صفحة الكاتب : الباب الخليفة

تداعي"ذاك الجدار"الهوياتي
الباب الخليفة

ابتدأت الروائية "مي الحسني" إصدارها "ذاك الجدار" التي عرف انتماؤها للأدب الملتزم عتبة الإهداء بكلمات أوهبتها إلى النبي الأكرم، فتتوضحرؤيتها ومرجعتيها الدينيةالمرتكزة على الموروث الصالح كطوق نجاة، كلما عصفت رياح العولمة وطال مدها الجارف بشكل يهدد جدر الهوية والانتماء،وانخراط الغرب في لعبة الاستهداف العمدي لتطويق الشعوب تحت مظلته الحامية بالإكراه، ونخر الاستواء الجمالي للثقافات والسلوكيات، وتحديد صلاتها بين الأرضية والسماوية، بالاتكاء على نموذج المعصوم كقدوة وتابع، وقد التفتت الرواية لقضية الهوية في منحيات مثل، المنحى اللغوي، والاجتماعي، والثقافي، وهو ما سنعرضه في هذا التعريف.

جدار اللغة:

اللغة وعاء التفكير وأداته، تنجم معرفتها وإتقانها عن التفاهمات والوصول إلى الحقائق المقرونة بالتطور، وكلما اتسعت مفردات اللغة كانت أطوع وأكثر تنوعا في الاستعمال، والإبداع وأقدر على فحص الإشكاليات ومعالجتها ولا يتأتى للإنسان التشخيص السليم وفرز احتياجاته وقراءتها ضمن أفق الماضي والحاضر والمستقبل على مستوى الفهم والتفكير وتقليب القرائن وإيجاد الحلول دون معرفة سليمة دقيقة باللغة ونظام علومها وتراكيبها.

ولا ريب في مرونة اللغة العربية المتفوقة على سائر اللغات، واتساعها المعجمي، فهناك مفردة وتعبير دقيق  لكل حالة، داخل الحقل المعرفي البياني الواحد، ما جعلها مطواعة في احتواء الفكر الإنساني والاندراج ضمن ميادينه ومستجداته ولحركات الترجمة والتعريب، بمواكبة مستمرة، فقوتها الذاتية أهلتها للصمود أمام محاولات التعرية والمحو واستهدافات الغزو الثقافي المتعددة على مر التاريخ.ولعله سبب ومائز في الاصطفاء الإلهي وتعلق اللغة الوحيانية القرآنية بها، كقابلة لحمل وتحمل أوجه إعجازاته بأطيافها المتنوعة اختزالا وإسهابا، في خطابها للعقلي والروحي والوجداني باستحسان تأثيرها واستعذاب جرسها.

ومن سمات الشخصية ذات البعد الحضاري بمظاهره المادية والمعنوية، إدراك المكانة المرموقة للغتها بصفتها دافع لاستمرار حضارتها، المتأتية عن جهود الأجداد في صب حروفها وإملاء كلماتها ومراكمة جملها وابتكار نحوها وقواعدها وتطوير رموزها، والمعبرة عن تراثها وأهازيجها وشجونها ورغباتها وطموحاتها وفنونها وأساطيرها وأفكارها وصراعاتها وأولويات قيمها ومبادئها في رسم معالمها المبتغاة،وكينونتها الامتدادية عبر الوجود، وما يميّز ذاك الكل الجمعي من الخصوصية والتفرّد، التي دأب العربي والمسلم الدفاع عنها أمام هجمات التغريب وسعي المستعمرين في نشر لغتهم الانجليزية وهيمنتها لتسود في مدخلات ومخرجات العلم والتعليم وأشكال التواصل الحياتية، وإذا كانت السلطات ضعيفة وترتكن إلى حفظ مواقعها، ولا تأبه بالتقدم والبحث والدراسات العلمية لأمتها، فلا تملك مخططات وأهدافا لتجعلها في غنىٍ واكتفاء، فإن انضمام الفرد وانكبابه على التعلم بلغة الآخر ومناهجه، أفضل من الجهل والأمية، لكن ثمة فاصل بين التعرفبالانطلاق من الأنا والانتفاع والتبادل المعرفي المحمود ، وبين الذوبان والتبرؤ من الذات والانصهار في لغة الآخر المهيمن تحت مظلة التطور والتحضّر، الأمر الذي تعذّرت السيطرة عليه بعد دخول الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الجماهيرية وإحلال الثقافة الشعبية من خلالها، كمتصّدرة في رسم النهج وطريقة العمل، بديلاً عن الثقافة النخبوية والرموز العاقلة التي كانت تؤثر في الرأي وتقوده.

