أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 59)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
1276- كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حال تشييع جنازة فاطمة بنت أسدا والدة أمير المؤمنين عليه السلام يرفع قدماً ويتأنَّى في رفع الأخرى، وهو حافي القدم، فلما صلَّى عليها، كبَّر سبعين تكبيرة، ثم لحَّدها في قبرها بيده الكريمة، بعد أن نام في قبرها، ولقَّنها الشهادتين، فلما أُهيل عليها التراب، وأراد الناس الانصراف، جعل صلى الله عليه وآله وسلم يقول لها: ابنك ابنك، لا جعفر ولا عقيل، فقالوا: يا رسول الله، فعلت فعلاً ما رأينا مثله قطّ، مشيك حافي القدم، وكبَّرت سبعين تكبيرة، ونومك في لحدها، وقميصك عليها، وقولك لها: ابنك ابنك، لا جعفر ولا عقيل! فقال صلى الله عليه وآله وسلم: فأما التأنِّي في وضع أقدامي ورفعها في حال تشييع الجنازة فلكثرة ازدحام الملائكة. وأما تكبيري سبعين تكبيرة؛ فإنَّها صلى عليها سبعون صفاً من الملائكة. وأما نومي في لحدها؛ فإني ذكرتُ لها في أيام حياتها ضغطةَ القبر. فقالت: واضعفاه، فنمتُ في لحدها لأجل ذلك، حتى كفيتها ذلك. وأما تكفينها بقميصي؛ فإنِّي ذكرت لها حشر الناس عراة، فقالت: واسوأتاه، فكفَّنتها به لتقوم يوم القيامة مستورة. وأما قولي لها: ابنك ابنك، لا جعفر ولا عقيل؛ فإنَّها لما نزل عليها الملكان وسألاها عن ربَّها فقالت: الله ربي، فقالا لها من نبيُّك؟ فقالت: محمد نبيي، فقالا لها: من وليُّك وإمامك؟ فاستحيت أن تقول: ولدي فقلتُ لها: قولي ابنك علي بن أبي طالب عليه السلام. فأقر الله بذلك عينها.
1277- جاء في کتاب الحديث النبوي بين الرواية والدراية للشيخ جعفر السبحاني: أخرج النسائي، عن عامر بن سعد، قال: دخلت على قرظة بن كعب، وأبي مسعود الاَنصاري في عرس، وإذا جوارٍ يغنين، فقلت: أنتما صاحبا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، ومن أهل بدر، يُفعل هذا عندكم؟ فقال: اجلس إن شئت فاسمع معنا، وإن شئت فاذهب، قد رُخِّص لنا في اللهو عند العرس. والظاهر انّ المرخص بزعمهما هو رسول اللّه، فعلى ذلك رخّص رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم غناء الجواري في العرس للرجال، وهذا ما لا يصدقه الكتاب العزيز والسنّة النبوية. أمّا الكتاب فهو يأمر نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ" (النور 31). وقال سبحانه: ""فََلا تَخْضَعْنَ بالقَولِ فَيَطْمَعَ الّذِي في قَلْبِهِ مَرَضٌ"" (الاَحزاب 32). فإذا كان هذا أدب الاِسلام، فكيف يرخّص النبي صلى الله عليه وآله وسلم للنساء أن يغنِّين لغيرهن؟ أو يُرَخِّص للرجال ما يثير الشهوة ويُميت القلب، ويحيي الغرائز الجامحة؟ وأمّا السنة، فالرسول يفسّر الغناء: بأنّه من قبيل نفخ الشيطان في منخري المغنية. ومع ذلك فكيف يسوغ لاَُمّته أن تستمع إلى نفخ الشيطان؟ على أنّ تجويز اللهو في العرس، يخالف ما رواه عقبة بن عامر، من انحصار جواز اللهو في ثلاثة، حيث روى عبد اللّه بن زيد الاَزرق، عن عقبة بن عامر الجهني، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: كلّ ما يلهو به الرجل المسلم باطل، إلاّرميه بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، فإنّهنّ من الحقّ.
1278- عن السلمان الفارسي قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله في المسجد إذ دخل العباس بن عبد المطلب فسلم فرد النبي صلى الله عليه وآله ورحب به فقال: يا رسول الله بما فضل الله علينا أهل البيت علي بن أبي طالب والمعادن واحدة، فقال النبي صلى الله عليه وآله: إذن أخبرك يا عم إن الله خلقني وخلق عليا ولا سماء ولا أرض ولا جنة ولا نار ولا لوح ولا قلم. فلما أراد الله عز وجل بدو خلقنا تكلم بكلمة فكانت نورا ثم تكلم كلمة ثانية فكانت روحا فمزج فيما بينهما واعتدلا فخلقني وعليا منهما ثم فتق من نوري نور العرش فأنا أجل من العرش ثم فتق من نور علي نور السماوات فعلي أجل من السماوات ثم فتق من نور الحسن نور الشمس ومن نور الحسين نور القمر فهما أجل من الشمس والقمر وكانت الملائكة تسبح الله تعالى وتقول في تسبيحها: سبوح قدوس من أنوار ما أكرمها على الله تعالى، فلما أراد الله تعالى أن يبلوا الملائكة أرسل عليهم سحابا من ظلمة وكانت الملائكة لا تنظر أولها من آخرها ولا آخرها من أولها فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا ما رأينا مثل ما نحن فيه، فنسألك بحق هذه الأنوار إلا ما كشفت عنا فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لأفعلن فخلق نور فاطمة الزهراء عليها السلام يومئذ كالقنديل وعلقه في قرط العرش فزهرت السماوات السبع والأرضون السبع، من أجل ذلك سميت فاطمة الزهراء.
