صفحة الكاتب : الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

على ضفافِ الانتظار(11)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أشدُّ الأعداءِ وأسلحةُ المنتظِر
الحقُّ والباطل، اثنينيةٌ واقعيةٌ لا يُنكرها عاقل.
جذورُ الباطلِ امتدّتْ في الماضي السحيق، كما الحق، فإبليسُ توعّدَ آدمَ وذريتَه بالإغواءِ ونحنُ لمّا نُخلقْ بعد، وآياتُ بدءِ خلقِ البشر تحكي ذلك بوضوح.. قال (تعالى): "وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً. قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً"
وهكذا هي السنةُ في الحياة، قال (تعالى): "وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفىٰ بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً"
العقيدةُ المهدويةُ لم تسلمْ من الضد، والعدو، والمنافي، حالها حال أيّ عقيدةٍ حقّة، والعداوةُ لها مُتجذِّرةٌ في أعماقِ النفوسِ التي أبَتِ الانصياعَ إلى دينِ الحق، بدءًا بأولِ من أسّسَ أساسَ الظلمِ والجورِ على أهلِ البيت (عليهم السلام).
يقولُ الإمامُ الصادق(عليه السلام) فيما رويَ عنه: «إنّا وآل أبي سفيان أهلُ بيتين تعادينا في الله، قلنا: صدقَ الله، وقالوا: كذبَ الله. قاتلَ أبو سفيان رسولَ الله (صلى الله عليه وآله)، وقاتلَ معاويةُ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن عليٍّ (عليهما السلام)، والسفياني يقاتل القائم (عليه السلام)» .
وهذا معناه: أنَّ هذين الخطّين ما زالا علىٰ شاكلتهما، ولا ينقطعان أبدًا.
وعليه:
فإنَّ أعداءَ القضيةِ المهدويةِ هم بالتالي أعداءُ المؤمنين بها، وأنّ عداوتَهم تختلفُ على درجاتٍ مُتفاوتة، ولعلَّ أشدَّ الأعداءِ هم:
أولًا: من يُحسنون حياكةَ الكلامِ الباطلِ بحيث يحسبُه الظمآنُ ماءً، ويحسبُه الباحثُ حقًا، ممّا يشوشون به على المؤمنين، وهو باطلٌ مُبتنٍ على شبهات.
ويدخلُ ضمنَ ذلك الإعلامُ المُضلِّل، بقنواته المُتنوعة، الذي يستعملُ أنواعَ الأكاذيبِ والخُدَعِ من أجلِ إيصالِ الفكرةِ إلى الجمهور.
من حديث رسول الله رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، هلاك أمتي على يدي [كل] منافق عليم اللسان.
ثانيًا: من يعملون على التصفيةِ الجسدية لأتباعها.
ثالثًا: من يدعمون ذينك الصنفين بالمالِ والحمايةِ اللازمين.
أمامَ هذا الواقع، هل من أسلحةٍ للمؤمن؟
الجواب:
إنَّ أسلحتَه تكمنُ في:
أولاً: الدُعاء والتوسُّل إلى اللهِ (تعالى) بأنْ يحفظَ للمؤمنِ دينَه، وأنْ لا يبتليَه فيه، وأنْ يوفِّرَ له الظروفَ المناسبةَ للبقاءِ على الحق، والابتعادِ عن الباطل، وعدمِ الانزلاقِ في مهاوي الباطلِ والشبهات، وعدمِ الانخداعِ بمظاهرِ النفاقِ المتلبسةِ بلباسِ الدين.
ثانيًا: دراسة المبادئ الاعتقاديةِ وترسيخ أدلتها بالأدلةِ القطعيةِ اليقينية، الأمرُ الذي يعني تجذُّرَ العقيدةِ المهدويةِ في نفسِ المؤمن، وقدرتَه على الدفاعِ عنها، وكشفَ الشبهاتِ المطروحةِ ضدّها، وهدايةَ طالبِ الحقيقة فيها.
ولا شكَّ أنَّ الرجوعَ إلى المُتخصِّصين في العقيدة، له من الأثرِ الإيجابي ما لا يُنكِرُه عاقل.
ثالثًا: اتّباع المرجعيةِ الدينيةِ المؤتمنةِ على الدين والدنيا، لما تمتلكه من حنكةٍ وبعدِ نظرٍ يرسمُ الخطواتِ المنهجيةَ للمواجهة، والتي قد تكونُ هي المواجهةَ المسلحة، كما في فتاوى الجهادِ التي أصدرَها علماءُ الطائفةِ الحقّةِ أمسِ واليوم، وقد تكونُ هي التكاتفَ والتكافلَ المادي، وقد تكونُ غيرَها كما تراه المرجعيةُ مُناسبًا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/12/07



كتابة تعليق لموضوع : على ضفافِ الانتظار(11)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net