ظاهرة السفور.. الأسباب و الحلول..
علا الحميري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

من الملفت للنظر إنّ الحجاب في الآونة الأخيرة قد تعرض كثيراً لحملات النقد والتشويه و الاعتراض من قبل دعاة العلمانية والحركات المضلّة و ما يسمى ب "النسوية" و دعاة الفساد و الانحراف، وقد صار هدفاً لاقلامهم وابواقهم فنجدهم يدعون إلى السفور والانحلال الاخلاقي تحت غطاءٍ من الشعارات البراقة والدعايات الباطلة، فتارة باسم الفن يدعون إلى الفساد، و تارة باسم التقدم والتمدن يدعون إلى الفجور والفحشاء، وأخرى باسم التحرر يدعون فيها إلى الخلاعة والابتذال.

إنّ السفور والتبرج ظاهرة طارئة دخيلة على المجتمع الإسلامي فبعد أن كان الستر والعفة والحجاب هي السمة الغالبة فيه تبعاً لتربية القرآن الكريم و الأحاديث النبوية في فرض الحجاب والتأكيد عليه. شاعت ثقافة السفور والتبرج في العقود الأخيرة بين المجتمعات الاسلامية لعدة أسباب منها :

السبب الأول: ترويج الثقافات الغربية الداعية إلى  الانحلال والتهتك عن طريق الأفلام المبتذلة والمسلسلات المدبلجة، والقصص والمسرحيات وغيرها داخل المجتمع الإسلامي، حيث حبذوا للمرأة أن تمثل دور الاغراء والجنس فالمرأة بالمنظور الغربي مجرد جسد يستلذ به  فجعلوها مجرد دمية لعرض الأزياء في جسد شبه عار، فتاجروا في جسدها وتنكروا لجميع حقوقها وشؤونها كإنسانة كرمها الله وانسوها دورها الرسالي الهادف : دور الأمومة والعلم والعمل والبناء.

السبب الثاني: قلة الوازع الديني عند بعض النساء و  ضعف الثقافة الدينية تجاه الحجاب وحكمة تشريعه.

السبب الثالث:  بعض النساء من الأجواء الاجتماعية المفروضة عليها والبيئة التي تسكنها  تجد الحجاب تقليداً عشائرياً أو عرفاً اجتماعياً سائدا بين بنات منطقتها أو عشيرتها، وسرعان ما يتأثر هذا الصنف من النساء وسط هذه المؤثرات والاغراءات والهوس بالموضات فتحاول  أن تقلد السافرة في أجوائها ولو بالتدريج حتى تفقد حجابها.

السبب الرابع :  الحرية الخاطئة التي تمنحها الأم وربما الأب في بعض العوائل المسلمة فتترك لابنتها الخيار، إن شاءت تحجبت وإلا فلا، فبتنا نسمع الكثير من ذلك في هذا الوقت، ففي عمر لا تستطيع الفتاة أن تميز ما ينفعها مما يضرها، تختار السفور تماشياً مع ما يحيطها في المدرسة أو الشارع أو الأماكن العامة.

السبب الخامس :  عدم اخذ وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دورها الإصلاحي، حتى وصل الحال بنا أن تصبح ظاهرة السفور والتبرج ظاهرة مألوفة يتعايش معها الفرد المسلم من دون أن يحرك ساكناً تجاهها، وهذا السبب إزاء انتشار كثير من الظواهر المنحرفة في المجتمع.

-بعض الحلول التي عملت عليها المرجعية الدينية العليا للحفاظ على الهوية الثقافية والإسلامية لهذا البلد وللحد من انتشار ظاهرة التبرج والسفور :-

١- عن طريق ممثليّ ومعتمديّ المرجعية و اساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، يتم عقد المحاضرات والندوات النسوية في عددٍ من المحافظات بشكلٍ دوري و  على سبِيلِ المِثالِ لاَ الحَصْرِ - محاضرات ممثل السيد السيستاني في الكاظمية المقدسة 'الشيخ حسين آل ياسين'_ دامت توفيقاته، والسيد المفضال طعمة الجابري، وغيرهم الكثير.

۲ - تشجيع الفتيات من سن مبكر على الحجاب وخلق الدافع النفسي عندهن للتمسك به و ذلك بتخصيص فعاليات يوم التكليف الشرعي، واعداد هدايا تحفيزية وتشجيعية لهن، و قام بهذا التشريف المبارك ممثليّ السيد السيستاني( دام ظله) و ثقتها - الشيخ عبد المهدي الكربلائي و السيد الصافي (ادام الله توفيقهما).

٣-تأسيس عدد من المؤسسات الدينية النسوية للقيام بمسؤوليات مباشرة مع النساء بالوعظ والإرشاد والتوجيه، على سبيل المثال، جامعة ام البنين الإلكترونيّة النسوية و جامعة النجف الحوزوية الإلكترونيّة و غيرها.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat