل في مفصل الاعلام في العراق، ولا اخفيك ان قناة العراقية تذكرني احيانا بقناة الشباب، فمتى ما اصبح الاعلام رهينة بيد الدولة ، فعندها نقول: اقرأ على الاعلام السلام، لا بأس ان يكون الاعلام مدعوم من قبل اقتصاد البلد فانا مع ان تكون هناك ميزانية خاصة من الاقتصاد الوطني من غير منة لا من رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية، من الدولة ومن الشعب، لان الاعلام حينما يكون مكتفيا، فانه يبدع في عرض الحقائق ولا يخشى في الحق لومة لائم، وانا مصدوم من بعض وسائل الاعلام التي لا تستحي، عندما تظهر قناة الشرقية عورات العراقيين بطريقة مخزية ومخجلة، ونحن نعرف تاريخ هذه القناة وراعيها، وهو يمن على العراقيين بمهزلة يندى لها الجبين، وتتوسل به الارملة وصاحبة الايتام والعجوز، وهذه اهانة ومسخرة للانسان العراقي، بينما هنالك اعلام اخر يقيم دواوين ويوزع مكرمات ولم يبق له الا ان يقولوا له: بالروح بالدم نفديك يا فلان. هذه حقيقة مأساوية ودليل شؤم وتراجع، واملي ان تنأى وسائل الاعلام عن كل هذه الممارسات وتسعى دائما للبحث عن الحقيقة، فالاعلام العراقي الى الان مخيب للامال عموما .
 
 * ما رأيك بالقائمة العراقية وما يحصل فيها ؟
- انا اتشرف ان اكون اول من شخص توجهات قناة القائمة العراقية قبل الكل من خلال مؤتمر صحفي قبل تشكيل الحكومة وحضرته كل وسائل الاعلام، قلت: احذروا من العراقية فان فيها مشروعين خطرين: المشروع الاول برعاية حزب البعث، او انتهازيي حزب البعث لكي اكون دقيقا، وانا اصنف البعثيين الى ثلاثة اصناف: الصنف الاول، الذي لا يتعدى اصابع اليد العشرة، واغلب الشعب العراقي لا يعرفه مثل ميشيل عفلق والياس فرح، وهذا الصنف هو الذي نشر ووطد افكار حزب البعث، والصنف الثاني اسميه الانتهازيين الذين يتصيدون في الماء العكر ويسعى وراء مصالحه، حتى وان استوجب ذلك ان يطعن باعراض الناس ويسرقه، وانا في الحقيقة اعطي الانتهازيين بما فيهم الصنف الاول اي العشرة المبشرين بجهنم ان شاء الله، ما نسبته 20% من البعثيين، بينما هناك 80% من الصنف الثالث، اي البعثيين المغلوب على امرهم، والذين ارتبطوا بالحزب بسبب الوظيفة او مصالحهم او خوفا، كما ان الناس اجناس، وانا التقيت برجل كبير وهو مدير قناة فضائية في الخمسينات من عمره، ولكن هو غير متزوج، ولما سألته عن السبب، اخبرني بانه لم يتزوج في عهد النظام البائد، خوفا ان ترمل زوجتي وييتم اطفالي، فهكذا كانت الناس تفكر، بينما كان هناك بعثيون دافعوا عن الحق ووقفوا بوجه النظام والظلم واعطوا دماء وارواحا، وقسم منهم اعضاء قيادة ومناصب كبيرة في الحزب مثل محمد عايش وعدنان الحمداني وغيرهم، فالعراقية كان فيها مشروع انتهازي بعثي خطير، وكان فيها مشروع للتجار المرتبطين باجندات خارج العراق، لذلك قلت لهم: اقرأوا السلام على هذه القائمة لانها خانت الامانة بامتياز والنتائج كما ترونها الان.
 
