صفحة الكاتب : حميد الحريزي

الأديب العراقي حميد الحريزي للمجلة الثقافية الجزائرية: من الصعوبة حقا ان يجد المثقف توازنه في مجتمع غير متوازن
حميد الحريزي

كاتب روائي عراقي يجيد مخاطبة القارئ بأسلوب رزين، ولغة جميلة تتقاطع فيها القصيدة أحيانا، إذ تلتقي مع القصة القصيرة، ومع المقالة الأدبية أو حتى السياسية..  وبالإضافة إلى كل ذلك فهو مناضل يعي أن قضيته الأولى والأخيرة تكمن في تحرير الإنسان من الديكتاتوريات كيفما كانت مسمياتها، وأن الإنسان الذي خلقه الله حرا، لا بد أن يدافع عن حريته التي تتجسد في كرامته، وفي كبريائه.. في هذا الحوار، فتح لنا الأديب الروائي المناضل حميد الحريزي قلبه، وتكلم عن الثقافة والمثقف، مثلما تكلم عما يسمى بالربيع العربي، وعن أهمية النضال حين يكون مساره صادقا وليس مفتعلا أو محركا من الخارج.. نترككم مع الحوار كاملا:

المجلة الثقافية الجزائرية: لو طلبت من الاستاذ حميد الحريزي ان يقدم نفسه للقاريء الجزائري فماذا بقول

حميد الحريزي: في البدء نود ان نقدم شكرنا الجزيل   لهيئة تحرير  مجلة ((الثقافة الجزائرية)) لمبادرتهم  الجميلة هذه وأتاحتهم لنا مثل هذه الفرصة  لتعريفنا  لقراء ومثقفي  الجزائر الأعزاء متمنيا ان انال رضاهم ومحبتهم، لما في نفسي من عظيم ود وتقدير للشعب الجزائري وبالخصوص  لأدبائه  وكتابه ومثقفيه، كنا ونحن اطفالا نتغنى  ببطولة الشعب الجزائري  في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي ،بكفاحه من اجل الحرية والانعتاق من  براثن الاستعمار الجزائري البغيض، وعلاقات الود والصداقة التي  تربط جمهورية العراق بقيادة الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم بالجمهورية الجزائرية ودعمه  للثورة الجزائرية  آنذاك فألف  تحية حب وتقدير للجزائر وطنا وشعبا واد باءا  وكتابا ومناضلين ومواطنين  عاديين..  حميد لفته الحريزي  عراقي عربي من مواليد 1953،  ينتمي الى أسرة فلاحية عمالية  فقيرة، لأبويين اميين  في ريف المشخاب التابع لمحافظة النجف المشهور بزراعة  اطيب واطعم انواع الرز ((العنبر)) في العالم... هاجرت أسرته  من الريف الى المدينة بسبب  الفقر والفاقة والقهر في 1963،  رافقته وعائلته ظروف اشد ضراوة  وقهرا في المدينة، انهى دراسته الاعدادية   بمعدل جيد ولكن  ظرفه المادي اضطره لتكميل دراسته  في المعهد الطبي الفني بدلا من كلية الهندسة او العلوم او الاداب والكليات الاخرى التي كان  معدله يؤهله  للدراسة فيها.. لان خريج هذا المعهد  مضمون التعيين في دوائر الدولة العراقية الصحية... وللطالب خلال دراسته مخصصات طعام  وسكن.. انخرط الحريزي منذ  صباه ولا اقول منذ نعومة اظافره لأنها لم تكن ناعمة، في العمل السياسي السري في الحزب الشيوعي العراقي لقناعته انه الطريق الوحيد الذي  يضمن الرفاه والعيش الرغيد والأمان لجماهير الفقراء والكادحين... بسبب انتماءه هذا تعرض للكثير من العسف والحرمان والضغط،  تنقل في العمل الوظيفي من اقصى شمال العراق الى جنوبه  بسبب عدم ولائه وعدم انتماءه لحزب البعث الحاكم انذاك في ألعراق استنزفت  الخدمة الاجبارية في الجيش اجمل ايام شبابه   لأكثر من 13 عاما بين مكلفية وخدمة احتياط في حروب صدام ألمتوالية  يشعر ان لديه  الكثير مما يريد ان يعبر عنه ليكون متنفسا  لمعاناته متعددة  الاشكال...  شعرا او قصة  او  مقال سياسيي.. كبت هذه الرغبة  لسنوات طوال لكي لا يلفت انظار كلاب السلطة  اليه ولكي لا يكون  تحت الاضواء... استمر الحال  على هذا الحال  حتى  الى ما بعد  انهيار الديكتاتورية على يد قوات الاحتلال الامريكي... وهنا بدت معاناة جديدة ...  لأنه  احس بان حزبه ((قيادة الحزب الشيوعي العراقي)) تخلت عن مبادئ الشيوعية وأذعنت  لواقع الاحتلال والاستغلال ودخلت في عملية سياسية  تميزت بالمحاصصة العرقية والطائفية والتبعية... أسس(( حركة اليسار الديمقراطي العراقي)) في 2006... التي لم تزل  في طور التأسيس  تحبو في واقع فاسد ومستهلك من الصعوبة بمكان أن يكون حاضنة مناسبة لمثل هذه الحركة او غيرها من  ذات التوجه اليساري الماركسي خصوصا  احب الحريزي الكتاب واقتطع رغيف  عيشه من اجل اقتنائه، أحب القراءة الى حد ألعشق لم يسع ولن يطمح  لامتلاك العقارات او السيارات ولكنه يفتخر ان لديه  مكتبة رائعة تضم عدة آلاف من  الكتب بمختلف الاهتمامات الادبية والفلسفية والاقتصادية وعلم الاجتماع وعلم النفس  والتاريخ والعلوم الطبية.. وجد متنفسا للكتابة  بعد انهيار الديكتاتورية فكتب المقال السياسي  والدراسة  السياسية والاجتماعية، القصة، والقصة القصيرة والرواية والقصيدة الشعرية والنقد الادبي... حميد الحريزي متزوج وله ثلاثة اولاد وابنتان.. متقاعد منذ عام 1999  ولم  يَعُد للعمل الوظيفي بعد الاحتلال للعراق في 2003 مما سبب له مزيدا من المتاعب في حياته اليومية لتفاهة الراتب التقاعدي  حيث لم تنصف  حكومة ((الديمقراطية )) كما الديكتاتورية شريحة المتقاعدين... لم اندم على  سنوات كفاحي المتواضع كسياسي يساري ولم ازل  مقتنعا  بالفكر والفلسفة الماركسية كمنهج  حياة.. هذا بشكل مكثف ما اردت ان  يعرفه عني  القاريء الجزائري وله ان  رغب ان  يجد عني الكثير في  الشبكة العنكبوتية والمواقع المختلفة  ومنها موقع   ((مجلة الثقافة الجزائرية)) حيث توجد سيرتي الذاتية.....

