صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

مهرجان ربيع الشهادة العالمي الثامن ...مشروع وطني انساني 8
علي حسين الخباز
 يحفل المهرجان بسمات التنوع في جميع مفرداته الفكرية والثقافية والفنية  بل يتعدى ذلك احيانا الى الجلسات واللقاءات الجانبية لتحمل  معنى التلاقح الفكري  وتؤسس لحراك فكري  عام في بنية المهرجان ، واللقاءات هي احدى افضل السمات الانسانية المهمة  في عالمنا الكبير وخاصة عندما نجد حولنا مروجا من الاختصاصات المتنوعة التي تشعرنا بعافية الملتقى وجدية الانتقاء فكان اللقاء محفوفا بالصلوات مع احد ضيوف هذا المهرجان الانساني هو الشيخ والشاعر والاستاذ  (فضل مخدر ) من لبنان وطلبا لهذا التنوع تركنا اختصاصه الشعري وحاولنا ان نصل الى جانب آخر من جوانب هذه الشخصية الشاعرية والعلمية  والتربوية فحاورناه حول اهم القضايا المتعلقة في تربية الطفل حيث نجد ان مثل هذا المحور لابد ان يكون له حضور في مهرجان ربيع الشهادة  وهو يضم مجموعة من التربويين  الكبار ،
 المحاور :ـ  البحث في كيفية تنامي الرابط الفطري عند الطفل وكيفية تقوية هذا الارتباط بالمجالس الحسينية ؟
الشيخ فضل مخدر :ـ اصدرت قبل سنوات كتابا  بعنوان المجالس العاشورائيةعند الناشئة ، نشرت فيه  عددا من البحوث لعدد من الاكاديمين حتى على مستوى  العلم النفسي  ، وقدم الكتاب مقترحات تربوية فاعلة   ، وكنت اتمنى ان ارى مهرجانات  ثقافية فكرية تربوية تخصص لاحتواء عوالم الطفل ، فالمهرجان قدم بادرة الالتقاء من اجل تاسيس خطوة جيدة للتحاور وموضوعة الطفل  وتقوية هذا الرابط الفطري لابد ان يتجاوز شيئا  اساسيا هو الحالة الغير مفهومة  عند الطفل  ، فنحن نخمن فهمنا  ونظن  اننا نفهم  ابناءنا  ونفهم اطفالنا ولكن للأسف تبرز بعض النقاط المهمة التي  تعري لنا مناطق الوهم ، الطفل له رؤى خاصة  تتجاوز  كل النظريات  بينما  الاساليب التربوية التي تطرح في عوالم البحوث هي مجرد نظريات وحتى على الاطار المستقبلي اذا حاولنا  مد جسور فهمية  ممتدة من عوالم طفولتنا نحن سنقع في مطب آخر حيث ان تجارب الطفولة ليست مقولبة كي تتكرر ولكي تصلح ان تكون معيارا تربويا ، فكل طفل له عوالمه الخاصة  وشعور ومشاعرخاصة  ، ولهذا نتفاجىء احيانا بمستوى ما يطرح من اطفالنا على صعيد القول او الفعل  ونحيل هذا الاعجاب  الى الذكاء  والامر برمته يمتاز بالبساطة  والبداهة  والعفوية ولايمتلك اي مفهوم ذكائي متفرد وحتى القول والفعل  ياتي  دون قصدية مرسومة  بل هو امر فطري عفوي  ولو ندخل في  تفاصيل الحديث النبوي لوجدنا ان الرسول (ص)  قسم السبع سنين الاولى للسجية والسبع الثانية  للتأديب والسبع الثالثة للصداقة ، وللامام الصادق عليه السلام تشخيصا يجاور هذا المعنى ،فيصبح الولد ملك سبع سنين وعبد في سبع اخرى ووزيرا في السبع الثالثة ، وقد بسط الاسلام  المفهوم التربوي بكل ما فيه من تفرعات وبما ان الموضوع  الحسيني  هو موضوع اكتسابي  ، واولادنا تعودوا ارتياد مجالس العزاء الحسيني والاستماع  الى المواعظ الانسانية والايمانية عبر المنبر المبارك ، وممارسة الواجب الشعائري اتجاه الحسين واهل البيت عليهم السلام ، والكثير من هذه الممارسات الشعائرية اصبحت عبارة عن معتقدات  فهنا يدخل دور الاب التربوي بتنامي  وصقل  ذهنية الطفل بعد سن التأديب وسن التعويد وسنقع في حذر آخر هو الخشية من المكتسب  الزائف والذي يسوّق تحت نفس العناوين الصالحة  فالكثير من الرؤى الغريبة  دخلت الى عوالمنا تحت  مسميات العنوان نفسه ، وهذا يعني سيحتم علينا متابعة اولادنا  والتوجيه المستمر
المحاور :ـ   الان لندخل محورآخر هو الانجذاب التلقائي  ، والاهتمام  في عملية  صنع الذكريات  لصغارنا  ، كيف سنوائم  بين ذهنية الكبار  ومكونات الطفولة
الشيخ  فضل مخدر :ـ  هذه هي احد اهم مكونات العقدة  الاساسية  لكوننا لا نعرف  فعلا  ما يريده  هذا  الطفل،  لانعرف كيف  يتعاطى  مع ما نريد ه منه  ، الطفل يحسن الادب  عندما نؤدبه  ويعرف احترام الاب   ويفهم ان العيب  امر سيء ، ويعرف كيف يفرق بين معاملة الصديق القرين في المدرسة و معاملة المعلم،لو اردنا الآن ان نعلمه خصائص  الولاء الحسيني ونعلمه مفاهيم النهضة الحسينية بجميع محاورها ، نكون قدمنا ما عندنا ونكون قد مارسنا  عادات وتقاليد وخصوصيات   فالسؤال هل قدرنا نحن توصيل الفكرة الى ذهنيته  اما ترانا صغناها حسب مفاهيمنا نحن
المحاور :ـ  انت اعطيتني  حرية صناعة  الذكريات  وهذه هي التي تجعلني  اتحكم في نوع المعلومة  واسلوبيتها
  الشيخ  فضل مخدر ...  اود ان اتبع الامر التلقائي  الطبيعي  ، ان يحضر ابني  معي للمجلس  الحسيني وهذا ما اعنيه بصناعة الذكريات
المحاور :ـ  طيب  واين نذهب بخصوبة الاستقبال عند الطفل والشارع العام يعطي الكثير من الامور التي تزحزح الايجابية  ، كيفية موازنة  ما نصنعه من ذكريات مع ما يستقبله  هو
الشيخ فضل نخدر :ـ  اغلب ما قدم من بحوث يبقى  في حكم الامر النظري  وانا ساحدثك عن تجربة  حية هي تجربتي مع ابنائي  ،  احمل هموم هذا التجربة وقلقها كأب الى ان حصل في احدى الايام وفي مجلس من مجالسي الدينية عندما  اشتكى رجل ابنه ووتحدث عن بعض تصرفاته الطائشة ، فكان من بين المستمعين رجل كبير السن  وله تجربة حكيمة في مجال التربية قال وهو يسأل الاب :ـ هل انت مؤمن ؟ وهل الاهل مؤمنين ؟  وهذا يعني ان التربة التي نشأ فيها ابنك نظيفة  فلا تخشى عليه بعدها وبعون الله سيصلح حاله ويعود . هذا يعني ان التركيز الاولي على  خبزة الحلال وعلى صلاح الاب ومصداقيته في التعامل   ، وعلينا ان ننتبه الى حكمة القرآن ان بعض ابناء الانبياء لم يعتبروا بحكمة اباءهم  فاشار القرآن الى نبذهم  مثلا ابن نوح نبي الله عليه السلام  حيث خاطب الله  نبيه ( ليس من اهلك )  وعلى عكس هذا المثال هناك  علي الاكبر عليه السلام  اذ يقول لأبيه عند مقدم كربلاء  ( السنا على الحق .. فلانبالي ) وها يعني انه استنطق ما في قلب ابيه  ، ومثل هذه الاحداث تكون هي الوسيلة الاصلح لصنع الذكريات عند ابناءنا 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/06



كتابة تعليق لموضوع : مهرجان ربيع الشهادة العالمي الثامن ...مشروع وطني انساني 8
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net