 * من يسد الفراغ السياسي الذي خلفته القائمة العراقية ؟
- العراقية تمتلك جمهورا راقيا وكبيرا وممتازا، قدم تضحيات، لكن الخلل في قيادات القائمة التي خانت الامانة، ولكن الجمهور باقيا والقيادات انكشفت، وستفرز الساحة قيادات تؤمن بتضحيات جماهير القائمة العراقية، والعراقية تمثل طيفا كبيرا في المجتمع، ولا اقول الطيف السني، اضافة الى الطيف الشيعي الاخر والاكراد وغيرهم، لكن تم تشكيلها بشكل طائفي بامتياز، اي انه ارجع العراق الى الخلف، حيث كنا نتأمل ان تكون بشكل سياسي يشعر العراقيين بالاطمئنان، ولكنها كانت طائفية سنية ومدعومة من البعثيين الانتهازيين، وانا اطمئنك ان هناك شخصيات ممتازة، ونحن على تواصل معها وهناك كيانات سياسية نظيفة جدا وتحضر للعمل السياسي رغم التحديات .
 
 * هناك جهات تعد العدة لشراء الذمم في الانتخابات، فما رأيكم في ذلك ؟
- هذا الكلام صحيح والتخوف في محله، فالانتخابات ما زالت عليها الى الان علامات استفهام وفيها ضبابية كبيرة وما زالت فيها آلية ظالمة، لان الانتخابات اذا كانت تعتبر سياقا، فيجب ان يكون خط الشروع واحد لكل المتسابقين، فلا يوجد سياق في العالم تكون خطوط الشروع مختلفة، فهناك في العراق من يعمل دعايات عن طريق الهيليكوبتر وبحماية الهمرات، وهناك من ينتقل بسيارة اجرة ويلصق دعاياته الانتخابية وهو متخف ، وهناك من يجلس على ملايين الدولارات ويخوض معركة انتخابية، بينما هنالك من لا يملك ابسط مقومات الحياة ويخوض معركته الانتخابية، لذلك انا لست متفائلا في هذا الموضوع، النقطة الثانية، ان الديمقراطية لا تعني الذهاب الى صناديق الاقتراع ابدا، وانما هي نتيجة من نتائج الديمقراطية، فالديمقراطية ان تؤمن بالاخر، وهي ثقافة ووعي، وهي تكون متى ما اخترت ابن الجنوب ليكون محافظا للانبار، او ابن الموصل محافظا للنجف مثلا، ونحن نعاني من ازمة كبيرة والانتخابات معركة صعبة ومرة وفيها نتائج مخيبة للامال، فلذلك اقول: نعم هناك دول تعد العدة لشراء الذمم لتبني مشاريع لمصلحتها وكل يبكي على ليلاه .
 
* هناك اموال تدفع لشخصيات مؤثرة من اجل الانتقال من قائمة الى اخرى قبل اجراء أي  انتخابات  ؟
- نعم، وانا اقول ان قرار القائمة العراقية يأتي من خارج الحدود، وعن طريق الاتصال يعين الوزير ويقصى الاخر، ولذلك نحن نواجه مشكلة  كبيرة، ولكن بتقديري هناك حالة من الوعي والادراك، وهناك تذمر من قبل الناس للواقع المر، ونحن متفائلين من هذا التشخيص للواقع، وهناك تذمر في كل انحاء العراق من التردي الامني والخدماتي الخطير، وانا بعثت رسالة قبل ايام الى احد المسؤولين الكبار في الدولة، قلت له: عندما يتعرض العراقيون في ثالث يوم من ايام رمضان الى مقتل (113) شخصا وجرح اضعاف هذا العدد، بعد مرور تسعة سنوات على العراق الحر والجديد، فان هذه نقطة مهمة تحتاج الى توقف .
 