المجلة الثقافية الجزائرية: تكتب الشعر والقصة والرواية. دعني اسالك، كيف يتمكن الكاتب من هذه السرود دون ان يفقد توازنه بينها؟؟؟؟

حميد الحريزي: شكرا لسؤالكم  الجميل هذا وبودي ان اضيف اني كتبت العمود الصحفي والدراسة السياسية وبعض دراسات علم النفس والاجتماع  ان بدايات  شبابي السبعيني وانتمائي  للحركة اليسارية، رسخ لدي ولدى غيري  ممن لهم نفس التوجهات انه يجب ان يكون قائدا جماهيريا وعليه ان  يمتلك شيئا  من  كل صنوف المعارف  والتوجهات الثقافية الادبية والسياسية والفكرية.... هذا الحال  خلق  لدينا  تراكم معرفي في مجالات مختلف اخذت تفتش لها عن منفذ في وقت مناسب..... وهكذا كان خصوصا بعد ان  شعرت  ان أي اطار تنظيمي  تقليدي لا يمكن  ان يستوعبني، ولا يمكنني  الانقياد لوصاياه وتعليماته... فقرر ما فهمته جل وقتي  للأدب  والثقافة والفكر تحصيلا وتنظيرا  وتجديدا  وفق  نظرتي الخاصة  وطبعا المسترشدة بالمنهج الماركسي كما فهمته وتمثلته، كمنهج قادر على  التفسير والتغيير وقادر على تجديد نفسه ذاتيا وبشكل دائم انطلاقا من  بنيته التي  لا تؤمن بالجمود  وترافق  المتغير دائما من اجل الافضل والأكمل، لانهالا تؤمن بالكمال التام وترى  ان من اكتمل مات... هذا ما فهمته من الفكر والفلسفة الماركسية فكتبت المقالة السياسية لأنها  وسيلة مهمة لنشر الفكر ونقد الواقع  وتبني مطالب الناس، وكتبت الدراسة  في الساسة وعلم النفس والاجتماع  لأهميتها في  تطور وعي ألناس ثم وجدت رغبة ملحة  لكتابة القصة القصيرة  موثقا معبرا فيها العديد من تجاربي الشخصية في الريف والمدينة وفترة  العمل والدراسة.... ثم كتبت الشعر الذي فرض نفسه علي فرضا كنبع روحي لا يمكن مقاومة تدققه واتت من بعدها  الرواية  لتشمل  الجميع من  قصة وشعر  ومقالة  ودراسة  وعلم نفس  وعلم اجتماع واقتصاد وسياسة.. احيان يغلب  ويسود بعضهما على الاخر  ولكن المهمش فترة يعود الى الصدارة في وقت اخر، كما هي مواسم النباتات  وعطاء الاشجار لكل وقته وموسمه  ووقت ازهاره  وإعطاء ثماره.. ولاشك أن هذا المنحى الموسوعي للكاتب وتعدد  اجناس كتاباته  تجد له اثرا في طبيعة هذه الكتابات فتجد الشعر  وأسلوب السرد القصصي وبعض  سمات المقالة  السياسية  له  ظل او ظهور مستتر او واضح في كل جنس من اجناس الكتابة  للكاتب أي هناك عملية تداخل وتزاوج  وتبادل  وتحاور لمختلف الاجناس  في حضرة وساحة النص المهيمن للكاتب.

