البعد الروحي للطواف ح(20) 2. النظر الى الوالدين برأفة ورحمة عبادة
السيد عبد الستار الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الوالدان سبب وجود الانسان على الارض وبتعبير الحكماء انهما علة معدة، لان العلة الحقيقية هي الارادة الالهية، ولذا كان لهما مقام خاص على الصعيد التشريعيوالاخلاقي، والوضعي، دلت عليه في النصوص التي تناولت كيفية التعاطي  والتعامل مع الوالدين.
وعند النظر في ايات القران الكريم نجد ان بعض ايات القران الكريم عطفت التعامل باحسان مع الوالدين معطوفا على التوحيد في العبادة ﴿و قضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا فاما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾  فهذه الاية الشريفة جعلت بر الوالدين رديف التوحيد في العبودية وفي المرتبة الثانية بعده، فتوحيد العبودية يقتضي الانبعاث عما يحرك الشارع اليه والانزجار عما يمنع، عنه فتدخل فيه اطاعة الانبياء (عليهم السلام) وطاعة الائمة (صلوات الله عليهم) والعمل طبق مقتضيات ما الزمت به الشريعة من الواجبات والمحرمات وماحثت على فعله من المستحبات وعلى اجتنابه من المكروهات.
وفي خضم ايات التشريع ياتي تركيز خاص على الوالدين، لما لبر الوالدين من اثار مهمة في حياة الفرد والمجتمع، فان بر الوالدين يوفر للابناء ثروة معرفية مستندة الى تجربة طويلة سبق الاباء بها الابناء في ساحة العمل الاجتماعي، وكما ينمي في المجتمع  الشعور بالامن المستقلبي، فارن رعاية الابناء للاباء ينشعب عنها شعور الابناء بالامن في المستقبل فيما اذا شاخوا وتقدموا بالسن، حيث ان الجنبة التربوية والعقيدة الاجتماعية ستفرض على الابناء رعاية ابائهم، كما تسهم في تقليل المخاطر التي يتعرض الها الابناء نتيجة لضعف الخبرة ال وقلة التجربة ومدى تاثير الاباء في تخفيف الضغوط التي يتعرض لها الابناء في مسيرة  حياتهم بحكم علاقاتهم الاجتماعية وتاثير الخلق الاجتماعي باحترام الكبار في ايجاد حلول للعديد من المشاكل التي يكون للعلاقات الاجتماعية والخبرة في الساحة الاجتماعية دور في حلها، كما ان الوالدين في الواقع هما ثروة اجتماعية يحظى بها الولد، اذ على اساس عمق الحضور الاجتماعي للوالدين ترسم صورة اجتماعية للابناء.
 واما على الصعيد التشريعي فان الشارع المقدس جعل للوالداين مكانة خاصة حيث امر في هذه الشريفة بعدة امور:
أ‌- التعامل باحسان مع الوالدين.
ب‌- مخاطبتهما بتذلل وتلطف وخفض جناح، كما يخاطب العبد سيده.
ت‌- تجنب كل ما من شانه ان يجرح مشاعرهما ولو بكلمة مهما كانت بسيطة.
ث‌- الدعاء لهما بالعفو والمغفرة والرحمة.
ج‌- الاستحضار الدائم لدورهما المهم في رعايته وحفظه حتى بلغ واصبح قادرا على الاستقلال عنهما.

الموضوع السابق صديق السوء..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat