انتشار المقاهي كابوس يؤرق المجتمع..
حنان محمد البدري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

إنتشرت في الآونة الاخيرة،ظاهرة دخيلة على مجتمعنا، ألا وهي ظاهرة إنتشار المقاهي ( الكوفي شوب)،التي تمثل خطراً حقيقاً على الشباب والمراهقين.
لو قارنا بين المقاهي -قديماً، وحديثاً- لوجدنا إنها كانت قديماً ملتقى للأصدقاء ، وللأدباء وللصحفيين ؛ تناقش فيها القضايا الأدبية، والفكرية ، والسياسية، كمقهى "الشابندر" في شارع المتنبي، أو مقهى الادباء في الناصرية، والبصرة، أما اليوم فقد اصبحت مكاناً يرتاده العاطلين عن العمل والمشبوهين، والخطر الأكبر انها تنتشر بين الاحياء السكنية وتسبب ازعاجاً  للسكان. 
وغالباً مايتسبب انتشار المقاهي اليوم بمفاسد دينية، وقد تنتشر الكثير من الامور المحرمة شرعاً، والتي تضعف العقيدة لدى من يرتادها ، وتقطع صلته بربه، بالاضافة الى ان هذه المقاهي تحولت إلى مناطق لجمع الشباب، والمراهقين من المدمنين على المخدرات، والمطلوبين للقضاء.
والغريب في الموضوع، أن الكل يعلم مايجري داخل تلك المقاهي، ولكن التزموا الصمت، فلا الجهات المختصة تغلق بؤر الفساد، ولا هناك موقف قوي من المجتمع برفضها والسعي لإغلاقها. 
ولو بحثنا في الاسباب الرئيسية لإنتشار المقاهي لوجدنا انها تتلخص فيما يلي:
1- البطالة وتدهور الوضع الاقتصادي بصورة عامة، والفراغ الكبير لدى الشباب العاطلين عن العمل الذي يدفعهم للجوء إلى هذه الأماكن.
2-المشاكل الأسرية، والجو المشحون داخل الأسرة تدفع الشباب، والمراهقين للبحث عن الراحة في مكان آخر، ونسيان واقعهم ومايعانون منه من مشاكل حقيقة فينخرطون بالمجتمع في اماكن مشبوهة، ومع افراد منحرفين سلوكياً 
3- السأم والملل، وعدم وجود اماكن ترفيهية؛ لكي يتنفس الشباب فيها ويقضون وقتهم فقد اصبحت المقاهي مكاناً للهاربين من المدراس، والهاربين من الأسرة. 
4- منفذ لتعاطي المخدرات؛ إذ يحصل المدمن على هذه المادة في هذه الاماكن بكل سهولة. 
5-ينجذب الشباب لبعض المقاهي بسبب عمل البنات فيها.

وأخيراً نضع هذه المشكلة أمام الجهات المختصة لتأخذ دورها في مكافحة هذه الظاهرة وأهم الحلول التي يمكن أن تتخذها وهي :
1-إنشاء أماكن ترفيهية رياضية، أو ثقافية لأستيعاب طاقات الشباب واعدادهم الكبيرة.
2- ندعو اولياء امور الشباب، وعوائلنا الكريمة لتأخذ دورها الأسري، والتربوي تجاه ابنائها، ومراقبتهم ومنعهم من ارتياد هذه الاماكن. 
3-مراقبة المقاهي، وتقنين انتشارها ومنح اجازات لبعض المقاهي المنضبطة.
4- يقوم المنبر بدوره التثقيفي تجاه هذه الظاهرة، وتوعية المجتمع من خطرها وآثارها السلبية فقد دق ناقوس الخطر ويجب إنقاذ مايمكن انقاذه.
حفظ الله جميع شبابنا وهداهم إلى الطريق القويم الذي فيه صلاحهم.

الموضوع السابق البطالة في العراق آفة مزمنة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat