صفحة الكاتب : علا الحميري

أربعين العاشقين
علا الحميري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تستدرج الكلمات يَراعي لتخرج مع مداده.. تستعرض صوراً تتكرر في كل عام.. صورٌ تحمل مسميات عدة في قاموس الكلمات: زيارة الأربعين.. مسيرة الوفاء.. رحلة العشق.. و ماراثون الولاء الذي يُعلن فيه عن فوز الجميع لأن من أهم قواعده: الوصول إلى كربلاء..
أيا كان المسمى فهو يرمز إلى حب الحسين (عليه السلام) الذي نراه مع كل خطوة من خطوات الزائرين، يمدهم بالعزم لإكمال الطريق، يذلل الصعاب لهم مهما كانت، تلقاه في أحداقهم وهم يقتربون من كربلاء الحسين وينتشون بلذة الفوز حين وصولهم وكأنهم دخلوا جنة الخلد ليسكنوا إليها. 

يعيش العراق اليوم على وقع أقدام الزائرين نحو كربلاء لإحياء هذه الذكرى؛ حيث تخلو أو تكاد بسبب تلك الزيارة العديد من المدن العراقية في الوسط والجنوب وبعض مناطق وقرى الشمال من أهلها، وكأن العراقيين قد هجروا مدنهم وتركوا مساكنهم، حشود مليونية تلقائية الحركة عفوية العواطف، متفجرة الحماس ومتجشمة لعناء الطريق ومخاطره. 

ولطالما أضحت زيارة أربعين الإمام الحسين (صلوات الله عليه) مصدر قلق وأرق للأنظمة الظالمة التي عمدت الى محاربة تلك الزيارة والتضييق عليها بصور مختلفة على مدى قرون منذ إنطلاقها وتكريسها في نفوس الموالين لأهل البيت، ومنذ أن أصبحت ظاهرة تلقي الرعب في نفوس حكام أنظمة الغلبة والاستبداد (أو ما يسمَون بالخلفاء) والتي دعت الرشيد والمتوكل العباسيين إلى هدم وتدمير قبر الإمام الحسين وإغراقه بالماء ومنع الزائرين بالقوة وبفرض الضرائب الباهظة عليهم، ومرورا بالنظام البائد الذي كنا شهودا عليه، وما زالت المحاولات مستمرة فكريًا وعقائديًا للتشكيك في هذه الزيارة ومحاولة منعها بشتى الطرق. 

أنّ خلود ذكرى الحسين (عليه السلام) ميثاق إلهي نقلته مولاتنا العقيلة زينب (عليها السلام) في حديثها للإمام زين العابدين (عليه السلام) ، وهو يرى الأجساد صرعی، ولم توارى الثرى بالعراء مسلبين، لا يكفنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد، نظرت إليه سيدتنا زينب عليها السلام فقالت: لا يجزعنك ما ترى في الله إن ذلك لعهد من رسول الله إلى جدك وأبيك وعمك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات، ينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورًا وأمره إلا علوا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علا الحميري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/09/03



كتابة تعليق لموضوع : أربعين العاشقين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net