صفحة الكاتب : علي فضيله الشمري

رحيم عبيد موسى : هذه هي أهم المعوقات التي تواجه المثقف العراقي
علي فضيله الشمري
تحقيق - علي فضيلة الشمري 
تصوير - علي حنتوش
رحيم عبيد موسى صاحب مكتبة بشارع المتنبي  
يروي لنا اهم المشاكل والمعوقات التي تواجه المثقف العراقي  
بغداد – علي فضيلة الشمري 
تسير في شارع المتنبي واللمسات الجميلة تتدفق مع اشعة الشمس المشرقة والوجوه المستأنسه التي تطوف الشارع ... هو علامة من علامات المدينة وهي احبت الشاعر وعليها لاان تحب الشاعر تعرفه وتعرف قيمته بقيت العلامة بين وبين الشاعر المتنبي عبر كل الزمن واطراف البلاد ومتنبي واسط وهو في بغداد وبغداد في قلب الشاعر لكن الشارع يقبع هنا في مركز العاصمة وقلبها وروحها الذي فيه اثر لكل مثقف يعيش ويتخبط في ازقته ولانني من مدينة المتنبي او محافظته ونقصد مقام قبره في مدينة النعمانية فأتجهنا الى شارعه الذي يحمل اسمه في العاصمة العراقية بغداد وتحديداً مع صاحب مكتبة التراث الاسلامي للمخطوطات في شارع المتنبي وصاحبها رحيم عبيد موسى  من مواليد 1975 خريج كلية التربية جامعة بغداد قسم اللغة العربية ورغم صغر عمر صاحب هذه المكتبة لكنه من اشد المحبين والمعجبين بأبداعات شاعرنا المتنبي فكانت لنا جولة معه وخرجنا بالحوار الاتي : 
# متى نشأت مكتبتكم ؟ 
بداية الخطوات الاولية منذ حركتنا الثقافية عام 1991 بعد اجتياح دولة الكويت الشقيقة حيث انقشعت الغيوم التي كانت تمنع وصول الثقافة للمثقف ليتزود بها فكان يرفع شعارات الانبياء ويعمل عمل المجرمين والاشقياء فقد حارب الثقافة والادب اكثر من هالكوا ولم يشهده عصر البرابرة فقد انزوت الكثير من الاقلام المثقفة خوفاً من بطش النظام وهاجرت عقول اخرهى لعل في مقدمتها المرحوم علي الوردي لا الحصر ونتيجة لهذا الوضع المأسوي تصدينا لنسخ الكتب والمجلدات المهمة التي كانت محرمة في زمن النظام البعثي وننشرها بعموم محافظات العراق فقد اعتقلت ثلاثة مرات نتيجة هذا العمل وكدت افقد حياتي لولا عناية الله سبحانه وتعالى التي كانت فوق ارادت الجبابرة والطواغيت ولم ننقطع عن اداء رسالتنا الى اليوم فعملنا ثقافي دؤوب من زاخو الى الفاو ولكل عوائل العراق هذه النشأة والهدف الرئيسي لبناء هذه المكتبة ونعمل باسمين الاول احياء الكتب الاسلامية وهي مختصة ومحصورة بالكتب الاسلامية القيمة والثانية الكتب الحضارية والسياسية والتاريخية العامة 
# ما هو اكثر الكتب رواجاً وعليها اقبال من القراء ؟!  
ليس هناك احصائية دقيقة لمعرفة الكتب الاكثر طلباً وبيعاً في عموم العراق وحسب بعض المطابع وبعض الناشرين من الكتاب يبتسم ويقول اكثر الكتب رواجاً هي كتب الطبخ ثم القواميس والكتب الدينية ثم الثقافية وبدرجات متفاوته 
طباعة الكتب 
# هل مكتبتكم مستورد رئيسي في شارع المتنبي ؟ 
نحن ناشرون بالدرجة الاولى ومستوردون بالدرجة الثانية فقد قمنا بطباعة الكثير من الموسوعات الضخمة والكتب القديمة والحديثة والمهمة منها بحار الانوار للعلامة المجلسي والتكامل في الاسلام للكاتب احمد امين والميزان في تفسير القرأن وعشائر العراق وعلل الشرائع وجامع السعادات والذات الجريحة وجدل الهويات  للكاتب سليم مطر والكثير من القواميس والموسوعات التي تنشر باسم احياء الكتب الاسلامية ومكتبة الحضارات 
# كيف تتعاملون بيع وشراء الكتب المحضورة في زمن النظام البائد ؟! 
يكون العمل على اساس الاستنساخ واسلوب الكر والفر مع ازلام النظام البائد وبيعها على القراء الثقات 
# هل لازال شارع المتنبي يلعب نفس الدور الان ؟ 
شارع المتنبي هو الشريان التي تتنفس فيه رئة المثقف العراقي وهو الملاذ الامن للكاتب والقاريء والبائع وهو حضارة قائمة بذاتها تمتد منذ زمن العباسيين في بيت الحكمة وسوق الوراقين الذي هو الان شارع المتنبي وقد تم تأهيل هذا الشارع مؤخراً بعد تعرضه للارهاب الدموي الكافر في العراق وبمظهر يبعث على البهجة عبر تاريخه العريق . 
# ما السبب في رواج التأليف بالوقت الراهن ؟! 
انتشار ظاهرة التاليف واتساعها يعود كنتيجة طبيعية للخلاص من الاجهزة القمعية للنظام البائد وكذلك استغلال الوضع الديمقراطي في البلد لان في العقود الغابرة كانت كلمة المثقف والمؤلف محاربة وتمر على اكثر من مقص للرقيب الحكومي وخسف الارض بازلام النظام هي السبب الحقيقي في هذا التطور الواضح 
شارع المتنبي 
# هل تتوقع عودة شارع المتنبي للازدحام يوم الجمعة كأرث قديم للبغدادين ؟! 
شارع المتنبي علامة فارقة للمثقف والثقافة العراقية ولكن بعد تفجير هذا الشارع من قبل الارهابيين التكفييرين تعثر حضور المثقف الان ونأمل عودة كل رجالات الثقافة للشارع مجدداً كما انه ليس مختصراً على البغداديين كما تفضلة ولكنه يميزهم عن باقي العراقيين في باقي المحافظات 
# ماذا تقول عن اداء وزارة الثقافة العراقية كمثقف عراقي بطابعه البغدادي !؟ 
وزارة الثقافة العراقية نشاطاتها محدودة في دعم المثقف ابن العراق ولم نعد نلتمس منها اي شيء يستحق الذكر فقد اهملت جوانب مهمة مثل معارض الكتاب السنوية والفصلية وغياب دعم هذه الكتب بالمعارض الدولية سواء بدعم المشاركين في معارض الكتاب خارج وداخل العراق ولو تم توجيه الدعوة لدور النشر العالمية فأن العراق سيغرق بالكتب النفيسة والنادرة بمختلف الاختصاصات لان العراق من أهم دول منطقة الشرق الأوسط لسوق الكتب 
# ماذا عن المخطوطات والنفائس النادرة !؟ 
المركز الوطني للمخطوطات فقط باقً على ذكر صدام فالحقيقة تأتي إلى السوق المعروف للأدباء والمثقفين العراقيين ألا وهو سوق المتنبي الذي يحتوي على الكثير من هذه المخطوطات ولا يوجد لها سوق نتيجة ارتفاع أثمانها الخيالية وللأسف المركز الوطني لا يريد شراء هذه المخطوطات بسبب عدم تخصيص ميزانية للمركز الوطني للمخطوطات وناسف لعمل اللجنة المكلفة بتثمين هذه المخطوطات التي لا تعطي أسعار معقولة او مقبولة فتقيمها بأرخص الأثمان ولا نعرف الدافع خلف ذلك 
# هل لعب الانترنت دور في عزوف بعض القراءة عن شراء الكتب ؟ 
الانترنت له فؤاد وله سلبيات كثيرة منها ضعف الخدمة المقدمة للمواطن بالإضافة لارتباط الانترنت بالكهرباء وغيرها مما يجعل الكتاب ذات قيمة لدى القراء وبالنسبة للعراقيين المثقفين المستخدمين للانترنت لم يتركوا قراءة الكتب لأنها نفائس ثمينة لديهم بحيث هناك اقبال على بعض مجلدات ودورات الكتب التي تصدر بين الفينه والأخرى  
# كلمة اخيرة ؟ 
نامل بان الحكومة تعمل على اعادة الروح لشارع المتنبي وكذلك دعم المخطوطات والعمل على دعم الكتاب العراقي بتسهيل مهمته في المشاركات بالمعارض الدولية لان الموضع لغاية الان تشكل قيود محضورة على الناشر العراقي ونتمنى المساهمة بايجاد حل سريع لهذه المشكلة كما نوجه شكرنا لكم على هذه الاستضافة في مطبوعكم ونتمنى لكم الاستمرار وانا دائماً ما اجدكم تترددون الى هذا الشارع العريق بارك الله فيكم . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فضيله الشمري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/01



كتابة تعليق لموضوع : رحيم عبيد موسى : هذه هي أهم المعوقات التي تواجه المثقف العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net