 * ما هي اسباب عدم قدرة الحكومة في السيطرة على الملف الامني؟
- انا كنت وزيرا للدفاع، وعملت كذلك مشرفا على وزارة الدفاع والاجهزة الامنية والمخابرات الاجهزة الامنية عموما لم تؤسس على ثوابت وطنية، وانما هي عبارة عن ميليشيات دخلت الى الاجهزة الامنية من مختلف الاحزاب، لذلك فان اغلب مؤسساتنا الامنية مخترقة، ولا تمتلك ثقافة ووعيا وطنيا، واغلب الجنود عندما ازورهم فاني لا اراهم يشاهدون او يتابعون الاوضاع والاحداث التي تجري على الساحة، فللاسف المؤسسة الامنية تحتاج الى اصلاح، واكبر خطر واهانة للمؤسسة الامنية عندما زجت في العملية الانتخابية، فالمؤسسات الامنية عبارة عن صناديق اقتراع تتفجر في اية لحظة، لذلك فان تأخير تسمية الوزارات الامنية جاء لكونها تمثل صناديق ثقيلة، ولا احد مستعد للتضحية بها، وهذه مشكلة خطيرة، عندما تدخل السياسة في الملف الامني والجيش، فهذه كارثة حقيقية.
 
 * أي الاشخاص موهل ليكون وزيرا في الوزارات الامنية ؟ 
- العراق ولاد وفيه عدد كبير من الشخصيات المؤهلة، ولكن المشكلة، ليس ان يكون وزيرا، فما قيمة الوزير ان يأتي الى نظام مؤسس على طريقة خاطئة، فهذه مأساة ومعاناة كبيرة، انظر الى عقود وزارة الدفاع، فستجد فيها ان الفساد متعشعش في الصفقات والاسلحة والطائرات، وانتم تعلمون بهروب وزير الدفاع عبد القادر العبيدي الى امريكا، وانا كنت اول من كشف وزير الدفاع على مستوى الاعلام، واقام عليه دعوى، حتى ان الوزير قال: ان الدكتور سلام الزوبعي شهر بي وانا لدي محام يدافع عني في هذه القضية، لكنني اضطررت الى الذهاب بارادتي الى المحكمة واقف امام القاضي وقلت له: يا سيادة القاضي انا وزير دفاع ومسؤول عن الوزارة، وهذا الرجل شخص قد ذبح العراقيين، وانا شاهد على افعاله ولدي شهود كثيرين عليه، فارجوك ان لا تسمع اصواتا تدافع عنه وانا متأكد اني سأكسب القضية، وانا هنا لا استهدف شخص عبد القادر العبيدي، فهو يحترمي ويقدرني كثيرا، وذكرت ذلك لوسائل الاعلام، لكن انا لدي الف علامة استفهام على ادائه وعلى الناس الذين يتعاملون معه ويلتقي بهم، ولدي اعتراض على الشركات التي جاءت وارتبطت معه وجهزته، ونحن نعرفهم بالاسماء، وبعد اسبوع سافر الى امريكا واغلقت الدعوى  .
 
* يقال ان هناك (3) شركات في كل وزارة  تتنافس فيما بينها للحصول على عقود الوزارة ؟
- نعم، هذه مأساة، وانا كنت مسؤولا عن اربعة عشر وزارة خدمية، فلم اجد وزيرا الا وقد وضع شركات حزبه تحته، وهذه جريمة، وفي يوم من الايام، عاتبتني احدى الجهات السياسية، حول احالتي مشروع تطوير شارع المتنبي الى امانة بغداد، ولماذا لم تحله الينا، كي نستفيد منه ماديا، وان هذا المشروع سوف يحال على احدى شركات امين بغداد، فقلت لهم: صحيح وانا اعرف هذا الموضوع، ولكن من الناحية المهنية، الموضوع عائد للامانة، لانه يمتلك شركات مهنية تقوم بهذه الاعمال، فانظر الى عملية السرقة المنظمة، فهناك شرعنة للسرقة، وارجو من (البينة الجديدة) ان تكتب بجرأة كما عودتنا وتعاتب امين بغداد وتقول له: هل يصح ان تسمي مشروعين للصرف الصحي والمجاري الثقيلة باسم مشروع القدس والخنساء، هل هناك شحة في الاسماء، فهذا امر معيب، والشعب العراقي ذكي ويقرأ، فنقول لكل الذين يمارسون الفساد والقتل والظلم، بانكم ستندمون على افعالكم هذه وتدفعون الثمن غاليا.
 
