صفحة الكاتب : علي علي

عن الكلاب
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال أحدهم: "أنا أخشى الماعز من الأمام، وأخشى الحصان من الخلف، وأخشى الأفعى من الجوانب، أما الإنسان فإني أخشاه من جميع جهاته".

يقال أن الذئب ينام مغمضا عينا واحدة، ليترقب بالأخرى محيطه خشية تعرضه الى مايضره، وهي وسيلة دفاع حباه بها خالقه كما حبا غيره من المخلوقات بوسائل دفاع عديدة، كالقنفذ بالإبر، والدعلج بالنبال، والظربان بإفراز رائحة كريهة من جلده يرهب بها عدوه وينفـّره، أما ابن آدم فقد حباه بارئه بعقل يتيح له صناعة وسائل الدفاع جميعها، لـ (يرهب بها عدو الله وعدوه).

من تلك الوسائل تسخير نوع من الكلاب أطلق عليها الكلاب البوليسية، لملازمتها البوليس وانخراطها في مسلك الشرطة لمهارة تجيدها دون سائر الحيوانات، وما اعتماد الإنسان على هذا النوع من الكلاب إلا لتسهيلها مهمات عديدة يتعذر عليه خوضها، او قد تحتاج وقتا لإنجازها على نحو الدقة والكمال، كما لم يختر الإنسان الكلب لأداء هذه المهمة لـ (سواد عيونه) او لسمعته، فهو (اذا كام واذا كعد.. كلب) بل لما يتميز به من حاسة شم قوية تتيح له كشف المخبوء، وكذلك لكون الكلب مأمون المخاطر والأضرار، إذ لاينطح من الأمام، ولايرفس من الخلف، ولا يلدغ من الجوانب، فلو امتهن الإنسان الأسد على سبيل المثال في مهماته، لانطبق عليه بيت المتنبي القائل:

ومن يجعل الضرغام للصيد بازه

                       تصيده الضرغام فيما تصيدا

وبذا يكون الإنسان قد انتفع من الكلب بخاصيته هذه، وبالمقابل فللكلب هذا “جنات وعيون” إذا ماعلمنا مامتوافر له من سبل العيش. فبدءًا.. له “سجل قيد” و “كنية” ووثيقة صحية ووثيقة سفر، وجدول غذائي ودوائي “يحسده” عليه كثير من بني آدم المنتسبين الى وحدات عسكرية او أمنية، لاسيما في بلد نفطي كبلدنا، والذي أضحى اسمه (العراق الجديد) بعد أن أشرقت عليه شمس الديمقراطية والفدرالية والتعددية في نيسان 2003، عقب ظلام الدكتاتورية وسياسة الحزب الواحد والقائد الأوحد، الذي جثم على صدره أربعة عقود.

أعود بحديثي الى الكلاب، لئلا يجرني الى ذكر سياسيي العراق الجديد، فحتما حديث الكلاب أنقى وأنظف من حديث ساسة ماقبل ذاك العام ومابعده على حد سواء.

أقول: للكلاب هذه ساعات عمل محددة، تتخللها أوقات راحة في ثكنة مكيفة، يراعى فيها ماقد يعاني منه هذا الـ “منتسب” من حر الصيف وقر الشتاء في أماكن أدائه الواجب. كما إن “دوامه” يجب أن لايتجاوز 30% من أيام الأسبوع. أما الحديث عن مراعاة مشاعره، والتحسب مما قد يثير اشمئزازه، أو يعكر مزاجه، أو يجرح شعوره، فهو حديث ليس ذا شجون فحسب، بل ذو إثارة وتشوق وجذب وانبهار.

والشيء بالشيء يذكر، إذ يعيدنا ذكر الكلاب البوليسية، وتوفيرها الأمن والأمان إلى الجهاز الأضحوكة، جهاز كشف المتفجرات، الذي أبى بقوة وصلابة مغادرة نقاط التفتيش وبوابات المؤسسات والمنشآت الحكومية سنوات عجافا، على الرغم من ثبوت عدم صلاحيته وبطلان فعاليته، إلا في مجال كشف العطور والأدوية وحشوات الأسنان والـ (Flash Memory)  فهل ياترى أن حاسة الشم عند الكلاب وحدها، أكثر كفاءة من الحواس الخمسة التي يمتلكها عناصر السيطرات الأمنية؟

وماذا لو أصابت الكلاب عدوى التقاعس والتهاون والتواطؤ والإهمال، وقصرت في أداء واجبها واستمرت التفجيرات؟

هل نستعيض عنها حينذاك بالكركدن؟

أم بالديناصور! أم تستمر التفجيرات رغم أنف المخلوقات جميعها إلى يوم يبعثون!.

أظنني أطلت الكلام عن الكلاب، فسألزم نفسي عن الإطناب أكثر لئلا يقول البعض عني: (حط عقله ويه الكلاب) أو قد يصيبها مكروه في مقبل الأيام، فتتجه صوبي أصابع الاتهام وأُنعت بأن عيني (تصيب بالمكان)، وبدل الإشارة الى مقالي بـ (like) سيردد قارئه:

“ومن شر حاسد إذا حسد”.

ولعلي أحسن الاختيار في مقامي هذا، إن استشهدت بأبوذية شاعرنا المرحوم عريان السيد خلف، الذي شكا الصديق قبل العدو، وكان لموقف الكلب معه شيمة ذكر الطيب، فيما جابهه الإنسان بسوء الفعل والخلق، فضلا عن نكران الطيب، يقول عريان:

وحك البلمهد ربه وحى له

الدنيا وياي للهامه وحالة

صديجي علي هد جلبه وحله

الجلب رد وصديجي هد عليه

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/01/18



كتابة تعليق لموضوع : عن الكلاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال

 
علّق سنان السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : الله حيوا رجال بني أسد في السعديه.

الكتّاب :

صفحة الكاتب : د . عبد الامير زاهد
صفحة الكاتب :
  د . عبد الامير زاهد


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net