صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

ذكريات الزمن الجميل وايام عاشوراء
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو ان البعثيين توجهوا نحو برامج التواصل الاجتماعي وفتحوا صفحات تقارن بين نظام { الزمن الجميل} الذي حول العراق الى جنة الفردوس ليوهموا الشباب الناقمون الذين يبحثون عن عمل بعد ان توقفت جميع اعمال القطاع الخاص الان.

ما اريد ان ابينه عن النظام البعثي كيف كان يمارس ابناء الشعب طقوسهم وشعائرهم الدينية بكل حرية بعيدا عن الطائفية المقيتة.. اكتب هذا الموضوع يدفعني شعور مرعب عن الايام التي تسبق شهر محرم كل عام. غير ان الرعب لا يمكن ان انقله الى جمهور القراء كما عشناه. واليوم الذين جاءوا من خلف الحدود {يتهم شيعة داخل العراق انهم كانوا مؤيدين لحزب البعث} في وقت كنا نتمنى ان نهرب من جنة العراق الى دار {الجهاد خمسة نجوم}.

البعثيون الشيعة والسنة يتخيل لي انهم { يتخبلون} من الشعائر الحسينية . والحزبيون على دين ملوكهم. وقد اعترف الان بعض كوادر الحزب المتقدم ان صدام حسين كان يحكم بنفس عنصري طائفي وهو لا يعرف له مذهبا معينا. دينه ودنياه البقاء بالحكم. وبما ان المذاهب وبعض علماء الشيعة انتموا مرغومين مرعوبين من ردة فعل المنظمة الحزبية. وبعضهم انتما بدوافع طائفية ليمارس حقده على اهل البيت تحت عنوان البعث .. الا جهة واحدة بقيت نظيفة طاهرة صامدة امام المد العنصري البعثي السني الشيعي. {هي المنبر الحسيني}.

في اواخر ذي الحجة من كل عام كان اصحاب الحسينيات يتكلمون همسا بينهم حول الحصول على اجازة قراءة لمدة عشرة ايام الاولى من محرم فقط وغالبا ما تمنح الموافقة بين يوم 3 الى 5 من محرم فتتقلص الفترة الى 6 او 7 ايام.

وتظهر قائمة المنع من المنظمة الحزبية. ويتم تبليغنا من قبل منظمة الامن الارهابية وتغلق عدد من الحسينيات كل عام. وعلى متولي الحسينية ان يوقع تعهد مجحف لشروط ما انزل الله بها من سلطان.

كانوا يعرفون انهم مكروهون من الجمهور الحسيني كما هو الان . فكانوا يشترطون ان يدعو الخطيب للرئيس الضرورة ولحزب البعث وان نمدح الديمقراطية البعثية. وهناك شروط تعسفية منها اذا حدث أي حادث في المنطقة فان الجهة التي قامت بتلك الحادث هم متولي الحسينية والمترددون على المجالس الحسينية . واقول للتاريخ ان الخطباء ذلك الوقت كانوا من النموذج الذي ينطبق قوله تعالى فيهم{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} "" وكل عام كنا نقدم ضحايا كأنهم هدي الحج"" في زنزانات البعث الديمقراطي بتهمة تلصق بهم.. بينما الحقيقة ان جريمتهم كونهم خدام الحسين .. ولو تهيئت لي فرصة ان اتحدث عن تلك الايام لقدمت معلومات خافية عن حقيقة الديمقراطية والزمن الجميل الذي عاشه الشعب العراقي عامة وخدام واحباب الحسين{ع} خاصة .

واتذكر اجمل ممارسة ديمقراطية معي. بعد وفاة والدي عام 1979 م اصبحت متوليا على حسينيتنا في الفاو{ تم مصادرتها من قبل النظام البعثي والحالي} كوني لا انتمي لأحزاب السلطة الديمقراطية الان.

في عام 1980 قبل الحرب بشهرين اقمت سبعة ايام من العشرة الاولى لعدم منحي اجازة { انتماء للوطن واننا عملاء وذيول} في يوم العاشر قرات مقتل الحسين {ع} استمرت الامطار لغاية من الصبح لغاية الساعة الثانية بعد الظهر.. وفاتني ان النظام كان يمنع رفع الرايات الحسينية.. فكانت على سطح حسينية حاج كاظم البغدادي بالفاو رايتان حسينيتان فقط طرق بابنا الساعة الرابعة عصرا رفيق حزبي شيعي. خرجت لافتح الباب وجدت مفرزة من البعثيين يستقلون سيارة وهم مدججون بسلاح الكلاشنكوف. احدهم صاحب حسينية الان.

سالني الرفيق الحزبي بمنتهى الديمقراطية والاخلاق{ ولك خلصت قرايتكم لو لا} اجبته بخوف نعم خلصنا . قال بتنمر لعد شنو هاي الاعلام على الحسينية؟ . قلت استاذ اسمحلي اليوم فقط لان سطح الحسينية كله طين لانه مدفون بالتراب..غدا ارفع الرايات ان شاء الله لو وقف المطر.. رد علي بجواب لا يمكن ان اذكر لكم نهايته , كلام سأقدمه يوم القيامة من ضمن الادلة التي مورست ضدنا{ قال: {روح أرفع الاعلام انعل ابوك لابو الحس.......}

اغلقت الباب وتوجهت نحو الحسينية ودموعي تجري ليس لشتمي ويشهد الله على ذلك . ولكن شتم الحسين ولم اتمكن الرد عليه.خارت قواي كيف ساقول للحسين. اني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم . ولكن كانت نهايته عار وشنار . بل النظام كله رمي في مزبلة التاريخ قسم{ مزبلة التاريخ الديمقراطية}.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/27



كتابة تعليق لموضوع : ذكريات الزمن الجميل وايام عاشوراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net