* ما هو سبب تردي الوضع الامني في الانبار، وظهور ما يسمى بالجيش الحر ؟
- هذه فتنة خطيرة جدا، وايضا من منبر البينة الجديدة  وارجو ان هذا الكلام بين قوسين وعريض، واقول لكل ابنائنا واخواننا في الوسط والجنوب، لمن تم تحذيرهم من بيع السلاح وان هناك مخطط لاستهدافهم، اقول لهم من هذا المكان: ان صدورنا ستحميهم قبل البنادق والاسلحة، وهذه رسالة يجب ان تصل من البينة الى ابناء الوسط والجنوب، نعم، هناك مخطط خبيث وهناك جهات ترعى وهناك تثقف وربما لا تستبعد ان تنتقل الشرارة من سوريا الى العراق، لكن هذه الشرارة ستصيب الطائفيين، اما ابناء العراق الذين عملوا بنسيج واحد فسوف اما يحترقوا جميعا بالشرارة واما ينجو جميعا منها، نعم، هناك جهات بل انا سمعت اكثر من ذلك، ان هناك مجاميع نزلت في الموصل، وهناك مجاميع تغازل الانبار وهناك شيء من هذا، وبصراحة البعثيين يخططون علنيا من دون حياء، حيث ان صالح المطلك قال امام وسائل الاعلام، انا اتشرف ان اكون مدافعا عن حزب البعث وهو الان الصديق الحميم للمالكي، ويعمل معه صفقات وما شابه، وقد وردتني اخبار قبل ايام ان السيد عزت الشابندر يقوم بدور رباني ورحماني لتوطئة الامور بين قيادات في حزب البعث، وانا اعتب عليه بشكل كبير من هذا المنبر .
 
*  المطلك  من الرافضين للتقسيم او مشروع الفدرالية ؟
- الغايات لا تبرر الوسائل، وانا لدي الاساس هو حماية العراق، واقول لك اخي العزيز، ان تقسيم العراق وعدمه والدعوة له، لا يقرره انا او اي شخص اخر، وانما يقرره المشروع الوطني الذي تقوده الرموز الوطنية، وهذا الشعب العظيم من البصرة الى الموصل، وانا للاسف اقول لك: ان اجتثاث البعث اصبح وسيلة للدعاية والاعلام للحصول على مكاسب سياسية، كلكم تتذكرون ان هناك اخبار تقول باجتثاث 180 شخصا من منطقة بيجي، وقبل ان اتي اليكم، صرح قتيبة الجبوري، وجه السيد رئيس الوزراء برفع الاجتثاث عن هؤلاء  .
 
 * ملف الاجتثاث كان ضمن الملفات التي تتصارع عليها الكتل السياسية ؟
- الاجتثاث لا يليق باناس يريدون بناء الدولة، فالافكار لا يمكن اجتثاثها، فكلكم متابعون عندما اجتثوا الشيوعية والدعوة، هل انتهى هذين الحزبين، بل على العكس، وانما يتم تنمية وتكبير الحزب، وهو لغة مستفزة للاخر، ولكن انت اطرح المشروع البديل والافضل عندئذ يتأثر بك المخطأ، وعلى الرغم من تغيير الاسم، الا انها اخذت شوطا كبيرا من وقت العراقيين.
 
* ما يسمى بالجيش العراقي الحر، هل تتوقع ان يكون له قيادات في العملية السياسية ؟
- طبعا اتوقع ذلك، فهناك قيادات نائمة في العراق، والعملية السياسية ملغومة، وهناك اناس اخترقوا البرلمان والحكومة وهناك وزراء مفسدون ينسقون مع الارهاب بشكل واضح، والا كيف ياتي الارهاب، ولذلك من ابرز اهداف حركة ابناء الرافدين وكل القوى السياسية العاملة الخيرة في العراق هو تنقية العملية السياسية من الفاسدين الذين دخلوا اليها، كم سمعت من مصاعب وجرائم، والان كلكم تتابعون ان 15 عضوا من البرلمان بصدد رفع الحصانة عنهم، وكذلك سمعتم ان فلانا ضبطوه مزورا وغير ذلك .
 
* ملف طارق الهاشمي ، كيف سينتهي حسب تصورك؟
- انا بتقديري هذا الملف فقد قيمته الان، هذا الملف اذا تمت تسويته بصفقة فهذا عار على الذي يفعله، طارق الهاشمي ملفه لا يسوى ، اما ان يكون بريئا وتحاسب الجهة التي اتهمته امام العراقيين، او يكون متورطا ويحاسب امام الشعب، لا تقبل احتمالا ثالثا ابدا والحل قضائي بحت، لا يمكن لشخص يحترم نفسه ان يدخل على هذا الملف الا القضاء .. و كما قلت سابقا مع موضوع ملف صالح المطلك، حيث قال ان المالكي اكبر دكتاتور، وسألوني: اذا حدث الصلح، فقلت لهم: نحن امام خيارين لا ثالث لهما، اما ان يكون المالكي اكبر دكتاتور، او يكون صالح المطلك كذابا، وافترى على المالكي، ولا يوجد خيار ثالث، وما زلت عند رأيي، اما صفقة وتسوية، فليضحكوا على انفسهم.
 
*   وردت معلومات تقول ان حزب البعث لديه موقع بديل الان وهو رومانيا في مزرعة تسمى مزرعه العرب ، وهناك تاجر كبير يدير المعارضه ، وان عزة الدوري متواجد هناك ؟
 - انا اعطيك ثلاثة خصائص لحزب البعث، الخاصية الاولى يضحي بالغالي والنفيس من اجل السلطة، والثانية، يتعامل مع الشيطان من اجل ان يعود الى السلطة، وثالثا : فنان في خلق الازمات وافترائها، هذه ثلاث مواصفات، فالامر الذي ذكرته وارد جدا، فلو اقتضت الحاجة ان تكون له مزرعة في اسرائيل، فستكون هناك مزرعة لهم بكل بساطة، ما دام بعدها العودة الى السلطة، لا يتوانون عن فعل ذلك ابدا.
 
*  كيف يمكنه العودة بعد كل هذه الاحداث والنبذ والطرد وغيرها من الامور؟
- الساحة تعج بالمفاجآت وهناك صفقات، وقبل قليل تحدثنا عن الصفقات .
* وملف الاصلاح، كيف تراه ؟
- الاصلاح للاستهلاك المحلي بتقديري، لان هنالك70 فقره  بحاجة الى اصلاح ، والاصلاح ليس قولا وانما فعل، فحينما يكون لدينا 70 ملفا بحاجة الى اصلاح، فانا اعتقد اننا بحاجة الى انقاذ وليس اصلاحا .
 
* هل ستكتمل الدورة ام هناك ازمات ؟
- ان الدورة بدأت بازمات وما زالت مستمرة هذه الازمات، واصلا هي بدأت بازمة ولم تنته وستنتهي بها، ولا يوجد في الافق ما يشير الى استقرار سياسي وانا مع حكومة الاغلبية السياسية والمشاركة الوطنية كذبة، انت تشارك من يتفق معك بالمبادئ، ولا تشارك مع من يريد ان يجتثك، وهذا يعني انك جلبت لصا وجعلته في داخل البيت. وهناك خطأ للاسف التحالف الوطني دائما يقع فيه، حتى الاغلبية السياسية لها الحق في تشكيل الحكومة وليست الهيمنة عليها، اي انت عندما تكون اغلبية سياسية، قم بتشكيل الحكومة، لكن لا يعني ان تهيمن عليها، وانما تستوعب كل اطياف الشعب في هذه الحكومة. فالتحالف الوطني مستأنس على ارهاصات العراقيين، لديهم ربيع، واكثر قيادات التحالف مستأنسة بممارسات القائمة العراقية بدليل ان رموز من التحالف يذهبون يزورون قيادات من القائمة العراقية ويقيمون ولائم معهم، على الرغم من انهم متهمون بالفساد. وقبل ايام زار عضو من التحالف جمال الكربولي، الذي هو متهم ويوجد عليه حكم بمصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة والقاء القبض عليه. الا يفترض ان يكون هناك اعتذار من الحكومة للكربولي او يقول اننا مخطئين، انه غير مجرم ولم يفعل شيئا، اذا كان كذلك قبل التعامل معه .
 
*   هناك من يقول ذهب الدكتاتور الواحد وجاءت دكتاتورية الكتل؟
-  كان اله سياسي واحد هو رئيس النظام، والان لدينا عدد من الالهة السياسيين، والحل، متى ما تحرر البرلماني من رئيس القائمة الاله السياسي، ومتى ما راجع الشعب حساباته واختار بدقة، عندئذ نتفاءل خيرا.
 
* هناك ترهل وتضخم في المناصب، والمواطن لم يستفد اي شيء مقابل ذلك؟
- انا راجعت قبل مدة دائرة ووجدت في الاستعلامات سبعة اشخاص في دائرة بسيطة، فكيف الحال بالوزارات والمؤسسات الاخرى، ولذلك لا تتوفر العدالة الاجتماعية ونرى هناك المآسي، وهناك القنوات الفضائية تاتي وتصور العراقيات ينمن تحت بيوت الصفيح وفي العراء والناس تعطف عليهن .
 
*  اذا اين الحل ؟
- الحل في المشروع السياسي ابدا، ان لم يكن هناك مشروع سياسي ناضج ووطني وحر، وليس عبدا لدول الجوار، فلا تتوقع خير ابدا، ونحن نطمح ان تتشكل الحكومة من رحم الجامعات العراقية ومراكز البحث العلمي ومؤسسات المجتمع المدني، متى ما كانت الحكومة، فهذه الاحزاب اغلبها لا تمتلك اي ارث سياسي وتاريخي . 
 
*  التظاهرات السياسية السلمية ، هل تتصور ان لها دورا في تصيح المسار  ؟
- التظاهرات في العراق لها مبرر، لان البرلمان لا يمثل الشعب، اما اذا كان يمثله، فالإنسان الذي يخرج بتظاهرة، يستحق العقوبة القاسية، لأنك اخترت ممثلا لك، وليس من حقك الاعتراض ، صوتك قد ذهب إلى فلان النائب، لكن اذا رجعت الى الواقع فسوف تجد ان (17) مرشحا فقط فازوا بأصواتهم اما البقية ففد دخلوا  البرلمان تحت عباءة رئيس ألقائمه لذلك البرلمان لا يمثل الشعب .
 
* هل اعترضتم على قانون مجالس المحافظات  ؟
- ان السياسيين لا يسمعون حتى للمرجعية التي أيدتهم وأوصلتهم للمناصب، فهل يستمع لنا.
 
* هل من كلمة تريد إيصالها للجماهير؟
- انا بتقديري يجب ان نشحذ الهمة من اجل اعادة النظر في صوت العراقي لمن يعطيه، والمجرب لا يجرب، ودول الجوار لا تمتلك حلولا للعراقيين ان لم يسعف العراقيون أنفسهم، والعراقيون، الشعب الذي تعرض الى اكبر مؤامرة في التاريخ حينما حكمه حزب البعث لمدة اربعة عقود وتعرض الى مؤامرة اخرى حينما احتل من قبل الأمريكان، ودمروا البنى التحتية واشاعوا الفوضى والان هم يتفرجون على أخطاء السياسيين، فالنظام السياسي في العراق الان بالمقلوب، دائما الدول التي يتغير نظامها بقوة خارجية، يكون نظامها مقلوبا، بينما في الظروف الطبيعية يكون العكس، ولكن انا متفائل بتهاوي كل السيئين ويبقى الشرفاء الذين ينقذون العراق.
 
