صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

السياسي والموظف العمومي
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ما يقوم به الموظف العمومي طيلة العام يصلح مثلاً يضرب في معرفة أسباب الفشل الذريع في إدارة الأزمات وإيجاد الحلول. ولكن كيف يكون ذلك ؟.
يتكاسل الموظف في أداء واجباته وينشغل بالتفاهات ويعجز في إنجاز معاملات الناس التي ترد إليه يومياً ويكدس الملفات واحداً تلو الآخر ثم تتراكم عنده ويضعها في زاوية من زوايا غرفته ويتماهل ، وكلما جاء إليه مواطن مراجع بملف قال له : تعال في الغد ، أو تعال بعد شهر من الآن ، وقد يتواضع ويقول له ، بعد أسبوع ويقول لنفسه سأنجز المعاملات تباعاً حتى لا يتبقى منها شيء وأرتاح منها تماماً وبعد مرور عام سيجد أن ما لديه ، وما لدى زملائه الآخرين في المؤسسة تجاوز المئات من الملفات غير المنجزة وهذه سنة الحياة في الدوائر العمومية ثم تجمع في حاوية زبالة كبيرة وتضرم فيها النار وتحترق بينما الناس تنتظر..!
في السياسة العربية إعتمد الرجال على الطريقة التي إعتمدها قبلهم ذلك الموظف الحكومي المحترم وزملاؤه المحترمون هم ايضاً  ، فصاروا يراكمون المشاكل واحدة تلو الاخرى ويضعونها على الادراج أو الخزانات المغلقة بإحكام أو على طاولاتهم أو يأتمنون عليها من يتناساها حتى تكون عنده في المقام الأخير لكثرة ما تلاها من مشاكل وقضايا وكلها لم تجد الحل ولم تنجز تحت شعار ... ترحيل المشكلة ، تأجيل الحل .. الإنتظار لمزيد من الوقت .. معرفة ردود فعل الآخرين .. حتى يتنازل الخصوم .. حتى ينزل المطر في الصيف .. إحتراما للكرامة ونزولاً عند رغبات الجمهور والأنصار ... أهداف وشعارات أخرى.
تمر فترة طويلة من الزمن ويدفع الناس أثماناً باهظة من المعاناة وقلة ما يتحقق لهم من منجزات ولا يأتيهم من الوعود المتحققة إلا النزر اليسير ثم يجد السياسيون أن ما ركنوه من مشكلات تماهلوا في حلها أو تعاندوا فيه بلغ رقماً قياسيا فاق ما ركمه الموظف العمومي في غرفته طيلة العام.
الموظف والسياسي والملفات العالقة والمركونة جانباً تجتمع لتعطي وصفة جاهزة لفساد ينتشر ويغطي كما الضباب الدروب ولايعود أحد يرى غيره ولانفسه .
مالم يغادر السياسي عقلية سائق التاكسي وموظف الخدمة العامة فلن يكون قادرا على فعل يعيد للناس رغبتهم في التواصل والشعور بأمل في المستقبل.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/13



كتابة تعليق لموضوع : السياسي والموظف العمومي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net