ملاحظات حول الأزمة الأوكرانية الروسية
رعد موسى الدخيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في عام ١٩٦٢ أراد خروشيف أن يضع صواريخ روسية في الأراضي الكوبية بالتنسيق مع كاسترو، إلّا أن كيندي اعترض وقال إنها تهدد الأمن القومي الأمريكي لكونها ستكون في دولة مجاورة للولايات المتحدة، وعليه امتنعت الإتحاد السوفيتي بشرط أن تسحب الولايات المتحدة صواريخها من قواعدها في تركيا فوافقت أمريكا بالمقابل..

عليه ؛ وعلى ضوء أزمة الصواريخ الكوبية بين الإتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الأمريكية التي حصلت عام ١٩٦٢ احتجت روسيا اليوم بمثل ما أحتجت به أمريكا بالأمس.. حيث أن الولايات المتحدة تنوي نصب قواعد للناتو على الأراضي الأوكرانية و روسيا أحتجت على أمريكا و هددت أوكرانيا بقناعة لماذا أوكرانيا التي تجاور روسيا و بقربها ليتوانيا و غيرها و هي من الإتحاد الأوربي و بالتالي عضو في الناتو في حين أوكرانيا مجاورة لروسيا و تشكل تهديد للأمن القومي الروسي .. تماماً مثلما الصواريخ الروسية في كوبا تهدد الأمن القومي الأمريكي.. ومن فمك ادينك،

ولهذا نرى الرئيس بايدن في تصريحه الصحفي اليوم أعلن عن عدم نية الولايات المتحدة إرسال قوات لمساعدة أوكرانيا في حربها مع الروس..

عندما دخل صدّام إيران كل الغرب سانده، لكن عندما دخل الكويت كل الغرب عانده..

اليوم المنطق في العالم هو منطق المنفعة و القوة..

وهذا ما قاله وزير جارجية إيران في مناظرة تلفزيونية في إحدى القنوات الغربية بأن سبب سعي دولته لإمتلاك السلاح المتطور لكي يحمي أراضيه ولكي لا يتكرر تعرض بلاده للغزو الذي يشبه غزو صدام للجمهورية الإسلامية عام ١٩٨٠..

اليوم روسيا تغزو أوكرانيا.. ومنذ يومين و المعارك الطاحنة تزهق الأرواح و تدمّر المؤسسة العسكرية لكييف و لا أحدَ من الغرب يتدخل عسكرياً.. وكأن الأمر لا يعنيهم ، رغم استنجاد حكومة أوكرانيا بالمجتمع الدولي و حلف الناتو .. لماذا!؟..

السبب عدم وجود منفعة لها في أوكرانيا و خوف من روسيا المصّدر الأول للغاز الأوروبي و المالكة للسلاح النووي الذي ستستخدمة حتماً إذا ما تدخل الناتو ضدها..

عليه ؛ فمصداقية الآية الكريمة..

[وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ] - الأنفال/٦٠ ..

هذه الآية وظَّفتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم و وظفتها الدول العظمى أمس..

وأخيراً أقول :

 

ما كان المفترض بأوكرانيا أن تقبل بقواعد للناتو على أراضيها و تكتفي بمعاهدة بودابست بنزع السلاح النووي وتعيش جارة آمنة لأختها السوفيتية بسلام!!!!

 

الموضوع السابق بهجة العمامة على رأس ابن طاووس

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat