صفحة الكاتب : فراس الغضبان الحمداني

محنة السفير الباكستاني ولبن عيران
فراس الغضبان الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 أعجبني ذلك الطعم اللذيذ للشنينة التي شربتها لاتقاء  الحر اللاهب في صيف بغداد متذكرا قول الأقدمين حول كرم هذا الشهر للفقراء من حر قاتل ولبن مدخن في بلد حير العالم بعجائب طباع العباد وميزانية البلاد .
بعد إن أفرغت محتوى العلبة البلاستيكية الموشحة باللون الأخضر وكان اللبن فيها باردا ومنعشا فتطلعت إليها وقرأت على العلبة الماركة المسجلة اسم ( لبن عيران ) وكنت في ذلك الوقت أتابع بإشفاق وتعاطف حركة السفير الباكستاني الذي رفضته وزارات خارجية كل من السعودية والبحرين والإمارات وكذلك مجلس التعاون الخليجي بحجة اسمه الفاضح في اللغة العربية الذي لم يجد له مكانا بالدبلوماسية المتحركة في عواصم تلك البلدان حتى اضطر الذهاب بعد ذلك خلف المحيط الأطلسي ليكون سفيرا لبلاده في كندا .
  إن معالي السفير ( ميا نغيل اكبر زب ) كان له عدة مهمات منها سفيرا لباكستان في كندا والولايات المتحدة وجنوب إفريقيا والهند وهو من اكبر المهندسين للعلاقات الباكستانية الأمريكية كما شغل مناصب مهمة في بلده .
العرب محافظون جدا حتى أنهم يعيشون بين أكثر الحيوانات حضورا وهي الخيل والحمير التي تتمتع بخاصية لا يمتلكها العرب هي طول أعضائها الذكرية حتى تتحول إلى مثل يضرب بها ولذلك فهم يرفضون وجود رجل أجنبي بينهم حتى لو كان مسلما يمتلك خاصية لا تتوفر لهم بل هي حكرا على الحمير والأحصنة فالسفير الباكستاني كان يحمل اسم ولقب ووصف حيث كانت ( قسمته ) في الدنيا إن يكون ( اكبر زب ) .
لا اعرف إن كان معنى الكلمة متصلا باللغة الاوردية أو الفارسية أو الهندية أو اللغات المنقرضة في بلاد السند والهند أم هو اسم للنذر كما فعل  أجدادنا حين كانوا يتمنون إن يرزقهم ولدا فيطلقون عليه اسما غريبا وعجيبا خوفا من الحسد مثل ( طراكة وعتيوي  وبعرور وشلاكة وزبالة ) وغيرها من الأسماء المشاعة في مجتمعنا .
المهم نحن لم نستطع إن نصمد أمام ذهولنا وأصبح حالنا يقول ضاعت لحانا ما بين باكستانا ولبن لبنانا وصرنا نخجل حين نشرب اللبن ، ونضحك حين نرى سفيرا يقدم أوراق اعتماده لبلد خليجي إسلامي  باسم ( اكبر زب ) فتخيلوا كيف سيكون حال مقدمة الأخبار وهي تقرأ الخبر وحتما سيكون على الشكل التالي ( التقى اليوم حامي البلاد سعادة السفير اكبر زب   ) .
ولست اعلم على وجه الدقة هل إن السلطات العراقية تقرأ ما مكتوب على البضائع المستوردة سواء كانت كهربائية أو غذائية ونحن نقول لم تقرأ ما مكتوب والدليل علبة اللبن المستوردة من لبنان باسم ( عيران ) ، ولكن هذا اللبن له شقيق قد دخل العراق أيام حكم النظام السابق دون إن تلتفت أليه السلطات آنذاك وهو من مشتقات الحليب وهو جبن ( كيري ) وحين أتطلع إليه أتساءل عن معناه في لغات أخرى كالكردية والإيرانية مثلا واجد أنها تعني العضو ألذكوري فهل هناك من صلة بين هذه المسميات ووجودنا المرتبط باللبن والحليب والجبن وجميعها باللون الأبيض  .
أنا أخشى إن تسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وثورات الربيع العربي بدخول أصناف ومسميات جديدة تتعدى الألبان والاجبان وباكستان ولبنان وقد تصل إلى حدود أوكرانيا وجمهورية (مالي) التي سيطر عليها الإسلاميون وقد يغيرون تسميتها إلى ( مالك ) تماشيا مع التراث الذي يؤمنون به وإيمانا بالسيرة الشخصية للدولة الصحراوية .
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الغضبان الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/28



كتابة تعليق لموضوع : محنة السفير الباكستاني ولبن عيران
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net