وهو ما عالجتها السيدة مي الحسني، أي حالة تطعيم المفردات العربية بالانجليزية في الخطاب الشفاهي الدائر، في جلسة حوارية جمعت شخصيات الرواية، "استهجنت حنين طالبة دكتوراه في طب الأطفال وهي شخصية محورية ومؤثرة على مدار الرواية، تعقيب سمر حين بادرت بالتعرف عليها، فردت oh Nice ثم TnankYou حين أشارت إلى جمال اسمها، وقالت، ما عهدت هذا الاسم يطلق على فتاة أجنبية. لتجيبها تلك بعشقها للغة الإنجليزية وأنها تعبر عن شخصية الانسان المثقف المتحضر المتميز" و"إن الذي يتكلم بلغة غيره ينسلخ عن هويته الأصلية، فلا هو حافظ عليها ولا هو انتمى إلى أصحاب اللغة البديلة فيصبح مجرد مسخ تتنازعه أهواء شتى وأفكار حيرى وتتقاذفه الخواطر الدخيلة، فيضيع بين حضن آواه، وترعرع فيه ورعاه فابتعد عنه وتنكر له، وبين طريق مبهم لا يستطيع السير فيه، ولا يصل إلى غاية يدركها".  لكن سمر تنفعل oh My God، كنت أظن أن تحصيلك العلمي يبعدك عن الأفكار المتحجرة والوقوف عند مفاهيم بالية لا تمت إلى العصر الذي نعيش فيه بصلة.

وناقشت ما انتجتها بيئة الانترنتمن تحولات والثقافة الكونية والتواصل الاجتماعي المرقمن، في إطار دورها التمييعي للغتنا، وفداحته البينة في التراسل و المحادثات المكتوبة،ولوحات المحلات التجارية، وتسمية المواليد بأسماء أجنبية، وما يرافق الأزياء من عبارات نابية، التي تعكس جاهلية المتلقي بالانجليزية وتوهانه عن لغته الأم وغفلة المستورِد، والنسيج الشاذ الهزلي والتخبط والتشرذم والأمية اللغوية، تقول نور بنبرة حزينة: "فهناك من يكتب الكلمات العربية بحروف اجنبية، ويستعمل الأرقام للدلالة على الحروف العربية، التي تفتقر إليها اللغة الأخرى"وتردف حنين، "ومن يكتب بالعربية يستعمل اللهجة العامية، التي اغتالت جمال وروح اللغة العربية، الفصحى، وجعلتنا شعوباً شتى، كل يكتب بلهجة يجهلها الآخرون، وبدلا من أن تجمعنا هذه اللغة العربية، الراقية أمة واحدة جعلوها مزقا، فرض علينا ايتها الأخوات الاختلاف والخلاف في كل شيء في هويتنا ولغتنا وآمالنا وطموحاتنا، وهي مؤامرة دنيئة تستهدف لغتنا الجميلة الغالية، التي نزل بها القرآن الكريم، ليمنحها شرفا وعلوا وسموا (بسان عربي مبين) فكيف بعد هذا نضيعها ونسيء إليها ونتهاون في حقها والدفاع عنها." في حواريات ظريفة متناقضة تحفّها أجواء متوترة قلقة تستشهد بأقوال المستشرقين، وجهود صناع التقنيات في جعل لغتهم هي السائدة على الشعوبمقابل نشوء جيل عربي جديد لا يعرف لغته.

 

 

جدار الشخصية الاجتماعي والثقافي: 

وترصد عبر التكنيك السردي للرواية وأحداثها مساحة من حواريات بين الأب وابنه بهاء، حول ضياع معالم التربية الأصيلة وإزاحتها لصالح الهوية المعولمة وبروز طرائقها الرأسمالية بإطراد متسارع لدى توجهات كل من الأنثى والذكر وانسياق الجنسين نحو تمثّل ما تقدمه النماذج الغربية من القدوات، نجوم الملاهي والرياضة والسينما، من صيحات التجميل، والاستهلاك على المظهر، وقصات الشعر المستهجنة، واللهاث خلف الهواتف النقالة والسيارات والماركات، والانشغال بالتوافه، وعنف الخطاب الطائفي المحكي أوبذائته وميوعته، والعزوف عن الزواج وتكوين الأسرة، بعدما صار إشباع الغرائز لا يمر عبر الطرق المشروعة، وتشتت الاجتماع الأسري، وفقدان الخطة الواضحة للتغيير أو التحكم في ضغط الكيانات وفواعلها الموجهة، قبل أن يصبح النشاز والوضعية الشاذة الدخيلة والملفتة للانتباه المحملة بهتك المحرمات لدى الآخر المسلم حين تغاير ما انبنت وفقه شريعته من قواعد للمأكل والملبس وأصول التعامل ورسم العلاقات وقضاء الوقت، هي السائدة في اليومي والعادي مع تدني درجات المقاومة نحو أنساق الآخر المهيمن، و سيلاحظ القاريء ما يعطيه "بهاء" من حفنات من التفاؤل والأمل وأن ساحات العمل لم تزل مفتوحة وواعدة للمثقف الملتزم الذي عليه رفض التبعية والتكاسل واعتماد الحلول الجاهزةوما تكرسه من سياسات ثقافية واقتصادية واجتماعية وتثوير طاقات الشباب الاستقلالية والمبدعة وذات الكفاءة لقيادة الميدان وتنظيمه، واقتحام الأدوات ذاتها وإقامة التجمعات والندوات لتصحيح المفاهيم المغلوطة.

ولا تبعد المخاوف وملاحظات العصر وانقلاباته عن لسان حنين الشخصية المحورية والمؤثرة والفاعلة والتي نجحت في تغيير مسارات بعض الشخصيات ما ان اقتربت من نصف الرواية، وكأن كل لحظة تحياها مشفوعة ومدفوعة بكل قواها الفكرية والروحية عليها أن تترجم بالمحاولات الجادة والحثيثة لفتح كوة في جدار الروح والعقل لدى الآخرين مهما بانوا عليه من السفه والابتذال وتُرجع المسؤولية على الصعيد النظري والإجرائي إلى "الفرد والعائلة والمدرسة والجامعة والمجتمع والإعلام ورجال الدين والمثقفون وعلماء الاجتماع والدولة"

في رسم مستقبل الشباب التائه في برامج مستوردة الأصل وما يعرض في قنوات فضائية تجير طواقمها وأموالها للصغار والشباب وكبار السن، وجعلت أقصى أمنيات الصغار الجلوس في أحضان المغني أو المغنية، الخ، والحق مع الكاتبة لأنها برامج عكس ما يشاع عنها حين تعلن اهتمامها بالصوت فقط كقيمة، وبنظرة لبعض حسابات المشتركين فيها على مواقع التواصل الاجتماعي نكتشف الحقيقة المخاتلة والمغطاة خلف الصوت من اجتماع لبعض المغنين المشاركين من الرجال والنساء بلقطات مخلة بالآداب والذوق بالاختلاط والتلامس والاحضان والقبلات ومشاركة السرير، في مجتمع عربي عرف أساسا بالمحافظة، ولعل بروز هذه الحالة وتضخيم وتيرتها في سباق الدعاية والإعلانات، من التعالق بين استهداف الصوت واستهداف القيم الدينية ومعيارها في التعامل مع الجنس، يعطلّ العقل ويميت الإرادة، ذاك الرائي بمنظار الجسد القابل للتعريّ والكشف، والتمثيل الحميمي بين الجنسين، تحت بند الجرأة كما يطلقون عليها. وتشير إلى إساءة استخدام وسائل التواصل من أصحابها بحيث تغدو حديث الجميع وبؤرة اهتمامهم آن تجمعّهم في أي ركن وزاوية ومن لا يتحدث عنها يبدو غريبا في كليشيهات الجمهور المنمط المسلوب الإرادة والعقل.

تنضيد الهويات وتجزئتها:

يستغل المالكون للتدفقات المعلوماتية، الخصومات السياسية للتأثير في الرأي العام وتغذيته، للوصول إلى ترضيات، وحوافز وترقيات، تجمّد انبثاق ما يتضادّ مع أهدافهم الاستراتيجية ومتطلباتهم المغرضة، بوسائل دنيئة، توجّه السلوكيات المستنتجة وردود الأفعال الآنية والمستقبلية تبعا لإرادات القائمين بالاتصال، وأطماع الامبريالية الجديدة، من الصهاينة والسلطة الأميركية، ومؤسساتها العابثة بالعلم وأدواته، المشروطة بغاياتها الاستعلائية، وإدخال الطابع النفسي والاجتماعي، لتدمير الهويات الأصيلة، وتعبئة الجديدة وإخضاعها.

شكلت "حنين" برفقة الأخريات مجموعة حية وكانت الممثلة لوعيها،فحركّت السكون الراكد وبثّت الحماسة في إمكانيات فريقها، فيما يشبه المنتدى الثقافي الدوري، وأجرت لهن إنعاشا على مستوى التفكير والادراكات، على غرار ما تنعش به أجساد مرضاها آن نقص الاكسجين باعتبارها طبيبة،المعقود كل مرة في إحدى المنازل، يوحده الموضوع وينوّعه تباين الميولات والهوايات والقدرات، الموظفة في سبيله، ونوهت حنين في جلسة ما، بفريق صهيوني كامل، وجيوش الكترونية ممتدة كأخبطبوط خبيث في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تتوغّل تارة بأسماء عربية إسلامية وصور مزّيفة، مثل، "ميريا شالوم"، لابتزاز المنطقة وما يمتاز به سكانها من وضعيات الفوارق المذهبية وإشعال نيرانها بمنشورات تتسم بالتعدّي والاختلاقات والنبز واستغلال مخزون الاختلافات التاريخية عند الأطراف، لخلق الانفعالات الضارّة والصراعات وسفك الدماء.

في ذات المشهد تستطرد "حنين"، ""افيخاي ادرعاي" يكرم مجموعة من الوحدة 8200 التابعة لثاني أكبر جهاز للتنصت والتشويش والتجسس في العالم بعد امريكا، والذي بدأ يعتمد منذ سنوات الدخول والتغلغل عبر شبكة التواصل الاجتماعي، بأسماء عربية مختلفة، وفتح صفحات عامة وخاصة، حيث قام بتجنيد آلاف الشباب من طلاب الثانوية ليشكلوا أكبر جيش الكتروني لنشر الفكر الصهيوني والتوغل في أعماق العالم الاسلامي، وتسميم ثقافة وفكر المسلمين، وضرب قيمهم الأخلاقية والإنسانية والعقائدية، وهم يعملون بهدوء على بث الفتن وترويج الاشاعات واستهداف الناشطين والمثقفين وتأجيج فتن دينية""..، وتتوالى المشاهد، والأصوات المتوازية، لدفع مجرى الرواية المناضلة للتعبير عن ثيمة الهوية صوب النهاية، وإعلاء قيمتها ضمن سياق يسخن حيناً ويبرد حيناً آخر، وتتخلله ابتهاجات وبلاءات، ومفاجآت، نجاحات وإخفاقات، سعادة وتعاسة، أمراض ووفاة، تفسّر مجرى الحياة المتغيّر الأحوال المحيطة بالشخصيات.

وكأن الرواية التي حفت بالأمل والسعي ونقلت أبطالها إلى حيز الحياة المأمولة، جنحت نحو التسامي في نهايتها إذ انتهت بمشهد تفجير إرهابي مأساوي يطال الحضور وأبطال الرواية"سجى وحنين وسمر وصبا وأحمد ومضر" المحتفلين في صالة الزفاف فيتداعى جدارها ويتهاوى، الحاضن لأحلامهم وآمالهم المستقبلية ويتهدم، وكأن هذا العصر الفاسد المسموم لا ترويه سوى دماء البشرية التي لم يشبع منها بعد، أو نزعم ذلك؟!، أليست هذه الحقيقة المترآئية كشريحة في "ذاك الجدار" داخل المنجز الروائي الصادر حديثا في 175 صفحة، عن دار السلام، بيروت، وما يوازيه في الحياتي/ الهوياتي الأكبر.

18/ 11/ 1443ه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الباب الخليفة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/19



كتابة تعليق لموضوع : تداعي"ذاك الجدار"الهوياتي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net