المجلة الثقافية الجزائرية:  لعل كتابة القصيدة تختلف من حيث  تقنياتها ولغتها عن القصة او حتى الرواية ، فأي السرود تراها الاقدر على منحك ارضية خصبة لنص حار وحقيقي؟؟؟؟

حميد الحريزي: نعم يبدو لي اني  قد اجبت على  جوهر سؤالكم هذا في اجابتي اعلاه  فهذه الانواع والأجناس الادبية المختلفة   تبدو لي انها تتناوب  على  سماء روحي  ومخيلتي  وفقا  لظروف  حياتية ونفسية داخلية خاصة  تجد فيها  موسم  ولادتها، وينابيع  تجد فيها  وقت تفجرها وانبثاقها، كمهرة لا استطيع ان  احكم لجامها ،فطورا  تسكن وطورا تمشي خببا وطورا  تجري بسرعة البرق، ولا شك ان  للظروف الخارجية، اجتماعية  ونفسية شخصية او تحولات سياسية  لها  دور غير قليل في تغليب  جنس ادبي او كتابي على أخر لذلك  لم يولد لي  كما ارى  انا طبعا نصا باردا، ولكن ربما اتى نصا متميزا اكثر من غيره  وهذا موضوع آخر وله اسبابه  وحيثياته المختلفة... فليس كل الابناء بنفس المواصفات الجمالية والجسمانية والفكرية ولكن بالتأكيد  يوجد بينهم  ماهو مشترك يحمل سمات الأبوين

المجلة الثقافية الجزائرية: نشر لك موقعنا روايتك "العربانة " التي حاولت من خلالها المقاربة بين التاريخ وبين الراهن . هل ترى ان التاريخ ما يزال يشكل ذاكرة النص العربي ألراهن

حميد الحريزي: اود ان اقول اولا  اننا كأمة  وكقومية نتميز  بين العديد من القوميات والأمم  الاخرى بأننا نمتلك تاريخا  طويلا  مثقل بالكثير من الانتصارات والانجازات والعثرات والكبوات وهنا لابد لهذا التاريخ ان يكون له انعكاس في وعي ولا وعي  الكاتب العربي وتكون له بصمة واضحة في نتاجه الفكري والأدب وهو امر نجده عند اغلب الامم  ذات التاريخ الحضاري والثقافي  الغني كما هو في الهند او الصين  مثلا. ثانيا  ان التاريخ الماضي وقائعه وأحداثه ومجرياته لابد وان لها وقع  واثر في الحاضر ولابد للحاضر ان تكون له امتدادات في المستقبل  وهنا لا يمكن ان تكون هناك قطيعة  كاملة للكاتب مع التاريخ وافرازاته  وإلا سيكون  كشجرة  تنمو في الهواء بلا جذور ولا سمات واضحة.. ثالثا  يتميز كاتب عن اخر في طريقة  استثماره  وتوظيفه واختياره للمخزون التاريخي لامته ولشعبه  وهذا لا يأتي اعتباطيا وإنما هو وليد ترابط جدلي بين  المنهج الفكري والفلسفي للكاتب وبين مخزونه الحضاري والثقافي وقدرته على  وعي لا وعيه اثناء الكتابة ورسم ملامح  وسمات النص ألمنتج اما بالنسبة لرواية (( العربانة )) فاني ارى انها تمثل مشروع العمر الروائي الاهم بالنسبة لي  فالرواية تهدف الى  مايلي وبإيجاز وتكثيف كبير:-

أ‌-   اني ارى ان تاريخ  أي بلد يجب ان يوثق روائيا ، لان الرواية ليست تسجيلا لأحداث كما هو حال  المنتج التاريخي وإنما هو غوص في تفاصيل الواقع الاجتماعي المعاش انذاك وسبر غور اسباب   واقعيته كما  النص الروائي يؤشر للقاريء  ما وراء  ظواهر وأحداث  ومجريات الحاضر ، وان هذا العمل لم  ينجز في العراق لحد الان  وأظنه كذلك في العديد من البلدان ألعربية للكاتب والروائي الكبير عبد الرحمن منيف وهو ليس عراقيا طبعا مساهمة كبيرة ورائعة في  هذا المنحى عبر روايته  ((ارض السواد)) والتي تنتهي عند  بدايات  ظهور اولى علامات الاحتلال البريطاني للعراق  وأخر علامات انهيار  الاحتلال ألعثماني لذلك هناك وجدت  حقبة زمنية مهمة بقية كما ارى بدون تغطية روائية الا وهي فترة الاحتلال البريطاني للعراق وقيام الدولة العراقية  وفترة الحكم الملكي للعراق وقد  تضمن الجزء الاول من ((العربانة ))  بعض الاحداث المهمة لهذه الفترة  أي من اواسط الاربعينات للقرن الماضي لغاية ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وسقوط الملكية ، نطمح ان تكون فترة 1958 – 1963 هي  موضوع اهتمام الجزء الثاني من العربانة وليكون   الجزء الثالث الفترة من  1963  وبالتحديد من شباط 1963 الانقلاب الفاشي في العراق لغاية  1968  وعودة حزب البعث ثانية للسلطة، ثم يتناول الجزء الرابع فترة حكم البعث متضمنا فصولا مختلفة عن بداية حكم البعث  ثم فترة الجبهة الوطنية  وفترة  حكم صدام وحروبه المتعددة  وفترة الحصار و انعكاسته عل ى المجتمع والفرد العراقي  وليكون الجزء الاخير متضمنا  فترة ما بعد الاحتلال ولحين التاريخ

ارى ان من الضروري جدا التمييز والفصل الواضح بين رواية تاريخية تعتمد حوادث وأسماء فاعليها الحقيقية كما يذكرها المؤرخ  ولكن بأسلوب  ادبي-كما فعل جرجي زيدان في بعض رواياته-، وبين رواية تستلهم التاريخ بأسماء من خلق الكاتب، وسرد للأحداث تختلف عن سرد المؤرخ من حيث التفسير والتأثير وطبيعة سير الاحداث كبعض روايات  عبد الرحمن منيف ......

ب‌-  ان رواية((العربانه))  استهدفت متابعة تطور  وعي  الفرد العراقي  وبالخصوص  تحولات وتغيرات الشخصية الشعبية  العراقية  عبر  متابعة  ((مظلوم)) ابن الريف الامي  ((الخام))   وتحولاته الفكرية والمعرفية والثقافية  ومن خلاله نلقي الضوء على الشرائح والطبقات الاجتماعية الاخرى ،  وإلقاء الضوء على الوضع السياسي والثقافي  والفكري السائد انذاك ........ ولاشك ان  الرواية ركزت بشكل واضح على دور الفكر اليساري ممثلا بالحزب الشيوعي العراقي الذي اعلن عن ولادته  في 31 اذار 1934  والمحتفل بذكرى  ميلاده الثامنة والسبعين قبل عدة ايام ... ليس لاني    شيوعي ولكن لان تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ونضاله  يمكن ان يعبر بحق عن حقيقة الحراك الاجتماعي  الجاري في المجتمع العراقي، و يمثل نموذجا  لتكون وتبلور  الوعي الفكري والسياسي لدى الفرد العراقي  ومن يقرأ كتاب  المؤرخ والكاتب الكبير  حنا بطاطو  عن العراق  يرى هذا الامر واضحا.......

ج- اني ارى  القاء الضوء  على  الظواهر الاجتماعية واستظهار تاريخ الظاهرة  ومنابع نشوؤها وتكونها يمكن  الباحث والمهتم  والمسئول من فهم مجريات الاحداث وبروز الظواهر في واقعه المعاش وبالتالي  تمكنه  من  اتخاذ القرار السليم سواء بتنميتها او كبحها والقضاء عليها... فمثلا من  يقرأ تاريخ العراق وتحولات المجتمع العراقي وطبيعة السلطات الحاكمة في مختلف   الفترات لا يستغرب بروز ظاهر التعصب العرقي والطائفي ، وكذلك كبقية الظواهر الاخرى كظاهرة العنف او استشراء الفساد المالي والإداري ، التحولات الفكرية والسياسية للفرد العراقي ومن الضد الى الضد والعبور من  ضفة الى الضفة الاخرى  وبشكل  حاد ... من قوماني  الى شيوعي ومن شيوعي الى بعثي او اسلاموي متعصب وبالعكس..... الخ.

من يتابع الرواية العراقية  يستطيع ان  يرى هيمنة حياة المدينة  وتفصيلاتها لان الرواية هي بحق  بنت المدينة ، ولكنه يفتقد الى  روايات او قصص  تغور في عمق  تحولات وطبيعة حياة ابن الريف  والقرية العراقية الا ما ندر  ك رباعية الكاتب العراقي المعروف ((شمران الياسري))،  ونرى ان السبب هنا يعود الى ان  اغلب ادباء العراق ابناء مدينة  بالولادة والنشأة ، بتواضع شديد حاول الحريزي ان يهتم بهذه  البيئة الريفية لأنه عاشها طفولة وصبا ولا زالت له  اواصر وعلاقات  قرابة وصداقة قوية في الريف  مسقط رأسه،  وقد تضمنت مجموعته القصصية ((ارض الزعفران)) وقصص اخرى  حياة الريف وابن الريف عاداته وتقاليده  ومعاناته  في ظل   التحولات السياسية الجارية في البلد....  وخصوصا في  رواية ((العربانه)) ورواية ((احلام المشاحيف))، والرواية القصيرة جدا (( كاوه الاهوار))، وقصص((كبرياء كلب)) و((عش السنونو)) و((ماي العروس)) و((نداء طائر الحجل)) القصة التي فازت بالجائزة الاولى في الوطن العربي لعام 2010  في المسابقة  المقامة من قبل مجلس الصحافة العالمي... ومما تقدم  تأتي بنظري اهمية ((العربانة )) كمحاولة  اولى  للغوص في  طبيعة المجتمع العراقي وآفاق تطوره ... نتمنى ان  نتمكن من اكمال هذا الحلم  الادبي  قبل ان   يصطحبنا معه  الزائر الاخير...

المجلة الثقافية الجزائرية: ما يبدو مثيرا في الكثير من النصوص الادبية في مختلف السرود انها صارت تستمد وجودها من التاريخ ، كيف تفسر هذه العودة الى ألجذور

حميد الحريزي: ارى ان هذا  الذي اسميتموه ب((العودة)) الى الجذور التاريخية له مبرراته التالية :-

اولا :- هو ردة فعل واعية او مستفزة  للهجوم الثقافي والسياسي  للمجتمع الغربي في عصر عولمته الرأسمالية المتوحشة   لطمس هوية الامم والشعوب   ودمجها القهري والإكراهي المسلح في بنيتها  القافية ومحو معالمها ليس كأمم متكافئة  متعايشة وإنما  لفرض  ثقافتها وفكرها وطراز حياتها وقيمها على هذه ألمجتمعات مستغلة  تخلفها  وتشتتها وفساد انظمتها السياسية...ما  جعل المثقف الاديب والمفكر  يؤكد على ماضي امته الحضاري  وعصوره ((الذهبية)) ليكتسب المناعة ضد هذا الغزو الثقافي الشرس...

ثانيا  حضور فسحة لا بأس بها من الحرية الفكرية  والثقافية  وظهور مدارس حديثة  في النقد والتفكيك والتركيب ودراسة التاريخ  حفز لدى الكتاب  الادباء والمفكرين  لاستحضار ماضيهم التاريخي ولكن  المار عبر فلتر الفكر والنقد الحديث،  ولان المثقف العربي لم  يمتلك يوما حريته الكاملة  للتخلص من  كابوس التابوهات والممنوعات  عند الكتابة، فعندما  وجد فسحة من حرية  يسعى لإعادة كتابة تاريخه بروح عصرية وتجاوز التقليد، بالمناسبة قرأت يوما  ان احد المثقفين العرب ترك تخصصه العلمي  في الطب او الهندسة وتوجه لدراسة وتدريس التاريخ رغم قلة  مردوده  فأجاب عن   سائله عن السبب :- انه يرى ان  اغلب امراضنا النفسية والاجتماعية وأزماتنا المتوالية نابعة عن عدم قراءة تاريخنا بالشكل الصحيح والموضوعي  فلذلك هو يرى كمثقف عضوي  ان للتاريخ اولوية كبرى على بقية العلوم من اجل خلاص مجتمعاتنا من امراضها ونكباتها وتخلفها.. أي يجب كسر مبدأ التقديس للنص  والشخص والعمل وفق مبدأ  ان لا ثابت  سوى ألمتغير أي ان  ما قام به الاديب والمفكر والمثقف الغربي في  عصر التنوير والنهضة لم ينجز في بلداننا بعد ....

المجلة الثقافية الجزائرية: مع ذلك يبدو النص الادبي في كثير من الاحيان اشبه الى الحكاية التي يتقاطع فيها الانتقاد والتنظير... ما رأيك ؟؟؟

حميد الحريزي: نعم ... اولا  لا ادري أي نص تقصد  حضرتك هل هو النص الشعري او الروائي او القصة ...... وعلى العموم ان النصوص تختلف طبعا حسب  الكاتب المنتج للنص والمجتمع المنتج للكاتب  والواقع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع  لذلك لا يمكن التعميم  على كل النصوص بمختلف اجناسها ولا على كل الكتاب  بمختلف قدراتهم  وكفاءتهم ولا على كل المجتمعات وواقعها المعيش..... ولكننا نستطيع القول ان هيمنة مثل هذه الظاهرة  والتي لا اتفق معك في هيمنتها على الواقع الادبي العربي اقول ان السبب يعود في ذلك الا ان مجتمعاتنا العربية  تمر في حالة من التحول  الثقافي والسياسي وتحاول ان تتمثل الحداثة   في عصر يدعي ((ما بعد الحداثة ))، أي أن مجتمعاتنا في اغلبها لازالت تفتقد حتى  للتعريف العلمي   للمجتمع وهي في الاعم الاغلب تكتلات بشرية  مازالت مجتمعات اهلية ما قبل المدنية  تعتمد الطائفة والعشيرة   كركائز لوجودها وتكون وقيام حكوماتها ومؤسساتها ان وجدت.. هذا الوصف  للواقع المجتمعي  ومتطلبات وإرهاصات التغيير  تلقي بثقلها على منتج النص الادبي فالمطلوب من المثقف ان يجاري الواقع المتردي المعاش لكي يفهم وان ينتقد و  ينظر  ليؤسس نظام اجتماعي وسياسي واقتصادي جديد يتمثل قيم المدنية والحداثة التي يطمح لها  الكاتب مما يجعل النص  بعين القاريء الناقد  مشوشا او تعوزه  القدرة  على اظهاره  بالمسحة الحداثية  المطلوبة.....

المجلة الثقافية الجزائرية: حدثني عن المشهد الثقافي في العراق في ظل هذه الظروف ألصعبة

حميد الحريزي: في وضعنا الحاضر وهيمنة التيارات الدينية على سدة الحكم، وما  خلفه  النظام السابق من قهر وتخلف واضطهاد، خلق  حالة من  الغربة للمثقف العراقي وخصوصا الجاد والملتزم،  فالواقع  الثقافي العام متردي  ومستهلك في الشعائر والشعارات،  وهذا ليس غريبا في مجتمع يبلغ حوالي  25% من سكانه  امي ابجدي والأمية الثقافية  اضعاف هذه ألنسبة ،التعليم في اسوء  فتراته من حيث البنى التحتية  ، توجد اكثر من الف مدرسة مبنية من الطين في الوقت الحاضر، تخلف كبير في المناهج الدراسية، المثقف لم يزل معرضا  للعنف الفكري والجسدي والتابوهات  تتعاظم بشكل مستمر، نشر روح النفعية والانتهازية  بين  من يتصدر  العملية الثقافية مما جعل  المثقف  الحقيقي  يعتزل مثل هذه الاوساط، وربما عوضه النيت عن بعضا من عزلته  ونشر نتاجه الادبية والثقافية  والتواصل مع  المثقف العربي والأجنبي عن طريق النت، وهذا امر جيد  حصلنا عليه بعد التغير في العراق اذ كان ممنوعا في العهد ألسابق تعقد الكثير من الندوات والمهرجانات في الوقت الحاضر في العراق ولكن اغلبها لا يمتلك العمق ولا يأتي بما هو جديد.....

المجلة الثقافية الجزائرية: سأنتقل الى موضوع المثقف والثورات العربية : اين يقف المثقف ازاء الحراك العربي الحالي

حميد الحريزي:  اولا  انا لا ارى فيها ثورات بل اسميتها ((فورات))، ثانيا  وان كان المثقف العربي  كغيره من ابناء وطنه يعاني من الحرمان المضاعف  والقهر الفكري والمادي، يريد تغييرا جذريا  مبني على اسس ديمقراطية حديثة بعيدة عن التعصب الديني والفكري، وعن الهيمنة او التدخل الخارجي هذا ما لم يحدث الان... لي دراسة منشورة في العديد من  المواقع الالكترونية وفي الصحف العراقية  اوضحت رأيي بهذه التغيرات بعنوان (( اضواء على الربيع العربي)) www.ssrcaw.org/default.asp?cid=&serchtext=%CD%E3%ED%CF، وبذلك يبدو المثقف العربي  في حيرة من امره هل  يقف مع الكتل البشرية الهائجة وهي لا تمثل طموحاته ولا اماله من التغيير المرتقب  خصوصا وإنها تحرك من قبل ايادي خارجية  وتهيمن عليها قوى دينية محافظة،  ولا يستطيع ان يساند الانظمة الاستبدادية المتفسخة الظالمة، ولا يجد من يستمع اليه في مثل هذا الهيجان والصخب الاعلامي الدعائي من قبل  الطرفين،  والملاحظ  انه بدء يتعرض للمضايقة والإقصاء المباشر من قبل القوى التي  اتت على رأس الموجة  كما هو الحال في مصر حاليا...

المجلة الثقافية الجزائرية: ثمة من يراوده خوف من تغيير أنظمة عربية راهنة فاسدة متهالكة بأنظمة أكثر فسادا وطغيانا ومولاة للغرب؟

حميد الحريزي: من المؤكد ان الانظمة العربية الحاكمة اغلبها اتت في زمن الحرب الباردة  بين المعسكرين  وكان للغرب الرأسمالي وخصوصا امريكا دورا كبيرا في ايصالها الى سدة الحكم سواء  بصورة مباشرة  او غير مباشرة  لمنع انتشار  الشيوعية في مثل هذه المنطقة الهامة من العالم  وهي  بأشكال وصور  ومسميات مختلفة منها قوما نية ومنها من انتحل  ((الاشتراكية )) او من العشائرية... الخ  وقد نجحت في هذا المسعى نجاحا كبيرا،  ومن المؤكد ايضا ان جميع هذه الانظمة هي استبدادية  وتابعة ومتخلفة ولا تؤمن بالديمقراطية ولكن الولايات المتحدة الامريكية ساندتها ودعمتها وغضت الطرف عن  اجرامها وقهرها لشعوبها... اما الان وبعد ان  اصبحت امريكا القطب الاوحد في العالم  وزال كما ترى  خطر الشيوعية بانهيار الاتحاد السوفيتي لكن رؤيتها  ومتابعتها لمدى حنق الشعوب العربية  واستياءها من حكامها وسعيها من اجل التغيير  وتحقيق حرياتها  وسعادتها- نعتقد ان من يحقق هذا  الطموح هو  ولادة ونضوج تيار  يساري او ديمقراطي  لبرالي   يتكون في رحم  هذه المجتمعات بعد ان  يتم نضج حامله الفكري الطبقة البرجوازية الوطنية المنتجة وحلفائها  وهذا امر صعب جدا في بلدان تابعة قطع الاستعمار طريق تطورها الطبيعي وحولها الى بلدان مستهلكة بقياد بقايا اقطاع وبرجوازية طفيلية اسميناها ((القطوازية ))- ، لذلك  قرر العقل الكوني الامريكي  العمل على  قتل هذا الجنين وهو في  رحم امه ، والإيعاز  للقوى  الدينية  وحثالات الطبقات الاجتماعية المستلبة  للتحرك واستلام السلطة ووأد  اداة التغيير الحقيقة، لكي توأمن  هدف معاداة اليسار والشيوعية، وتكبح جماح الطبقة البرجوازية الوطنية المنتجة ورغبتها في التحرر والانعتاق من  التبعية لسوق الرأسمال العالمي الاحتكاري، ولكي تعمل على تصنيع طبقة سياسية  تابعة  عبر الفوضى ((الخلاقة)) كما  تريد   تؤمن لها  الهيمنة والسيطرة على ثروات الشعوب والتحكم  بمصائرها على  مديات أبعد ولذلك فانا اتفق مع ما ذهبت اليه في  القسم الاخير من سؤالك... ولاشك ان  هذه الارادة الامريكية لا يمكن ان تتحقق بسهولة ويسر نظرا لأزماتها المتلاحقة ووقوفها مع اسرائيل  وعدم  صدقيتها مع العرب في كل قضاياهم المصرية ، وكذلك  لا يمكن  نسيان دور القوى الحية في هذه المجتمعات ومنها المثقفين العرب رغم ضعفه وقلة حيلته في مقاومة النفوذ الرأسمالي  الامريكي الصهيوني ومقاومة قوى التخلف والظلام .....

المجلة الثقافية الجزائرية: ثمة مثقفين كانوا جزءا لا يتجزأ من الانظمة  المستبدة وعندما انهارت وقفوا ضدها!

حميد الحريزي: نعم وهؤلاء من اسميناهم  ((هتافوا عصر العولمة )) وينتمون الى فصيلة ((المثقف الاسفنجي))  من عشيرة الحرباوات  التي تجيد التلون والتغيير حسب المحيط فمرة  مؤيد هتاف ، ومرة  معارض قذاف ، خصوصا في ظل  المتغيرات الجارية حاليا  وصعود  قوى سياسية لا تختلف عن السابقة الا بالشكل فهي  من لون واحد ولكن بتراكيز مختلفة .. فليس من الصعوبة على ((المثقف)) الانتهازي ان يجد له مكانا بجانب الحاكم الحالي الذي كان  وجه اخر للحاكم المنهار....

