صفحة الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي

تعريف بترجمات الكتاب المقدس المخطوطة والمطبوعة – (10) والأخيرة
نبيل محمد حسن الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

نماذج من الاختلافات الموجودة بين المخطوطات القديمة للكتاب المقدس:

من امثلتها التالي:

ـ في أعمال الرسل (37:8) : (فقال فيلبس إنْ كنت تؤمن من كل قلبك يجوز، فأجاب وقال أنا أؤمن أنَّ يسوع المسيح هو أبن الله).

فجاء التعليق الآتي في نسخة العهد الجديد ـ وهي منشورات المطبعة الكاثوليكية في بيروت، الطبعة الخامسة، 1977م ـ حول هذه الجملة المذكورة : (لم ترد هذه الجملة في الأصول المعول عليها) وتم حذفها من النص في النسخة المذكورة ، مما يعني أنها أضيفت الى مخطوطة ما فيما بعد من قبل شخص مجهول وفي زمن مجهول.

ـ في رسالة يوحنا الأولى (5 : 7و8) : (فإنَّ الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد ، والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في واحد).

فجاء التعليق الآتي في نسخة العهد الجديد المذكورة في الفقرة السابقة، حول الكلمات التي وضعنا تحتها خط: (لم يرد ذلك في الأصول اليونانية المعول عليها ، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن في بعض النسخ)، وتم حذف تلك الكلمات من النسخة المذكورة، مما يعني انها أضيفت فيما بعد من قبل شخص مجهول وفي زمن مجهول.

ـ في نسخة العهد الجديد ـ التي صادق عليها بولس باسيم النائب الرسولي للاتين في بيروت ، 1982م ـ وفي مقدمة إنجيل يوحنا ص348 ما نصه : (أما رواية المرأة الزانية (7 : 53 ـ 8 : 11) فهناك إجماع على أنها من مرجع مجهول فاُدخلت في زمن لاحق ، وهي مع ذلك جزء من "قانون" الكتاب المقدس) ، وفي تلك القصة نجد المسيح عليه السلام لم يطبق أحكام التوراة في المرأة الزانية بل أطلق سراحها وعفا عنها ، وقد ورد في القصة المدسوسة أن المسيح قال للجمع الذي أراد رجمها : (من كان منكم بلا خطيئة فليكن أول من يرميها بحجر) ، فانصرف الجمع كله وبقي وحيداً ، فكان يمكنه أن يرجمها بنفسه تطبيقاً لحكم التوراة التي قال عنها هو نفسه كما في إنجيل متى (17:5) : (لا تظنوا أني جئت لأبطل الشريعة أو الأنبياء ما جئت لأبطل بل لأكمل)، ولكنه لم يفعل بل تركها!! ففي هذه القصة تأييد لعقيدة بولس القائمة على ان البر يُنال بالايمان وحده بعيداً عن العمل بالشريعة، على حساب دعوة يعقوب في رسالته الموجودة أيضاً في العهد الجديد والتي تدعوا للتمسك بالايمان والاعمال أي العمل بالتوراة من قبل اليهود المؤمنين بالمسيح عليه السلام.

ـ في نسخة الكتاب المقدس باللغة الانجليزية الصادرة عن (New Living Translation (NLT))، لسنة 2015م، كتبت مرقس (1:1): (بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله) هكذا:

(This is the Good News about Jesus the Messiah, the Son of God).

وفي الهامش كتبت التعليق التالي: (Some manuscripts do not include the Son of God)! أي: في بعض المخطوطات لم ترد جملة (ابن الله)! أي انها جملة دخيلة في المخطوطات الاخرى[1]!

وايضاً في طبعة الكتاب المقدس الصادرة عن (The Passion Translation (TPT))، كتبوا ان هذه العبارة (the Son of God)، الواردة في نفس الموضع السابق، مفقودة من المخطوطات اليونانية وموجودة في المخطوطات الارامية[2]!

ـ في بعض مخطوطات الفولجاتا قام بعض النسّاخ بإضافة عبارة (والروح القدس et spiritu sancto) في لوقا (3:1) ليصبح النص: "رأيت أنا أيضا والروح القدس إذ قد تتبعت كل شيء من الأول" إلخ! من اجل الإيهام بأن لوقا كان يكتب بدافع وتسديد من "أقنوم الروح القدس"!

ويذكر د. احمد الشامي المخطوطات التالية التي تضيف هذه العبارة[3]:

ـ مخطوط فيرونسنسيز اللاتينية (b) Veronensis Codex من القرن الخامس.

ومخطوطات الفولجاتا اللاتينية التالية:

ـ مخطوط بودليانوس Bodleianus Codex من القرن الثامن.

. - مخطوط سانجيرمانينسيز Sangermanensis Codex من القرن التاسع.

ـ مخطوط بيوجتيانوس bigotianus codex من القرن الثامن.

وأيضاً وُجِدَتْ في الكتاب المقدس باللغة القوطية مخطوط أرجنتيوسArgenteus Codex وردت نفس العبارة بالقوطية في نفس الموضع وهي: (jah ahmin weihamma)، وفي مخطوطات قوطية أخرى.

وكلك في مخطوطة مخطوط موناسينسيز Monacensis Codex من القرن السابع.

التحريف في الطبعات الحديثة للكتاب المقدس:

وفيما يلي نماذج منتقاة لتحريفات حصلت في الطبعات الحديثة للكتاب المقدس، أي بعد عصر ظهور الطباعة وإنتهاء عصر المخطوطات.

أ ) في انجيل يوحنا (7: 8-10) اخبر يسوع تلاميذه انه لن يصعد الى العيد لأن وقته لم يحن بعد، لكنه يصعد خفية بدون علمهم وفجأة يعلن عن نفسه ويخطب في الجموع!! مما تسبب بإطلاق شبهة الكذب!! فقامت بعض الطبعات بإضافة كلمة (الآن) او (بعد) الى النص لايهام ان قصد يسوع هو الذهاب في تلك الاثناء بينما هو ذهب في اليوم التالي او بعد وقت قصير مثلاً!! لكي يدفعوا شبهة الكذب!! فالنص واضح انه يقول لهم لن اذهب ثم يذهب دون علم احد ثم يظهر فجأة في ساحة الهيكل وبدأ يلقي مواعظه عليهم!! كما في انجيل يوحنا (7: 14).

والطبعات التي لا تحتوي على كلمة (الان) أو كلمة (بعد) والتي عثرت عليها فهي عديدة منها:

§ الكتاب المقدس، الطبعة اليسوعية، جاء فيها في الموضع المشار اليه آنفاً: (اصعدوا انتم الى العيد فأنا لا أصعد الى هذا العيد، لأن وقتي لم يحن بعد، قال هذا ولبث في الجليل. ولما صعد إخوته الى العيد صعد هو أيضاً خفية لا علانية).

§ في طبعة الكتاب المقدس الصادرة عن (جمعيات الكتاب المقدس في الشرق الاوسط بمصادقة مطران بيروت اغناطيوس زيادة، 1983) المعروفة بأسم طبعة المرسلين اليسوعيين: (وأما انا فلست اصعد الى هذا العيد لأن وقتي لم يتم بعد).

§ في طبعة العهد الجديد، (جمعية الكتاب المقدس بإشراف الاب بولس الفغالي): (فانا لا اصعد الى هذا العيد لأن وقتي ما جاء بعد).

§ في طبعة العهد الجديد، (دار المشرق في بيروت بمصادقة النائب الرسولي للاتين في بيروت بولس باسيم 1979): (فأنا لا اصعد الى هذا العيد لأن وقتي لم يحن بعد).

§ في طبعة العهد الجديد، (دار الكتاب المقدس في الشرق الاوسط بمصادقة مار روفائيل الاول بيداويد بطريرك بابل على الكلدان): (فأنا لا اصعد الى هذا العيد لأن وقتي ما جاء بعد).

§ في الكتاب المقدس، (الاباء الدومنيكان في العراق): (انا لست اصعد الى هذا العيد لأن زماني لم يكمل بعد).

§ في العهد الجديد، (المكتبة البولسية): (واما انا فلست بصاعد الى هذا العيد لأن وقتي لم يتم بعد).

§ في طبعة الكتاب المقدس، العهد الجديد، (المطبعة الكاثوليكية ببيروت): (فأنا لا اصعد الى هذا العيد لأن وقتي لم يحن بعد).

§ وفي الكتاب المقدس، طبعة (Douay-Rheims 1899 American Edition (DRA)) بالانجليزية:

"but I go not up to this festival day: because my time is not accomplished".

§ وفي الكتاب المقدس، طبعة (Amplified Bible (AMP)) بالانجليزية:

"I am not going up to this feast because My time has not yet fully come".

أما الطبعات التي عثرت عليها والتي تحتوي على التحريف بتعديل النص بإضافة كلمة (الآن) أو (بعد) فهي عديدة منها:

· الكتاب المقدس طبعة الفاندايك، جاء فيها: (انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لأن وقتي لم يُكمَل بعد)!

· في كتاب التفسير التطبيقي للكتاب المقدس، (الصادر عن دار الكتاب المقدس): (اما انا فلن اصعد الآن الى هذا العيد لأن وقتي ما جاء بعد).

· في طبعة الكتاب المقدس، كتاب الحياة: (اما انا فلن اصعد الان الى هذا العيد لأن وقتي ما جاء بعد).

· في طبعة الكتاب المقدس، (دار الكتاب المقدس بمصر): (انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لأن وقتي لم يًكمل بعد).

· في طبعة الكتاب المقدس، (دار الكتاب الشريف): (انا لا اذهب الآن الى هذا العيد لأن وقتي لم يأتِ بعد).

· في طبعة العهد الجديد، (شركة ماستر ميديا في القاهرة): (اما انا فلن اصعد الآن الى هذا العيد لأن وقتي ما جاء بعد).

· في طبعة العهد الجديد، (المركز العالمي لترجمة الكتاب المقدس): (اما انا فلن اذهب الى هذا العيد الآن لأن وقتي لم يحن بعد).

· وفي طبعة الكتاب المقدس، (ترجمة العالم الجديد) لشهود يهوه: (أَنَا لَسْتُ بِصَاعِدٍ بَعْدُ إِلَى هٰذَا ٱلْعِيدِ،‏ لِأَنَّ وَقْتِي لَمْ يَتِمَّ بَعْدُ).

· وفي طبعة الملك جيمس الشهيرة باللغة الانجليزية:

"I go not up yet unto this feast: for my time is not yet full come".

· وفي ترجمة مارتن لوثر باللغة الالمانية 1545م:

"ich will noch nicht hinaufgehen auf dieses Fest, den meine Zeit ist noch nicht erfüllt".

· وفي الكتاب المقدس طبعة جنيف الشهيرة (Geneva Bible (GNV)) لسنة 1599م بالانجليزية:

"I will not go up yet unto this feast: for my time is not yet fulfilled".

ب) ورد في انجيل يوحنا (16:14) حيث نجد في بعض الطبعات النص مكتوب كالآتي: (وانا اطلب من الاب فيعطيكم مُعَزِّياً اخر ليمكث معكم الى الابد)[4]، وفي طبعة اخرى : (وانا اسأل ابي فيهب لكم مؤيداً اخـر يبقـى معكم الى الابد)[5]، وفي طبعة اخرى: (وسوف اطلب من الاب ان يعطيكم معيناً اخـر يبقى معكم الى الابد)[6]، محـاولين اخفاء الحقيقـة دون جدوى بأن استعملـوا الكلمـات (المعزي) و(المؤيد) و(المعين) وغيرها، وفي نسخة الملك جيمس باللغة الانجليزية نجد ان الكلمة المعنية تكتب هكذا "Comforter"[7] والتي تعني المعزي أيضاً!

