صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

العوالم غير المرئية ومخلوقاتها. الجزء الأول.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الجهل ان تُنكر اشياء في عالم مازلت طفلا تحبو فيه.
في هذا الموضوع معالجة سريعة لمخلوقات العالم الغير مرئي وتأثيرها على البشر وهو في جزأين.القسم الأول من البحث اثبات وجود هذه العوالم . والقسم الثاني معالجة المشاكل الناجمة عن هذه العوالم على ضوء العلم والدين.
على ضوء العلوم الحديثة بدأ الإنسان يكتشف عوالم أخرى من الكائنات تعيش معهُ وتترك اثرها فيه، وكلما تقدمت العلوم قدمت ادوات بحث جديدة على ضوئها يتم التوصل إلى ما لم يكن معروفا، والأدلة على ذلك كثيرة. ففي العوالم التي كانت غير منظورة اكتشف الإنسان الذرة واقتحمها واكتشف الفوتون والألكترون والبكتريا والفايروسات وباشكال واعداد مختلفة ولهذه المخلوقات آثارها المدمّرة او الحميدة، وعلى ضوء تطور العلوم وادواتها توصل الإنسان إلى ان هناك عوالم أخرى موازية صحيح انه لربما لم يكتشف فيها حياة او مخلوقات لحد الآن ولكن العلم لا يزال في بداية تطوره ولربما يكشف لنا المستقبل عن مفاجئأت كثيرة.
العالم الموازي أو نظرية تعدد الأكوان هو فرضية بدأت تدخل الواقع من اوسع ابوابه وفي مختلف مجالات الفلك والرياضيات والفلسفة والفيزياء واللاهوت والخيال العلمي. ومحاولات الإنسان جارية للوصول إلى هذه العوالم المتوازية.انطلاقا من ذلك لا يُمكن للإنسان ان يُنكر أشياء لم يثبت له وجودها والتي لا تزال تظهر آثارها هنا وهناك لا بل تترك اثرا روحيا نفسيا عميقا على الإنسان والتي لربما سبب انكاره لها أنه لم يجد لها تفسيرا بعد أو لا يستوعبها فكره بسبب عدم وجود صورة واضحة لها، ولكن هذا لا يعني عدم وجودها.من الجهل ان تُنكر اشياء في عالم لا زلت طفلا تحبو فيه.
فلكيا ، فقد تم التوصل إلى وجود عوالم أخرى موازية لنا تترك اثرها في فينا. وأمّا رياضيا وفيزايائيا وفلسفيا ودينيا فقد ركزت كلها على وجود مخلوقات أخرى تعيش معنا في عالم موازي وتترك اثرها في حياتنا وقد اطلقت عليها الأديان مجتمعة اسماء منها مثلا : السماوات أو سماوات السماوات أو العوالم (الحمد لله رب العالمين) وفي هذه العوالم مخلوقات مثل الملائكة ، الجن الشياطين ، الابالسة، المردة أو مخلوقات يُطلق علىيها حديثا وعلميا (أوفو) ، وأما تاريخيا فقد ترك لنا الأولون آثارا ورسوما على جدران الكهوف او في المسلات والجداريات اشكال مختلفة لمخلوقات يختلف شكلها عن الإنسان وبعضها مقارب لخلقته ولكنه يتمتع بمزايا ارقى.
ومن الفرضيات التي اصبحت واقعا اكتشاف المادة الخفيّة في الكوسمولوجيا (علم الكونيات)، وهي مادة غير مرئية ولكنها تكوّن تسعين في المئة من كتلة الكون. ورغم أنها غير مرئية إلا أن العلماء تعرفوا على وجودها من تأثير جاذبيتها، خذ مثالا على ذلك ، (ما هو حلّ جذر واحد سالب مثلا) . رقم حقيقي يدخل تحت الجذر فيصبح نوع من السحر. كمّية نستخدمها ونحتاجها ولكننا لا نفهمها. ما ذلك إلا لأنها موجودة في كون مواز آخر له رياضيات مختلفة ، وهكذا يدخل في نفس المعنى موضوعنا حول الأشياء الغير مرئية ولكننا نعرفها بآثارها علينا ومن ذلك مثلا ،أنواع مختلفة من الاشعاعات الكونية وغيرها وكذلك السحر، والجن والشياطين والأبالسة والملائكة كلها غير مرئية لنا والتي تؤكد الأديان مجتمعة على وجودها وتذكر لنا بعض آثارها علينا وأن الانسان يستطيع ان يصل إليها ويسخّرها بطرق خاصة تمر عبر العلم و الدين والتي لم يبحث العلم عنها مع الأسف نظرا لابتعاده عن الدين ولجوئه إلى العلوم التجريبية فقط.
على ضوء ذلك نستطيع القول بأن هذه المخلوقات موجودة (وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون).وهناك آيات كثيرة اكدت على وجودها وذكرتها منها (سورة الأنعام ، الأعراف ، الإسراء ، النمل ، السجدة ، سبأ ، الصافات، الذارايات). ناهيك عمّا ورد عنها في التوراة والانجيل وعقائد الأديان المختلفة. ونظرا لطبيعة هذه المخلوقات الخارقة فقد اتخذها الانسان آلهة يعبدها ويخشاها (وجعلوا لله شركاء الجن).(1) وقد أكد القرآن على أن الجن قبائل وأمم ولهم اجسام مثلنا ولكننا لا نستطيع ان نراهم لأنهم في حيّز آخر مواز لنا يستطيعون أن يروننا ولكننا لا نراهم (إنهُ يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم).(2)
وكان بعض الرجال في زمن ما لربما بطريقة عرفوها يتصلون بالجن كما يقول القرآن : (وأنهُ كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجال من الجن).(3) وقد خلق الله مخلوقا أقوى من الجن لكبح جماحهم هم الملائكة للسيطرة على هذا المخلوق الخارق (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه).(4) وقد اتفقت الأديان على وجود هذه المخلوقات وأن الملائكة نزلت في مواطن كثيرة لنصرة البشر ومساعدتهم ، والروايات في ذلك كثيرة تملأ كل الكتب المقدسة، وأن هناك أدعية وآيات وأوراد ورقيّات خاصة تساعد الإنسان على تقوية روحه في التصدي لما يعتريه من حالات لا يستطيع تفسيرها.
الكتب المقدسة تحدد لنا زمان خروج او ظهور هذه المخلوقات كما يقول السيد المسيح : (يكون في انقضاء العالم. يخرج الملائكة).(5) أو قوله : (أستطيع الآن أن اطلب إلى ابي فيُقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة).(6) وقوله (يخرج الملائكة) يعني لربما انفتاح الابواب بيننا وبين العوالم الموازية. (ففتحت السماء فكانت ابوابا. أن السماوات انفتحت فرأيت مجد الله).(7) وكذلك قوله : (ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون. أن جند السماوات لا يُعد، ورمل البحر لا يُحصى. من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون).(8 إلى الكثير من الأدلة العلمية والدينية الدالة على وجود عوالم ومخلوقات يجب ان تتوفر شروط معينة لكي نراها ان نتصل بها.
يليه الجزء الثاني .
المصادر :
1- سورة الانعام آية : 100.
2- سورة الأعراف آية : 27.وفي الكتاب المقدس ورد تعريف الجان على أنه مخلوق غير مرئي ( سمي جن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار). قاموس الكتاب المقدس دائرة المعارف الكتابية المسيحية شرح كلمة الجان.
3- سورة الجن آية : 6.
4- سورة الكهف آية : 50.
5- إنجيل متى 13: 49.
6- إنجيل متى 26 : 53.
7- سورة النبأ آية : 19. سفر حزقيال 1 . 1.
8- سورة الحجر آية : 14.سفر ارمياء 33 : 22.و، إنجيل يوحنا 1 : 51.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/12/27



كتابة تعليق لموضوع : العوالم غير المرئية ومخلوقاتها. الجزء الأول.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net