إِضاءةٌ قرآنيةٌ: موقفُ الحاقدِين ، ونظرتُهم للناجحين
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يتجلَّى تحقيقًا من قولِه تعالى: ﴿أَم لَهُم نَصيبٌ مِنَ المُلكِ فإِذًا لا يُؤتُونَ النَّاسَ نَقيرًا ، أَم يَحسُدُونَ النَّاسَ على ما آتاهُمُ اللٰهُ مِن فَضلِهِ فقَد آتَينا آلَ إِبراهيمَ الكِتابَ والحِكمَةَ وآتَيناهُم مُلكًا عظيمًا﴾ [النساء/٥٣-٥٤] أَنَّ الحاقدَ الذي أَكلَ إِنسانيتَه ومُروءَتَه الفشلُ والتخبُّطُ ، والجهلُ والتشحُّطُ لو امتلكَ شيئًا ونصيبًا من المُلكِ والتصرُّفِ بالأَموالِ والموجوداتِ ؛ فإِنَّه سيَمنعُ الناسَ حقوقَهم وعطاءَهم منه ، وسيكونُ حريصًا على الأَقلِّ الأَقلِّ منه أَن يَّمنَحَه سواهُ نتيجةَ مرضِ الحِقدِ الذي أَعمى بصيرتَه عن إِدراكِ الصوابِ بالسخاءِ ، والمحبةِ ، والمروءةِ ، والكرمِ كما أَعمى بصرَه عن رؤيةِ سبيلِ النجاةِ ، والطيِّباتِ في الحياةِ !
ويتجلَّى منه أَنَّ الحاسدَ يتمنَّى زوالَ النعمةِ التي مَنَّ اللٰهُ تعالى بها على الناجحِ الذي اتخذ التوكلَ على اللٰهِ ، والإِيمانَ به والتقوى له سبيلًا لرضاهُ سبحانَه ؛ فيرى هذا الحاسدُ كلَّ نجاحٍ وتوفيقٍ للناجحِ ، وكلَّ إِبداعٍ وتطويرٍ ونفعٍ يُصدِرُه لمجتمعِه ، ولمؤسستِه ومنظومتِه ومرجعيتِه رُمحًا يَفتُقُ صدرَه ، وصَعقةً تُوقِفُ قلبَه !
هذا هو موقفُ الحاقدِ ، وهذه هي نظرةُ الحاسدِ ؛ حرسنا اللٰهُ وإِيَّاكم منه ، ولا وفَّقه اللٰهُ طرفةَ عينٍ ما بقِيَ ، وجنَّبَ اللٰهُ الناسَ شرورَه ، ومرضَه ، وجعل مواهبَ شهرِ رمضانَ المباركِ خيرًا ووِقاءً للطيِّبين الناجحين المؤمنين المتقين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat