صفحة الكاتب : جواد العطار

اصدقاء السياسة اعداء عند الرئاسة
جواد العطار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مقولة شهيرة وحكمة بليغة تنسب للشاعر احمد شوقي... تنطبق هذه الايام على مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية في العراق ، فقد فرقت المناصب واختلاف الرؤى اصدقاء الأمس قبل تقسيمها.

فالاطار والصدريين كانوا مكونا واحدا وجسدا واحدا وائتلافا وطنيا واحدا الى فترة قريبة تجمع بينهم علاقات وطيدة ومصالح راسخة وستراتيجية طويلة الأمد حتى وصفت هذه العلاقة بين بعض اطرافه في وقت من الأوقات بانها زواجا كاثوليكيا غير قابل للطلاق او الفراق مدى الحياة ، ولكن الاختلاف حول شكل الحكومة المقبلة فرقهم وجعل منهم قطبين متنافرين.

ومثلهم الاتحاد الكردستاني والديمقراطي الكردستاني الذي جمعهم طوال الفترة الماضية تحالفا كردستانيا واحدا ومكونا قوميا واحدا قدم مصالح الكرد على غيرها من المصالح ، فكانوا جسدا واحدا يفاوض بغداد دون اختلاف حتى في الجزئيات... لكن الاختلاف حول منصب رئيس الجمهورية ومن يتولاه جعل كل فريق منهم يدفع بمرشح مغاير للآخر يسعى لجمع الأصوات له على حساب مرشح حليف الأمس؛ فزيباري على حساب برهم صالح ، وهذا الاختلاف حول منصب رئيس الجمهورية جعل من الفريقين قطبين متنافرين ، على عكس عزم وتقدم اللذان تقاسما منصبي رئيس البرلمان وزعيم كتلة عزم وتقدم البرلمانية بين الحلبوسي والخنجر ولولا ذلك لاستمرت الفرقة بين التحالفين كما في الدورة الماضية.

إذن يسجل المشهد العراقي الحالي تفتت التحالفات التاريخية بين اطراف المكون الواحد والتحالف التاريخي الشيعي الكردي مع وحدة المكون السني نتمنى ان يبقى هذا المتغير في اطار الصداقة السياسية وان لا يخرج الى عنوان العداوة والصدام والعنف لا سامح الله بين كل الأطراف لان السياسة فن الممكن والحوار الايجابي البناء المثمر هو اقصر الطرق لتحقيق افضل النتائج بدون لاءات اثبتت فشلها على مر التأريخ المعاصر.

ويبقى السؤال: هل متغير تفتت التحالفات صحي للعملية السياسية؟ ام انه نتيجة طبيعية بعد تقارب النتائج وغياب آلية التوافق ام انه مصداقا جديدا ومستقبليا في المعادلة السياسية العراقية بان "اصدقاء السياسة اعداء عند الرئاسة".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد العطار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/01/18



كتابة تعليق لموضوع : اصدقاء السياسة اعداء عند الرئاسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net