صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

نظام الحياة عند الامام الكاظم (ع)
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نحن نفتخر بهدايتنا لتراث الاسلام عن طريق مدرسة اهل البيت عليهم السلام ، هذه المدرسة التي فيها كل فنون الحياة ، هذه المدرسة التي ترتقي بالانسان مهما كان دينه ، ومعاناتنا اليوم كمسلمين لاننا ابتعدنا عن ثقافة الاسلام التي هي ملجأنا لرقي الانسان .

عن الهروي قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: رحم الله عبد أحيا أمرنا فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا ...

هذا الحديث هو السبيل للارتقاء بالانسان وهو السبيل لكسب الانسان ، فالعلم الذي تتعلمه ليس من الصحيح خزنه ، وعبارة يعلمها الناس وليس المسلمين اي لكل الناس ، وعبارة لو علموا الناس هذه الاداة الشرطية جوابها عظيم وهي الاسلوب السليم لكسب الاخر ، اي تعلمهم وليس تبحث عن اخطائهم وتنتقدهم او تستصغرهم

ومن علوم اهل البيت هذه القطرة من بحر الامام الكاظم عليه السلام وكانها تضع يدنا على جراحنا وتدلنا على الدواء وتنبهنا لماذا غيرنا تطورت بلدانهم ونحن نتراجع.

قال الإمام الكاظم(عليه السلام): واجتهدوا أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة منه لمناجاته، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان الثقات، والذين يعرّفونكم عيوبكم، ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذّاتكم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث الساعات...

مناجاة الله عز وجل هي العبادة الصوم قضاء حوائج الناس الزيارة المجالس الحسينية ، احياء مناسبات اهل البيت عليهم السلام محافل قرانية وغيرها ، هذه المناجاة بينك وبين الله عز وجل،

وساعة امر المعاش هي العمل التي يجب ان تحقق منه غايتين لقمة العيش وتطور مهنتك ، ولكن نحن للاسف الشديد اغلبنا يقضي ساعات الدوام حتى ياخذ اجره نهاية الشهر او الاسبوع او اليوم ، وهنالك من يناجي الله على حساب العمل فيتاثر دخله الشهري او يستهلك ما ادخر وللتعويض يلجا الى اساليب اما غير شرعية او العمل اكثر من طاقته لتحقيق مكاسب مالية، هذا ناهيك عن ضياع وقت العمل الذي يخدم المجتمع والعمل هو بحد ذاته عبادة ولكننا نعطل حياتنا بحجة مناجاة الله من خلال احدى الشعائر، يقضي اكثر من ساعة بحجة صلاة الظهرين ، ويغلق المؤسسة لاحياء شعائر ، وغير ذلك ، واما بعضهم يعمل ولا يكفيه مورد عمله فيعمل عملا اضافيا بعد الدوام او عمله طوال النهار لتحقيق الاكتفاء المعيشي وهنا يتجاوز اما على ساعة مناجاة ربه او على الساعة الثالثة الخاصة بمعاشرة الاخوان وزيارة الارحام للاستفادة منهم وفائدتهم وهذه الساعة التي اما لا نلتزم بها او يكون خيارنا من الاصدقاء غير جيد او من يعتقد معاشرة الاصدقاء هو الجلوس في المقاهي او النوادي او التجوال في الاسواق ، وهناك من يعاشرالاصدقاء خلال ساعات العمل وهذا الاسوء .

واما الساعة الرابعة فهي المهمة جدا بالنسبة للانسان التي تخلون فيها للذاتكم بعيدا عن الحرام فالاسلام ليس دين اعتكاف وزهد على حساب ضرورات النفس الحلال التي لو تحققت بشكل سليم فانها تساعدهم على الايفاء بالساعات الثلاث ويتحقق بقي المجتمع بافضل صوره

  • بهذا التقسيم لهو كفيل بان نرتقي ونكون افضل الامم ولكن حاسب نفسك وقارن بين ما قاله الامام الكاظم عليه السلام وما تقوم به انت او معظم المسلمين وستعلم لماذا نحن في تراجع ، ونخشى لو قلنا لمن يتعبد في ساعة العمل هذه الساعة ليست من حقك لاننا سنكفر .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/21



كتابة تعليق لموضوع : نظام الحياة عند الامام الكاظم (ع)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net