صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

بمناسبة عيد النصر العراقي (ح 9) (وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جاء في کتاب مجمع البيان في تفسير القرآن للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (250) فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العلمين (251)" (البقرة 250-251) أي: ظهروا لمحاربة "جالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا" (البقرة 250) أي: صب علينا"صبرا وثبت أقدامنا" (البقرة 250) أي: وفقنا للثبوت عند مداحض الحرب بتقوية القلوب وإلقاء الرعب في قلوب الأعداء، وكان إيشا أبو داود في عسكر طالوت مع ستة من بنيه أو عشرة، وكان"داوود" أصغرهم يرعى الغنم، فبعث طالوت إلى إيشا أن أحضر وأحضر ولدك، فجاء ومعه ولده، فمر داود في طريقه بثلاثة أحجار دعاه كل واحد منها أن يحمله وقال: إنك تقتل بنا جالوت، فحملها في مخلاته ورمى بها"جالوت" فقتله، وزوجه طالوت بنته"وآتاه الله الملك" (البقرة 251) في الأرض المقدسة، وما اجتمعت بنو إسرائيل على ملك قط قبل داود"والحكمة " والنبوة "وعلمه مما يشاء" (البقرة 251) من صنعة الدروع وكلام الطير والنمل"ولولا دفع الله" (البقرة 251) ولولا أن يدفع الله بعض الناس ببعض لغلب المفسدون و"فسدت الأرض" (البقرة 251) وبطلت منافعها، وقيل: ولولا أن الله ينصر المسلمين على الكفار لعم الكفر ونزل العذاب واستؤصل أهل الأرض.

جاء في معاني القرآن الكريم: نصر النصر والنصرة: العون. قال تعالى: "نصر من الله وفتح قريب" (الصف 13)، "وإذا جاء نصر الله" (النصر 1)، "وانصروا آلهتكم" (الانبياء 68)، "إن ينصركم الله فلا غالب لكم" (ال عمران 160)، "وانصرنا على القوم الكافرين" (البقرة 250)، "وكان حقا علينا نصر المؤمنين" (الروم 47)، "إنا لننصر رسلنا" (غافر 51)، "وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير" (التوبة 74)، "وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا" (النساء 45)، "ما لكم من دون الله من ولي ولا نصير" (التوبة 116)، "فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله" (الاحقاف 28) إلى غير ذلك من الآيات، ونصرة الله للعبد ظاهرة، ونصرة العبد لله هو نصرته لعباده، والقيام بحفظ حدوده، ورعاية عهوده، واعتناق أحكامه، واجتناب نهيه. قال: "وليعلم الله من ينصره" (الحديد 25)، "إن تنصروا الله ينصركم" (محمد 7)، "كونوا أنصار الله" (الصف 14) والانتصار والاستنصار: طلب النصرة "والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون" (الشورى 39)، "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر" (الانفال 72)، "ولمن انتصر بعد ظلمه" (الشورى 41)، "فدعا ربه أني مغلوب فانتصر" (القمر 10) وإنما قال: (فانتصر) ولم يقل: أنصر تنبيها أن ما يلحقني يلحقك من حيث إني جئتهم بأمرك، فإذا نصرتني فقد انتصرت لنفسك، والتناصر: التعاون. قال تعالى: "ما لكم لا تناصرون" (الصافات 25)، والنصارى قيل: سموا بذلك لقوله: "كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله" (الصف 14)، وقيل: سموا بذلك انتسابا إلى قرية يقال لها: نصرانة، فيقال: نصراني، وجمعه نصارى، قال: "وقالت اليهود ليست النصارى" (البقرة 113)، ونصر أرض بني فلان. أي: مطر (مجاز القرآن 2/46)، وذلك أن المطر هو نصرة الأرض، ونصرت فلانا: أعطيته، إما مستعار من نصر الأرض، أو من العون.

أن رضا الله هو باب دخول الجنة ولا يحصل الا بالصبر على البلاء، ومرحلة الاصطفاء تحصل بعد مرحلة الرضا إن كان الاصطفاء لنبي او غيره مثل مريم عليها السلام و طالوت. والله تعالى يلهم الانبياء وغير الانبياء من هم في ورع ويقين الذي يأتي بعد العبادة. أنّ الثبات أمام العدو أهم رمز للانتصار، و إنّما يكسب الحرب الذين يصمدون و يستقيمون أكثر، و لذلك نقرأ في قصة محاربة طالوت القائد العظيم لبني إسرائيل لجالوت المتسلّط الجائر القوي أنّ المؤمنين القليلين الذين كانوا معه عند ما واجهوا جيش العدو الجرار، قالوا: "رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ"‌ (البقرة 250).

عن وكالة الأنباء العراقية سبع سنوات على النصر الكبير (واع) تستذكر ملاحم بطولية رسمت خطى الانتصار: قلب الموازين: بدوره، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء ‏يحيى رسول لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "النصر على الإرهاب تحقق بفضل الدماء الزكية والطاهرة لكافة أبناء القوات المسلحة العراقية التي اشتركت في معارك التحرير وخاضت أعتى العمليات حتى تمكنت من تطهير وطرد العصابات من الأراضي العراقية"، لافتا الى أن "فتوة السيد علي السيستاني بالجهاد الكفائي ‏قلبت الموازين واندفع أبطال العراق من أجل تحرير الأراضي العراقية التي كانت تحت سيطرة عصابات داعش". وأضاف: "اليوم وفي الذكرى السابعة لتحقيق النصر بات العراق يمتلك قوات مسلحة قوية بشكل كبير ‏وهي مستعدة للدفاع عن العراق وعن سيادته"، مبينا ان "هناك توجيهاً من القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بتطوير المؤسسة الأمنية والعسكرية والقوات المسلحة بأحدث المعدات والأسلحة بالإضافة إلى بناء قدرات القوات المسلحة بشكل كبير". وتابع رسول أن "هناك دعماً كبيراً من القيادة العسكرية العراقية وعلى رأسها القائد العام للقوات المسلحة لجهود دعم القوات المسلحة بكافة صنوفها لحفظ الأمن والأمان والاستقرار"، مشيرا الى أن "القيادات العسكرية بكافة مستوياتها متواجدة دائما مع القطعات ‏لمتابعة كل ما تحتاجه لبناء القدرات بالشكل الذي يليق في المؤسسة العسكرية العراقية".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/12/12


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • تفسير الشيخ مكارم الشيرازي لآية اكمال الدين واتمام النعمة بولاية الامام علي عليه السلام (ح 1)  (المقالات)

    • عقيدة الزيدية والقرآن الكريم من سورة البقرة (ح 1)  (المقالات)

    • اشارات الامام الهادي عليه السلام عن القرآن الكريم من سورة البقرة (ح 2)  (المقالات)

    • هلاك صدام: سوء عاقبة الظالم (ح 1) (ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد)  (المقالات)

    • ضرر الفساد في أمثلة (ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (ح 30)  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : بمناسبة عيد النصر العراقي (ح 9) (وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net