المجلة الثقافية الجزائرية: طيب كيف يقرأ  حميد الحريزي زملاءه من الادباء في العراق وخارجه ؟؟

حميد الحريزي: تقصد طبعا زملاءه الادباء العراقيين في داخل وخارج العراق،  ضمن  قدراتي المتواضعة وموقعي المتواضع جدا في المشهد الادبي العراقي  يصعب علي حقا ان اقيم او اصدر احكاما على ادباء بلد  عرف  باد باءه الكبار  والذين اصبحوا اعلاما  بارزة في الادب العراقي والعربي وحتى على الساحة العالمية، ولكن الادباء كغيرهم من شرائح المجتمع العراقي الراهن، حيث يمر بمرحلة صعبة وغير مستقرة، مجتمع  تتوزع عناصره بين الخضوع والاستسلام، او اليأس والإحباط، وبين الراكض وراء سراب الديمقراطية المستوردة  والموعودة  وبين من  يتطلع لحيازة المكاسب  والميزات  في بلد بالغ الثراء ن وبين  من يقف متفرجا  لا يدري ما يفعل او هو عاجز عن ان يفعل  او  من هو رافض لكل ما افرزه الاحتلال   ورافض للعملية السياسية  وقواها ومهندسيها وخبراؤها فمن الصعوبة حقا ان يجد المثقف توازنه في مجتمع غير متوازن لم يرسي بعد على كونفرميا اجتماعية محددة المعالم والقيم في وقت اهتزت قيمه القديمه واخذ يفتش عن بديل، فمنهم من ينقب عنه في المقابر وبطون الكتب الصفراء ومنهم من  يراه في  منارة  ((العم سام)) وبين   ممرات البيت الابيض، ومنهم يراه في  لحية ماركس والكتب الحمراء..... ومما لا مراء فيه ان  العراق بلد ثري بقامته الادبية العالية في كل الاحوال والظروف

المجلة الثقافية الجزائرية: وما مدى اقترابك من الادب الجزائري ؟؟؟

حميد الحريزي: انحني بإجلال وتقدير  للأدباء الجزائريين  ولمنتجهم الادبي  الذي   بلغ  مديات عربية وعالمية واسعة وراقية ،  قرأت لبعضهم كالروائي الجزائري المبدع الطاهر وطار  والشاعر الرائع  بوعبدالله فلاح  وقرأت عن اسماء  بارزة في الادب الجزائري والعربي  كأحلام مستغانمي، عيسى بن محمود ، والزين نور الدين........والأسماء الكبيرة والرائعة  كثيرة في بلد عظيم مثل الجزائر، اقول ان الادب الجزائري ادب راقي ومتميز وان المجتمع الجزائري   ولادا لأعلام وأسماء أدبية وفكرية كبيرة في الحاضر والمستقبل .

المجلة الثقافية الجزائرية: وماذا تقرأ الآن

حميد الحريزي: اقرأُ رواية الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو  (( العمى))، واقرأ كل ما يتعلق بثورة الرابع عشر من تموز 1958 في العراق، لتكون احد خلفيات   الجزء الثاني من روايتي ((العربانه )) كما ذكرت لكم  في  سؤال سابق. بالإضافة الى كتابات بعض الشعراء والأدباء ومنها  ديوان الشاعر العراقي الكبير يحيى السماوي ((تعالي لأبحث فيك عني)) الذي اهداه لي  قبل عدة ايام  ، ومتابعة ما ينشر في المواقع الالكترونية وصفحات الفسبوك، وبعض الدراسات   والتنظيرات في النقد الادبي الحديث .

المجلة الثقافية الجزائرية: ماذا تكتب؟؟

حميد الحريزي: اكتب دراسة عن السرد الغرائبي للأديب الدكتور  العراقي  القاص فرج ياسين  ، خاصة بمؤسسة وموقع ((المثقف)). بالإضافة الى  مراجعة بعض النصوص الشعرية  والقصص القصيرة  والقصيرة جدا التي لم تنشر بعد.

المجلة الثقافية الجزائرية: كلمة ترغب في قولها؟؟

حميد الحريزي: قي الختام نقول شكرا  وألف شكر للشعب الجزائري  العظيم ولأدباء الجزائر الاعزاء ولكادر مجلة ((الثقافة الجزائرية)) الرصينة، نتمنى للكل التقدم والازدهار والسلام ....


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الحريزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/13



كتابة تعليق لموضوع : الأديب العراقي حميد الحريزي للمجلة الثقافية الجزائرية: من الصعوبة حقا ان يجد المثقف توازنه في مجتمع غير متوازن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net