صفحة الكاتب : نيرة النعيمي

الصحافة الاستقصائية في العراق: قضايا عارية امام عيون الصحفيين
نيرة النعيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العمل الصحفي بشكل عام يواجه تحديات عدة، وتتضاعف التحديات تلك عند الحديث عن الصحافة الاستقصائية، فالنظام السياسي العراقي لا يزال في طور التكوين، والمال السياسي مسيطر على البيئة الصحفية، وكل القضايا والاحداث توظف لخدمة الأحزاب، فانحرفت الصحافة عن وظيفتها الأساسية المتمثلة بكشف الحقيقة الى اتجاه اخر عبر الهجوم على الخصوم او تبرير سياسات الزعماء.
بيئة شديدة التنافس السياسي حيث تنعدم فكرة احترام القانون، والسياسات ابعد ما تكون عن التخطيط واقرب لاهواء اشخاص لا يهمهم سوى تحقيق اهداف شخصية او حزبية او فئوية، ينتشر الظلم، وتزداد جيوش المحرومين، بينما تتجمع الأموال والامتيازات عند فئات اجتماعية صغيرة، وتتحول الإدارة الى قرارات فردية قد تصيب او تخطيء.

انها أجواء مناسبة لزرع بذور صحافة استقصائية، فالتعريف العام لهذا النوع المميز يتركز على: كشف الفساد والظلم وسوء الإدارة، لتحقيق المصلحة العامة، عبر الحفر عميقا في القضايا التي يريد القائمون عليها ان تبقى مخفية. لكن وجود "الفساد" و"الظلم" و"سوء الإدارة"، لا يعني ان المهمة سهلة، نحن نتحدث عن قضايا يريد أصحابها ان تبقى مخفية، ويمكن ان يملكون خبراء في فنون التخفي او استغلال الثغرات في القوانين، لذلك يجب ان يكون لدينا اشخاصا يحملون صفات الصحفي الاستقصائي، والتي من أهمها:
أولاً: قدرة الصحفي على البحث، وهذه مهمة الصحفي الاستقصائي القادر على الحفر عميقا في القضايا التي يراد لها ان تبقى مخفية، وبدون التمتع بالصبر والمطاولة والانتظار طويلا من اجل معلومة هنا، او وثيقة هناك لا يتعلم الصحفي الاسقصائي أسلوب البحث العميق.
ثانياً: المعرفة العميقة بالقوانين الوطنية والمعاهدات الخاصة بحماية حقوق الانسان، لان الصحفي الذي لا يملك ثقافة قانونية لا يمكنه فرز الصواب من الخطأ في وقت يكون القانون هو المعيار بتحديد سلوكيات الافراد (على الاقل هكذا يفترض) القانون هو المسطرة التي نقيس بها ابتعاد الافراد عن السلوك الصحيح.
ثالثاً: المعرفة المعمقة باساسيات العمل الصحفي، من حيث فنونه الأساسية (ان يميز بين الخبر والتقرير والتحقيق، والمقال والتحليل الاخباري)، وان يضع ثلاثية المعلومة الصحفية في جيبه وهي: الصدق والدقة والموضوعية. الثلاثية هذه تفرض عليك ان تكون شفافا في عرض المعلومات من حيث طريقة الحصول عليها وذكر مصادرها الصريحة، وتواريخ الحصول عليها، وتوضيح عمل المصادر او المتحدثين حتى توضح للجمهور مدى علاقتهم بالقضية المطروحة.
رابعاً: الابتعاد عن العمومية في التقارير، فكلما كان الموضوع الصحفي محددا بقضية واحدة اصبح اكثر وضوحا وتاثيرا، وهذه النقطة تتبع صفة الدقة الواجب توافرها في كل مادة صحفية، اذ ان الشخص الذي لا يملك معلومات محددة يحاول تعميمها ليخفي ضعفه في البحث والتقصي.


خامساً: توصية لكل صحفي، اياك ان تتحول الى طرف في القضية ضد طرف اخر، وظيفتك كشف الحقيقة ونشرها للجمهور، لا تنمسخ الى جندي عسكري لفرض الحقيقة، انت الضوء الذي نسلطه على الحقيقة وليس البندقية التي تحول الحقيقة الى طلق ناري.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نيرة النعيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/01/03



كتابة تعليق لموضوع : الصحافة الاستقصائية في العراق: قضايا عارية امام عيون الصحفيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : نيرة النعيمي ، في 2022/01/06 .

عبارات الثناء والمدح والاعتراف بالفضل من الاخرين تسعد اي شخص وتشعره بالفخر وذلك لتقدير الغير له والامتنان للخير الذي يقدمه، لذا يحاول جاهدًا التعبير عن شعوره بالود ويحاول الرد بأفضل الكلمات والتي لا تقل جمالًا عن كلمات الشكر التي تقال له، لذا سنعرض في هذه الفقرة بعض الردود المناسبة للرد على عبارات الشكر والتقدير:


• (2) - كتب : نيرة النعيمي ، في 2022/01/06 .

عبارات الثناء والمدح والاعتراف بالفضل من الاخرين تسعد اي شخص وتشعره بالفخر وذلك لتقدير الغير له والامتنان للخير الذي يقدمه، لذا يحاول جاهدًا التعبير عن شعوره بالود ويحاول الرد بأفضل الكلمات والتي لا تقل جمالًا عن كلمات الشكر التي تقال له، لذا سنعرض في هذه الفقرة بعض الردود المناسبة للرد على عبارات الشكر والتقدير:


• (3) - كتب : نيرة النعيمي ، في 2022/01/05 .

شكرا لجهودكم المثمره




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net