صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

الأزمة السياسية في العراق ...الحقائق والنتائج.
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بات من الصعب التنبوء بمستقبل العراق القريب، بل إن الأمر الأكثر صعوبة هو عدم إيجاد حلول للمشاكل السياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي،بالإضافة إلى وجود التهديد الإرهابي المستمر للبلاد، وأزمات المناخ، والاهم من ذلك هو الفساد الذي استشرى بكل مفاصل الدولة، واخذ يقبض على أنفاسها الأخيرة.

التيار الصدري الذي سعى لتشكيل الحكومة بعد حصوله على 73 مقعداً،والذي من شانه أن يجعله قادراً على السيطرة على مؤسسات الدولة وشؤونها،ومع عدم قدرتهم على تشكيلها ولتعويض النقص حاول الصدريون مناشدة المستقلين من الأحزاب والكتل السياسية الأصغر لكسب دعمهم في البرلمان،ولكن هذه المحاولات لم تنجح لان هذه الكتل أصرت على بقاءها خارج الصراع السياسي او ذهب باتجاه دعم الإطار التنسيقي.

بعض المحللين ذهبوا إلى إن مواقف هذه الكتل السياسية نتيجة لارتباطهم غير المعلن مع الخارج،ولكن هذه النظرية تعرضت للطعن وباتت باطلة في كثير من الحالات،كون الخلاف ما زال قائم، ولو افترضنا هذا التدخل الإقليمي لوجدنا إن تقارب وجهات النظر هو السائد في الوضع الراهن، ولبات تشكيل الحكومة قاب قوسين أو أدنى،دون الذهاب إلى حالة الصراع السياسي والذي وصل إلى حد المواجهة المسلحة بين أقطاب الصراع.

الحقيقة إن العراق يمر بفترة تغيير في ديناميكية الوضع السياسي ككل،بالعكس من حالة التقارب الكبيرة التي كانت سائدة بين القوى السياسية عموماً، والسهولة التي كانت تتعامل بها في تشكيل أي حكومة منذ عام 2005،ولكن الآن نفس هذه الأحزاب وجدت نفسها أمام صراع داخلي فيما بينها على السلطة،فمنذ انتخابات 2018 دخل التيار الصدري كمنافس للقوى السياسية الأخرى،والذي يحاول إن يكون الممثل الوحيد للشيعة في العراق، وفي نفس الوقت تحاول القوى السياسية الأخرى منع هذا المشروع وهذا هو السبب الرئيسي في تخلي القوة المستقلة وباقي القوى السياسية عن الكتلة الصدرية وتبنيهم لخيار الذهاب نحو فتح قناة الحوار مع الإطار التنسيقي .

الحكومة العراقية برئاسة السيد الكاظمي اتخذت موقف المتفرج،وأبدت إحجامها عن أي مواجهة مع أنصار المعسكرين،الأمر الذي أثار حفيظة العديد من المراقبين عن دورها في هذه الأزمة والذي ينبغي إن يتخذ موقف المحافظ على كيان الدولة وهيبتها ومنع سقوطها بيد أي من القوى المتصارعة،ناهيك عن التناقض الواضح والصارخ بين استجابتها للتظاهرات الحالية وتظاهرات تشرين من عام 2019،الأمر الذي يبرز حالة الضعف والازدواجية في معاييرها تجاه مواطنيها،وجعلت هذه الديناميكية غير المتوازنة كبح جماح هذا الصراع بين القوى السياسية،وبدأت المخاوف تتزايد من مدى قدرة الحكومة منع اندلاع أي صراع مقبل.

ينبغي على الكتلة الصدرية قبول عواقب قراراتها في الانسحاب من البرلمان، إذ لايمكن للمأزق السياسي الاستمرار لفترة أطول، وينبغي أعطاء الأولوية لمعالجة المخاوف الحقيقية لدى المواطن العراقي وهي نقص الخدمات، كما ينبغي للقوى التي وقفت مع التيار الصدري في مواقفه المتشنجة إعادة حاسباتها جيداً،ودعم حركته في التظاهرات أن هذه الخطابات ليست مقاييس موثوقة لنواياه والتي بالتأكيد غير الهدف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/24



كتابة تعليق لموضوع : الأزمة السياسية في العراق ...الحقائق والنتائج.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net