صفحة الكاتب : صالح حميد نعمة اليساري 

وعاظ السلاطين والمسكوت عنه
صالح حميد نعمة اليساري 

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 جاء في موضوع وعاظ السلاطين  وجنة الفاسدين  للاستاذ  حافظ  آل بشارة  ، باب الوعظ  ( قد تطور الوعظ فاصبح المدح المباشر للحكام غير مؤثر  والاسلوب الجديد هو  المسكوت عن اخطاؤهم ، وتجاهل  ظلمهم  )، يقابله  الهجوم على المجتمع  ، وجعل  الارهاب العشوائي وغياب العدل عقوبة  الهية،  يرى الاستاذ  ابراهيم  الدويري  الوعاظ والقصاص  في التأريخ  الاسلامي ، ، ان فئة  الوعاظ والقصاصين  لم تكن موجودة  في زمن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ،  لكنها وجدت في زمن الخلفاء  الراشدين ، الا مام علي عليه السلام نهى عن الوعظ  لضعف علمية الوعاظ  ولما جاء بنو أمية ، اهتموا  بوضع  الوعاظ  ،  للترويج الاعلامي  ،  واقحم معاوية الوعظ في معترك السياسة ،  والعباسيون من بعدهم اهتموا  بقضية  الوعاظ  ودورهم الاعلامي  وصار  في بعض العهود  ان يتشاتم  الوعاظ في ما بينهم وأن يكون اغلبهم  اسواق فتنة  ، ويعتمدون على  منهجيات  هي اساسا محرفة وظفت لحماية  اصحاب العروض  ومحددة  بعلوم شرعية هي الاخرى محرفة  ووضعت  لغايات سياسية  حتى صارت وكانها هي الحقيقة  وما دونها  هو الزيف  ، المصادر كثيرة  ، لو نقرأ مثلا  كتاب الخواص  في أكاذيب القصاص  للسيوطي   نجده ذكر ان الكثير من الاحاديث الموضوعة  عن لسان رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ،  ، وفي البحث نجد هناك مجموعة من الاحاديث الصحيحة  تعتبر عندهم مزيفة  لانها لا تنفع سياستهم بل تعري فضائح الكثير  من كبار الساسة  ا توجهم الوعاظ بتيجان القداسة  المزيفة حتى يصل الامر  ان يمسي يزيد خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحسين بن الامام علي عليهما السلام خارج عن الملة ،  مؤلمة  ، وكذلك ابن قتيبة  تحدث عن اكاذيبهم اكاذيبهم وهذه الاكاذيب تتوارث من جيل الى جيل لتكون هي الحقيقة  وما عداها يعتبر مزيفا ،  يرى الدكتور علي الوردي  ان الوعاظ  قسموا الرجال الى خير كله خير وشر كله شر ،  وكل طائفة من المسلمين تمتلك  صورة خاصة  تختلف عن ما يملك غيرها  مقاييس اعتيادية جاءتها  من عقائدها  المذهبية يطبقها على حوادث التأريخ  ، ويذهب  الدكتور الوردي  الى مسألة مهمة  عرض فيها  سؤال  قصده ما هو الفارق بين ابي جهل وغيره  من نبلاء قريش في السلوك  وتركيب الشخصية ، معظمهم كانوا من الطبقة  المرابية  التي تستغل الضعفاء  وتتعالى على الناس ـ انهم  كانوا  من طينة واحدة ، ، سوء حظ ابي جهل  جعله يقتل في معركة بدر  في صف المشركين ،  نال لعنته الابدية  لو كانت الصدفة ساعدته  ونجى  ، لأسلم يوم الفتح  وصار من كبار الصحابة  والقادة الذين  رفعوا راية  الاسلام ونصروا دين الله ،  المؤرخون عندهم  كل من  رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم  تنقلب طبيعته من الشر انقلابا الى الخير كله ، كثير من الرجال  الذين كانوا مع أبي جهل يحاربون الاسلام  ويضطهدون اتباعه  ، دخلوا الاسلام  في فتح مكة وصاروا  في نظر الوعاظ عدول وابطال دين  ، ولو كان مات قبل الفتح لكان الان ملعونا ، ليس من المعقول  ان ينقي الانسان قلبه فجأة من العقد  االنفسية  والقيم الأجتماعية  ويصبح  ملاكا  طاهرا ، لمجرد قوله  لا أله الا الله ـ قال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  معادن خيارهم في  الجاهلية  خيارهم في الاسلام ، ويعني ان الشرير  لا ينقلب الى خير  مجرد دخوله الاسلام ، فهو قد  يبقى ظالما  لكنه يطلي  ميوله  الظالمة بطلاء  من الصوم  والصلاة  أو من التسبيح  والتكبير ، ولكن لو تأملنا اولئك الوعاظ وما يملكون من خطاب مشوه يدفع الى الفرقة والا قتتال ويسعى الى الطائفية ويطالب بالاقصاء والابادة والقتل ، مرتكزا على قنوات اعلامية أسست لغرض اشاعة الفرقة ، وترويج  خطب اولئك الوعاظ بالمقابل نحمد الله تعالى  على صفاء   صوت مرجعيتنا المباركة  وحسن تعاملها مع  جوهر الدين  والسلام


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح حميد نعمة اليساري 
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/18



كتابة تعليق لموضوع : وعاظ السلاطين والمسكوت عنه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net