صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

الفرق بين أكملت و أتممت ومشتقاتهما في القرآن الكريم (ح 4)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تكملة للحلقتين السابقتين قال الله تعالى عن كلمة أتممت ومشتقاتها "ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ" ﴿الأنعام 154﴾ تماما اسم، تَماماً: كاملاً جامعاً لما يحتاج إليه، ثم قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين: إن الله تعالى هو الذي أتى موسى التوراة تمامًا لنعمته على المحسنين من أهل ملته، وتفصيلا لكل شيء من أمور دينهم، وهدى ودلالة على الطريق المستقيم ورحمة لهم، رجاء أن يصدِّقوا بالبعث بعد الموت والحساب والجزاء، ويعملوا لذلك، و "وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ" ﴿الأعراف 137﴾ وَتَمَّتْ: وَ حرف عطف، تَمَّتْ
فعل، وأررثنا بني إسرائيل الذين كانوا يُستَذَلُّون للخدمة، مشارق الأرض ومغاربها وهي بلاد الشام التي باركنا فيها، بإخراج الزروع والثمار والأنهار، وتمت كلمة ربك أيها الرسول الحسنى على بني إسرائيل بالتمكين لهم في الأرض؛ بسبب صبرهم على أذى فرعون وقومه، ودمَّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه من العمارات والمزارع، وما كانوا يبنون من الأبنية والقصور وغير ذلك، و "وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ" ﴿الأعراف 142﴾ وَأَتْمَمْنَاهَا: وَ حرف عطف، أَتْمَمْ فعل، نَا ضمير، هَا ضمير، فَتَمَّ: فَ حرف استئنافية، تَمَّ فعل، فتم ميقات ربِّه: وقت وعده بكلامه إياه، وواعد الله سبحانه وتعالى موسى لمناجاة ربه ثلاثين ليلة، ثم زاده في الأجل بعد ذلك عشر ليال، فتمَّ ما وَقَّتَه الله لموسى لتكليمه أربعين ليلة، و "إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" ﴿التوبة 4﴾ ويُستثنى من الحكم السابق المشركون الذين دخلوا معكم في عهد محدد بمدة، ولم يخونوا العهد، ولم يعاونوا عليكم أحدا من الأعداء، فأكملوا لهم عهدهم إلى نهايته المحدودة، و "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" ﴿التوبة 32﴾ يتم فعل، أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ: أن يظهر دينه، يريد الكفار بتكذيبهم أن يبطلوا دين الإسلام، ويبطلوا حجج الله وبراهينه على توحيده الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ويأبى الله إلا أن يتم دينه ويظهره، ويعلي كلمته، ولو كره ذلك الجاحدون.
وردت كلمة أتممت ومشتقاتها في القرآن الكريم: فَأَتَمَّهُنَّ، وَلِأُتِمَّ، أَتِمُّوا، وَأَتِمُّوا، يُتِمَّ، وَأَتْمَمْتُ، وَلِيُتِمَّ، وَتَمَّتْ، تَمَامًا، وَأَتْمَمْنَاهَا، فَتَمَّ، فَأَتِمُّوا، وَيُتِمُّ، أَتَمَّهَا، أَتْمَمْتَ، مُتِمُّ، أَتْمِمْ. جاء في معاني القرآن الكريم: تمم تمام الشيء: انتهاؤه إلى حد لا يحتاج إلى شيء خارج عنه، والناقص: ما يحتاج إلى شيء خارج عنه. ويقال ذلك للمعدود والممسوح، تقول: عدد تام وليل تام، قال: "وتمت كلمة ربك" (الانعام 115)، "والله متم نوره" (الصف 8)، "وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه﴾" (الاعراف 142).
