صفحة الكاتب : سمير بشير النعيمي

التاريخ الاسود للعلاقات الروسية ..الصينية والعالم الاسلامي\\3
سمير بشير النعيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا ادري لماذا دولة (روسيا ) حاليا و(الاتحاد السوفيتي) سابقا تكن الكره والحقد والغل للعروبة وللاسلام منذ الزمن القديم وحتى اللحظة وقد سارت على طريقها الصين الشيوعية !!

تصرفات الدولتين الشيوعيتين بعلاقاتهما الثنائية تصرفات ساخنة دائما يشوبها لصق الاتهامات ببعضهما وتبادل التشهير بالاذاعات والصحف وقد كشفت الاوراق زيف هذه العلاقات عندما بدا الموتمر الشيوعي الثاني والعشرون في (الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا حاليا ) عام 1961 واستمرت المناوشات والانتقادات الكلامية والتصريحات بين الدولتين بكل وسائل الاعلام ...... تارة يتصاعد من قبل روسيا ثم يخمد ليتصاعد من الصين وهكذا تمر الايام والاشهر والسنوات والنزاعات والاختلافات قائمة وفي ازدياد حدته واستمرار سخونته ..

ومضى عام 1962 متثاقلا واذا الفتور يزداد قوة والتباعد تتسع فجوته حتى اذا ما شارف على الانتهاء اذ البركان ينفجر هذه المرة ويلقي بالحمم لان تطورات طرأت على الموقف الدولي فكانت فرصة لتبادل المزيد من الاتهامات فقد حدث ان اعلنت الولايات المتحدة الاميريكية انها تطالب باصرار بنزع قواعد الصواريخ ( الروسية)المقامة في كوبا وقررت فرض الحصار على الجزيرة وتفتيش السفن المتجهة الى كوبا 

واكدت امريكا ان عدم الاستجابة لمطاليبها ستكون له تداعيات خطيرة ويؤدي الى غزو كوبا بقوة السلاح..واتجه المراقبون صوب موسكو عاصمة روسيا لمعرفة ردة الفعل وخيل للبعض ان روسيا سوف لا تتنازل لطلب امريكا ولو ادى الامر لحرب عالمية ثالثة وازاء اشتداد حرارة الموقف دارت الاتصالات المباشرة بين الرئيسان انذاك .... الرئيس الامريكي (جون كنيدي) و الرئيس السوفيتي (خروشوف) ووافق الرئيس السوفيتي على سحب قواعده من الجزيرة وبرر موقفه بان موقفه هذا لم يكن عن ضعف وانما ليجنب البشرية حربا تعصف بالكثير من مقوماتها كما برر ايضا لتجنيب كوبا من غزو محقق من امريكا !!

والحقيقة المرة ان الازمة حين بدات اعلنت الصين الشعبية انها تقف بكل قوة بجانب كوبا وتساندها وتؤيدها في مطالبها وحقوقها ثم حركت مظاهرات ضخمة اشترك بها مئات الالاف من الصينيين واجتاحت هذه المظاهرات العاصمة بكين والمدن الاخرى معربة عن تايدها وتضامنها مع كوبا .. واثناء قيام الاتصالات والمباحثات الحامية بين الحكومتين الروسية والاميركية بقصد تسوية الازمة اتخذت الصين موقفا مضادا وذريعة للهجوم والتشهير بالروس ففي مذكرة الى القائم بالاعمال الكوبي في بكين قال وزير خارجية الصين (شن يي) بالحرف الواحد ( ان مصير كوبا في ايدي الشعب الكوبي وليس في ايدي بلد اخر ) ومعنى هذا ان ليس للاتحاد السوفيتي (سابقا) ان يتكلم باسم كوبا او يفرض عليها حلا يتعارض مع حقوقها ومصالحها ...

وعلق الصينيون ان موقف الرئيس الروسي سوف يظهر الكتلة الشيوعية بمظهر الضعف والخنوع وسوف يقلل من ثقة الدول الصغيرة فيها لانها لا تستطيع الاعتماد على التاييد الفعلي اذا ما جد الجد وتعرضت هذه الدول لمحنة وهذا كله ينطوي على تقوية لمركز الدول الغربية عامة والولايات المتحدة خاصه مما يؤدي الى اختلال ميزان القوى في الامد الطويل ثم سخرت المصادر الصينية كعادتها مما تدعوه خرافة التعايش السلمي اذ لا سبيل اليه بين نظامين مختلفين( راسمالي واشتراكي ) وهم على تناقض تام في فلسفيتهما واهدافهما واساليبهما ...!

وكان من الطبيعي الا يقف (الاتحاد السوفيتي) ساكنا فقامت صحفه تندد باؤلئك الذين لا يدرون حقيقة الطاقه النووية في احداث الدمار والذين يفتقرون بهذا الى النظرة الواقعية التي يجب ان تتفق مع الثورة التكنولوجية الحديثة( اشارة الى افتقار الصين لامتلاك الطاقة النووية انذاك ) وهاجمت الصحف وعلى راسها صحيفة البرافدا الناطقة باسم الحزب الشيوعي الروسي اؤلئك الذين يتمسكون بحرفية النصوص عن حتمية الحرب بين الرأسمالية والشيوعية ناسين ان معناها ينصب على الفترة التي كان ميزان القوى كله يميل لصالح الرأسمالية وهذا وضع لم يعد له وجود بعد النجاحات التي حققها المعسكر الشيوعي في الميادين الاقتصادية والعسكرية والسياسية ..( حسب قول الصحيفة )

بعد انتهاء الازمة الكوبية تنفس العالم الصعداء لاختفاء شبح الصدام المسلح وفجاءة يتلقى العالم صدمة تصيبه بالذهول بعد ان حولت الصين المناوشات البسيطة على حدودها مع الهند الى عمليات حربية واسعة النطاق ودفعت بجيشهاالى احتلال مساحات واسعة من الاراضي الهندية حتى شارف جيشها على اقليم اسام الهندي ...وجوهر الخلاف بحقيقته يدور على ما يعرف باسم خط مكماهون فالهند تراه قد حسم الموضوع بينما ترى الصين انه اقتطع اجزاء من اراضيها والخلاف هذا قائم منذ سنوات على الاقل منذ وصول الشيوعيين في حكم الصين ودارت بشانه مباحثات ودية قربت وجهات النظر..... الا ان الصين ضربت كل الاتفاقيات عرض الحائط وقامت بهجومها المفاجىء دليلا لعدم اعتراف مبادئهم بالمواثيق والاتفاقات والاعراف الدولية !!!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للحديث بقية في جزئه الرابع 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سمير بشير النعيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/03



كتابة تعليق لموضوع : التاريخ الاسود للعلاقات الروسية ..الصينية والعالم الاسلامي\\3
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net