صفحة الكاتب : احمد جابر محمد

لست للايجار...
احمد جابر محمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كنت اضحك كثيراحينما اسمع حديث يدارحول حب تلك النظرةالاولى الشريرة ويصل بي الحال حدالقهقهة فهذاالهراء بعينه.. مرت السنون ولم اكترث لتلك الكلمات وضننت باني سانجومن كل هذه التفاهات ... الى ان صابني مااصابني ووقعت في ذلك الفخ وغمرت به حتى الغرق ... عندما رايته لم يكن في الحسبان ان تكون له مساحة في حياتي ولا مجرد تفكير ..الا انني كنت اعتقد بانه سيضاف الى قائمة الغرباء حتما... حتى تجاذبنا الحديث المكتوب باروقة وغرف التكنلوجيا المؤلمة ..وطلب بكل لهفة لقاء.. كان حجم لقاءنا لا يتعدى دقائق معدودة لم يكن حديثا مشوقا للغاية ..حتى ان عينانا لم تلتقي كما هي العادة... فخجلا التقيت به لان اصراره صار نفير ... تتحرك الشفاه كي لايسيد الصمت ورايت في داخله خوفا ممزوجا بقلق كانه شارد الذهن او ربما كان يضن ان كل من حولنا علم مايدور من حديث على ذلك الرصيف المسكين...رغم قساوة الطقس حينها الا انه كان ارحم من قساوة وجمود كلماتنا الجافة ... اختار كل من طريقا حيث منزله ..لكل منا وجهة نظر اخرى ...ربما اننا لا نصلح الا للرفقة...عفوا الرفقة تصيبه بالوسواس ..اقصد صداقة رغم نقاوتها لكنها في الخفاء.. كان حجم الثقة لايتجاوز حبة رز ولا اعلم ما السبب فقد كنت ك(كتاب مفتوح) لايحتاج الى عناء لكنه لم يكن اوضح من حديثي معه وصدقي وصراحتي..جرحني بطريقة لم اكن افهمها ولم يعي هو ذلك ولكنني شعرت بانني رخيص او بضاعة منتهية الصلاحية ...تفكيره يختلف ..والشك يعيش معه كظله ..شعور مميت لم التقي به اطلاقا ولا حتى اضغاث احلام... استمر قلبي رغم كل شيء يرفرف كطير مذبوح على اسمه وكنت ابكي كثيرا كان شعراء عصرنا وضعوا الحانهم لقصتي ...مهلا لم يكن ذلك اسمه كان اسم حركي ...زاد الطين بلة .. طال حديثنافي ذلك الاختراع الملعون ...كل منا يرى الاخر بطريقته...اعتدت عليه...ولكنني حذرت قلبي الحقيرمرارا ...ان يوصد بابه جيدا كي لااستيقظ لاجده قد وظب كل شيء فيه ...فلم اجد مصغيا كان حجم خوفي عليه كانني اصبحت مسؤول عنه وينتابني القلق حينما اشعر بضيق صدره ..وفي داخلي انا طفل صغير احتاج منه الى رعاية خاصة اكثر من ذوي الاحتياجات ... لم تكن هنالك نسبة وتناسب بين الايام التي عرفتها به ومقدار اهتمامي وتعلقي به ...لا اعلم وكانه كان جزءا من ماضي استفاق وعاد ...كنا نتقاطع كثيرا لكن من جانبي كنت اشبث جذور مخيلتي صورته ..كلماته النادرة...حتى بعض الحركات التي تميز بها عن باقي البشر...عشقت مخارج الحروف من مبسمه الذي صام عن الابتسامة ... كان لقاءنا الاخر تتسابق فيه قدمي على قرع طبول قلبي للوصول اليه ..وجدته هادئا صامتا لم يتحدث الا همسا وعينانا تحكي دون رادع كان يكتفي بالنظر لتضاريس وجهي التي ثار فيها بركان من الخجل ..اقترب من يدي ومسكها اخذت اطرافي ترتجف واحسست بالاعياء ..تشتت جسدي وكان صوت انفاسه يحدث ضجيجا في عقلي ..فاخذ ينجيني من ذلك الغرق بقبلة حياة كادت ان تجعلني افارق الحياة .. ضمني بين ذراعيه بقوة حتى احسست انني عدت من بعد الاغتراب الى موطني ..عدت طفل صغير يختلق الاعذار ليحصل على العناق..كان لهيب حنانه يدفيء المكان..ورغم قساوة البرد على اطرافي ..الا انه كان كفيلا ان يجعلني اعشق اجواءالشتاء ..يشتتني ويلملمني حبة حبة...فكل مافيه يتحدث الى مافي جسدي ..استفاق العقل بعد برهة من الوقت وجد حال لايسر والوضع بات ان يحكم فيه علينا بالمخمورين ..هربت من حضنه الى قبضةالباب واخبرته ان وقت زيارتي انتهى لكنه لم يحرك ساكنا كان متجمدا وكانه تيقن اننا تشاطرنا القلب والجسدوانه لاجدوى من الهرب ..تحركت شفاهه اخيرا لم يحن الوقت بعد ..لكن قلبي هرب مسرعا من زحمة المشاعر...رحلت عنه وفي داخلي رغبة وندم الا ان اعود الى حضنه ..تثاقلت قدمي متفقة مع العقل والقلب كي يطول الطريق لانتعش بتلك اللحضات التي عشتها ولا تزال حلاوتها عالقة ...لكن على قلبه ثقل اكبر شعرت به واقسمت الا ان ازيحه له... يوما بعد اخر اتفقد هاتفي المسكين علني اجد ولو حرفا اكسر عطشي اليه... واخذ التفكير يمطر على راسي استفهامات ياترى وياترى .. حتى ارسلت له حرفا بالف معنى وجدته اصبح شخصا اخر ...لايعي ما يقول ولا افهم من حديثه شيئا لكني ارتعد وعيناي بسحابها اخذت تهطل حزنا واحسست بغصة صوت كالزئير..كادت تشقق صدري..اكتفيت بالعتاب وذكرته باني لم اطرق بابه او اجبره...ولم يجدي نفعا معه وكانه اصبح راهبا بين ليلة وضحاها...اخبرني اننا نعيش في وهم كبير وان الفراق مصيرنا ولابد لهذا الوهم ان يزول .. اتهمني باجمل اتهام ((حساس )) جاريته في تلك المهزلة الاخرى ..واصبحنا اصدقاء رغبة منه والتي قتلت رغبتي المغايرة ... اصبح البرود بيننا في كل الفصول علمت حينها انه قتل كل شيء جميل ..حزمت حقائب حزني والمي ورحلت بروحي عنه..مرتكبا جريمة اعدام قلبي...وبقي جسدي يتحدث اليه صنما الى صنم...فله ما اراد ..اعلم انه سيعاود من جديد ..لكن رصاصتي له "عذرا لست للايجار .."


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد جابر محمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/02



كتابة تعليق لموضوع : لست للايجار...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net