التسقيط الديني .



 

في الواقع هناك ثلاث اشكال من التسقيط الديني :

أولا ً: التشويه الفكري، ثانياً : التسقيط للكيان والفرقة التي تعتقد بهذا الفكر الديني، ثالثا ً: تسقيط الرموز الدينية.

 

اولا ً : التشويه الفكري:

احياناً فكر ديني معيّن له رموز وهذه الرموز واضحة في استقامتها الدينية وسيرتها وسلوكها وكمالاتها لا يمكن ان يتم التعرض في التسقيط الى هذه الرموز، ماذا يُلجأ؟! يُلجأ الى التشويه الفكري لهذه المنظومة الفكرية الدينية، كيف؟!

هذا الفكر الديني له حقائق معرفية وعقائدية يُلجأ احياناً الى اسلوب دقيق في التزوير لهذه الحقائق والكذب عليها، الشيء الآخر هو التفسير لهذه الحقائق الدينية بتفسيرات وتأويلات تناسب اهواء واهداف الجهة التي تريد تسقيط هذا الفكر الديني، الحقائق واضحة ولكنها تفسرها وتأوّلها بتفسيرات تؤدي الى اسقاط مقام ومنزلة هذا الفكر لدى الاخرين.

احياناً يُلجأ الى سلب مقامات وفضائل وصفات حسنة لهذا الكيان الذي يعتقد بهذا الفِكر ونسبة امور سيئة الى هذا الفِكر من اجل تسقيط منزلة هذا الفِكر لدى المجتمع وعزلهِ عنه.

ثانياً : احياناً يُنسب الى الكيان والفرقة التي تعتقد بهذا الفِكر يُنسب اليها افعال شنيعة وتصرفات سيئة من اجل تسقيطها وتسقيط فكرها بالنتيجة.

ثالثاً: وهو تسقيط الرموز والقادة لهذا الفِكر:

فحينما لا يتمكنون من الفِكر ولا من الكيان يلجأون الى هذه الرموز الدينية فينسبون اليها تصرفات وسلوكيات وافعال وعلاقات تشوّه صورتها امام الناس واحياناً تسلبها مقامات معنوية، لاحظوا اخواني احياناً قوة الرمز الديني فيما يتصف بهِ من كمالات معنوية تلاحظ تقوى وورع وزهد واخلاق عظيمة فتعطي قوة للرمز فينجذب الناس اليهِ ويحبونهُ ويعملون وفق منهجهِ.. كيف يُسقّط؟ يُنسب اليهِ افعال وتصرفات وسلوكيات وصفات تتنافى مع الكمالات المعنوية لأن السرّ احياناً في القوة للرمز شيئين الفكر الذي يتبناه والشيء الثاني هو قوة الكمالات المعنوية والصفات الحميدة التي يكون عليها.

احياناً تلاحظون مرجع عظمته وقوته وحب الناس له زهدهُ تقواه ورفعة صفاته غير قضية الفِكر.. يُلجأ الى هذا الاسلوب بأن يُنسب الى الرمز الديني مهما كان عنوانه صفات نفسانية منافية وتصرفات منافية للكمالات لأن هذا قوة الرمز في هذه الامور، هذه أساليب ثلاثة نلتفت اليها..

اخواني ومن جملة هذا التسقيط الديني ما يتعرض اليه العلماء الصالحين وافاضل اهل العلم والمؤمنين من حملة كذب وافتراء وتشويه لصورة هؤلاء الذين يعتبرون هم القادة والرموز المحترمة والتي على ضوئها يكون هناك الالتصاق والاقتداء بهذا الفكر، واحياناً يُلجأ الى فبركة قصص وهمية وافعال كاذبة لهذه الرموز من اجل تسقيطها اجتماعياً.. لا يستطيع ان يسقّط الفكر فيسقط الرموز ويسقط افاضل اهل العلم ويسقّط المؤمنين في سبيل عزلهم اجتماعياً حتى تفرغ الساحة للمضللين والمنحرفين اجتماعياً تفرغ لهم.

ونلتفت الى مزيد خطورة لهذا التسقيط حينما تتوفر للمجتمع هذه الوسائل وسائل التواصل ووسائل الاعلام التي وصلت الى كل انسان ولديه القدرة على الفبركة والكذب واقناع السذّج من الناس والبسطاء بهذه الافتراءات والاكاذيب والتشويه والتشهير هذا نوع وهو أخطر لأن الانسان في سعادته وفي كماله وفي انتظام الحياة هو ان يبقى هذه الرموز بقوتها لدى المجتمع،  حينما يكون هناك تسقيط ديني سينتج عنه تسقيط فكري للمجتمع فهنا الخطورة عزل الناس عن هؤلاء القادة فالنتيجة النهائية عزل الناس عن هذا الفكر.. لذلك لابد للانسان ان يلتفت حينما يُكتب وحينما يُنشر شيء عليه ان يتثبت وان يدقق لكي تبقى تلك العلقة وتلك القداسة وتلك الجلالة والمهابة..

عالم الدين الصالح وافاضل اهل العلم جلالتهم ومنزلتهم ومكانتهم هذا أمر مهم في تقوية الصِلة بين عموم الناس وبين فِكرهم، تسقيطهم دينياً يعني فقدهم لهذه الجلالة والمهابة والمنزلة والمقام الاجتماعي وبالتالي العزل الديني ونتائجه واضحة وهو أخطر انواع التسقيط.

من خطبة الجمعة  11/جمادي الاولى/1440هـ الموافق 18 /1 /2019م : بامامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/06/29



كتابة تعليق لموضوع : التسقيط الديني .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net