صفحة الكاتب : علي علي

وللهدم شركاء
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الوكت ياصاح بالفرگة ولانه

ولا گلبه انكسر مره ولانه

لا إنت عرفت الحب ولانه

اشتركنه بهدم عش حبنا سويه

  لو جمعنا ماكتبناه نحن الكتاب نقدا وقدحا، بحق مسؤولي البلد وساسته منذ عام 2003 -السابقون واللاحقون- وتقصيراتهم المتعمدة وغير المتعمدة، لا أظن مكتبة بحجم قصر شعشوع بإمكانها احتواء تلك الكتابات كلها. إذ مافتئنا جميعنا نبري أقلامنا، للحاق بوصف ما يستجد من أحداث على ساحة بلدنا يوميا، من جراء أقوال ماسكي دفة مركبه وأفعالهم، وما من أمل باللحاق بما يخلفونه من آثار ورصدها.

 ولكن لو نظرنا الى الحال بمنظار أوسع، ونعيد توجيه أصابع الاتهام بشكل أكثر عدلا وإنصافا، سنكتشف ان للمواطن أيضا دورا في تردي جوانب كثيرة في البلد، مقارنة مع باقي بلدان العالم. فعلى سبيل المثال نرى ان هناك مناسبات تهتم بها الشعوب والحكومات على حد سواء، كمناسبات إحياء ذكرى شخصية لها وقع في تاريخ ذاك البلد، كذكرى وفاة او ميلاد عالم او أديب او رجل دين، ممن لهم بصمة وأثر إيجابي يقفو إثره اللاحقون من الأجيال، ومنها مناسبات وطنية وتاريخية واجتماعية، ومنها مناسبات استجدتها واصطنعتها الشعوب اوالحكومات على مر الزمن، تشترك مؤسسات الدولة والمؤسسات المدنية مع المواطن في تطبيق طقوس هذه المناسبات وشعائرها، وبذا يترسخ مفهوم الوطنية والالتزام به. ولكن وبكل أسف نفتقد هذا الاهتمام من قبل مؤسسات دولتنا، وكذلك المواطن، وعذرهما في هذا ضعيف.

  هنا في عراقنا، لنا من تنوع التضاريس الأرضية بين سهول ووديان وجبال وصحارى وأهوار، ما لايحده بصر ولا يقف على نهايته نظر، وفيه من فصول المناخ أربعتها. أليس من الأولى بنا جميعا، شيبا وشبابا ومسؤولين وقيادات حكومية ومدنية، الاحتفاء به وإدامة أرضه ومائه وسمائه لتدوم خيراته لنا وللأجيال بعدنا؟ أوليس الأجدر بنا أن نتعلل الأسباب لخلق المناسبات التي تزيدنا التصاقا بتربة عراقنا، وتطبيق طقوس محبتنا له بين الحين والآخر، لنتذكر أن السلام والإخاء والحب لن يرحِّله عن أرضنا ساسة وأنظمة، يجيئون ويروحون بسياسات وممارسات وحماقات، يهدفون منها تشتيت اللحمة بين النسيج الوطني الممتد في عمق التاريخ، أكثر من أربعة آلاف عام في أرض وادي الرافدين. ولا أظن من بين الساسة والمسؤولين من لايدرك أبعاد مايفعله من سلبيات، تعود بالضرر على منصبه ومؤسسته، وبالتالي على المواطن والبلد بشكل عام، فجميعهم لم يكونوا قليلي خبرة حين تسنموا مناصبهم، كما أنهم من غير المعقول ان يعبثوا في أرضية سفينة هم من ركابها، كما لايعقل ان (يهجم) إنسان سوي بيته بيده، كذلك لايعقل ان يسعى الى إضرام النيران فيه.

  لكن واقع الحال فيما جرى خلال العقدين الأخيرين في بلدنا -ومازال يجري- يعكس غير هذا تماما، إذ مامن مفصل من مفاصل الدولة إلا ويمخر به الإهمال والتقاعس والخراب المقصود وغير المقصود، والعجب -كل العجب- أن لنا إرثا كبيرا من الشخصيات الجديرة بالاحتفاء والاستذكار، إلا أننا لانأبه بها بتاتا. والعجب أيضا أن هناك دائرة إعلامية في كل مؤسسة حكومية، وظيفتها متابعة الأحداث التأريخية والمواظبة على إحيائها، لكنها لا تلتفت إلا للجديد من المشاكل والقلاقل في أروقتها، وهي معذورة في هذا إلى حد ما، فمؤسساتنا تزخر بهما حد التخمة. فإذا كان العامل مسيئا والموظف مسيئا والمدير مسيئا والمفتش العام مسيئا والوزير مسيئا، وقبل هذا وذاك المواطن مسيء.

  علينا إذن، إنصاف الآخرين في توجيه أصابع الاتهام، وإن توجب الإنصاف توجيهها إلى أنفسنا، فكما البناء شراكة، كذاك الهدم في بلدنا أصبح شراكة، على يد المواطن وحكومته على حد سواء، ولعل الأبوذية التي استهليت بها مقالي خير تجسيد لهذا.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/15



كتابة تعليق لموضوع : وللهدم شركاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net