صفحة الكاتب : علي الخالدي

انشودة سلام يا مهدي فتحٌ مبين
علي الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انشودة سلام يا مهدي منذ عام ونصف تقريباً، وهي تتسيد ساحات الانشاد الديني، وتتربع على عرش وشائحه وترانيمه الروحية إلى الساعة، حتى عدت على أنها الأولى في البلدان الإسلامية، حسب الاحصاءات الإعلامية لوسائل السوشال ميديا.

سَجلت هذه الانشودة حدثاً غير طبيعي، في مقاييس أخلاق العالم المنحرف عن الخط البياني الإسلامي، الذي سقط منه الجزء الأكبر، جراء اهتزازات ثقافات العولمة، وارتدادات الإلحاد وانشقاقات جدران التيارات المؤدلجة، بعد الخسف بمباني المعتقدات, والذي وصلت تصدعاته الى سقوف مسلمات الدين, لتسكن في نهاياته الحواضر الاسلامية, مخيمات وملاجئ العري الثقافي.

قد يعتبر غير المهتمين بالشأن الثقافي، أن الأنشودة هذه وقعها عابر، ولا تأثير لها في الوسط التوعوي كأي نشيد ثانٍ، وقد يسأل مخالف حول سر نجاها، وحقيقة بقاء شغلها فاعلاً بعد أن نفذ عليها اكثر من سنة, ويتصور اخر انها ستهرم وتبلى مع الزمن, ويحسب غيرهم ان هذا عمل فلكلوري ومصيره الركن على رفوف التراث, وربما يغفل جلهم عن الدخول الغيبي وتأثيره في أي نجاح, ويتغابى كثيرون من ان ولادتها أحدث فرق بين جيلين, جيل عصر الافول لعالم الاستكبار, المتمثل بالإفساد والانحلال الاخلاقي, وجيل عصر الظهور والتمهيد الشريف, الذي يمثل علو وارتفاع راية شيعة ال محمد "صلوات الله وسلامه عليهم" .

ترنيمة خرجت من رحم قد توفرت فيه القابلية لحمل المشروع الإلهي المرتقب، في عصر قد تهيأت اسباب ولادة الارض له, واستعدت لإنجاب الوليد المنتظر منذ خلق البشرية، الذي بدت علامات مخاضه قاب قوسين بل أدنى, والأمة مترقبة ومتأهبة لتلك الساعة، فجاءت هذه الأنشودة لتعبر عن حقيقة العشق الإلهي, يردد فيها الطاعة والبيعة لإمام العصر, حتى أصبحت لحنا للعقيدة يلقى كل صباح في المدارس، يجدد فيه الأطفال اشتياقهم لإمام الزمان، يعلق بها الكبار آمال الفرج، وسط المحافل والمجالس الخاصة في الهيئات والحسينيات، وأينما تصدح بها الحناجر يعلو ذكر الإمام المهدي المنتظر عليه السلام.

إن هذه الصيحة بدت فتحٌ مبين لعصر نشر الثقافة المهدوية، ومفتاح التبشير بقرب الظهور الشريف, واي مكان ما تم القاؤها به، تبادل الجالسون حديث العلامات والانتظار والتمهيد والاشتياق للإمام المهدي المنقذ "عجل الله تعالى فرجه" ومن شدة لهف الامة لإمامها والذي لٌمس من خلالها, طبع هذا العمل بعشرات اللغات, واخذ يعاد نسخها في كل مواسم ولادة الحجة ابن الحسن عليه السلام, وعيد الغدير, لتكون ثانية في عام 2023 وبإذنه تعالى ثالثة ورابعة, يجدد فيها العهد والولاء لصاحب الزمان عليه السلام.

الحان هدمت مشاريع الشيطان الاكبر وافجعت عجائز شعوذته, وأَرَق انتشارها مضاجع اباليس الارض, حتى انهم يحسبون سبب الانبعاث العجيب! على انه سحر من عمل الشيعة, فاستنفذت قنوات شياطين البر والبحر والسماء سياطها, خوفا من ان تخترق جدر وحصون اسماعهم, سهام (يا ايها العالم ان امامكم قادم) التي اخذت تضربهم وتباغتهم وتحاصر سلطانهم من عدة جبهات.

ان انشودة سلام يا مهدي جندي من جنود التبيين, وساحة من جبهات المقاومة, ومناهضة لطمس الهوية الاسلامية الاصيلة, وساتر من مواضع صدام اسقاطها, التي يعمد العدو على قتلها بشتى صنوف المعارك, واشرس حرابها الناعمة والصلبة, الباردة والحارة, ومن تحت الحزام وفوقه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/11



كتابة تعليق لموضوع : انشودة سلام يا مهدي فتحٌ مبين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net