صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

عصابات عراقية !
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يوم كنت في مونتريال أعلنت السلطات الكندية القبض على عصابة من عدة أفراد تتاجر في الممنوع .
الممنوع يومها كان المخدرات, ومن يتاجر بأصناف منها فإنه يكون على إستعداد لإرتكاب جرائم أخرى في النصب والإحتيال, ومن أيام بعث لي صديق في مدينة فينكس بأريزونا الأمريكية خبرا عن قيام عرب بممارسة النصب في جامعة المدينة ويعبر عن الخزي والشعور بالخجل مع إنه أمريكي من أصول عراقية, والنصابون عرب ,وهو غير مسؤول عنهم في بلاد متعددة الأعراق والديانات ..
كم سيكون مستوى خجل صديقي الأمريكي (العراقي) حين أبعث له خبرا عن مشاجرة كبيرة وقعت في ولاية ألمانية في حي ميشنيش الكولونى الذي تسكنه غالبية أجنبية حيث إندلعت معارك أسفرت عن جرح 6 أشخاص ,جروح 4 منهم خطيرة ,وتدخل الجراحون في الوقت المناسب لإنقاذ حياة شاب عمره 29 سنة ..
جاء في بقية الخبر: وعلى الرغم من وصول 20 سيارة شرطة للسيطرة على الوضع الأمني في الحي اندلعت المعارك ثانية بين العائلتين في اليوم التالي, شارك فيها نحو 20شخصا من أفرادها وسقط في المعارك 4 جرحى تتراوح أعمارهم بين 26 و73 سنة.
يضيف الخبر: إن الشرطة ترجح إن المعارك تجري لأسباب تتعلق بعائلات كبيرة متورطة في نشاط عصابات الجريمة المنظمة علما إن الشرطة حذرت من عودة المعارك ,وإنها لا تسيطر على الوضع تماما على الرغم من قيامها بإعتقال عدد من المشاركين في المعارك تلك ..
الخبر لم يوضح إن كانت تلك العائلات (العصابات) مقيمة في ألمانيا من أيام النظام السابق أو إنها لجات إليها بعد عام ,2003 وما هو نوع النشاط الإجرامي الذي تمارسه ؟وهل يأتي على خلفية المنافسة الإجرامية؟ أم إنه مصبوغ بصبغة طائفية أو عرقية؟.
وإذا كانت هذه العائلات تمارس الإجرام في ألمانيا ,فهل إنها نقلت تجربة محلية في بلاد الرافدين الى ألمانيا؟ أم إنها إبتكرتها هناك ؟ أم هي متأثرة بالبيئة الإجرامية السائدة في تلك البلاد ؟
تتطور أعمال العصابات العائلية تبعا للمتغيرات السياسية والإقتصادية في البلاد التي تنتمي لها ,أو التي تلجأ إليها .هذا في حال لم نفكر في موضوعة إنها قد تكون لجأت الى إعتماد النموذج الألماني في عمل العصابات بعد أن عجز أفرادها عن التأقلم مع المجتمع الجديد ,أو لعدم توفر المال اللازم للعيش في بلد يعتمد النظام الرأسمالي في إدارة الإقتصاد.
ولست أظن إن إخواننا المتحاربين في ألمانيا مدفوعون بالحس الطائفي أو العرقي .وأجزم إنهم لم ينقلوا طرق النصب والإحتيال والتزوير والعراك على الطريقة العراقية الى البلد الجديد ..فقط يكونوا خبروها في العراق, وطوروها في المانيا .
لكن هناك من يؤكد عدم وجود هذا النوع من الصراعات في ألمانيا الهادئة والمستقرة, وإن الخلافات بين الأسر الألمانية ,وحتى المتخاصمين تحل بطرق أقل حدة .ويرجح إن الأمر برمته يعود الى طبيعة الأشخاص الوافدين من بيئات إعتادت العنف في التعبير عن مواقفها في القضايا الخلافية حول المال والنساء والشراكات, وفي المنازعات العشائرية على الأرض والمياه وسواها من مشاكل معتادة عندنا وغيرمألوفة في المانيا ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/23



كتابة تعليق لموضوع : عصابات عراقية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net