صفحة الكاتب : حنان محمد البدري

الترويج للمثلية الجنسية حرب ضد السنن الكونية
حنان محمد البدري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خلال الأعوام الأخيرة،تنامت ظاهرة الشذوذ الجنسي في العالم؛ لتمتد وتقتحم عالمنا الأسلامي، ضمن مؤمرة خبيثة تهدف؛ لهدم الأمم، وتخريب البنى التحتية للمباديء الإنسانية، والأديان السماوية، التي قامت؛ لتحفظ البشرية عبر الزواج الشرعي، بين الرجل والمرأة، ودورهما الطبيعي في حفظ النسل واستمرارية الحياة.
هذه المؤامرة انتقلت من السر إلى العلن، لمحاربة الفطرة السليمة، وتدعو للعلاقات المنحرفة، والشاذة، وتدافع عن المثليين، وتعترف بزواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة. فبالرغم من رفض الغالبية العظمى من سكان العالم لهذه الظاهرة إلا إن هناك أقلية بيدها صنع القرار، هي التي تريد افشاء هذه الظاهرة، وهي الدول التي تمتلك مقدرات الشعوب من المال، والسياسة، والاقتصاد والتي لديها مشاريع خطيرة، تقوم بدعمها بالملايين، وربما المليارات اذا اقتضى الأمر؛ لأفساد الأمم أو على الأقل شبابها وأطفالها.
كما نعلم إن الشذوذ الجنسي لم يكن حديث العهد بل إن هذا الفعل الفاحش موجود قديماً  وجميع الأديان السماوية ومن بينها ديننا الأسلامي ترفضه وحرمته حيث قال الله سبحانة وتعالى ﴿  وَلُوطاً إِذ قَالَ لـِقَومِهِ أ تَأتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِن أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ * إِنَّكُم لِتَأ تُونَ الرِّجَالَ شَهوَ ةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُّسرِفُونَ  ﴾ كما جعل سبحانه عملهم من الخبائث بقوله :﴿ وَلُوطاً آ تَينَاهُ حُكماً وَعِلماً وَنَجَّينَاهُ مِنَ الـقَريَةِ الَّـتِي كَانَت تَّعمَلُ الخَبَائِثَ إِ نَّهُم كَانُواْ قَومَ سَؤ ٍ فَاسِقِينَ  ﴾ وبين إن مايعملونه عمل منكر، ووصفهم بالإفساد، بقوله تعالى:  ﴿أَئِنَّكُم لـَتَأتُونَ الرِّجَالَ وَتَقطَعُونَ السَّبِيلَ وَ تَأتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنكَرَ  فَمَا كَانَ جَوَابَ قَومِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائتِنَا بِعَذابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ *  قَالَ رَبِّ انصُرنِي عَلَى الـقَومِ المُفسِدِينَ   ﴾ووصفهم الله تعالى  بالظلم بقوله: ﴿  وَلَمَّا جَاءَت رُسُلُنَا إِبرَاهِيمَ بِالبُشرَى قَالُواْ إِنَّا مُهلِكُواْ أَهلِ هَذِهِ الـقَريَةِ إِنَّ أَهلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ ﴾
 إضافة إلى ذلك، بيّن الله سبحانه وتعالى أن أول عقاب، وقع على قوم لوط هو طمس العيون، فقال سبحانه: ﴿  وَلَقَد رَاوَدُوهُ عَن ضَيفِهِ  فَطَمَسنَا أَعيُنَهُم فَذُو قُواْ عَذَابِي وَ نُذُرِ  ﴾والعقاب الثاني هو الفيضانات  فيقول تعالى:﴿وَأَمطَرنَا عَلَيهِم مَّطَراً فَانظُر كَيفَ كَانَ عَا قِبَةُ المُجرِمِين  ﴾
بالرغم ان العالم الأسلامي مجتمع متمسك بتعاليم دينه، ويحاول جاهداً الحفاظ على كل القيم، والمباديء التي جاء بها، إلا انه تم أختراقه ونشر الإنحراف والشذوذ في داخل مجتمعاته، والمجتمع العراقي من بينها يواجه هذه الظاهرة، التي لم تكن موجودة فيه في السابق على الأقل لم تكن ظاهرة للعلن بهذا الشكل، وهذه الجرأة في اللباس، والمظهر التي لم تكن معهودة سابقاً، ولكن انتشرت بعد الأحتلال الأمريكي الذي شجع على هذه الأفعال، وهذا ما اكدته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بقولها " إن الأمن والهدوء سمح للعراقيين إن يتمتعوا بالحريات ومن بينها حرية المثلية الجنسية " .
فعملت  السفارة الأمريكية ومنظمات هولندية على انشاء شركات تعني بحقوق المثليين في بغداد، وتعمل على اجراء مقابلات دورية معهم؛ لغرض تسهيل اجراءات سفرهم إلى خارج العراق وطلب مايسمى بـ " اللجوء الجنسي" فضلاً عن تمويل مشاريع إعلامية على مواقع التواصل الإجتماعي؛ لتسويق مفاهيم المثلية الجنسية.
ولكن من المستفيد من هذه الفاحشة، والبلاء الذي يصيب المجتمع بالتفسخ، والأنهيار والذي لن يرحم حتى الأطفال الصغار؟
هل الأمر حدث صدفة؟ كلا. لقد تنبهت المرجعية الدينية لهذا الخطر بشكل مبكر؛ حينما اجابت عن سؤال لصحيفة الواشنطن بوست عن أكبر خطر، وتهديد لمستقبل العراق؟
كان جوابها خطر طمس هويته الثقافية التي من أهم ركائزها هو الدين الاسلامي الحنيف.
وبالفعل حصل ماتنبأت به المرجعية، وتعرض البلد إلى حرب فكرية، وثقافية استهدفت كل مفاصل المجتمع العراقي، ومن جميع النواحي، فالاعداء من اول يوم يخططون؛ لتدمير البلد، وهدمه كما عبرت عن ذلك المرجعية الدينية في إحدى خطب الجمعة حيث قالت: ( أنّ الأعداء  وأدواتهم يخطّطون لتحقيق أهداف ومخطّطات خبيثة، يسعون من خلالها لنشر الفوضى وتخريب البلد …) وبالفعل لم يترك الأعداء أي وسيلة لأستخدامها من أجل تفكيك المجتمع، وهدمه فتارة تحاول إبعاد الناس عن الدين، ونشر الفكر الالحادي، وتارةً تعمل على ترويج المخدرات، وتارة أخرى، وتحت مسمى الحريات، وحقوق الأنسان تدعو لترك الحجاب، وتارةً تشجع على نشر المثلية الجنسية، ومازالت مستمرة في مخططاتها ومشاريعها التدميرية..
لذلك من واجب الجميع وخاصة المثقفين اليوم مدعوون؛ لمحاربة هذه الظواهر المنحرفة بالفكر، والكلمة، ونشر الوعي بين الناس، وتفنيد حجج المؤيدين لها فكرياً، وتجريم الممارسين لها من خلال التركيز على القيم الإسلامية، والأخلاقية، وإحترام السنن الكونية التي وجدت في الطبيعة، ونظمت الحياة بين الناس، وفرض شريعة  الكون والفطرة السليمةالتي خلقها الله.

سلسلة الاعداء وادواتهم يخططون- الحلقة (5)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حنان محمد البدري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/01/04



كتابة تعليق لموضوع : الترويج للمثلية الجنسية حرب ضد السنن الكونية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net