علاقتها بجدها المصطفى من كتاب زينب الكبرى للشيخ النقدي (ح 5)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جاء في کتاب زينب الكبري للشيخ جعفر النقدي عن زهدها في الدنيا و نعيمها و قناعتها: الزهد من أعلى مقامات السالكين، و من اظهر صفات الانبياء و المرسلين و عباد اللّه الصالحين، به ينال الانسان الدرجات الرفيعة و به يصل الى المراتب العالية و قد جاء عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم انه قال من أراد أن يؤتيه اللّه علما بغير تعلم، و هدى بغير هداية فليزهد في الدنيا و عنه صلى الله عليه وآله وسلم من زهد في الدنيا أدخل اللّه الحكمة في قلبه، فأنطق بها لسانه و عرفه داء الدنيا و دواءها، و أخرجه منها سالما الى دار السّلام و عنه صلى الله عليه وآله وسلم إزهد في الدنيا يحبك اللّه و ازهد فيما بايدي الناس يحبك الناس و عنه صلى الله عليه وآله وسلم إذا اراد اللّه بعبد خيرا زهده في الدنيا، و فقهه في الدين، و بصره عيوبها، و من أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا و الاخرة، فالزهد من الصفات الكريمة التي خص اللّه بها المخلصين من عباده، و جعلها سببا للتقرب الى حوزة قدسه، و لذلك كان نبينا الهادى و الائمة المعصومون من اهل بيته عليهم السّلام على جانب عظيم من هذه الصفة الحميدة، اما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد اتاه جبرئيل عليه السلام بمفاتيح كنوز الدنيا و قال له خذها و لا ينقص من حظك عند ربك شيء، فردها اليه و رفع رأسه الى السماء فقال، لا يا رب و لكن اجوع يوما و اشبع يوما، فاما اليوم الذي أجوع فيه فاتضرع اليك و أدعوك، و أما اليوم الذي أشبع فيه فاحمدك و أني عليك، و بلغ من زهده صلى الله عليه وآله وسلم انه كان يشد حجر المجاعة على بطنه.
يقول الشيخ النقدي رحمه الله في كتابه عن عبادتها و انقطاعها الى اللّه تعالى: لعبادة من العبودية و هي غاية الخضوع و التذلل. و لذلك كانت للّه تعالى و لا تحسن لغيره لانه جل و علا ولي كل نعمة و غاية كل رغبة و اكثر الناس عبادة هو اعرفهم باللّه عز و جل كالانبياء و الائمة صلوات اللّه عليهم و كان رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يصلي الليل كله، و لقد قام صلى الله عليه وآله وسلم عشر سنين على أطراف اصابعه حتى تورمت قدماه و اصفر وجهه فانزل اللّه عليه "طه * `مََا أَنْزَلْنََا عَلَيْكَ اَلْقُرْآنَ لِتَشْقىَ" (طه 1-2) فقال صلى الله عليه وآله وسلم أولا اكون عبدا شكورا. و كان امير المؤمنين عليه السلام يصلي كل يوم و ليلة الف ركعة و لم يترك النافلة حتى في الحروب كما روي عنه ذلك في صلواته ليلة الهرير بصفين، و كذلك كانت الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات اللّه عليها تصلي عامة الليل فاذا اتضح عمود الصبح اخذت تدعو للمؤمنين و المؤمنات، و كان الائمة من ولدها صلى الله عليه وآله وسلم يضرب بهم المثل في العبادة.
وعن بعض كراماتها الجارية مجرى المعجزات يقول الشيخ جعفر النقدي في كتابه: الكرامات المروية عن زينب الكبرى بنت امير المؤمنين عليه السلام و المنقولة في الكتب العربية و الفارسية كثيرة و نحن اعتمدنا في كتابنا هذا على امور حصل عندنا القطع بصحتها فمن ذلك تسخير الاسد لها صلوات اللّه عليها قال الفاضل في الاسرار لما قتل الحسين عليه السلام روحي له الفداء أمر عمر بن سعد لعنه اللّه ان تطأ الخيل عليه غدا فسمعت جارية الحسين عليه السّلام فحكت لزينب اخته فقالت ما الحيلة قالت زينب إن سفينة عبد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم نجاه الاسد على ظهره لما قال له انا عبد رسول اللّه، و سمعت ان في هذه الجزيرة أسدا فامضي اليه فقولي له إن عسكر ابن سعد يريدون غدا ان يطؤا بخيولهم ابن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فهل انت تاركهم، فلما مضت اليه الجارية و قالت ما قالته زينب إلى قولها فهل انت تاركهم أشار برأسه لا، فلما كان الغد أقبل الاسد يأز أزا و العسكر واقف فظن ابن سعد انه جاء يأكل من لحوم الموتى فقال دعوه نرى ما يصنع فاقبل يدور حول القتلى حتى وقف على جسد الحسين عليه السلام فوضع يده على صدره و جعل يمرغ خده بدمه و يبكي فلم يجسر احد أن يقربه فقال ابن سعد فتنة فلا تهيجوها فانصرفوا عنه قال هكذا ذكروا مجىء الاسد الى المصرع في كتب جمع من اصحاب المقاتل و في المنتخب لما قتل الحسين عليه السّلام اراد القوم ان يوطؤه الخيل فقالت فضة عليها السلام لزينب عليها السّلام يا سيدتي ان سفينة صاحب رسول اللّه كان بمركب فضربته الريح فتكسر فسبح فقذفه البحر الى جزيرة فاذا هو باسد فدنا منه فخشي سفينة ان يأكله، فقال يا ابا الحارث انا مولى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فهمهم بين يديه حتى اوقفه على الطريق فركب و نجا سالما و ارى أسدا في خلف مخيمنا فدعيني امضي اليه فأعلمه بما صانعون غدا.
وعن أسم سفينة يقول الشيخ النقدي رحمه الله: سفينة مولى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم اختلف في اسمه على احد و عشرين قولا تجدها في الاصابة لابن حجر، و الذي صححه أهل التحقيق أن اسمه مهران، و كان اصله من فارس فاشترته أم سلمه رضوان اللّه عليها ثم اعتقته و اشترطت عليه ان يخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ابن حجر و قد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم و عن أم سلمه و علي، و عنه ولده عبد الرحمن و عمر و سالم ابن عبد اللّه بن عمر و ابو ريحانة و غيرهم، قال حماد بن سلمه عن سعيد ابن جهمان عن سفينة كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفر فكان بعض القوم إذا أعيي ألقي علي ثوبه حتى حملت من ذلك شيئا كثيرا، فقال ما انت إلا سفينة و كان يسكن بطن نخلة، و أما قصته مع الأسد انه سافر بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في البحر فأنكسرت السفينة التي كان فيها باهلها فخرج سفينة الى جزيرة من جزائر البحر يمشي وحده فلما مشى ساعة لقي أسدا فقال له ايها الاسد أنا سفينة عبد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل الاسد نحوه و أشار اليه اركب فركب على ظهره فاسرع في المشي حتى أتى به بلده فرآه الناس على ظهر الاسد فانزله الاسد و رجع.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat