صفحة الكاتب : باسل عباس خضير

كورونا .. بين التشدد والفساد
باسل عباس خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انطلقت قبل أيام فعاليات بطولة استراليا المفتوحة للتنس ، وهي من بطولات الغراند سلام  الأربعة التي تقام سنويا في ( استراليا ، أمريكا ، بريطانيا ، فرنسا ) ، وقد غاب عن هذه البطولة المصنف الأول عالميا بالتنس الصربي  نوفاك جوكوفيتش ، وقد جاء غيابه على خلفية قرار المحكمة الاسترالية التي أصدرت بإجماع هيئتها المكونة من ثلاثة قضاة اتحاديين برفض طلبه في استئناف قرار سابق يتضمن إبعاده عن الحدود الاسترالية لأسباب تتعلق بمخالفة اللوائح الصحية لثبوت عدم تلقيه التلقيح ضد كورونا ، حيث تحرم استراليا دخول أراضيها لكل من لم يتلقى اللقاح كجزء من إجراءات مواجهة وباء كورونا ، وقد تم هذا القرار رغم تدخل الرئيس الصربي بالموضوع ومناشدات الاتحادات الرياضية الدولية ذات العلاقة بلعبة التنس ، حيث وجدت السلطات المعنية بان الأنظمة الصحية تطبق على الجميع ولا مجال لأية استثناءات ، والتسهيل الذي حصل عليه ( جوكو) هو رفع الحجز عنه والسماح له بمغادرة أستراليا على الفور ، وتم ذلك فعلا على متن إحدى الطائرات التابعة لطيران الإمارات من مطار ملبورن متوجهاً إلى دبي  بعد أن كان محتجزا في فندق للعزل الصحي منذ الخامس من هذا الشهر ، ولم تكتفي السلطات الاسترالية بهذا القدر بل أصدرت قرارا بمنعه من دخول أراضيها لمدة ثلاث سنوات قادمة حتى وان تلقى اللقاح لاحقا لأنه خالف القواعد ، مما يعني حرمانه من المشاركة ببطولة استراليا رغم انه المصنف الأول على العالم وقد فاز ب20 لقب في هذا النوع من البطولات ، إن ما اثار اهتمامنا لهذه الحالة  هو المقدار الذي أبدته السلطات الاسترالية في احترام أنظمتها وحماية مواطنيها من أية احتمالات لدخول الفيروس ، فقد تحملت تلك السلطات ضغوطات عالمية متعددة للسماح لبطل العالم في الإقامة خلال مدة البطولة فقط بما يسمح له بالمشاركة فيها كون الفحوصات لم تثبت انه مصاب وانه يدافع عن لقبه الذي فاز به في نسخة 2021 ، ولكنها رفضت ذلك لان الصحة دولي وأنساني لا يحتمل المجاملات .

 وللأسف فان ما يحصل في بلدنا بالعكس للبعض من مثل هذه الحالات فهناك من يتعمد ببعثرة جهود الدولة والمجتمع في مواجهة الوباء ، إذ تنشر وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات وتسجيلات تظهر فيها الطريقة التي يتم من خلالها الحصول على شهادة التلقيح بدفع مبالغ للحصول على شهادات التلقيح بنوعين ، الأول هو لأغراض السفر وغيره وبضمان تأييد صحة الصدور ، والنوع الثاني عادي ويمكن استخدامه للمراجعات وانجاز المعاملات والدوام وكل ما يشترط الحصول على التلقيح بجرعتين ، كما إن هناك خدمة أخرى تتعلق بإصدار شهادة فحص تعطي نتائج سلبية بدون إجراء المسحة ، كما يتيح المزورون والفاسدون إمكانية اصدرا الجواز الصحي كاملا لاستخدامه لأغراض السفر وهو ( مضبوط ) ولا يمكن اكتشافه في المطارات او عند منح الفيزا في السفارات ، وتعبر تلك الخروقات عن مستوى الانحطاط وغياب الوعي الذي يستخدمه الفاسدون ومن يساندهم للحصول على الأموال ، وممارستها تشكل مخالفة للقانون باعتبارها تزوير ولكنها موجودة وتروج علنا بمعرفة بعض شركات السياحة والسفر ، ويبدو إن المتورطين بهذه الأفعال لهم تواجد ووجود في الجهات المعنية كمنتسبين او مفسدين ، فالوثائق التي يتعاملون بها فيها درجة عالية من الأمان من الأختام والأرقام وال SMS وتأييد صحة الصدور ، وهي حالات لا يمكن وصفها بكلمات وأساسها استغلال ثغرات في النظام ، وتداعياتها تعريض الوطن والمواطنين لخطر العدوى وانتشار الوباء ، وما نخشاه هو أن يكون البعض من هؤلاء قد تغلغل في تصميم الأنظمة وتركوا فيها ثغرات ومجالات للاختراق ،  وهي حالات بمختلف أشكال ممارستها لا تعالج بالنصح والإرشاد او بلفت النظر والإنذار ، وإنما من خلال تحريم  هذه الأفعال من قبل المراجع الدينية الكريمة وتشديد عقوباتها من قبل وخلية الأزمة الصحية ومجلس الصحة الوطني  ، وهناك نصوص عقابية يمكن ولوجها في قانون الصحة العامة رقم 89 لسنة 1981 او في قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسل عباس خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/01/24



كتابة تعليق لموضوع : كورونا .. بين التشدد والفساد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net