1279- لَمَّا مَرِضَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وَصَّتْ إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام أَنْ يَكْتُمَ أَمْرَهَا وَ يُخْفِيَ خَبَرَهَا وَ لَا يُؤْذِنَ أَحَداً بِمَرَضِهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ كَانَ يُمَرِّضُهَا بِنَفْسِهِ وَ تُعِينُهُ عَلَى ذَلِكَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ عَلَى اسْتِسْرَارٍ بِذَلِكَ كَمَا وَصَّتْ بِهِ فَلَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ وَصَّتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَوَلَّى أَمْرَهَا وَ يَدْفِنَهَا لَيْلًا وَ يُعَفِّيَ قَبْرَهَا فَتَوَلَّى ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام دَفَنَهَا وَ عَفَّى مَوْضِعَ قَبْرِهَا فَلَمَّا نَفَضَ يَدَهُ مِنْ تُرَابِ الْقَبْرِ هَاجَ بِهِ الْحُزْنُ فَأَرْسَلَ دُمُوعُهُ عَلَى خَدَّيْهِ وَ حَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنِّي وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنَ ابْنَتِكَ وَ حَبِيبَتِكَ وَ قُرَّةِ عَيْنِكَ وَ زَائِرَتِكَ وَ الْبَائِتَةِ فِي الثَّرَى بِبُقْعَتِكَ الْمُخْتَارِ اللَّهُ لَهَا سُرْعَةَ اللَّحَاقِ بِكَ قَلَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ صَفِيَّتِكَ صَبْرِي وَ ضَعُفَ عَنْ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ تَجَلُّدِي إِلَّا أَنَّ فِي التَّأَسِّي لِي بِسُنَّتِكَ وَ الْحُزْنِ الَّذِي حَلَّ بِي لِفِرَاقِكَ مَوْضِعَ تَعَزِّي وَ لَقَدْ وَسَّدْتُكَ فِي مَلْحُودِ قَبْرِكَ بَعْدَ أَنْ فَاضَتْ نَفْسُكَ عَلَى صَدْرِي وَ غَمَّضْتُكَ بِيَدِي وَ تَوَلَّيْتُ أَمْرَكَ بِنَفْسِي نَعَمْ وَ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَنْعَمَ الْقَبُولَ وَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ قَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ وَ أُخِذَتِ الرَّهِينَةُ وَ اخْتُلِسَتِ الزَّهْرَاءُ فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ وَ الْغَبْرَاءَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ وَ أَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ لَا يَبْرَحُ الْحُزْنُ مِنْ قَلْبِي أَوْ يَخْتَارَ اللَّهُ لِي دَارَكَ الَّتِي فِيهَا مُقِيمٌ كَمَدٌ مُقَيِّحٌ وَ هَمٌّ مُهَيِّجٌ سَرْعَانَ مَا فَرَّقَ بَيْنَنَا وَ إِلَى اللَّهِ أَشْكُو وَ سَتُنْبِئُكَ ابْنَتُكَ بِتَظَاهُرِ أُمَّتِكَ عَلَيَّ وَ عَلَى هَضْمِهَا حَقَّهَا فَاسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ فَكَمْ مِنْ غَلِيلٍ مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا لَمْ تَجِدْ إِلَى بَثِّهِ سَبِيلًا وَ سَتَقُولُ وَ يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا سَئِمٍ وَ لَا قَالٍ فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَلَا عَنْ مَلَالَةٍ وَ إِنْ أُقِمْ فَلَا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ وَ الصَّبْرُ أَيْمَنُ وَ أَجْمَلُ وَ لَوْ لَا غَلَبَةُ الْمُسْتَوْلِينَ عَلَيْنَا لَجَعَلْتُ الْمُقَامَ عِنْدَ قَبْرِكَ لِزَاماً وَ التَّلَبُّثَ عِنْدَهُ مَعْكُوفاً وَ لَأَعْوَلْتُ إِعْوَالَ الثَّكْلَى عَلَى جَلِيلِ الرَّزِيَّةِ فَبِعَيْنِ اللَّهِ تُدْفَنُ ابْنَتُكَ سِرّاً وَ يُهْتَضَمُ حَقُّهَا قَهْراً وَ تُمْنَعُ جَهْراً وَ لَمْ يَطُلِ الْعَهْدُ وَ لَنْ يَخْلُقَ مِنْكَ الذِّكْرُ فَإِلَى اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمُشْتَكَى وَ فِيكَ أَجْمَلُ الْعَزَاءِ فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا وَ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat