{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍۢ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ...}
أكثر ما جاء في التفسير: أن لهو الحديث هاهنا هو الغناء و الموسيقى و الألحان المثيرة للشهوة والغرائز والميول الشيطانية، أو الكلام الذي يسوق الإنسان إلى الفساد عن طريق محتواه ومضامينه.
لانبالغ إذا قلنا أنَّ الأغاني خطوة قوية وخطيرة من خطوات الشيطان وإلا ما كان الله قد حرمها، وهو الغني عن عبادتنا، وامتناعنا عن المحرمات، ولكنه سبحانه يعرف ما يضرنا فينهانا عنه، فكما ورد عن رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله): "إياكم واستماع المعازف والغناء، فإنهما ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل."
يستمع البعض للأغاني معللين سبب ذلك؛ لطرد الملل أو للراحة النفسية او للاستمتاع بها، نعم صحيح ذلك في البداية فالأغنية تعمل في النفس فعل المخدر في الجسم واشد منه، كما يذكر الطبيب لوتر وهو احد أطباء الغرب بأن " مفعول الأغاني في الأعصاب أكثر من مفعول المخدرات، الأغنية تؤثر على الأعصاب أكثر مما يؤثر الحشيش وأكثر مما تؤثر المسكرات والمخدرات الأخرى "
فكما هو معروف عند زوال تأثير المخدر ورجوع العقل لصاحبه، يعاني من مشاكل نفسية وجسمية رهيبة لا يمكن أن تزول إلا بالعلاج في مصحة أو تناول المخدر لإزالة الآلام الناتجة من زوال التأثير، ولكنه سيعود أكبر وهكذا، والأغاني كذلك لا يزول تأثيرها في النفس إلا بالتوبة عنها، فهي عدا عن كونها داعية للزنا، ومقسية للقلب، وتبعد النفس عن الخشوع في العبادات، و مؤدية إلى اللهو والغفلة، وتجرّ الإنسان إلى الغواية و الضلال، وتلهيه عن ذكر الله، إضافة إلى ذلك إنها تسبب النسيان كما ورد في السنة الشريفة، والانقباض النفسي الذي يعانيه السامع، والمصيبة أن البعض يلجأ للأغاني لطرد الاكتئاب متناسياً أنها السبب فيه وأنها ستفاقم الوضع أكثر.
للتخلص من مشكلة الغناء، الذي يصور الشيطان لمستمعها صعوبة تركه، وهذا التصوير أمر غير صحيح؛ لخوف الشيطان أن تخرج من طاعته إلى طاعة الله فيخسر بذلك رفيقا له في النار، من الممكن استبدال الأغاني بسماع الأناشيد الإسلامية والمحاضرات والقرآن الكريم، حين الإقدام على سماع الأغاني، تذكر ماستحدثه في البدن ومايصيب الانسان من اضرارها في الدنيا، والأخرة من عذاب حين يصب الرصاص المذاب الساخن في أذن مستمع المعازف والالحان، وأن يفكر الانسان ماذا لو مات وهو يفعل الذنب ولم يتب، فهل يضمن الانسان الحياة يوما أو ساعة أو ثانية واحدة لكي يتوب عن هذا الذئب أو غيره!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat