صفحة الكاتب : يسرى الاسدي

العيب في شرع المجتمع
يسرى الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العيب لغة: هو الوصمة والنقيصة والشائبة والمذمة، وجمعها أعياب وعيوب. واجتماعياً: هو التصرف غير الملائم والمنظور له كتصرف سيء ضمن المجتمع.

 ثقافة العيب تنشأ في المجتمع منذ الصغر، بعضهم يراه يهدد حياة البشر في المستقبل من خلال الكلمات التي نوجهها يومياً لأطفالنا: لا تفعل كذا عيب... لا تقم بكذا عيب. وبعضهم الآخر يراه تربية لابد أن نعلم الاولاد على العيب؛ كي يبتعدوا عنه، والحرام كي يحذروه.

 لماذا نقول: عيب، ولا نقول غلط؟ وبعض الأفعال تكون غلطاً وليست عيباً، وبعضها حرام، إذن، نحن من نبني ثقافة العيب بأنفسنا.

صاحب منصب مرموق لا يرغب أن يلعب اطفاله مع أطفال أقلّ منزلة منه، وإن كبر هذا الطفل بقي على هذه الحالة لا يخالط أناساً أقلّ منه؛ لأن هذا عيب، وإن بقي دون وظيفة لا يتنازل ويقبل بوظيفة أقلّ من شهادته لأن هذا عيب!!

الحل أن لا ننظر لتلك الأشياء على أنها عيب: ليس عيباً إن كان أحد عامل نظافة، ولا إن كان يعمل بواباً في إحدى المدارس. حتى الوظيفة أصبحت محط عيب، نرى أن بعض الأولاد آباؤهم مزارعون أو عمال نظافة يتعبون ويعملون طوال النهار؛ لكي يلبوا طلبات أولادهم، ويسعون لإسعادهم لكنهم يخجلون أن يذكروا ماذا يعمل آباؤهم؟! لأنهم يرون عمله عيباً! ولا يستطيعون مواجهة الناس به. ليس عيباً أن يكون المرء فقيراً، ليس عيباً أن يعمل عمل بسيط من أجل لقمة عيشه، ليس عيباً أن يعبر الأب عن حبه وحنانه لأبنائه، العيب أن يعيش معهم في نفس البيت ولا يظهر لهم ذلك؛ لأنه يرى هذا عيباً، عندما تطلب المرأة الطلاق من زوجها لأسباب هي أعلم بها يقولون لها عيب للمرأة أن تطلق!!

فالعيب هو روتين يومي بالنسبة للمجتمع، وبالخصوص المجتمع العربي، عندما ينظرون إلى فتاة بلغت سنّ الرشد وبانت عليها إحدى علامات النضوج يقولون عليها ارتداء الحجاب؛ لأنها كبُرت ومن العيب أن تخرج دون حجاب، هنا أصبح العيب من أساسيات الحياة اليومية والتركيز أصبح على العيب وليس على الدين والحلال والحرام، بدل من أن نقول عيب، يجب أن نقول: هل بلغت هذه الفتاة سنّ التكليف؟

يقولون: نعم، إذن، هنا نقول يجب على الفتاة ارتداء الحجاب ليس غصباً، بل بالتعلم التدريجي، حتى تقتنع كلياً، وتحب هذا الحجاب مع تعلم الاقتداء بسيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام). وهذه تعتبر نقطة مهمة جداً لإنشاء جيل مثقف وواعٍ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يسرى الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/08



كتابة تعليق لموضوع : العيب في شرع المجتمع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net