وفي طبعة (Douay-Rheims 1899 American Edition (DRA)) باللغة الانجليزية كتبوها: (Paraclete)[8]!

بل نجد في طبعة (Common English Bible (CEB)) الانجليزية يترجمونها: (Companion)[9] أي رفيق!

وفي طبعة (Contemporary English Version (CEV)) الانجليزية لسنة 1995م كتبوها: (the Holy Spirit)[10] أي الروح القدس! ويزعمون انه ليس هناك تحريف في الكتاب المقدس!!؟

ولانريد ان نسترسل في معنى المعزي الموعود وتعارض وجوده مع عقيدة الفداء التي يؤمن بها المسيحيون، فما يهمنا هو الترجمة الصحيحة لهذه الكلمة حيث توصل البروفسور عبد الاحد داود[11] الى ان الاصل اليوناني للكلمة هو Periqlytos ـ برقليطوس ـ والتي تعني باللغة العربية الأشهر أو الأجدر بالحمد أي كلمة "أحمد"[12] ،فهي أذن نبوءة بظهور النبي العربي ، وقد تم تشويه هذه النبوءة لصرف الاذهان عنها.

جـ) ورد في سفر التثنية (2:33) حيث نجد النص الاتي في الترجمات العربية : (جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم)[13]، في حين نجد في ترجمة عربية اخرى الاتي : (وتألَّق في جبل فاران جاء محاطاً بعشرات الالوف من الملائكة ومن يمينه يومض برق عليهم)[14].

وفي نسخة الملك جيمس باللغة الانجليزية نجد النص الاتي :

(HE SHINED FORTH FROM MOUNT PARAN AND HE CAME WITH TEN THOUSANDS OF SAINTS).

أذن العشرة الاف قديس المذكورين في نسخة الملك جيمس تم تحريف ذكرهم في بعض الطبعات العربية الى عشرات الالوف من الملائكة وفي بعض الطبعات الاخرى تم أخفاء ذكرهم ، حيث يقول بعض المسلمين ان هذه النبوءة تختص بظهور النبي العربي وهو من ذرية النبي اسماعيل الذي سكن في فاران[15] أي مكة في الوقت الحاضر، واما العشرة الاف قديس الذين تم اخفاء ذكرهم فالمقصود بهم العشرة الاف مسلم الذين فتحوا مكة بقيادة النبي العربي محمد (صلى الله عليه وآله) واعلنوا عقيدة التوحيد وانهاء عبادة الاصنام في هذه المدينة المقدسة[16]، والتواريخ الاسلامية تروي ان عدد المسلمين في فتح مكة كان عشرة الاف مسلم.

د) ما ورد في نبوءة أشعياء ( 21 :13 ـ17 ) حيث جاء في ترجمة فاندايك: (13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ، يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ، يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ، وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ لِيَ السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ، 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ»).

تتحدث هذه النبوءة بطابعها الرمزي عن المسائل الاتية :

ü الحديث عن وحي يظهر في بلاد العرب .

ü الحديث عن منطقة ذات اشجار كثيفة في بلاد العرب لها علاقة بالنبوءة وهي مدينة يثرب.

ü الحديث عن توقف القوافل والمسالة تتعلق بالددانيين ، والددانيون هم قوم منسوبون الى ددان بن رعمة بن كوش بن حام بن نوح[17]، وهناك منطقة أسمها ديدان بين بلاد الشام والحجاز[18]، وكأن النبوءة تتحدث عن توقف القوافل المارة بهذه المنطقة وهو ما حصل فعلاً عندما توقفت قوافل قبيلة قريش[19] وانقطع الخط التجاري بين مكة وبلاد الشام بعد هجرة النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة الى يثرب. فهذه النبوءة تتحدث عن جماعة يفرّون من الاضطهاد، وهو ما حصل عندما فرَّ المسلمون من اضطهاد المشركين لهم في مكة فهاجروا الى يثرب. والحديث عن فترة زمنية حددتها النبوءة بالسنة بعدها تنهار قبيلة قيدار ويفنى مجدها ويقتل ابطالها، وهو ماحصل اذ بعد سنة واحدة من الهجرة الى يثرب حدثت معركة بدر وانهزمت قبيلة قريش (وهي من نسل قبيلة قيدار) وقتل الكثير من ابطالها صناديد قريش أبرزهم أبو جهل عمرو بن هشام وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة بن عبد شمس و حنظلة بن أبي سفيان بن حرب والوليد بن عتبة و العاص بن سعيد بن العاص وعبيدة بن سعيد بن العاص وعقبة بن أبي معيط وزمعة بن الأسود بن المطلب وأبو البختري بن هشام ونوفل بن خويلد بن أسد والنضر بن الحارث بن كلدة وعمرو بن عبدالله بن جدعان والعاص بن هشام بن المغيرة والسائب بن أبي السائب ومنبه بن الحجاج، وغيرهم.

فهي نبوءة صريحة حول ظهور النبي العربي وما يتلو ظهوره من احداث الهجرة ومعركة بدر وفناء طواغيت قريش.

وقد تعرضت هذه النبوءة للتشويه والتحريف ، حيث ان هذه الترجمة (فاندايك) تكتبها هكذا: (في الوعر في بلاد العرب) ، بينما ترجمات اخرى عربية وغيرها تكتبها هكذا: (في الغابة من بلاد العرب) ! وشتان بين الترجمتين !!

فالنبوءة تتحدث عن منطقة ذات اشجار وزرع (في اشارة الى مدينة يثرب المشتهرة بالزرع والبساتين) تحدث بها حوادث عديدة منها وجود الوحي الالهي ومنها قطع طرق القوافل ومنها حدوث هجرة لجماعة من الناس اليها ، وبعد الهجرة بسنة واحدة يفنى مجد قبيلة قيدار ويقل عدد مقاتليها وهي اشارة الى معركة بدر اذ انها حدثت بعد الهجرة بسنة واحدة وقبيلة قيدار هي القبيلة الام للقبائل العدنانية ومنها قبيلة قريش ، فقيدار تمثل قريش لن قريش هي القبيلة الاكثر صحة في انتمائها لقيدار بن اسماعيل من بين جميع قبائل العرب. وفي معركة بدر قتل ابرز مقاتلي قريش واعداء الاسلام وابرزهم عتبة بن ربيعة وابو جهل والوليد بن المغيرة وعقبة بن ابي معيط وبعدها بسبعة ايام مات ابو لهب كمداً. فأبرز قيادات قريش قد قتلوا وماتوا في تلك المعركة وبعدها.

هذه النبوءة العظيمة طالتها يد التحريف فاخفت كلمة (الغابة) او (الاشجار الكثيفة) وابدلتها بالوعر! وطبعات اخرى استعملت كلمة "صحاري" للتمويه بان الموضوع يتحدث عن أمر يقع في الصحراء في حين ان حقيقة النبوءة تتحدث عن غابة أي منطقة ذات اشجار كثيفة وبساتين والمقصود بها مدينة يثرب في الحجاز بشبه الجزيرة العربية والتي اشتهرت ببساتينها الكثيفة .

وبعض الترجمات غيرت المعنى كلياً كما سنبين، في محاولة لطمس المعنى وصرف اذهان القاريء عن الايمان بالاسلام العظيم. فإذا كانوا في هذا الزمان يعمدون الى حيل التحريف هذه فكيف كان حالهم في القرون الماضية ولا رقيب عليهم الا الله سبحانه.

فمن بين الترجمات التي ذكرت (الغابة) بدلاً من (الوعر) ، الترجمات التالية:

* الترجمات الانكليزية:

ـ ترجمة الملك جيمس الشهيرة كتبتها هكذا:

(The burden upon Arabia. In the forest in Arabia shall ye lodge, O ye travelling companies of Dedanim).

* الترجمات الالمانية:

ـ ترجمة (Luther Bibel 1545) ذكرت الغابة (im Walde ) وكالتالي: (Dies ist die Last über Arabien: ihr werdet im Walde in Arabien herbergen).

ـ ترجمة ((Verlag Katholisches Bibelwerk)) ذكرتها كالتالي: ( im Gebüsch) ، اي الاشجار.

* الترجمات العربية:

ـ الترجمة اليسوعية للكتاب المقدس التي صادق عليها اغناطيوس زيادة مطران بيروت ، كتبتها هكذا: (وِقْرُ على العرب. بيتوا في غاب العرب يار قوافل الددانيين). فاحتفظوا بكلمة (الغاب) وحرفوا كلمة (وحي) وابدلوها) بكلمة (وِقر) التي ليس لها معنى في اللغة العربية !!

أما الترجمات التي حرّفت المعنى فمنها:

* الترجمات العربية ، منها:

ـ الترجمة العربية (كتاب الحياة ترجمة تفسيرية) ابدلوا الغابة والزرع بالصحراء فكتبوها هكذا: (نبوءة بشان شبه الجزيرة العربية. ستبيتين في صحارى بلاد العرب يا قوافل الددانيين).

ـ الترجمة العربية للكتاب المقدس والمسماة (الكتاب الشريف) الصادرة عن "دار الكتاب المقدس" في لبنان ، كتبتها هكذا: وضعت عنوان ثانوي: (نبوة ضد بلاد العرب)، ثم كتبت النص: (13 وحيٌ عن بلاد العرب. يا قوافل ددان يا من تبيتون في صحراء العرب، 14 ويا سكان تيماء، هاتوا ماءً للعطشان، وأعطوا طعاماً للهارب. 15 لأنهم هربوا من السيف، من السيف المسلول، ومن القوس المشدودة، ومن شدّة الحرب. 16 قال الله لي: في سنةٍ واحدةٍ، لا أكثر ولا أقل، تزولُ كلُّ عظمة قيدار. 17 ولا يبقى من ابطال قيدار الذين يرمون بالقوس، غير بقيةٍ قليلةٍ. المولى ربُّ بني إسرائيل قد تكلَّم).

فكتبوا العنوان (نبوءة ضد بلاد العرب) ليوحوا للقاريء ان بلاد العرب مستهدفة بعقاب الهي بخلاف الحقيقة وهي ان هناك وحياً مباركاً يظهر في بلاد العرب، ثم ترجموا فيها النص هكذا: (يا قوافل ددان يا من تبيتون في صحراء العرب) فجعل المعنى ان قوافل ددان التي تبيت في الصحراء بصورة معتادة بينما النص الاصلي يتحدث عن فعل غير اعتيادي بسبب ظرف ما وهي بيتوتة قوافل الديدانيين في المنطقة ذات الاشجار (الغابة) في بلاد العرب او بيتوتها في صحراء العرب كما في ترجمات اخرى !

ـ الترجمة الانكليزية (Oxford University Press) كتبتها بصورة مشوهة ، هكذا:

(The oracle concerning the desert plain. In the scrub of the desert plain you will lodge, O caravans of Dedanites).

فحذفت كلمة العرب نهائياً !!

ـ ترجمة (Deutsche Bibelgesellschaft) الالمانية التي ذكرت اشجار متشابكة: (Ihr Männer von Dedan, ihr müsst mit euren Karawanen in der Steppe übernachten, zieht euch ins Gestrüpp zurück). وان كان المعنى للنبوءة يبدو مختلفاً !!

ـ ترجمة (Die Benedikt Bibel) حرفت النص على نحو خطير ، حيث قدمت للنبوءة بعنوان (Gegen Arabien) اي (ضد العربية) او بالانكليزي (Against Arabia) !! اما نص النبوءة فكتبته هكذا: (Spruch über die Steppe: Verbringt die Nacht im Gebüsch,/ ihr Karawanen von Dedan) ، وهي ذات معنى مختلف وبعيد عن النبوءة الحقيقية !! حيث إن معناها: تبرئة في السهول : تبيت ليلتك بين الاشجار او قافلة ديدان؟! هكذا ببساطة يحاولون قتل هذه النبوءة الهامة وصرف اذهان الناس عنها بواسطة التحريف في الترجمة !!

* الترجمة الفرنسبة (Louis Segond) كتبوها هكذا:

(13Oracle sur l'Arabie. Vous passerez la nuit dans les broussailles de l'Arabie, Caravanes de Dedan!).

فلم يذكروا لا غابة ولا صحراء وترجموها على نحو يضيع المعنى الاصلي !

* الترجمة الفرنسية (Alliance Biblique Universelle) كتبوها هكذا:

(Les fuyards de Dédan et de Quédar
Message intitulé "Dans la steppe" Dans la brousse, dans la steppe retirez-vous pour la nuit, caravanes de Dédan)

بدون اي ذكر للعرب !!

هـ) أصدر المركز المسيحي القبطي في مصر (ومختصره G.C.CENTER) طبعة جديدة من الكتاب المقدس أطلق عليها أسم "ترجمة تفسيرية" وقد وجدت فيها بعض التحريفات عن بقية الطبعات المعتمدة مثل طبعة الكتاب المقدس المعتمدة من قبل مطران بيروت للكاثوليك أغناطيوس زيادة وطبعة نسخة الملك جيمس باللغة الانجليزية المعتمدة لدى الكنيسة البروتستانتية وطبعة الكتاب المقدس التي أصدرها الاباء اليسوعيين باللغة العربية وهي الطبعة التقليدية والشائعة الانتشار والمعتمدة لدى الكنائس الارثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية في الشرق الاوسط .

والغريب ان طبعة المركز القبطي حاولت تصحيح بعض الاخطاء والارقام الواردة في الكتاب المقدس وتركت أخطاء أخرى دون تصحيح، فعلى سبيل المثال نجد ان العدد "أربعين" في سفر صموئيل الثاني (7:15) هو عدد مغلوط فيه لان فترة حكم داود كلها كانت اربعين سنة كما في سفر الملوك الاول (11:2) فابدلوا هذا العدد وجعلـوه في هذه الطبعة العدد "أربع"، والخطأ الاخر هو ما ورد في سفر الملوك الاول (10:15) من ان أسم أم الملك اسا هو معكة بنت ابشالوم والصحيح هـو انها جدته أم أبيه كما فـي الفصل نفسـه الجملة (2) فعمدوا الى تبديل كلمة "أمه" بكلمة "جدته". لكنهم لم يصححوا اخطاء اخرى مثل ما ورد في سفر التكوين (15:46) من ان عدد ابناء وبنات يعقوب هو ثلاث وثلاثون والصحيح عند عدِّ اسمائهم هو اربعة وثلاثون .

ومما ورد في هذه الطبعة المحرّفة مما حاولوا به اصلاح بعض التناقضات في الكتاب المقدس:

§ في ملوك ثاني ( 8:13 ) وردت عبارة (ملوك اسرائيل)، فكتبوها: (ملوك يهوذا).

§ في أخبار الأيام الأول (16:18) وردت عبارة (كاتباً)، فكتبوها: (امين سر الملك).

§ في أخبار الأيام الأول ( 17:18) وردت عبارة (على الجلادين والسعاة)، فكتبوها: (رئيس الحرس الملكي).

§ في أخبار الأيام الثاني (2:22) وردت عبارة (الثانية والاربعين من عمره)، فكتبوها: (الثانية والعشرين من عمره).

§ في أخبار الأيام الثاني ( 19:28 ) وردت عبارة (ملوك اسرائيل)، فكتبوها: (ملوك يهوذا).

§ في أخبار الأيام الثاني ( 9:36 ) وردت عبارة (الثامنة من عمره)، فكتبوها: (الثامنة عشر من عمره).

§ في انجيل مرقس (25:15 ) وردت عبارة (الساعة الثالثة)، فكتبوها: (الساعة التاسعة).

و) التحريف بسبب مشكلة الساعة: وهي من الأخطاء الشهيرة في اسفار العهد الجديد وقد حاول البعض اللجوء الى التحريف للتغطية عليها دون جدوى! كما مرَّ انفاً في طبعة المركز القبطي حين استبدلوا جملة " الساعة الثالثة " بجملة " الساعة التاسعة ". وهناك طبعات اخرى شملها التحريف في هذا الموضع منها طبعة العهد الجديد المعتمدة من قبل النائب الرسولي للاتين في بيروت بولس باسيم ، وطبعة العهد الجديد المعتمدة من قبل روفائيل الاول بيداويد بطريرك بابل على الكلدان الكاثوليك. وتكمن المشكلة في ان انجيل مرقس (25:15) يذكر ان صلب المسيح – بحسب عقيدتهم - تم في الساعة الثالثة في حين يذكر انجيل يوحنا ان مصير المسيح لم يكن قد تقرر حتى الساعة السادسة وفي هذا تناقض واضح، لذلك لجأوا الى تبديل وقت الصلب من الثالثة الى التاسعة، وفي طبعة (بولس باسيم) لم يكتفوا بهذا التغيير بل عمدوا الى تبديل جميع الاوقات المذكورة في الاناجيل الاربعة للتمويه، واليك ملخصاً بذلك :

· في انجيل متى (45:27) وانجيل مرقس (33:15) و انجيل لوقا (44:23) ورد فيها من الساعة السادسة الى الساعة التاسعة، فغيرته الطبعتان المذكورتان آنفاً بان كتبتا: من الظهر الى الساعة الثالثة!

· في انجيل يوحنا (14:19) جاء فيه: ونحو الساعة السادسة فقال لليهود هوذا ملككم، فغيرته الطبعتان المذكورتان آنفاً بان كتبتا: الساعة تقارب الظهر!

· انجيل مرقس (25:15) جاء فيه: وكانت الساعة الثالثة فصلبوه. فغيَّرته الطبعتان المذكورتان آنفاً بان كتبتا: وكانت الساعة التاسعة حين صلبوه!

ويبرراتباع بولس هذا التناقض بين رواية انجيل مرقس ورواية انجيل يوحنا كالاتي : ( كان اليهود يقسمون بياض النهار اربعة اقسام كل قسم منها ثلاث ساعات وكانوا يسمون كل قسم بأسم الساعة التي يبتديء منها فكان يقال للقسم الاول الساعة الاولى وللقسم الثاني الساعة الثالثة وللقسم الثالث الساعة السادسة وللقسم الرابع الساعة التاسعة، فأذا عرفت ذلك تهيألك ان توفق بين روايتي مرقس ويوحنا فان مرقس قال ان المسيح صُلِب في الساعة الثالثة يعني ان ذلك كان في القسم الثاني من النهار وهو يجري من الساعة الثالثة الى السادسة، وقال يوحنا ان بيلاطس اسلم يسوع الى اليهود نحو الساعة السادسة أي قُبيلها كما تقول سافر فلان نحو الظهر تريد قبل الظهر او بعده بقليل الا ان يوحنا اراد جهة القبلية لا جهة البعدية فيكون ذلك قبل الساعة السادسة بنحو ساعة فيدخل في الساعة الثالثة على وفق ما رواه مرقس)[20]!

ولكن هذا التبرير غير مقبول لخطأه! لأننا لو قسّمنا النهار الى (12) ساعة لكان الاتي:

ـ القسم الاول في التقسيم اليهودي المزعـوم يشمل الساعات الاولى والثانية والثالثة.

ـ القسم الثاني في التقسيم اليهودي المزعـوم يشمل الساعات الرابعة والخامسة والسادسة.

ـ القسم الثالث في التقسيم اليهودي المزعـوم يشمل الساعات السابعة والثامنة والتاسعة.

ـ القسم الرابع في التقسيم اليهودي المزعـوم يشمل الساعات العاشرة والحادية عشر والثانية عشر.

فيتضح ان القسم الثاني يبتدأ من الساعة الرابعة وليس الثالثة كما زعموا، والقسم الثالث يبتدأ من الساعة السابعة وليس السادسة كما زعموا، فيتضح بذلك بطلان التبرير المذكور ويبقى التناقض والتحريف قائمين!

ز) الطير ذو الاربعة ارجل: وهذا من الاخطاء في نسخ التوراة، حيث ورد في سفر اللاويين (11: 23) ترجمة الفاندايك: (لكن سائر دبيب الطير الذي له أربع أرجل فهو مكروه لكم).

· وفي ترجمة نسخة الكتاب المقدس لـ (الآباء الدومنيكان في العراق) كالتالي: (وما دب من الطير وله أربع أرجل فهو محرّم عليكم).

· وفي طبعة الكتاب المقدس (الصادرة عن دار الكتاب المقدس في الشرق الاوسط) التي صادق عليها مطران بيروت اغناطيوس زيادة نقرأ: (وسائر دبيب الطير الذي له أربع أرجل فهو رجس لكم).

· وفي الكتاب المقدس (كتاب الحياة، ترجمة تفسيرية) وأيضاً في التفسير التطبيقي للكتاب المقدس هكذا: (أما سائر دبيب الطير ذوات الاربع الارجل فهو محظور عليكم).

· وأيضاً في طبعة الكتاب المقدس الصادرة عن (Ketab El Hayat (NAV)) كتبوها: (أَمَّا سَائِرُ دَبِيبِ الطَّيْرِ ذَوَاتِ الأَرْبَعِ الأَرْجُلِ فَهُوَ مَحْظُورٌ عَلَيْكُمْ).

· وفي نسخة الكتاب المقدس في الموقع القبطي تيكلا هيمانوت (Takla Haymanot Website) فنقرأ: (لكِنْ سَائِرُ دَبِيبِ الطَّيْرِ الَّذِي لَهُ أَرْبَعُ أَرْجُل فَهُوَ مَكْرُوهٌ لَكُمْ)! فنجدهم استعملوا ايضاً كلمة طير، وكذلك جعلوا اكل هذا الطعام مكروه وليس محرّم!

· وفي طبعة (Arabic Bible: Easy-to-Read Version (ERV-AR)) العربية نقرأ: (وَأمّا الحَشَراتُ الَّتِي لَها أجنِحَةٌ وَتَسِيرُ عَلَى أربَعِ، فامْتَنِعُوا عَنْها)! فاستبدلوا كلمة طير بالحشرات!!

· وفي الكتاب المقدس طبعة (Wycliffe Bible (WYC)) الانجليزية كتبوها:

(Forsooth whatever thing of birds (that) hath four feet only, it shall be abominable to you; (But all other creatures with wings that hath four feet, they shall be abominable to you ;)).

· وفي التوراة السامرية المترجمة للعربية نقرأ: (وكل ساعي الطائر الذي له أربع أرجل رجس هو لكم)[21].

· وفي طبعة الملك جيمس الشهيرة للكتاب المقدس باللغة الانجليزية استخدموا تعبير آخر وهو (دبيب الاشياء المحلّقة)!!:

(But all other flying creeping things, which have four feet, shall be an abomination unto you).

· وفي العديد من الطبعات الانجليزية الاخرى استبدلوا كلمة (طير) بكلمة حشرة insects!!

· وفي الطبعة الفرنسية للكتاب المقدس الصادرة عن (Sociètè biblique française) سنة 1988م، نقرأ: كل الحشرات الأخرى ذات الاجنحة والساقين..!

(tous les autres insectes pourvus d'alles et de pattes, ayez-les en horreur).

· وفي الطبعة الصادرة عن (La Bible du Semeur (BDS)) بالفرنسية نقرأ: جميع المخلوقات المجنحة الأخرى التي تمشي على أربع..!

(Mais toutes les autres bestioles ailées marchant à quatre pattes seront une abomination pour vous.).

· وفي الكتاب المقدس طبعة (العالم الجديد) لشهود يهوه حرّفوه هكذا: (وَأَمَّا سَائِرُ ٱلدَّبِيبِ ذِي ٱلْجَنَاحِ ٱلَّذِي لَهُ أَرْبَعُ أَرْجُلٍ فَهُوَ رِجْسٌ لَكُمْ)! ليشمل الحشرات ذوات الاربع فيخرجوا بذلك من المأزق!!

· وفي ترجمة الكتاب المقدس (دار الكتاب الشريف) كتبوها: (اما باقي الحشرات التي لها اجنحة وتمشي على اربع فهي مكروهة لكم)! ايضا استعملوا

ويعتذر المسيحيون عن الترجمة بالحشرات بدلاً من الطيور ان القسم الذي تحدث فيه عن الطيور هو لاويين (11: 13-19) اما القسم الذي ورد فيه هذا النص فهو القسم الخاص بالحديث عن الحشرات وهو لاويين (11: 20-23)! وعلى اي حال فلو كان ماذهبوا اليه صحيحاً يبقى الخطأ في الكتاب المقدس قائماً، فكاتب هذا السفر لم يحسن التعبير فأخطأ في التعبير عن الحشرات بالطيور! أو حشر موضوع الطيور في قسم الحشرات!! وعلى اية حال فإن اختلاف طبعات الكتاب المقدس بمختلف اللغات بترجمة هذه العبارة تعني ان احداها محرّفة حتماً! والا فالطبعات العربية التي استخدمت تعبير (طيور) هي طبعات معتبرة لديهم وبإشراف علمائهم أيضاً. فمهما كان تفسير علماء المسيحية للموضوع فهو لا يخلو عن كشف لحدوث خطأ أو تحريف، وفي الحالتين فالوحي الإلهي لم يتم حفظه إن كان فعلاً هو وحي إلهي!!

ح) تحريف عبارة (يسوع عبد الله)!

ففي اعمال الرسل (3: 13) نقرأ في الكتاب المقدس (بولس باسيم)، والكتاب المقدس (الترجمة الكاثوليكية "اليسوعية"): (عبده يسوع).

وفي نفس السفر في (3: 26): (عبده).

وفي (4: 25 و27 و30): (داود عبدك) و(عبدك القدوس يسوع) و(عبدك القدوس يسوع) على التوالي!

فوصف المسيح والنبي داود بوصف (عبد الله).

وفي طبعة الكتاب المقدس (دار الكتاب الشريف) ترجموا (3:13) بلفظ (خادمه) لكنهم ترجموا (4:25) بلفظ: (عبدك ابينا داود)!

وفي بقية الترجمات اكتفوا بوصف داود بوصف (عبد)[22] أو (فتى)[23] احياناً، وحرّفوا وصف المسيح الى (فتى) أو (ابن) في طبعات اخرى!!

وفي الترجمة العربية المبسطة للكتاب المقدس حذفوا كلمة (عبد) او (فتى) من (4: 25) وكتبوها: (ابينا داود)[24]!

وفي الطبعة الانجليزية الشهيرة (نسخة الملك جيمس) كتبوها: (his Son Jesus)[25] أي ابنه يسوع!! بينما في (4: 25) كتبوها: (thy servant David)[26] أي خادمه داود!

ويقولون ليس هناك تحريف في الكتاب المقدس!!

والان انت عزيزي القاريء خذ النسخة التي لديك من الكتاب المقدس او العهد الجديد وانظر كيف كتبوا هذه المواضع فيها!!

ط) تغيير اسم يوحنان في انجيل لوقا:

هناك مواضع في الكتاب المقدس ورد فيها اسم (يُوحانانَ) يعيشون ضمن احداث واجواء العهد القديم ومواضع آخر ورد فيها اسم (يوحنا) ضمن احداث واجواء العهد الجديد. المسيحيون يقولون ان هذه الاسماء هي اسم واحد فـ (يُوحانانَ) هو نفسه (يُوحَنَّا)! ولكن هل يصح هذا؟ هل فعلاً هما تعبيران لأسم واحد أم هما أسمان مختلفان؟

بعد مراجعة الطبعات الحديثة للكتاب المقدس وبمختلف اللغات يتبين من خلال اختلاف ترجمة الاسمين بين بيئة العهد القديم وبيئة العهد الجديد انهما أسمان وليسا أسماً واحداً كما يدَّعون، وكما يحرِّفون. أما لماذا يحرِّفون فهم يريدون بذلك تكذيب القرآن الكريم الذي وصف النبي يحيى (عليه السلام) أنه لم يكن قبله من حمل اسمه، فقال تعالى في سورة مريم (عليها السلام) الآية (7): ((يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا)).

في الكتاب المقدس (اغناطيوس زيادة) والكتاب المقدس (بولس باسيم) نقرأ التالي:

في سفر نحميا (12: 23) ورد اسم: يُوحانانَ.

في انجيل متى (3: 1): يُوحَنَّا المعمَدَان

في انجيل لوقا (3: 27): يُوحَنَّا بن رِيسَا.

وورد ايضاً في الاسفار القانونية الثانية كالتالي:

في سفر المكابيين الاول (2: 1) و(13: 54): (يُوحَنَّا بن سِمْعان). وفي (2: 2): "يُوحَنَّا بن مَتَّثْيَا". وفي (8: 17): أَوْبُولِمُس بن يُوحَنَّا بن أَكُّوسَ.

في سفر المكابيين الثاني (4: 11): يُوحَنَّا أَبي أَوْبُلِمُس. وفي (11: 17): يوحنا الذي أرسله يهوذا المكابى مع آخر اسمه أبشالوم إلى ليساس وكيل الملك لعقد معاهدة سلام[27].

وجاء في موقع الانبا تكلا هيمانوت ان اسم (يوحنا) المذكور بالترجمات العربية للاسفار القانونية الثانية والعهد الجديد هو تعريب للأسم يوحنان[28]! والمقصود بالاسفار القانونية الثانية هي الاسفار الستة الموجودة في التوراة السبعينية اليونانية وغير موجودة بالتوراة العبرانية ولا يعترف بها البروتستانت ولا شهود يهوه. أي ان جميع ما ورد في اسفار نحميا والمكابيين الاول والثاني هو اسم (يُوحانانَ) وليس يُوحَنَّا!

واما اسم (يُوحَنَّا بن رِيسَا) فهو ايضاً ينتمي الى بيئة العهد القديم لأنه من اجداد المسيح بحسب انجيل لوقا (3: 27)، فيفترض به أن يكون (يُوحانانَ) فلماذا كتبوه (يُوحَنَّا)! وقد وجدت عدة طبعات من الكتاب المقدس والعهد الجديد تكتب الاسم في لوقا (3: 27) هكذا: (يوحَنَّان). منها: طبعة العهد الجديد (المكتبة البولسية).

وفي الكتاب المقدس باللغة الانجليزية، طبعة (1599 Geneva Bible (GNV))، نجد انهم يكتبون سفر نحميا Nehemiah (12: 23) بأسم (Johanan) وكتبوا في لوقا Luke (3: 27): (Johanan)، ولكنهم يكتبون اسم يوحنا المعمدان (النبي يحيى) هكذا كما ورد في متى Matthew (3: 1): (John).

وفي طبعة الملك جيمس كتبوا نحميا (12: 23): (Johanan). وفي لوقا (3: 27): (Joanna). وفي متى (3: 1): (John).

وفي طبعة العهد الجديد (1550 Stephanus New Testament (TR1550)) باليونانية، نقرأ نقرأ لوقا (3: 27): (ιωαννα) أي: ايوانّا، ونقرأ اسم يوحنا المعمدان في متى (3: 1): (ιωαννης) أي ايوانيس.

وفي الكتاب المقدس ترجمة مارتن لوثر الشهيرة (Luther Bibel 1545 (LUTH1545)) بالالمانية، نقرأ نحميا (12: 23): (Johanan)، ولوقا (3: 27): (Johanan)، ومتى (3: 1): (Johannes).

ففي هذه النماذج التي اخترناها نجد انه غالبا ما تتم ترجمة ما ورد في نحميا (12: 23) ولوقا (3: 27) بأسم واحد كونهما ينتميان لبيئة العهد القديم، بينما يتم ترجمة اسم النبي يحيى (يوحنا المعمدان) في متى (3: 1) بطريقة مختلفة. مما يدل بصورة واضحة انهما اسمان بمعنيين مختلفين.

فلماذا نجد في طبعات اخرى للكتاب المقدس وبلغات عديدة عربية وانجليزية والمانية وغيرها انها كتبت الاسم في المواضع الثلاثة المشار اليها آنفاً بصورة واحدة الا انهم يريدون أن يوهموا القاريء انه اسم واحد بمعنى واحد لأولئك الاشخاص!

قاتل الله التحريف!

اختلاف الطوائف المسيحية الحالية في عدد اسفار الكتاب المقدس:

من المهم التحديد بدقة ما هي اسفار الكتاب المقدس القانونية التي تعترف بهاالطوائف المسيحية على اختلافها في هذا الموضوع! لكي نعرف ما هي المخطوطات التي ينبغي الاهتمام بها وتحديدها حيث ان العهد القديم عند البروتستانت وشهود يهوه يتألف من 39 سفر (كتاب) ولكن يضيف الكاثوليك والآرثوذكس البيزنطيين[29] والآرثوذكس الشرقيين[30] سبعة اسفار أخرى هي: يهوديت، طوبيا، الحكمة، يشوع بن سيراخ، باروخ، المكابيين الاول، المكابيين الثاني، ليصبح عدد اسفاره (46) سفراً، بالاضافة الى فصلين تمت اضافتهما الى ثلاثة أجزاء أضيفت الى سفر دانيال ، جزء في نهاية الفصل الثالث وجزئين هما الفصل الثالث عشر والرابع عشر.

بل ان الترجمة السبعينية الشهيرة للأسفار اليهودية التوراة والانبياء (العهد القديم عند المسيحيين) في واحدة من اخفاقاتها دمجت بين اسفار (ارميا ومراثي ارميا وباروخ) في سفر واحد هو سفر ارميا[31]! مع ان لكل منهم تاريخ يختلف عن الآخر من حيث الكاتب وتاريخ كتابة السفر!!

مجهولية كتّاب الاسفار المقدسّة!

فأما سفر ارميا المنسوب للنبي ارميا الذي اصبح نبياً سنة 627ق.م[32]، فقد جاء في مقدمة السفر في طبعة الكتاب المقدس الصادرة عن دار المشرق وبمصادقة بولس باسيم النائب الرسولي للاتين في بيروت، ما نصّه: (كانت هناك إذن في اوائل الجلاء، دفاتر كثيرة ومجموعات مبعثرة، يرجَّح أن اُضيف اليها بعض التقاليد الشفهية الخاصة بأرميا. لقد قام محرر مجهول الاسم بجمع كل هذه المواد في مجلَّد واحد. لا نعلم من هو هذا المحرر، ولكنه يكشف عن نفسه بتلك الاضافات التي لا تحصى والمؤلفات المتماسكة (خطب ورواية أو روايتان) والتعليقات المكتوبة بإنشاء سفر تثنية الاشتراع التي سبق ذكرها والتي تتخلل جميع فصول الكتاب تقريباً. ان المحرر النهائي لسفر ارميا ينتمي فعلاً الى مدرسة تثنية الاشتراع التي سبق ذكرها والتي تتخلل جميع فصول الكتاب تقريباً)[33].

واما بخصوص سفر مراثي ارميا فكتبوا: (إن اغفال اسم الكاتب والتنوع في المراثي يطرحان السؤال في تحديد تاريخ تدوين هذه القصائد. إذا كان من العسير أن نؤكّد أنّ هناك ترتيباً في التأليف، فمن الواضح على كل حال أن جميع القصائد يعود عهدها الى ما قبل نهاية الجلاء في السنة 538، لا بل أن هناك تفاصيل كثيرة (لاسيما في القصيدة الثانية والرابعة) تدلّ على ان ما ورد فيها من أحداث السنة 587. ولعل القصيدة الاولى يعود عهدها الى زمن الجلاء الأول في السنة 598)[34].

واما بخصوص نبوءة باروك فقد كتبوا: (يبدو الكتاب، عندما يطالع اول مرة، يبدو وكأنه من وضع باروك "أمين سر" أرميا، ألَّفه في أثناء الجلاء الى بابل. ووجَّهه الى الجماعة التي بقيت في أورشليم. لكن هناك فوارق كثيرة بين المعلومات المقتبسة من المؤلفات المعاصرة لسقوط أورشليم والجلاء وما ورد في سفر باروك. وهذه الفروق تجعل نسبة هذا الكتاب الى "أمين سر" إرميا أمراً مستحيلاً. فالكتاب ينتمي إذن الى أدب الاسماء المستعارة. ان استعارة الاسماء يفترض اختلافاً في اسم المؤلِّف، ولكنه يفترض أيضاً اختلافاً في المواقف وفي هوية الذين يُرسَل الكتاب إليهم. ومن هنا الصعوبة الكبرى التي نصطدم بها في مطالعة سفر باروك)[35]... الى ان يقول: (ان سفر باروك هو إذاً من مؤلفات الشتات اليهودي، يدعو سكان أورشليم الى اقامة رتبة تكفير. لا شك ان القسمين الأولين وهما أقدم الاقسام يرتقيان الى أحداث السنة 164 أو انهما احدث منها بقليل، ..... ، والراجح أن الكتاب بلغ صيغته النهائية في النصف الثاني من القرن الثاني)[36].

فكيف يتم وضع هذه الاسفار الثلاثة المختلفة من حيث كاتبها ومن حيث زمان كتابتها، في سفر واحد في التوراة السبعينية!! أليس هذا فيه غش للقاريء ونوع من التحريف؟! وأين هي مهنية ناسخ المخطوطة الذي فعل ذلك وهل يمكن الاعتماد على صحة اعماله في نسخ المخطوطات؟!

بولس ومخطوطات رسائله

تكشف مخطوطات رسائل بولس عن حقائق عديدة كانت تكتنف بولس وكتاباته في رسائه، ويصرّح بعض علماء المسيحية، من باب النقد الكتابي، ببعض تلك الحقائق، والتي يتم استعراضها على عجل من قبلهم وبإشارات مقتضبة، في اغلب الأحيان، وقلما يتم عرضها على عامّة المسيحيين!! لأن التدقيق فيها يطعن بأسفار العهد الجديد من حيث قدسيتها وهل أنها فعلاً جديرة بأن تكون وحياً إلهياً!!

فمما ورد في المخطوطات القديمة لرسائل بولس، عبارات غير مفهومة وعبارات ناقصة، في بعض المواضع التي كتبها بولس أو ما كان يمليه على كاتبه، فيتم ترقيع تلك المواضع خلال عمليات الترجمة والطباعة الحديثة!! فهل هذه الطبعات الحديثة يمكن إعتمادها كمصدر للوحي الإلهي أو العقيدة الصحيحة؟! وهل تلك المخطوطات التي تنقل حقائق رسائل بولس هي مخطوطات مقدسة وهي تكشف الضعف والركاكة التي كانت تكتنف ذهن بولس حين يملي رسائله! بل ونكتشف ان بعض رسائل بولس هي نجميع لعدة مخطوطات ومن مصادر مجهولة في مخطوط واحد منسوب لبولس!! فهل هكذا أصبح مستوى الوحي الإلهي في دين المسيحية!! وحاشا لله تبارك وتعالى أن يكون هذا وحيه!! واحياناً تكون الجمل مبتورة، او العبارات غير متصلة السياق! وبعض رسائله لم تكن رسالة واحدة بل تم تجميعها من قبل شخص مجهول!! وسوف نتطرق الآن الى بعض ما تطرقنا لذكره، والتي تجعل الصورة واضحة امام القاريء، وعليه الأختيار.

§ ترقيع النصّ: ونجده في التالي:

أ‌) في رسالة بولس الى اهل رومية (12: 19) بحسب ترجمة سميث-فاندايك: (لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكانا للغضب، لأنه مكتوب: لي النقمة أنا أجازي يقول الرب). وهي عبارة مربكة، فكيف يعلّم بولس أن يعطي الانسان مكاناً للغضب ثم يقول ان الله سبحانه هو الذي ينتقم!! ولذلك فقد عدّلت طبعة العهد الجديد (بولس باسيم) النص بإضافة لفظ الجلالة فأصبحت العبارة (لغضب الله) بدلاً من الغضب!! ولكنهم في طبعة الكتاب المقدس (دار المشرق-بولس باسيم) لم يضيفوا لفظ الجلالة (الله) بل كتبوها: (بل افسحوا في المجال للغضب) وكتبوا في هامش الصفحة تعليقاً جاء فيه: (من الواضح أن المقصود هو غضب الله)!

وأيضاً في طبعة العهد الجديد (مار روفائيل الأول بيداويد) بإضافة لفظ الجلالة (الله): (بل دعوا هذا لغضب الله)! وأيضاً في طبعة العهد الجديد (الترجمة المشتركة) اضافوا لفظ الجلالة (الله) فكتبوها: (بل دعوا هذا لغضب الله)[37]!!

فهل النص الذي يخفق بولس فيه في التعبير عن أفكاره بصورة تامّة ثم تتلاقفة أيدي التلاعب والتحريف من قبل المترجمين، هو نص مقدّس؟!

ب‌) في رسالة بولس الأولى الى اهل كورنثوس (11: 29) بحسب ترجمة سميث-فانداك: (لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه، غير مميز جسد الرب). وفي الحقيقة فإن جميع الترجمات العربية التي اطلعت عليها تكتب العبارة بهذا المقطع: (جسد الرب). لكن في طبعة العهد الجديد (دار المشرق-بولس باسيم) كتبوا في الهامش: ("الجسد" في الأصل اليوناني. زدنا كلمة الرب للأيضاح). وفي طبعة الكتاب المقدس (دار المشرق-بولس باسيم) هذبوا العبارة فكتبوا فقط: (الترجمة اللفظية "الجسد") لتحسين وقع الإيقاع على القاريء أن هنا اصل واضافة كلمة!! وحتى لو كان المعنى واحداً هذه المرّة، على فرض ذلك فالعبرة أن بولس لم يحسن التعبير عن فكرته، وأن مترجمي الكتاب المقدس لا يتورعون عن التلاعب بالنص لصالح إنتاج نص مفهوم ووفق التعاليم المسيحية، بغض النظر عن حقيقة ما مكتوب!!

§ تغيير وتحريف عبارات: في رسالة بولس الثانية الى أهل كورنثوس (7: 5) بحسب ترجمة سميث-فاندايك: (لأننا لما أتينا إلى مكدونية لم يكن لجسدنا شيء من الراحة بل كنا مكتئبين في كل شيء: من خارج خصومات، من داخل مخاوف). وفي طبعة العهد الجديد (دار المشرق-بولس باسيم): (لم يعرف ضُعفنا البشري الراحة عند قدومنا مقدونية بل كانت الشدائد تحيط بنا: حروب في الخارج ومخاوف في الداخل). وفي الهامش كتبوا في تعليقهم على كلمة (ضعفنا البشري): (في الأصل اليوناني: جسدنا، والمقصود بهذه الكلمة في الآية: ضعفنا البشري).

وفي الكتاب المقدس (دار المشرق-بولس باسيم) ايضاً كتبوها بكلمة (ضعفنا البشري) ولكن استبدلوا العبارة السابقة في الهامش بقولهم: (هذه الآية عودة الى الأفكار المعبَّر عنها في 13:2. في طرواس بولس لم يجد طيطس، فلم يبق فيها إلا زمناً قليلاً، بل أنطلق لوقته الى مقدونية... يصف لنا هنا الموقف عند وصوله الى مقدونية، راجع 13:2). وفي التفسير التطبيقي كتبوا في التعليق على (5:7): (يستأنف الرسول بولس هنا القصة التي وقف عندها في (13:2) حيث يقول إنه ذهب الى مقدونية بحثاً عن تيطس)[38]. والغريب انهم هنا يغيرون النص الأصلي حيث استبدلوا كلمة (جسدنا) بـ (ضعفنا البشري)!! بلا احترام لقدسية النص! وبدون ان يبرزوا اي حجة مقنعة لهذا التغيير! فحتى اذا كان النص استكمالاً لما ورد قبل فصول في (13:2) فما الداعي الى تغييره سوى انهم يريدون ان يخفوا ان بولس كان يشكو من تعب جسده، فقالوا انه يتحدث عن ضعفه البشري أي طبيعته الانسانية التي خلقه الله عليها، وكأنما بولس يجب أن لا يتعب وأن لا يشكو من تعب جسده لأن هذا قد ينعكس على شدّة إيمانه!! فيفضلون تحريف النص بإدخال تغيير عليه حفظاً لكرامة بولس!!

§عبارات غامضة المعنى: ونجدها في التالي:

أ‌) في رسالة بولس الى اهل فيلبي (1: 8) بحسب الطبعة اللندنية 1833م: (والله تشهد عليّ كيف انا اشتهيكم اجمعين في احشاء يسوع المسيح)! ما معنى هذا الكلام؟!! لا معنى له!! ولذلك يترجموها في العديد من الطبعات العربية هكذا: (والله يشهد كم احن إليكم جميعاً حنان المسيح)!! يقول بولس الفغالي: (حنان المسيح. حرفياً أحشاء المسيح. يبدو بولس كأم "حبلت" بأولادها وولدتهم للمسيح. في آ7 تحدّث بولس عن القلب، وهنا عن الحنان. ثم عن الحب (12:2، 1:4) الذي ينبع من حب المسيح، وهو حب يتوجه الى الجميع من دون استثناء)[39]!! هل رأيتم هذا التدليس لتجاوز هذه المعضلة الفكرية التي حشرهم فيها بولس! يحرّف في الترجمة ثم يفسر النص وفق الترجمة المحرّفة ولا يحاول تعليل ماذا يعني استخدام بولس للفظ الأحشاء في هذا الموضع!! من المؤسف ان الأب بولس الفغالي ينجرّ الى هذا التدليس بسبب اخفاقات بولس الفكرية، مع انه من علماء المسيحية المهمين!!

وقد حاول بعض العلماء المسيحية ايجاد معنى مقبول لهذا الكلام المبهم. فقال احدهم وهو القس مكسيموس صموئيل: ("في احشاء المسيح" أي كان يحبهم ويتوجع لضعفهم أو أي ضعف يصيبهم كما كان أرميا النبي (إر31:2). لكن محبة الرسول لشعب فيلبي ليست محبة شخصية لكنها محبة من خلال ربنا يسوع الساكن فيه ليس لأجل شيء في شخص معين أو عطف لأجل شيء معين لكن خلال ربنا يسوع الملتهب داخله... أحشاء يسوع المسيح هو حب دافئاً يحمل حب المسيح لكل نفس يتعامل معها معلمنا بولس وهي أيضاً هبة توهب للخدام الحقيقيين ليحبوا بها أبناءهم بالروح هكذا صار إبراهيم يحب الله بحب أقوى من محبته لأسحق فلهذا قدمه ذبيحة على جبل المريا)[40].

ويقول آخر وهو وليم ماكدونالد: (إنَّ ذكرى تعاونهم مع الرسول بأمانةٍ، تجعله يشتاق أن يكون معهم مجدَّدًا. لذا يدعو الله إلى أن يشهد عن مقدار ما في قلب بولس من شوق إليهم في أحشاء يسوع المسيح. إنَّ تقديرنا لتعبير المحبَّة هذا الصادر عن بولس، يزداد إذا ما تذكَّرنا أنَّه، وهو اليهوديّ بالولادة، يكتب إلى قوم متحدِّرين من الأمم. فنعمة الله قد نقضت الكراهية القديمة العهد، وها هم الآن جميعًا واحد في المسيح)[41]!!

ويقول ثالث وهو بنيامين بنكرتن: (أحشاء يسوع المسيح عبارة عن حنوهِ ومحبتهِ اللطيفة للذين هم لهُ وكلما عرفنا ذلك اشتقنا إلى أخوتنا أكثر إذ نراهم في المسيح محبوبين منهُ. ومن ثم نواظب على الصلاة لأجلهم. فإن كنا نحبهم نجدُّ في الصلاة لأجل ازدياد محبتهم للرب وبعضهم للبعض)[42].

ويقول فهمي خليل: ("في أحشاء يسوع المسيح" أي بأرق عواطف المحبة محبة الرب يسوع نفسه وأحشائه نحو قطيعه المحبوب الذي أحبه إلى أحبه المنتهى وأسلم نفسه لأجله وهي عواطف أقوى وأعظم من إحساسات الرسول شخصياً ويستشهد بأصدق شاهد"الله شاهد لي" الله الذي يرى الباطن ويحكم على السراير كما يكرر ذلك في آخر الرسالة (4: 1))[43].

ويقول هاملتون سميث: (في أحشاء يسوع المسيح. إنها ليست ببساطة محبة إنسانية تُعبّر عن نفسها بالعطف ولكنها محبة إلهية – أحشاء محبة يسوع المسيح)[44].

ويقول آخر وهو القس انطونيوس فكري: (في أحشاء يسوع: الأحشاء عي القلب والكبد. وقد عرفها القدماء انها مركز العواطف والإحساس، وقوله أحشاء يسوع، أي أنه يحمل لهم محبة المسيح = أي محبة حقيقية وليست غاشة، محبة هي من ثمار الروح القدس، محبة فيها اشتياق لخلاصهم. ولأن المسيح يحيا في بولس صارت أعضاء وعواطف وفكر بولس هي اعضاء وعواطف وفكر يستعملهم المسيح فصارت أعضاء بولس آلات برّ (رو13:6)، وصارت محبة بولس لهم هي نفسها محبة المسيح لهم، ألم يقل الرسول إن له "فكر المسيح" (1كو16:2). وهكذا هنا نرى أن الرسول له نفس اشتياقات المسيح ومحبته نحو أهل فيلبي، وقوله في أحشاء يسوع أي أنها ليست عواطف بشرية. وهذه المحبة التي يضعها المسيح في قلوبنا بالروح القدس (رو5:5) + (غلا22:5) هي غير العواطف الطبيعية البشرية. فالعواطف البشرية لها عيوب: 1- يمكن أن نحب إنسان أكثر من إنسان آخر. 2- هذه المحبة البشرية قد تتحول الى كراهية وكم من القضايا في المحاكم بين أخوة وأقارب. 3- بل يمكن أن تكون العواطف البشرية سبباً في التصادم مع الله لو سمح الله بأي تجربة لمن نحبه. 4- أما المحبة التي يضعها الله في القلب، فهي محبة الله أولاً وهذه المحبة تكون أكثر من محبتنا لأي إنسان، ومحبة لكل إنسان حتى أعدائنا وهذه المحبة تسبب فرحاً يملأ القلب)[45].

ونترك للقاريء تقييم هذه الشروحات وهل نجحت في تدارك الاخفاق الفكري لبولس في عبارته هذه، مع الأخذ بنظر الاعتبار موقف أهل فيلبي آنذاك وكيف فهموا هذه العبارة التي بلا شك بقيت مبهمة امامهم، لأن القس انطونيوس فكري – على سبيل المثال – أو أيّاً من هؤلاء الشارحين للنص، لم يكن حاضراً آنذاك ليشرحها لهم "بليّ عنق النص"! كما انهم لم يكونوا مطلعين على بقية رسائل بولس آنذاك التي استشهد بها الشارح هنا لكي نقول ربما ان فكرة الشارح كانت حاضرة عندهم!! كما ان العديد من علماء المسيحية لم يقتنعوا بمثل هذه التفاسير للنص ولذلك فضّلوا "تغيير النص" لتجنيب القاريء هذا الكلام المبهم وللتعمية على هذا الاخفاق الفكري الذي مارسه بولس! وقد مرّ علينا كيف فعل الأب بولس الفغالي ذلك التغيير، وكذلك نجد التفسير التطبيقي للكتاب المقدس يكتب النص في (8:1) كالتالي: (فإن الله شاهد لي كيف احن إليكم جميعاً في عواطف المسيح يسوع)[46]! وهي نفس العبارة الواردة في إصدار الكتاب المقدس (كتاب الحياة)! وفي طبعة العهد الجديد (بولس باسيم) نقرأها: (والله شاهد لي على أنّي شديد الحنان عليكم جميعاً في قلب يسوع المسيح)! وفي طبعة العهد الجديد (الكتاب الشريف): (الله يشهد لي أني مشتاق اليكم جميعاً بمحبة نابعة من المسيح عيسى)!

ب‌) في رسالة بولس الى أهل غلاطية (2: 19): (لأني مت بالناموس للناموس لأحيا لله). وكتبوها في طبعة العهد الجديد (دار المشرق-بولس باسيم): (لأني بالشريعة متُّ عن الشريعة لأحيا لله). وجاء في نفس الصفحة التعليق في الهامش بخصوصها: (عبارة غامضة اختلف المفسرون في جلاء معناها فقال بعضهم ان المسيحي يصلب بروحه مع المسيح فيموت معه عن شريعة موسى (روم 1:7 وما بعده) وما تقتضيه هذه الشريعة نفسها (غل 13:3) ليحيا حياة المسيح بعد قيامته من بين الأموات (روم 6: 4-10). وقال آخرون إن المسيحي تخلّى من الشريعة ليذعن للكتاب المقدس في عهده القديم (غل 4: 19و24، روم 4:10) أو انه مات عن شريعة موسى بشريعة أخرى هي شريعة الإيمان أو الروح (روم 2:8) ). ثم تراجعوا عن هذا التعبير بعض الشيء في طبعة الكتاب المقدس (دار المشرق-بولس باسيم) حيث وجدوا ان تعبير (عبارة غامضة اختلف المفسرون في جلاء معناها) فيها ما يحرج المسيحية من حيث عدم فهم كلام بولس الذي هو بمنزلة الوحي عندهم! ولذلك استبدلوا العبارة كالتالي: (يوجز بولس فكرته الى حد الغموض. مراده أن موت المسيح وقيامته تحققا فيه. والحال ان موت المسيح كان سببه الشريعة التي بأسمها حُكم عليه، فنتج عنه تحرير البشر من نظام الشريعة ومن اللعنة التي جلبتها عليهم. ولذلك يقول بولس انه بحكم اتحاده بالمسيح المصلوب، "مات بالشريعة" و"مات عن الشريعة". والغاية من هذا الإتحاد بالمسيح المصلوب هي المشاركة في قيامته، وبفضل هذه المشاركة يحيا بولس لله ولخدمته).

عموماً هذا النص نضعه ضمن مجموعة النصوص التي كتبها بولس ولم يحسن من خلالها التعبير عن أفكاره فيها. ومع ذلك ادرجوه ضمن الوحي الإلهي وقانون الكتاب المقدس!!

§ ادخال عبارات في النص: رسالة بولس الى أهل أفسس ليست الى أهل أفسس!!

بخصوص ما ورد في رسالة بولس الى أهل أفسس (1: 1): (بولس، رسول يسوع المسيح بمشيئة الله، إلى القديسين الذين في أفسس، والمؤمنين في المسيح يسوع). فقد جاء هذا النص في طبعة العهد الجديد (دار المشرق-بولس باسيم) هكذا: (من بولس رسول المسيح يسوع بمشيئة الله الى القديسين المؤمنين الذين في المسيح يسوع). فحذفوا عبارة: (الذين في أفسس)، وكتبوا في هامش الصفحة التعليق الآتي: (ورد في بعض الأصول: "الذين في أفسس" ولكن أكثر علماء الكتاب المقدس يرون أن هذه الكلمات لم ترد في الأصل الأول وأن بولس كتب رسائله لعدة كنائس)!

وفي طبعة الكتاب المقدس (دار المشرق-بولس باسيم) نقرأ التعليق التالي في الهامش: (اُهمِلَت عبارة "في أفسس" في عدة مخطوطات، ولم يعرفها بعض آباء الكنيسة، ولما كانت عبارة "الذين في" واردة في جميع المخطوطات، فلقد افترض بعضهم أن هذه الرسالة موجهة الى عدة كنائس، ولذلك لم تُذكر اسماؤها).

وقال ديفيد أ. دِه سيلفا: (الجار والمجرور "في أفسس" لا تظهر في مخطوطة P46، ولا في المخطوطة السينائية ولا في الفاتيكانية، التي تعتبر ثلاث شهادات مبكّرة لمؤلفات بولس)، لكنه يحتمل كون (الكلمتان "في افسس" ربما تكونان قد ازيلتا من قبل النسّاخ بهدف جعل الرسالة كونية شاملة")[47]. ثم يقول: (ان الرسالة كانت على الأقل تستهدف أفسس وإن كان المقصود تعميمها، فلكنائس حول أفسس)[48].

إذن، الفرق بين الواقع والاستنتاج هو ان الرسالة غير موجهة الى افسس في المخطوطات القديمة المهمة، ثم يأتي بعد ذلك أي استنتاج آخر. وهذا يكشف عن الامكانية الكبيرة للتلاعب بنصوص الكتاب المقدس في مختلف العصور ولمختلف الأسباب.

§ بولس ينسى اكمال عباراته!: كما في التالي:

أ‌. أشار بعض علماء المسيحية الى وجود خلل في سياق بعض الموضع في رسائل بولس، حيث ترد جملة مبتورة المعنى تليها جملة بمعنى مختلف! فيضطرون لمليء المعنى بكلمات من عندهم!!

ب‌. في رسالة بولس الى أهل رومية نقرأ النص (2: 12-16) ترجمة سميث-فادايك:

(12 لأن كل من أخطأ بدون الناموس فبدون الناموس يهلك. وكل من أخطأ في الناموس فبالناموس يدان.