•  ممكن تعطينا نبذة مختصرة عن حركة (ابناء الرافدين) وتوجهاتها من حيث التحالفات والاهداف والرؤيا ؟
-  حركة ابناء الرافدين.. معا  لتنمية العراق  ، تأسست عام 2007بعد ادراكنا  ان المشكلة في العراق تكمن في عدم وجود مشروع سياسي ناضج ، والذي يمثل  عمود الخيمة لهذا البلد، فاذا سقط العمود سقط الخيمة، ولا ينفع بعدها الطنب ولا الاوتاد، ولذلك عندما يكون المشروع السياسي في العراق غير ناضج، فانه سيعطينا برلمانا غير ناضج وحكومة غير ناضجة وقضاء غير ناضج وفيه ارهاصات، وهذا الذي نقوم به نحن، ولا ننسى جميعا ان العراق كان يعيش مرحلة الحزب الواحد الذي قبض على كل مفاصل الحياة في العراق وعشعش في العراق ما يقارب الاربعة عقود، وما دمنا نتذكر هذا الحزب، فعلينا ان لا ننسى ان حزب البعث يمثل ارهاصة قاسية ومرة في حياة الشعوب والعراق، حيث ننظر الان الى المحيط الاقليمي والى المحيط العربي والاسلامي، وننظر الى علاقتهما مع المجتمع الدولي، نجد ان حزب البعث كان له دور فاعل ومؤثر وقاس في كل ما يحيط بهذه الامة والمنظومة وبهذه العلاقة مع المجتمع الدولي من ارهاصات واختلافات ومطبات، والشعب الان يدفع ثمن هذه الارهاصات، فحينما انقشع هذا الحزب بتركة ثقيلة، وذهب الى احتلال الذي هو وصمة عار على كل من نظر له ودعا له وتعاون معه، ووقف الى جانبه وسانده  وامن به، لكنه اطلالة شرف وفخر وتحدٍ لكل من تصدى للاحتلال ووقف بوجه الاحتلال، وقدم كل ما لديه من طاقات في سبيل تحرير الشعب من كل احتلال وعلى رأسه الاحتلال الامريكي البغيض، لان هناك احتلالات كثيرة في العراق، وهناك اجندات تأتي من الشرق والغرب والجنوب ومن دول الجوار، وهناك مخابرات تعمل ومنظرين وصقور سياسيين يعملون لذلك الطرف او ذاك، بل تعدى الامر اكثر من ذلك، ان تصنع الورشة السياسية والقائمة وتفكك وتركب القائمة الانتخابية في دولة مجاورة، بل وصل الامر الى ان رئيس الجمهورية ينصح السياسيين بالذهاب الى ايران او تركيا لعرض حل  الازمة ,  عليهم والاستئناس برأيهم، فهذا احتلال حقيقي، احتلال للفكر والثوابت وللمبادئ، ولذلك بعد ذهاب الحزب الواحد، انفتحت الابواب على مصراعيها وغزت العراق ما يقارب (523) حزبا، وهذه قمة المهزلة، فان كانت امريكا هي ام الديمقراطية كما تدعي، فلماذا لا تسمح الا لحزبين هما الجمهوري والديمقراطي، ولو اجرينا معادلة بسيطة، فان نفوس الولايات المتحدة ما يقارب (310) مليون نسمة وتكتفي بهذين الحزبين، بينما العراق الذي نفوسه تتراوح بين (28-30) مليون نسمة لديه (523) حزبا، وبالمناسبة، هناك العديد من الشخصيات والقوى تريد ان تشكل احزابا في امريكا، ولكن هناك قمع منظم وقوي من قبل الـ (CIA) والادارة الامريكية لهم , لذلك دعيت الى تشكيل هذه الحركة والتي نتشرف انها لم تكن حزبا، ولن تكون كذلك، لانها حركة وطنية تؤمن بمنهج البحث العلمي في بناء الدولة، وهي ليست لها ايديولوجية كما هي