صفحة الكاتب : احمد عبد الصاحب كريم

اذا صام السيستاني صام العراق ... و اذا اعلن عيدا تبادل اهل العراق التهاني و التبريكات
احمد عبد الصاحب كريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ اكثر من ١٤٠٠ عام و بالتحديد سنة ٤٠ هجرية و في شهر رمضان المبارك يوم استشهاد امير ابمؤمنين علي بن ابي طالب (ع) لم يحضى ابناء العراق برجل يستطيع ان يملئ قلوبهم طواعية حيث كان الحسن و الحسين (عليهما السلام) في المدينة المنورة و عليهم تضيق من بني امية و عندما جاء الحسين (ع) الى كربلاء قام بني امية و اتباعهم بأكبر مجزرة انسانية على وجه الارض قتلوا العترة الطاهرة و حتى الاطفال الرضع لم يسلموا من القتل و السبي و بقى العراقيون بدون قائد روحي و لكن خلال فترة حرجة جدا من تاريخ العراق امتدت بين حكم الطغاة و انهيارهم و دخول الاحتلال و ما تبعه من اعمال سلب و نهب و طائفية مقيتة و حكام فاسدون و ارهاب و تطرف و نعرات طائفية و صراع على السلطة و مؤامرات لتقسيم العراق بلد الانبياء و من رحم هذه الصراعات استطاع رجل ان يحضى بأحترام جميع العراقيين بل و العالم بجميمع المذاهب و المكونات مسلمين و غير مسلمين و يملك قلوبهم طواعية و بالاخص قلوب محبي آل البيت (ع) انه السيّد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) .. رجل تميّز بكل شيء .. رجل يسير بخطى واثقة .. رجلٌ حيّر الغرب و العرب .. رجلٌ في بيت بسيط و متواضع قراره أقوى قرار على وجه الأرض اقوى من الفيتو .. لم تثبت عنده الرؤية الشرعيّة لهلال شهر شوال فقرر أن يكون يوم الاثنين متمماً لشهر رمضان المبارك .. رغم أنه يعلم بوجود الهلال فلكياً لكنّ الوجود الفلكي ليس حجةً عليه و حجته حديث الرسول الأكرم " لا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلالَ وَ لا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ "

لقد صام السّيد السيستاني .. و صام العراق معه رغم وجود المراجع الدينية الشيعية (حفظهم الله) ثبت عندها بأن يوم الاثنين عيد الفطر و قرارهم يجب أن يُحترم أيضاً .. و لكن رغم هذا .. لا تجد مظاهر العيد في أغلب المحافظات العراقية .. إن العراقيين بجميع أطيافهم يحترمون صيام هذا الرّجل .. حتى السُّنة في العراق يحترمون صيامه و تراهم يخجلون إظهار مظاهر العيد و إخوانهم الشيعة ممن يقلدون السيد السيستاني صائمون .. هذه هي الرّوح العراقية الأصيلة .. حتى هذا التناغم السُّني - الشّيعي الفريد من نوعه عند الشعب العراقي يُحيّر الغرب و العرب معاً .. و يخططون لكسر هذه الحلقة التي تخنقهم كي نكون ضعفاء .. و رغم محاولات بعض الوسائل إلاعلامية التركيز على مصطلح "مظاهر العيد" إلاّ أنَّ مظاهر العيد شبه معدومة على أرض الواقع .. جميع الطوائف العراقية إحترمت صيام هذا الرّجل و صيام مقلديه و هم الغالبية المطلقة من شيعة العراق

مازال المهتمون في شؤون العراق يحاولون فك هذا اللّغز .. كيف إستطاع هذا الرّجل الجالس في أزقة النجف القديمة أن يتربع على عرش قلوب العراقيين ؟ لم يستخدم السّيف (السلاح) ، و لا الوعد و لا الوعيد ، و لم يعدهم بأموال .. إنها كلمة .. فقط كلمة .. حين يقولها هو تُصبح إلتزاماً يصل حدّ الموت ..

أرادت بعض المنشورات التي إستهدفت من إتّبع السَّيد السيستاني في صيام يوم الاثنين إيصال إشارة بأن من إتبّعه متثاقل من صيام هذا اليوم .. و لكن في حقيقة الأمر .. لو وضعت أذنك على صدور من صام يوم الاثنين لسمعت هتافاً يصدح في تلك الصدور قائلين باللّهجة العراقية العاميّة [ سيد علي ، سيد علي، مو يوم وثلث تيّام ، بس آمر كلنا وياك للدهر صيّام ]

ما أريد إيصاله إلى الآخرين ، لا تظنوا بأن من يقلّد السَّيد السيستاني يشعر بثقل صيام هذا اليوم .. بل هم قومٌ مستعدون لأن يصوموا الدّهر كله إذا ما طلب منهم ذلك مرجعهم ... هؤلاء قومٌ أحبّوا هذا الرجل بصدق و طاعتهم له أحلى من الشَّهد

مازال الغرب و العرب يفكرون ويتساءلون .. كيف إستطاع هذا الرّجل توحيد أُمّةٍ آشورية و مسيحية و صابئية و أيزيدية و شيعية و سنية و عربية و كردية و تركمانية و طوائف أخرى ؟ مع أن شخصيات سياسية غربية عدّة تسئل عن هذا الرجل لتعرف أكثر و امنيتي ان التقيه يوما و اتشرف بالحضور بين يديه و لو لدقيقة واحدة فقط
هذا الرّجل المُسدَّد .. يستحق أن يكتب عنه الفلاسفة و المفكرون و العلماء في العلن خير ٌ من أن يكتب عنه ضباط الإستخبارات الأميركية و العربية في السِّر .. للامانة هذا الرّجل لا يحتاج إلى المديح .. ولكن تنقص كثيرين الشجاعة ليتحدثوا عنه في وقت قلّ فيه الشّجعان وشحّت فيه الأقلام الشجاعة لا أكثر و لا أقل .. لندع الغرب و العرب يفكرون بلغز إسمه السّيد علي السيستاني ..و دعونا نحن نفخر كعراقيين بما لدينا من نعمة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عبد الصاحب كريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/02



كتابة تعليق لموضوع : اذا صام السيستاني صام العراق ... و اذا اعلن عيدا تبادل اهل العراق التهاني و التبريكات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : صفوان ، في 2022/05/03 .

أعتقد أن الأخ الكريم مشتبه
هذا المقال للدكتور مظفر قام حسين
قبل سنتين
ولكن الأخ الكريم أدخل بعض الألفاظ لا أعلم من الهدف من ذلك
وهذا رابط المقال
http://www.kitabat.info/subject.php?id=120808




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net