13 لأن ليس الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله، بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون.

14 لأنه الأمم الذين ليس عندهم الناموس، متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس، فهؤلاء إذ ليس لهم الناموس هم ناموس لأنفسهم،

15 الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم، شاهدا أيضا ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة،

16 في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي بيسوع المسيح).

فنجد ان الجملة (16) غير مرتبطة من حيث السياق بالجمل التي قبلها!

غير ان طبعة العهد الجديد (بولس باسيم) كتبت النص هكذا: (وسيظهر ذلك كله، كما أبشّر به، يوم يدين الله سرائر الناس بيسوع المسيح). حيث اضافوا عبارة (وسيظهر ذلك كله) لكي يرتبط سياق الجملة (16) بما قبلها!! وجاء التعليق التالي في الهامش: (اضيفت هذه الكلمات التي لم ترد في الأصل ليستقيم المعنى. والأرجح ان هذه الآية تتمة لما جاء في الآية 13. ورد مثل ذلك غير مرّة في رسائل بولس، لأنه كان يملي رسائله فكان يبدأ في الجملة ثم ينسى أن يتمَّها)[49].

ودار المشرق نفسها في طبعات لاحقة حذفت هذا التعليق واستبدلته بالتالي: (من الراجح أن هذه الآية مرتبطة بالآية 13. ولإظهار هذا الإرتباط أضفنا العبارة (وسيظهر ذلك كله) التي لا وجود لها في الأصل اليوناني)[50]، لإخفاء الاخفاق الفكري الذي كان يرتكبه بولس في كتابة رسائله!!

وفي طبعة العهد الجديد (ترجمة جورج فاخوري) كتبوا (2: 16) هكذا: ([ذلك ما سيظهر] يوم يدين اللهُ سرائر الناس، على حسب إنجيلي، بيسوع المسيح)[51]، فأضافوا العبارة بين قوسين كما كتبناها!!

أما في طبعة الكتاب المقدس (كتاب الحياة) فكتبوا النص هكذا: ( (وتكون الدينونة) يوم يدين اللهُ خفايا الناس وفقاً لإنجيلي على يد يسوع المسيح). فوضعوا العبارة الدخيلة بين قوسين!

وفي طبعة العهد الجديد (الترجمة العربية المبسّطة) كتبوا النص هكذا: (سيحدث هذا في ذلك اليوم الذي فيه يحكم الله بيسوع المسيح، على جميع الناس بحسب البشارة التي أُبشّر بها)[52]. فدمجوا العبارة الدخيلة مع النص بدون الاشارة او التلميح الى ذلك!!

وأيضاً في طبعة العهد الجديد (مار روفائيل الأول بيداويد) كتبوا النص بدمج العبارة الدخيلة مع النص دون الإشارة اليها، هكذا: (وسيظهر هذا كله، كما ابشركم به، يوم يدين اللهُ بالمسيح يسوع خفايا القلوب)[53]. يا للنزاهة العلمية والدينية والأخلاقية!!

ت‌. منها ما ورد في رسالة بولس الى أهل رومية حيث نقرأ النص (2: 17-23) ترجمة سميث-فاندايك:

(17 هوذا أنت تسمى يهوديا، وتتكل على الناموس، وتفتخر بالله،

18 وتعرف مشيئته، وتميز الأمور المتخالفة، متعلما من الناموس.

19 وتثق أنك قائد للعميان، ونور للذين في الظلمة،

20 ومهذب للأغبياء، ومعلم للأطفال، ولك صورة العلم والحق في الناموس.

21 فأنت إذا الذي تعلم غيرك، ألست تعلم نفسك؟ الذي تكرز: أن لا يسرق، أتسرق؟

22 الذي تقول: أن لا يزنى، أتزني؟ الذي تستكره الأوثان، أتسرق الهياكل؟

23 الذي تفتخر بالناموس، أبتعدي الناموس تهين الله؟).

وايضاً يتضح ان هناك مشكلة في السياق، فالعبارات في الجملة (20) وما قبلها غير مرتبطة بالسياق لما بعدها!! ولذلك كتبوا العبارة رقم (20) في طبعة العهد الجديد (دار المشرق-بولس باسيم) هكذا: (لأن لك في الشريعة أصول المعرفة...)! وضعوا ثلاثة نقاط داخل النص الكتابي وعلَّقوا في هامش نفس الصفحة بالتالي: (لم يتم بولس المعنى المقصود. راجع ما جاء في حاشية الآية 16)! أي النص الذي ذكرناه آنفا بخصوص رومية (2: 16)[54]! وبنفس مافعلوه في طبعة الكتاب المقدس (دار المشرق-بولس باسيم) المشار اليها في الفقرة السابقة، تم حذف هذا التعليق واستبدلوه بعبارة: (الجملة غير تامة)! فقط!!

ث‌. في رسالة بولس الأولى الى أهل كورنثوس (9: 13-16) بحسب ترجمة سميث-فاندايك: (13 ألستم تعلمون أن الذين يعملون في الأشياء المقدسة، من الهيكل يأكلون؟ الذين يلازمون المذبح يشاركون المذبح؟

14 هكذا أيضا أمر الرب: أن الذين ينادون بالإنجيل، من الإنجيل يعيشون.

15 أما أنا فلم أستعمل شيئا من هذا، ولا كتبت هذا لكي يصير في هكذا. لأنه خير لي أن أموت من أن يعطل أحد فخري.

16 لأنه إن كنت أبشر فليس لي فخر، إذ الضرورة موضوعة علي، فويل لي إن كنت لا أبشر)! بينما تمت ترجمة الجملة (15) في طبعة العهد الجديد (بولس باسيم) هكذا: (ولم أكتب هذا لأحظى بشيءٍ منها. فأني أفضل الموت... لن يحرمني أحد هذه المفخرة). وكتبوا ثلاث نقاط دلالة على بتر النص!! وجاء التعليق التالي في هامش الصفحة: (لم يتم بولس الجملة وفعل ذلك غير مرّة في رسائله لأنه كان يمليها املاء، والمعنى أنه يفضل الموت على أن يتلقى معونة من القورنتيين فيحسبون أنه طامع في مالهم). بهذا التلاعب يريدون ان يغطوا على اخطاء بولس وعدم تتابع افكاره الامر الذي ادى الى انقطاع السياق بين عباراته في الرسالة الواحدة!!

ج‌. في الرسالة الى أفسس (3: 1و2) بحسب سميث-فاندايك: (1 بسبب هذا أنا بولس، أسير المسيح يسوع لأجلكم أيها الأمم، 2 إن كنتم قد سمعتم بتدبير نعمة الله المعطاة لي لأجلكم).

كتبوها في طبعة العهد الجديد (بولس باسيم): (لذلك انا بولس سجين المسيح في سبيلكم أيها الوثنيون... وقد سمعتم كيف اُوليتُ نعمة الله من اجلكم). وجاء التعليق التالي في الهامش: (لم يتم بولس هذه الجملة لإزدحام المعاني في صدره. وهذا شأنه في غير ذلك من رسائله).

وفي طبعة الكتاب المقدس (بولس باسيم) استبدلوا التعليق السابق بالتالي: (جملة غير تامّة تستأنف في الآية 14)! في محاولة للخروج من المازق!

§ تجميع رسائله: كما في التالي:

أ‌. يقول بعض علماء المسيحية ان رسالة بولس الثانية الى أهل كورنثوس هي رسالة مركبة من عدّة رسائل في وقتٍ ما من قبل شخص مجهول الهوية! فقد كتب ديفيد أ. دِه سيلفا: (كورنثوس الثانية: رسالة مركبة. كشف العلماء عدداً من القفزات أو النقلات المفاجئة خلال قراءتهم لكورنثوس الثانية. أفضل تفسير، بحسب رأيهم، هو أن كورنثوس الثانية هي وثيقة مركبة مجمَّعة معاً من بضع رسائل قصيرة. محتوى وترتيب هذه الرسائل يمكن إعادة تركيبه بتفحص دقيق)... ثم يورد نفاصيل يطول ايرادها، الى ان يقول: (لهذا قد تمثل كورنثوس الثانية أربع أو خمس رسائل منفصلة وأجزاء رسائل، رغم أنَّ مدى هذه وترتيبها يبقى موضع جدل. علينا أيضاً أن نأخذ بعين الاعتبار مقاصد المنقِّح أو المنقِّحين المسؤولين عن العمل وأساليبهم. لماذا فصلوا الرسائل الأصلية وتركوا جانباً أجزاء (على الأقل افتتاحيات وخاتمات، ولكن في حالة 2كورنثوس 6: 14-7: 1 أكثر من ذلك بكثير) ثم أعادوا ترتيب الأجزاء الى شكل الرسائل القانوني؟ هناك اقتراح معقول عن مناسبة تصنيف كهذا وُجِدَ في المشاكل اللاحقة التي عانت منها الكنيسة الكورنثية مع قادتها (انعكست هذه في رسالة اكليمنضوس الأولى) – كان هذا وقتاً مناسباً لكنيسة بأن ترجع الى كلمات بولس حول قضية السلطة في الخدمة – ولكن ليس لسبب كون التنقيح الذي تلقّته الرسالة كان قد أصبح ضرورياً أو مؤدّى بشكل أفضل بذلك الوضع)[55].

فما ادراهم هل هي تجميع لرسائل بولس وحدها ام فيها اجزاء من رسائل شخص آخر؟! وما هي صلاحية الذي قام بالعمل من حيث النزاهة والصدق وحسن الاختيار والالتزام الديني والفهم الديني. وما ادراهم انه لم يحصل تصحيح او تعديل او اضافة نصوص اليها او حذف نصوص منها؟!

ب‌. يقول بعض علماء المسيحية ان رسالة بولس الى أهل فيلبي هي في الأصل ثلاث رسائل تم تجميعها في وقتٍ ما من قبل شخص مجهول لتصبح رسالة واحدة!!

فقد كتب ديفيد أ. دِه سيلفا: (نحتاج ان نولي اهتمامنا لقضية ما إذا كان ينبغي علينا أن نقرأ الرسالة ككل موحد منفرد، أم كمركب من بضع رسائل محبوكة معاً من قبل منقّح لاحق. ظن بعض العلماء أنهم اكتشفوا قُطَبَاً تربط أجزاءً ببعضها البعض في فيلبي، مما يشير الى أن اكثر من رسالة كانت قد جُمِعَتْ معاً لتشكّل رسالة فيلبي القانونية. بعضهم يفصل فيلبي (4: 10-20) عن باقي الرسالة كملاحظة شكر مستقلة أصلاً، كانت قد أُرسلت على عجل كرد على تقدمة الفيلبيين للمساعدة المادية. يعتبر هؤلاء القُرّاء أنّه من غير المعقول (وليس قليل الوقاحة) أن يكون بولس قد أجّل إظهار عرفانه للجميل الى آخر رسالة قانونية كرسالة فيلبي. وهناك رسائل قديمة أخرى كانت رداً على تقدمة، التي علاوة على ذلك،تميل لوضع ملاحظات الشكر والتقدير مثل هذه في البداية.وفوق ذلك ينظر البعض الى فيلبي 3: 1 ب-21 (أو 3: 1ب- 4:3)، الى جانب ختامها في فيلبي 4: 8-9، كجزء من رسالة ثالثة، كانت تتعامل بشكل أساسي مع المعلمين المنافسين الذين كانوا قد شقّوا طريقهم في ذلك الحين الى فيلبي، وكانوا يتنازعون على الكنيسة هناك. يؤكد هؤلاء القراء بأن نبرة الجدل و"قلق" بولس حيال حالة الكنيسة لا ينسجمان مع نبرة الثقة في باقي الرسالة. علاوة على ذلك، الدعوة "للفرح" في فيلبي (3: 1) تتدفق بشكل طبيعي أكثر في فيلبي (4:4) من دون هذا المقطع المُقحَم (على الرغم من التكرار الشامل)، ومشكلة الاستخدام المزدوج لـ "أخيراً" في فيلبي (3: 1) وفيلبي (4: 8) تجد لها حلاً باستخدام كل منها كخاتمة لرسالة منفصلة. علاوة على ذلك يتكلم بوليكاربُوس عن رسائل بولس الى فيلبي (Phil. 3. 2)، رغم أنَّ هذا كان يمكن أن يشير ببساطة لرسائل أصبحت مفقودة الآن، أو أن ينتج عن معلومات مغلوطة لدى بوليكاربُوس)[56].

إذن رسالة بولس الى أهل فيلبي هي في الاصل ثلاث رسائل في ثلاثة مخطوطات او أكثر تم تجميعها في وقت ما من قبل شخص مجهول، وهذا يعني أنه ليس عند المسيحيين مخطوطة أصلية لهذه الرسالة، إنما مخطوطاتهم هي لهذا التجميع المجهول المصدر، ولا احد يعرف ماذا حذف من الرسائل الأصلية أو ماذا اُضيف إليها!!

فهل من المعقول أن يكون هذا هو مستوى الوحي الذي اوحاه الإله القدير العظيم الى البشر ليؤمنوا ويتقوا ويطيعوا، وأن يكون حُجَّةً عليهم!!

ألم يكن تاتيان محقّاً حينما كان يرفض قانونية بعض رسائل بولس، كما نقل ذلك جيروم[57]! بل وكما نقل يوسابيوس أنّه «تجاسر على تحليل بعض كلمات للرسول - أي بولس - لتحسين أسلوبها»[58]! بل في زماننا هذا فإن جميع طبعات الكتاب المقدس والعهد الجديد قد "تجاسرت" على رسائل بولس وقامت بتحسين أسلوبها طمساً لحقيقة تهافت بعض مواضعها!

******* تم بحمد الله عزَّ وجلَّ *******

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

الهوامش:

[1] عبر الرابط: https://bit.ly/3l7AC9S

[2] عبر الرابط: https://bit.ly/32pbXGt

[3] مقال بعنوان (مشكلة لوقا1-3: التحريف من أجل دعم عقيدة (الكتاب موحى به))، بقلم د. احمد الشامي، منشور في مدونته، عبر الرابط:
أضغط هنا 
[4] الكتاب المقدس ( دار الكتاب المقدس ) والكتاب المقدس ( اغناطيوس زيادة ) والعهد الجديد ( روفائيل الاول بيداويد ).

[5] العهد الجديد ( المطبعة الكاثوليكية ) والعهد الجديد ( بولس باسيم ).

[6] الكتاب المقدس (G.C.CENTER).

[7] عبر الرابط: https://bit.ly/3p8DHJ5

[8] عبر الرابط: https://bit.ly/3ldBFoQ

[9] عبر الرابط: https://bit.ly/38iTTle

[10] عبر الرابط: https://bit.ly/3kh023T

[11] البروفسور عبد الاحد داود هو الكاهن ديفد بنجامين كلداني الاستاذ في علم اللاهوت وقسيس الروم الكاثوليك ، ولد عام 1867م في أورميا من بلاد فارس كان له نشاط تبشيري واسع الى ان قرر الاعتكاف ودراسة الكتاب المقدس بلغاته الأصلية ثم زار مدينة اسطانبول سنة 1904م وألتقى مع شيخ الاسلام جمال الدين الافغاني وعلماء اخرين حيث أعلن أسلامه.

[12] محمد (ص) في الكتاب المقدس / عبد الاحد داود ـ ص (207-229).

انظر ايضاً: كتاب محمد (ص) كما ورد في كتب اليهود والنصارى / القس السابق عبد الاحد داود / ترجمة محمد فاروق الزين / مكتبة العبيكان / الطبعة الاولى 1997م– ص193.

[13] طبعة الكتاب المقدس ( دار الكتاب المقدس ) وطبعة الكتاب المقدس ( اغناطيوس زيادة ) .

[14] طبعة الكتاب المقدس ( G.C.CENTER ) .

[15] سفر التكوين ( 18:21 ) .

[16] مكة المدينة المقدسة التي توجد فيها الكعبة قبلة المسلمين الموحدين ، وقد اطلق عليها الكتاب المقدس اسم " اورشليم الجديدة " ووصفها وصفاً دقيقاً فقال عن اورشليم الجديدة ( الطول والعرض والارتفاع متساوية ) وهو وصف دقيق للكعبة المطهرة ، راجع رؤيا يوحنا اللاهوتي (16:21).

[17] العهد القديم / سفر التكوين ( 7:10 ) .

[18] انظر الخارطة في الصفحة الاولى من طبعة الكتاب المقدس ( دار الكتاب المقدس ) .

[19] قبيلة قريش من القبائل العربية التي تعود في نسبها الى عدنان أبو العرب العدنانيين وهو من ذرية قيدار بن اسماعيل بن ابراهيم الخليل .

[20] الكتاب المقدس ( أغناطيوس زيادة ) ـ ص 475 .

[21] التوارة السامرية / ترجمها الى العربية الكاهن السامري ابو الحسن إسحاق الصوري / تقديم وتعليق د. أحمد حجازي السقا / دار الجيل / الطبعة الاولى، 2007م - ص172.

[22] كما في: التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص2279، والكتاب المقدس (كتاب الحياة)، والكتاب المقدس (الترجمة الكاثوليكية اليسوعية).

[23] كما في: الكتاب المقدس (اغناطيوس زيادة)، و(العهد الجديد (المكتبة البولسية).

[24] عبر الرابط: https://bit.ly/3l8IA2D أيضاً انظر الرابط: https://bit.ly/3ldCj5K

[25] عبر الرابط: https://bit.ly/36tMfCb

[26] عبر الرباط: https://bit.ly/38nuZB4

[27] موقع الانبا تكلا هيمانوت، تراث الكنيسة القبطية الآرثوذكسية / عبر الرابط:
أضغط هنا 
[28] موقع الانبا تكلا هيمانوت، تراث الكنيسة القبطية الآرثوذكسية / عبر الرابط:
أضغط هنا 
[29] اتباع الكنيسة الآرثوذكسية الخلقيدونية.

[30] اتباع الكنيسة الآرثوذكسية غير الخلقيدونية.

[31] تاريخ و عقائد الكتاب المقدس بين إشكالية التقنين و التقديس / د. يوسف الكلام / دار صفحات للدراسة والنشر / الاصدار الاول 2009م - هامش ص87.

[32] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس – ص1472.

[33] الكتاب المقدس / دار المشرق / طبعة ثالثة، 1994م / صادق على طبعها بولس باسيم النائب الرسولي للاتين في بيروت - ص1642.

[34] المصدر السابق – ص1741.

[35] المصدر السابق – ص1755.

[36] المصدر السابق – ص1758.

[37] العهد الجديد / قراءة رعائية – الترجمة المشتركة / جمعية الكتاب المقدس في بيروت / حواشي الأب بولس الفغالي / الاصدار الأول، الطبعة الأولى، 2004م.

[38] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس – ص2477.

[39] العهد الجديد، قراءة رعائية / مع هوامش بولس الفغالي – ص659.

[40] تفسير رسالة بولس الرسول الى فيلبي / القس مكسيموس صموئيل / كنيسة السيدة العذراء مريم، الصاغة، ملوي- ص8و9.

[41] تفسير وليم ماكدونالد لرسالة بولس الى اهل فيلبي (1: 8)، في موقع مركز دراسات الكتاب المقدس، عبر الرابط:
أضغط هنا
[42] تفسير بنيامين بنكرتن لرسالة بولس الى اهل فيلبي (1: 8)، موقع مركز دراسات الكتاب المقدس، عبر الرابط:
أضغط هنا 
[43] تفسير فهمي خليل لرسالة بولس الى اهل فيلبي (1: 8)، في موقع مركز دراسات الكتاب المقدس، عبر الرابط: 
أضغط هنا
[44] تأملات في الراسالة الى فيلبي بقلم هاملتون سميث، موقع كلمة الحياة، عبر الرابط:

اضغط هنا
[45] رسالة بولس الرسول الى فيلبي / القس انطونيوس فكري / مشروع الكنوز القبطية - ص9.

[46] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس – ص2539.

[47] مقدمة للعهد الجديد / ديفيد أ. دِه سيلفا – ج2 ص368.

[48] المصدر السابق.

[49] العهد الجديد / دار المشرق في بيروت / طبعة ثامنة / مكتوب على غلافها الداخلي: لا مانع من طبعه. بولس باسيم النائب الرسولي لِلّاتين، بيروت 22 تشرين الأول 1979/ مكتوب في نهايتها: انجزت المطبعة الكاثوليكية في عاريا طبع (العهد الجديد) في التاسع والعشرين من شهر آذار سنة 1982.

[50] الكتاب المقدس / دار المشرق في بيروت / طبعة ثالثة 1994 / مكتوب على غلافها الداخلي: لا مانع من طبعه. بولس باسيم النائب الرسولي لِلّاتين، بيروت في 7 تشرين الثاني 1988 / مكتوب في نهايتها: انجزت المطبعة الكاثوليكية ش.م.ل.، عاريا – لبنان طبع "العهد الجديد"-الكتاب المقدس في الثلاثين من تشرين الثاني (نوفمبر) 1994.

[51] العهد الجديد / منشورات المكتبة البولسية في بيروت / نقله عن اليونانية وعلَّق عليه الأب جورج فاخوري البولسي / الطبعة السادسة والعشرون، 1995م / وفيها مقدمة ثناء بقلم مكسيموس الرابع بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم.

[52] العهد الجديد / الترجمة العربية المبسّطة / المركز العالمي لترجمة الكتاب المقدس / مطبعة دار إلياس العصرية / الطبعة الأولى 2004م.

[53] العهد الجديد / الترجمة العربية المشتركة/ جمعية الكتاب المقدس في لبنان / بإذن الرؤساء مار روفائيل الأول بيداويد بطريرك بابل على الكلدان / الطبعة الرابعة 1993م.

[54] يقصدون النص في الهامش الذي كتبوا فيه: (اضيفت هذه الكلمات التي لم ترد في الأصل ليستقيم المعنى. والأرجح ان هذه الآية تتمة لما جاء في الآية 13. ورد مثل ذلك غير مرّة في رسائل بولس، لأنه كان يملي رسائله فكان يبدأ في الجملة ثم ينسى أن يتمَّها)! وقد نقلناه آنفاص من مصدره.

[55] مقدمة للعهد الجديد / ديفيد أ. دِه سيلفا – ج2 ص155 و157.

[56] المصدر السابق – ج2 ص259 و260.

[57] انظر كتاب (St Jeromes Commentaries on Galatians, Titus, and Philemon)، ترجمة (Thomas P. Scheck) – ص278.

[58] تاريخ الكنيسة / يوسابيوس القيصري / تعريب القمص مرقس داود / مكتبة المحبة بالفجالة في مصر- ص228.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل محمد حسن الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/12/26



كتابة تعليق لموضوع : تعريف بترجمات الكتاب المقدس المخطوطة والمطبوعة – (10) والأخيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net