صفحة الكاتب : زاهر حسين العبدالله

لماذا لا نُقّدر على أعمالنا ومواقفنا التي نقوم بها؟
زاهر حسين العبدالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مقدمة:

في بعض الناس يعمل لأجل أن يحصل على الثناء والرفعة أو الرياء والسمعة رغبة منه لسماع كلمات الشكر والمدح لشخصه وبعضهم يعمل ليشعر بحالة من التقدير والإهتمام وهذه تحدث للوالدين غالباً وبين الأخوان والأقرباء ولذا تجد الكثير ممن يُحبط ويتألم ويتأوه أنه لم يعطى حقه ولم يقابل كما ينبغي ويضل مطالباً لحوحاً وإن لم ينطق لسانه بها لكن تجده كثير اللوم والعتاب والنقد ممن جحدوا حقه ولم يعطوه ولو القليل مما يستحق ولكن هذه النظرة يشوبها كثير من الخلل والخطأ وربما يصل الإنسان إلى الشرك الخفي وهو لا يعلم فمن طلب رضاء الناس للناس فقد أشرك في عمله بينه وبين الله سبحانه...

الصحيح في التعامل، ينبغي أن تكون الأعمال الحسنة كلها لله سبحانه لا سواه والرغبة في ثوابه كما ورد تجسيداً لقوله تعالى التي مدح فيها أهل البيت  إذ قال ﴿وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى‏ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً «8» إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً «9»﴾ - الإنسان.

كما أن الروايات والأدعية تؤكد أنه لا يوجد من يعطيك حقك فوق ما تستحق سوى الله سبحانه فهو الوحيد فقط الذي تترقب تقديره لك وهو أهلاً لذلك، فقد ورد في الدعاء «يامن أظهر الجميل وستر القبيح»، وورد في الدعاء «وكم ثناءٍ جميلٍ لستُ أهلاً له نشرته».

وورد في الرواية عن يونس ابن عبد الرحمن حينما بكى احد أصحاب الأئمة بين يدي الإمام يشكو سوء ظن إخوانه من الشيعة فيه فقال له الإمام «لو كان بيدك درة «جوهرة» وقالت الناس كلهم أنها حجر هل يضرك ذلك، فقال: لا يامولاي، فقال : لو بيدك حجر وقال الناس كلهم أنها درة «جوهرة» أينفعك ذلك!؟، فقال: لا يا مولاي» هنا الشاهد يا أخي وتأمل «فقال : إذا إمامك راضٍ عنك فلا يضرك ذم اخوانك» مضمون الرواية التي مصدرها بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 2 - الصفحة 66

 

الخلاصة:

من ذاق طعم الإخلاص لله سبحانه في عمله وأنس بما عند ربه زهد في ثناء غيره فقد أعطاه من بيده العطاء والاستحقاق حتى نصل جميعاً أن المهم في اعمالنا التطوعية رضوان الله سبحانه وإن ذكر غيرنا وان سلب حقنا ظاهراً إذ لا قيمة في قلب المؤمن الراضي بما عند ربه نسب العمل له ام لغيره المهم خدمة المؤمنين والمؤمنات لله وحده لا شريك له.

وهكذا سيرة أهل البيت ، حينما أوصل الإمام علي  خبز الشعير متنكراً لبعض أرحامه فأخذها وقال الغرباء يصلونا وعلي بن أبي طالب لا يصلنا فحمد الله واثنى عليه ولم يعرف بنفسه وكذا السجاد  صار له نفس الموقف.

لعلك تقول هذه مثالية زائدة أقول لك إنما جعل أهل البيت  قدوة نقتدي بهم في الشدة والرخاء وإن كانت في صورتها مثالية لكن ليست مستحيل وقوعها ممن امتحن الله قلبه للإيمان وأنتم والأخوة إن شاء الله منهم وانا الذليل أقلكم بضاعة وأكثركم ذنباً وأشدكم تقصيراً ونسأل من الله القبول والمغفرة والعتق من النار.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهر حسين العبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/11/11



كتابة تعليق لموضوع : لماذا لا نُقّدر على أعمالنا ومواقفنا التي نقوم بها؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net