قوله تعالى "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" (المائدة 3) وقدم التبريكات بذكرى تنصيب امير المؤمنين عليه السلام يامامة المسلمين وخليفة الله في يوم الغدير. وقال ان من الامور الفطرية ان لا تقبل الاشياء الا اذا كانت كاملة. وكل شئ في الوجود لا يمكن ان يسير صحيحا الا اذا اكتمل. فالسيارة اذا لم تكتمل لا يصلح ركوبها، وهكذا الطائرة لا تستطيع الاقلاع الا اذا دققت واصبحت كاملة مهيئة للاقلاع. وكذلك البيت لا تستلم مفتاحه الا اذا اكتمل واصبح صالحا للمعيشة. فالكمال هي فطرة انسانية. ودائما الانسان يسعى للكمال. وللكمال درجات، واكمل الانبياء هو النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم منذ آدم عليه السلام. وبالتالي الدين لا يمكن قبوله الا اذا كان كاملا. وداود عليه السلام صاحب الزبور وهو دعاء كامل، لذلك يطلق على الصحيفة السجادية زبور آل محمد لاحتوائه على ادعية متكاملة. ان داود عليه السلام لا يملك شريعة. بعض الاديان تحوي شرائع بسيطة فشرائع ابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام لهم شرائع غير كاملة. ولكن شريعة الاسلام شريعة كاملة تحوي تعاليم ونصائح وسلوك وسياسة وغير ذلك "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " (المائدة 3). بقية الشرائع ليست لها القدرة على استيعاب التغير الزماني عكس الشريعة الاسلامية فهي لها القدرة على تغيرات الزمن. لذلك عليك بطاعة الله سبحانه كاملا "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ" (البقرة 85). الشريعة تنظر لكل صغيرة وكبيرة. فهل يعقل ان الامامة لم تدخل بالشريعة؟ فالشريعة تدخل بكل التفاصيل حتى الصغيرة منها. الدين بدون قيادة ليس بدين كامل. كل احد من المسلمين يعرف الصلاة والصوم والزكاة، فكلمة اكملت في الاية الكريمة تعني اكمال منظومة الاسلام، فالاسلام نظام هداية، ولا تتم الهداية الا بالامامة "وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا" (الانبياء 73). فالامام له اهمية في الدين لا يعين الا من قبل الله وليس شورى الناس. فناس قريش لم يقبلوا بالرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم لانه بنظرهم فقير ليس غني عظيم "وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ" (الزخرف 31). وقد مثلت الامامة مثل خيط المسبحة. وخرزات المسبحة تمثل الصلاة والصوم والعبادات المختلفة الاخرى، واذا انقطع الخيط وهو الامامة ضاعت العبادات. فالامامة قوام الدين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية). فاذا كان معاوية شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة هو امام المسلمين والذي يموت ولم يعرف انه معاوية امام المسلمين فهل يموت ميتة جاهلية؟ ام علي عليه السلام كما جاء في الحديث الشريف (عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ) والذي نزلت فيه الاية المباركة "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" (الاحزاب 33). فعلينا اتباع شريعة الله تعالى ورسوله الكريم. نحن مسؤولون امام الله حول معرفة من هو الامام المنصوب من قبل الله ورسوله الكريم صلى الله عليه واله وسلم.
عن الشيخ صالح الكرباسي في صفحته الالكترونية عن عيد الغدير: لقد أكمل الله عَزَّ و جَلَّ دينه و أتم نعمته على المؤمنين بتنصيب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة و وصياً و إمام من بعد النبي صلى الله عليه و آله في يوم غدير خم فهو عيد عظيم بل من أعظم الأعياد لأنه يوم إكمال الدين و تمام النعمة و أي نعمة أعظم من نعمة إكمال الدين و إتمام النعمة الالهية، و هذه النعمة تستحق الشكر و الثناء و تمجيد الله عَزَّ و جَلَّ من قِبَل المؤمنين على ما منَّ عليهم في هذا اليوم المبارك. روى أبو المؤيد ، الموفق بن أحمد بن محمد المكي الخوارزمي ، المتوفى سنة : 568 هجرية ، روى بإسناده ، عن أبي سعيد الخدري قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما دعا الناس إلى علي عليه السلام في غدير خم و أمر بما تحت الشجرة من الشوك فقُمَّ ، و ذلك يوم الخميس ، فدعا علياً فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلى الله عليه وآله ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية : "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" (المائدة 3). فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (الله أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضى الرب برسالتي و الولاية لعلي من بعدي. و روى أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر، المتوفى سنة 571، بإسناده عن أبي هريرة قال: من صام ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، و هو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي فقال: (ألست ولي المؤمنين) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه). فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مسلم فأنزل الله: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ" (المائدة 3).
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قال تعالى في قصة موسى وشعيب "فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ" (القصص 27) أي فإن أتممته عشر سنين فهو من عندك وباختيار منك من غير أن تكون ملزما من عندي. لي أن أختار أي الأجلين شئت فإن اخترت الثماني سنين فليس لك أن تعدو علي وتلزمني بالزيادة وإن اخترت الزيادة وخدمتك عشرا فليس لك أن تعدو علي بالمنع من الزيادة. الأجل بمعنى تمام المدة المضروبة. فقد أراد بالحج السنة وليس إلا لكون السنين تعد بالحج لتكررها بتكرره "عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ" (القصص 27). قال تعالى "إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما" (الفتح 2) يدل على كونها مشتملة على البشارة بفتح مكة. ووعد في آية التحويل إتمام النعمة والهداية وهو خلوص الكعبة من أدناس الاوثان. الدال على وعد إتمام النعمة في هذه الآية "وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (البقرة 150)، الآية إنما هو لام الغاية، وآية سورة الفتح التي أخذها انجازا لهذا الوعد ومصداقا لهذه البشارة أعني قوله تعالى: "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما" (الفتح 2)، مشتملة على هذه اللام بعينها، فالآيتان جميعا مشتملتان على الوعد الجميل بإتمام النعمة، على أن آية الحج مشتملة على وعد إتمام النعمة لجميع المسلمين، وآية الفتح على ذلك لرسول الله خاصة فالسياق في الآيتين مختلف. ولو كان هناك آية تحكي عن انجاز الوعد الذي تشتمل عليه الآيتان لكان هو قوله تعالى "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً" (المائدة 3). ونظير هاتين الآيتين في الاشتمال على عدة إتمام النعمة قوله تعالى "كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون" (النحل 81).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/06/08



كتابة تعليق لموضوع : الفرق بين أكملت و أتممت ومشتقاتهما في القرآن الكريم (ح 4)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net