صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

الرسم على الرمال
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يحلو لبعض المسئولين للخروج من عنق الازمة التي تحيط بهم نتيجة فشلهم في اداء الواجب واخفاقهم في تحمل المسئولية وعجزهم عن النجاح في مهامهم . وبسبب عنادهم الفارغ بالتحدث عن معجزات مرتقبة نتيجة كفائتهم المزعومة ومأثرهم المقبلة

والتي ستكون حديث الشارع والمواطن . فهم يطلقون بالونات هوائية او صواريخ اعلامية هنا وهناك , تتحدث عن الاعجاز العظيم الذي يشبه الاعجاز الالهي الذي ينهي المظالم ومعانات الشعب وتشفي الجروح المزمنة .. فمثلا وزير الكهرباء والنفط
السيد ( الشهرستاني ) يزف الينا الخبر العظيم او الاعجاز او المأثرة التأريخية التي سوف تكتب بماء الذهب والتي تفوق كل تكنولوجيات العالم . بانه خلال اقل من سنة واحدة سيرتفع انتاج توليد الطاقة الكهربائية من ( 5 ) الاف ميكا. واط الى (20 ) الف
ميكا .واط دفعة واحدة . وان العراق يحتاج اقل من ( 15 ) الف ميكا .واط اذا اسرف المواطن العراقي بجنون في استهلاك الطاقة الكهربائية ليل نهار وباقصى حالات التبذير . يبقى فائض عن الحاجة حوالي (5 ) الاف ميكا .واط سيصدرها الى دول
الجوار . لكن حضرة الوزير لم يوضح . هل يزود دول الجوار من فائض الطاقة الكهربائية . هبة دون مقابل وخاصة وان العراق معروف بالكرم والسخاء اللامحدود ونصرة الجار المظلوم وليثبت ان خيرات العراق وبركاته تتعدى الحدود . يبدو ان 
السيد ( الشرستاني ) مغرم ومفتون بالتكنولوجية الصين التي تسابق الزمن . وها ان العراق يسجل رقم قياسي اسرع من سرعة الضوء . خلال اقل من سنة واحدة فقط ينتج طاقة كهربائية مقدارها ( 15 ) الف ميكا . واط . هنا تكمن عظمة الانجاز
السحري الذي يدل على عبقرية تفوق زمانها . والظاهر ان السيد الوزير يدخل في حلبة التنفس مع عباقرة العالم . ان هذا الواقع المرير والمؤلم لا يبرر اهدار اموال الدولة  (20 ) مليار دولار خصصت لحلحلة ازمة الكهرباء , لايعرف احدا اين ذهبت
واية جيوب استقرت ونامت بينما معانات المواطن تنهش في جلده كالغراب الجائع بسبب ضياع الحرص والمسئولية تجاه الشعب والوطن . ولهذا تعتزم كتلة الاحرار بالقيام بحملة جمع التواقيع من اجل استجواب وزير الكهرباء . عن سبب تلكؤ الوزارة
 عن معالجة ازمة الكهرباء , وعدم ايفائها بالتعهدات بالنهوض بواقع الكهرباء المزري وتعطيل الجهود في بناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية , وخاصة سيكون هذا الصيف من هذا العام أسوأ من سابقه في انتاج الطاقة الكهربائية وتزويد المواطن بها
وتشير المذكرة بان كل الوعود التي تطلق بين حين واخر انما وعود فارغة او مجرد اوهام ليس لها واقعية على الارض وهي تهرب من المسئولية وامتصاص نقمة المواطن الذي يأس من الاصلاح  او بتحسن الوضع المزري المخنوق بمرض الفساد
المصيبة او الطامة الكبرى وحسب احصائيات الرسمية التي تشير بان نسبة البطالة في العراق وصلت الى( 7 ) مليون عاطل .. بمعنى (7 ) مليون عائلة محرومة ومكتوية بنار الفقر والجوع والحرمان . وان نسبة الفقر وفق هذه الاحصائيات
الرسمية جاوزت على ربع سكان العراق , في بلد الذي يملك اكبر ميزانية وبلد ( 60 ) مليار دولار من احتياطاته من العملة الصعبة . وبلد الخيرات بموارده النفطية .. اين تذهب هذه الاموال الطائلة التي لا يصدقها العقل السليم والشعب يكابد الفقر
والحرمان والظلم وقسوة الحياة التي لا ترحم المظلوم والمجروح بالعلل , واهمال المواطن من قاموس الاطراف السياسية التي تشارك في قبة البرلمان . ولم تشفع حلول السيد ( الشهرستاني) السحرية  ولا احلامه الفنطازية بان وزارته تعمل بجد
ومثابرة على رفع الطاقة الانتاجية من النفط من مليوني برميل يوميا الى ( 12 ) برميل يوميا وبهذه العصاء السحرية تقضي  على غول الفقر وبهذا الاعجاز الالهي تعم الخيرات وبظلها يسبح المواطن السعيد بوفرة   ا لنعم والرخاء وينتفي الفقر والعوز
من كل زاوية من العراق . وتحل السعادة التي ترفرف على كل بيت , وستصيب الموطن بالحيرة والارتباك اين يسرف الاموال الطائلة واين يبذرها . . انها احلام وردية وشفافة في العطاء , لكنها في مخيلة الوزير فقط وهي تدل بشكل قاطع بعده
عن الواقع العراقي المرير . وانه يعيش في واقع اخر ليس له اية صلة بالعراق ولا بشعب العراق المطعون بخناجر الازمات من كل صوب وزاوية  .انها احلام على الورق , والهروب من المسئولية والحساب . ويظل الشعب يكابد ويكابد و لا تلوح
بارقة امل في الافق سوى وعود ووعود لذر الرماد في العيون

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/30



كتابة تعليق لموضوع : الرسم على الرمال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net