ايديولوجيا الاحزاب، بل لها اهداف حديثة جاءت من حاجة العراق لها، ولها مسببات ولها منطق يبررها، اما لماذا هي حركة وليست حزبا، فلان الحزب في مفهومنا ومفهوم المكتب السياسي للحركة، هو مفهوم خاطئ واستغرق وقتا طويلا في الضحك على ذقون الشعوب العربية، والحزب عبارة عن مجموعة من الاشخاص الذين يدوسون على الثوابت الوطنية والثوابت الربانية في سبيل مصلحة الحزب، هدفهم الوحيد الوصول الى السلطة، واذا وصلوا اليها فانها ستصبح للرئيس وابنه وعشيرة الرئيس، وبالتالي تصبحت موارد الامة بيد الرئيس وحاشيته التي لا تشكل في اكثر الاحيان من (5-7)%، و95% من الشعب يذهب الى قدره المحتوم، لا تربية ولا تعليم ولا جواز سفر ولا حقوق انسان ولا اطلاع على حضارات الإنسان.. الخ، وتهدف هذه الحركة في الاساس الى بناء منظومة اقتصادية نقية ومنظومة سياسية، والمنظومة الاقتصادية ليست لها اية علاقة بالقرار السياسي، والمنظومة السياسي تعتمد على المكتب السياسي لهذه الحركة، وهذه الحركة لها خمسة معايير صارمة ودقيقة وحادة لقبول المنتسبين لها: المعيار الاول، ان لا يكون جزء من حزب البعث العربي الاشتراكي، واقصد ان لا يكون اداة من أصحاب القرار الذين انتهكوا الإعراض والحرمات، وقد يكون بعثيا ولكنه لم يكن من اولئك الذين ذبحوا الشعب واستهانوا بكرامته، فالشرط الاول هو الموقف من حزب البعث فكرا وأيدلوجية وسلوكا، والمعيار الثاني، ان لا يكون جزءا من الاحتلال، والمعيار الثالث، ان لا يكون قد أصيب بمرض الطائفية، لأننا نعتبرها جريمة مخلة بالشرف، والذي يقع في هذا الفخ سيكون محتقرا ويبقى كذلك، والمعيار الرابع: الموقف من الإرهاب، والمعيار الخامس: الموقف من الفساد ويتوج هذا كله بالكفاءة، لان البلد الذي لا تقوده الكفاءة يبقى بلد جاهل ونصف متعلم، وينتقل من ارهاصة الى اخرى، وهذه الحركة لها مكاتب في كل العراق، وهي ليست كالمكاتب التقليدية وانما هي فريق عمل في كل محافظة، ولها فريق عمل في كل الدول العربية والاتحاد الدولي وفي امريكا، وفي كل مكان، وهناك فريق من الاكاديميين من الطاقات ومتواصلين مع الاحداث، فلدينا مسيحي عراقي منتمٍ الى الحركة يعيش في امريكا منذ اكثر من ثلاثين عاما، وقلبه يتقطع ويتمزق الما على العراق، وهو يناقشني قبل عدة ايام في اتصال هاتفي على ضائعات دجلة والفرات وكيف يذهب الى الخليج العربي، وكيف يمكن استغلاله لمصلحة البلد، بينما هنالك بعض اصحاب العمائم من السنة والشيعة يذبحون الابرياء بدم بارد وبفتاوى فاسقة، وهذه الحركة تعتمد على الانتماء الوطني ولا تميز بين احد وصاحب الكفاءة هو المقدم في هذا المجال .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار منعم علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/05



كتابة تعليق لموضوع : حوار مع الدكتور سلام الزوبعي مائب رئيس الوزراء الاسبق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net